لوحة التأرجح

                                                 

                         د سالم مجيد الشماع

               

لوحة التأرجح

في اللغة: تأرجح: فعل, جذره رجح, وجذعه تأرجح.

العراق كان مسرحا للأجانب منذ التأريخ المكتوب وبعد ان كان في قمة الحضارة الإنسانية في زمن حمورابي وما تعاقب فيه من الشمال الى الجنوب الى ان جاء من الشرق جيش عرمرم بقيادة كورش فاكتسح فيما اكتسح العراق وحطم تأريخه وشعبه وكان ذلك في معركة اوبيس ٥٣٩ ق.م. بين الفرس الاخميني ضد الإمبراطورية البابلية قرب مدينة بابل (مخطوطة نبونيد).
وفي عام ٢٦٨م استقر المناذرة وهم عرب من اليمن بعد انهيار سد مأرب هاجروا وحطوا رحالهم في الحيرة وشكلوا فيها امارة مواليه للفرس المحتل.
كما هاجر الغساسنة في اليمن قبلهم بخمسين سنة عام ٢٢٠م وسكنوا جنوب الشام في بصرى بحماية الروم لمدة ٤٠٠ سنة كانت هناك حروب طاحنة بين الفرس والروم أو بين المناذرة والغساسنة وقد انتهت بفناء الامارتين وبقيت منطقة الصراع متأخرة حضاريا.

في التأريخ ... تتشكل الدول, وكل دولة ترنوا الى ان تكون قوية وتأريخ وحضارة فإن فازت تود المزيد من مكان اخر خارج حدودها ثم تتنافس كل يعمل ما بمصلحته ... والمصلحة إما تكون حدودية او امنية او سياسية او أثنية ولكن دائما اقتصادية ولا يهمها أن كانت الأخرى جارتها او بعيدة عنها. وقد تغزوها فحسب او تحتلها ... لان القوة هي التي تحكم, كما القول الدارج عندما يكون القاضي هو الجاني فالحكم معلوم.

نعود الى العراق الذي اصبح بعد الفتح الإسلامي مختلفا جدا, فقد استقر وعادت حضارته ترفع راية الإنسانية لرقعة كبيرة من آسيا وأفريقيا في عصر الدولة العباسية ٧٥٠م ... ثم سقطت بيد المغول. هذه المرة جاءوا من الشرق ١٢٥٨م وتحطم كل شيء فيه خراب ودمار وفقر حتى بعد ان ذهب المغول وجاء بعدهم حكم الدولة العثمانية ١٥٣٤م حيث ابتدأ صراع وحروب متعاقبة في عام ١٥٣٢ – ١٥٥٥م (كانت بيد الفرس) وانتهت باحتلال العراق عام ١٦٣٠ من قبل العثمانين الى ان جاءت الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ حيث تشكلت حكومة العراق الملكية ١٩٢٠.

كان العراق خراب لم يقدموا للبشرية سوى أناس من ادنى درجة من العلم والمعرفة. جهل مطلق استعملوهم المحتلون كالحيوانات, فقد استغلت دول اوربا منطقة الشرق الأوسط وخاصة العراق فأسسوا شركة الهند الشرقية (بغداد ١٧٩٨ – ١٨٠٦) عبورا الى العالم القديم لغرض التجارة والربح اختصارا لطريق رأس الرجاء الصالح.

ولم يستفيد العراق من هذا الممر شيئا واصبح كالمأوى للامراض والاوبئة.

في اللوحة:

رمز العراق جسم فتاة يحده رأس حية كمنجل في الأعلى, وهناك على يمينه شكل يرمز الى قوات شبه عسكرية تدخل الى الرأس تحت المنجل وجه الفتاة بملامح بائسة صامتة.

جسم العراق تحت الرأس ... وعلى الجانب الأيمن من الصورة مراحل الدولة العراقية.
من الأسفل الى الأعلى: مرحلة الملكية ثم الجمهورية.
١٤ تموز ١٩٥٨ عبد الكريم قاسم ثم البعث الأولى والقوميون (عبد السلام عارف وأخوه) ثم البعث الثانية (اللون الأخضر), ثم احتلال العراق اللون الأسود الى اسفل الرأس.
ومن اسفل اللوحة الى رأس الحية: جموع شعب العراق تصعد للتحرير.
ووجه فتاة وبجانبها الفتى العراقي يشير بيده الى الأعلى: يرمزان الى شهداء العراق في ثورتهم.

د سالم مجيد الشماع
بغداد ١٨\٨\٢٠٢١

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

845 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع