وداد البياتي
الرجل الذي لم يحالفه الحظ رغم ذكائه . ..اوفقير .
الجنرال محمد أوفقير (ولد في 14 مايو 1920 _1972 كان يشغل منصب وزير الدفاع ووزير الداخلية في المملكة المغربية ويعتبراليد اليمنى للملك محمد الخامس ثم الحسن الثاني بين عامي 1940 - 1972.
في 16 أغسطس 1972 قام بمحاولة انقلاب فاشلة ضد الملك الحسن الثاني، فتم إعدامه والانتقام من أسرته حيث اعتقلت عائلته لمدة 20 عاما بعد قضاء أربعة أشهر في الإقامة الجبرية في منزلهم في الرباط ومن ثم سجن العائلة بأكملها (( الوالدة فاطمة وأولادها الستة وذلك في 24 ديسمبر 1972)). وقد اتهم بأنه قام بمجازر عديدة ضد المعارضين في المغرب وبالاخص قتل المعارض المهدي بن بركة .
فماهي قصته ...
كان الملك الحسن الثاني راجعا الى بلده واثناء عودتهم من فرنسا على متن الطائرة بوينغ 727 . واثناء دخوله الاجواء المغربية اعترضته طائرتان مقاتلتان وبداء بصب نيرانهما على طائرة الملك مما احدث فيها ضررا كبيرا استطاع الملك ان يقنع الطيار بان يقول للطيارين الحربين عبر الاسلكي ان الملك قد توفى باحدى الرصاصات وانه سوف يهبط اضطراريا . وبالفعل نجحت الخطة وهبطت الطائرة ومن ثم توجه الملك خفية بعد ان وجد سيارة رجل مستطرق تقف خارج المطار وطلب منه ان يذهب به بعيدا الى احدى مقراته السرية وبداء بتوجيه قياداته الامنية باعتقال منفذي الانقلاب الفاشل . اتضح فيما بعد ان من يقف خلف الانقلاب هو وزيرالدفاع ويده اليمنى اوفقير ... وتم اعدامه في نفس اليوم .
أُشيع في اليوم التالي لوفاته أنه سلم نفسه للملك الحسن الثاني و قام بالانتحار مطلقا الرصاص على نفسه من مسدسه الشخصي وهو في غاية الندم
يُشاع أيضا أن بعد وصول أوفقير للقصر الملكي من أجل مقابلة الملك، اعترضت طريقه داخل القصر والدة الملك وهي في شدة الغضب لتقوم بأخذ المسدس الشخصي لأوفقير و إفراغه في صدره .
تم وضع عائلة اوفقيربالاقامة الجبرية و تحت الحراسة المشددة من عام 1973 ولغاية 1977, ولم يسمح لاي شخص بزيارتهم ابدا .
وفي مرحلة لاحقة، تم إرسالهم جميعًا إلى سجن سري في الصحراء الكبرى حيث عانوا من الظروف القاسية لمدة 15 عام. وفي عام 1987 دبروا محاولة ناجحة وأستطاعوا من حفر نفق والهروب من ذلك المعتقل ( بقى في المعتقل الأم و أثنان من الأولاد واحدى قريباتهم).
بعد الفرار ذهبوا الئ بيت احد الاصدقاء وطلبوا مبلغ من المال وقد خاف منهم لان شكلهم كان غريب وملابسهم رثه .بعدها سافروا الئ طنجه وذهبوا الئ فندق راقي لكن المسؤول علئ الاستعلامات شك في امرهم ،كيف هولاء الفقراء يعرفوا شخص غني مثل صاحب الفندق فقد رفض دخولهم لذلك اضطروا لقضاء الوقت في العراء والنوم في تواليت الفندق وكانت تصرفهم مثل القط والفار لان حراس الفندق كانوا يطاردوهم.
بعدها استطاعوا ان يقنعوا عائلة أسبانية ان يخبروا وكاله انباء بقصتهم لذلك فقد إتصلت العائلة باحد المرالسين في وكالة الانباء الفرنسيه التي لها فرع في طنجه . فقد كان هذا الخبر مهم جدا للصحفي لذلك احضر لهم لافته وكتب عليها نحن بنات أوفقير ولانزال احياء اطلقوا سراحنا ، لان العالم نساهم خصوصا المغاربه لم يعرفوا شئ عنهم . كان الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتورا متواجد في طنجه وسمع الخبر وقد ضغط على ملك الحسن باطلاق سراحهم .
وفي عام 1991، كانوا من ضمن تسعة سجناء سياسيين تم إطلاق سراحهم.
وتحدثنا ابنة الجنرال اوفقير في شي من سيرة ذكرياتها وهي (( مليكة محمد أوفقير ولدت في مراكش في 2 أبريل 1953 وهي كاتبة مغربية تعرضت للاختفاء سابقًا. وهي ابنة الجنرال محمد أوفقير وفاطمة الشنا، وابنة الكاتبة والممثلة المغربية ليلى شنا)) . تقول :.
هاجرت إلى باريس عن عمر يناهز 43 عامًا، برفقة شقيقي رؤوف وشقيقتي سُكيْنة. وألهمت حياة مليكة أوفقير الكثيرين للدفاع عن حقوق السُجناء السياسيين. وتحولت مليكة وأشقائها وشقيقاتها من الإسلام إلى الكاثوليكية، فذكرت أوفقير في كتابها حياة مسروقة : "لقد رفضنا الإسلام الذي لم يأت إلينا بشيء جيد، واختارنا الكاثوليكية بدلًا منه". الاجتماعية، والمهنة،...". وهو ما أوضح أن مليكة أوفقير ظلت على الإسلام رغم إدعائها المسيحية عندما كانت تحاول الهروب، لكنها في وقت لاحق اعتنقت المسيحة وكذلك بالنسبة لأشقائها وشقيقتها. بينما استمرت أمها تدين بالإسلام. وذكرت مليكة "في عائلتي .. كان عيدالميلاد دائمًا مقدس. وحتى في القصر عندما كان دين الإسلام سائدًا، كان عيد الميلاد يحظى باهتمام". وقد تزوجت مليكة من إريك بوردروي في العاشر من أكتوبر عام 1998 في مبنى بلدية باريس .
نشرت مليكة سيرتها الذاتية عن حياتها في السجن بعنوان "حياة مسروقة: عشرون عامًا في سجن الصحراء" وذلك بسجننا في سجن تازمامرت , معتقل تمارة السري واخيرا السجن السري بعين عودة .
بالتعاون مع الكاتبة التونسية ميشال فيتوسي. وقد كتبته بالفرنسية بعنوان السجينة بمساعدة الكاتبة ميشال فيوتسي ثم تُرجم إلى الإنجليزية في وقت لاحق .وقد احتوت الرواية عن معاناة تلك الاسرة بالاعتقال التعسفي والمعاملة السيئة لهم وايضا الى عملية هروبهم ومناشداتهم الى شخصيات فرنسية بالتدخل بالعفوعنهم مثل الممثل الن ديلون الذي لم تفلح وساطته .
اخيرا ... يقال ان اوفقير زرعته المخابرات الفرنسيه داخل المغرب وقد اتهم بقتل ابن بركه ولو ان التسريبات تقول بان الملك الحسن الثاني هو الذي قتله .
كما ان اوفقير كانت له علاقات قوية مع اليهود وهو من اقترح علئ ارسال اليهود إلمغاربه الئ اسرائيل, ولم يكن له اي علاقات وديه مع الفلسطينيين. حتي ان الاسرائيليين اقترحت ان تستقبل عائلة اوفقير بعد قتله تثمينا لموقفه مع الموساد الذي كانت تربطه علاقات طيبة معها!!.
2117 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع