متي كلو
ام ايهاب تهز حكومة الكاظمي!!
"لا تحزني أمي إن مت في غض الشباب , غدا سأحرض أهل القبور وأجعلها ثورة تحت التراب" ..تشي جيفارا
السلاح المنفلد في عموم العراق، والحدود السائبة بين العراق وجيرانه من "الاشقاء" المخلصين” المؤمنين الذين زرعوا وما زالوا يزرعون الفتنة الطائفية في ارجائه، قوات تركيا تتمركز داخل العراق و مازالت تقصف يوميا عمق الحدود العراقية، البطالة تزداد يوما بعد يوم في ارجاء العراق، الاختلاس والرشوة تتوسع يوما بعد اخر،الاغتيال يحصد شباب تشرين ، اطنان من المخدرات تدخل يوميا الحدود المفتوحة للتهريب بكل حرية و كل هذا لم يرهب الحكومة ولم يهزها، ولا الانفلات الامني يرهب القيادة العامة للقوات المسلحة، مئات الشاحنات تدخل المعابر الكمركية بعيدا عن الرقابة لا ترهب الحكومة، انتهاكات المليشيات في عموم العراق لم ترهب الحكومة، واقتحام المنطقة الخضراء بالاسلحة والصواريخ اليومية لم تهز الحكومة، والحكومة العتيدة لم تتخذ اي اجراء ضد هذا الذي يحدث يوميا، ولكن خيمة ام ايهاب الوزني،جعلت السلطات المدنية والعسكرية والمخابراتية والامنية والميلشياوية في حالة استنفار كبير عندما اعتصمت ام ايهاب بخيمة صغيرة جلست تحتها امام مبنى محكمة كربلاء،فتقدمت قوة كبيرة من االفوج الرابع بقيادة ضباط برتب عالية لتسرق هذه الخيمة بامر من المحافظ وقائد شرطته لمنع تلك السيدة من الاعتصام بطريقتها الخاصة مطالبة السلطات بالكشف عن قتلة نجلها من قبل ازلام ميلشيات السلطة في العراق وكان في معيتهم عناصر ميلشياوية ملثمة مصرة على تمزيق تلك الخيمة!! لان تلك الخيمة سبب ازمات البلاد المتراكمة منذ الاحتلال عام 2003 والى الان ولكن ام ايهاب هذه السيدة المسنة كانت اكثر صلابة منهم ولم تغادر لانها ام البطل فافترشت احد الارصفة قرب المحكمة وهي تصرخ بوجع بانها لن تتراجع دون الكشف عن القتلة الذين اغتالوا ايهاب بسلاح كاتم الصوت تحت انظار الاجهزة الامنية والتي تدعم المليشيات بسلاحهم وفسادهم وتصفية الناشطين والمتضاهرين الذين يطالبون بعراق جديد خال من اي نوع من انواع الفساد.
قطعة من القماش بطول متر واحد وامرأة مسنة،منهمكة الملامح ،مجللة بالسواد، هزت الحكومة وما زالت تهز جبروتها وفسادها ومازالوا الملثمين يحومون حول هذه الخيمة الصغيرة لابعادها عن مبنى المحكمة في كربلاء، هذه الخيمة لا تحتوي على سلاح ولا على مخدرات اومواد مهربة من الجارة الشقيقة المؤمنة اومواد محرمة دوليا ، ولا على متفجرات او عبوات ناسفة او صواريخ او طائرات مسيرة لقصف المنطقة الخضراء او محافظة اربيل، بل امراة يطلق عليها اسم ام البطل، وربما هذا اللقب يقضي مضجهم لان اسمها سرق النوم من عيونهم.
ام ايهاب جلست معتصمة بخيمتها وفق الدستور العراقي الذي يسمح بالتضاهر او الاعتصام السلمي لكي تطالب بتحريك التحقيق في مقتل ابنها ايهاب الوزني احد قادة حركة الاحتجاجات العراقية، جلست في خيمتها بالرغم من الحر الشديد الذي يسبب لها الارهاق والاجهاد متحدية القوات الامنية في نصب هذه الخيمة،ام ايهاب اصبحت قضية رأي عام وليست قضية ايهاب الوزني بل قضيته ورفاقه الذين سقطوا شهداء على مذبح الحرية .
ام ايهاب تطالب الضغط على الحكومة لتسير التحقيقات التي توقفت باوامر من المليشيات السياسية الدينية، ام ايهاب تطالب بمحاكمة القتلة بالرغم من الاجهزة الامنية تحتفظ باسماهم! ولكن مازالوا يسرحون ويمرحون امام الجهات الامنية بدون ان يتعرض احد منهم للاعتقال او المساءلة، ولكن ام ايهاب تتعرض للضرب من قبل عناصر الامن! والدفع امام خيمتها ومصادرتها ومنعها من الاعتصام، بالرغم ان القوات الامنية ليس لديها اوامر قضائية بمصادرة الخيمة او منع ام ايهاب من الاعتصام !! كما منع الاعلاميون من التقرب من خيمة ام ايهاب لتغطية الاعتصام ومنعوا التصوير بامر من الحكومة المحلية، كما هناك اعلاميين ومراسلين قنوات تلفزيونية فضائية رفضوا نقل صرخة ام ايهاب الى قنواتهم بسبب"امنهم الشخصي" !!
ام ايهاب اعتصمت لكي تثبت بان مصطفى الكاظمي اسوأ رئيس حكومة في العراق بعد 2003، واصبحت وعوده الكاذبة لا تعد ولا تحصى، ومنها تصريحه عندما استشهد ايهاب الوزني في بيان حكومي في ايار الماضي"إن قتلة الناشط الوزني موغلون في الجريمة، و واهم من يتصور أنهم سيفلتون من قبضة العدالة، سنلاحق القتلة ونقتص من كل مجرم سولت له نفسه العبث بالأمن العام". وعن استهداف الوزني، أضاف "المجرمون أفلسوا من محاولات نشر الفوضى واتجهوا إلى استهداف النشطاء العزّل، لكن القانون سيحاسبهم مثلما سقط آخرون في قبضة العدالة من قبل".
وسؤالنا الى الكاظمي وفق تصريحاته، من هم الساقطون في قبضة العدالة!! لا احد سمع بان هناك قاتل استهدف ناشط في ساحات الاعتصام او من الاعلامين اعتقل وقدم الى المحاكمة وصدر حكم قضائي ضده، بالرغم من ان الكاظمي شكل اكثر من 36 لجنة تحقيقية وكل هذه اللجان اخفت الحقيقة بسبب ضغوطات من الميلشيات السياسية الدينية للاحزاب الاسلامية وسجلت ضد مجهول ! ومازالت الفوضى تعم محافظات العراق ومازال السلاح المنفلت والسائب في ازدياد والاغتيالات في ازدياد والفساد في ازدياد والبطالة في ازدياد، ستبقى خيمة ام ايهاب تهز الطبقة السياسية والاجهزة الامنية والقضائية، ورمزا لكل الثوار والمغدورين من رفاق الانتفاضة التشرينية الباسلة وسوف تبقى ام ايهاب ام بمساحة العراق وقوة شعبه.
1713 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع