بقلم / علا المعموري*
العراقيين يكتفون بالهتاف والصراخ ومد رقابهم للذبح
مابين الإنكار للواقع ، والإنتهازية في الإستفادة من إنهيار الدولة يتم تجاهل حقيقية ان العراق وفق معايير الدولة الطبيعية في الفكر السياسي أصبح دولة فاشلة بمعنى الكلمة .. الجميع يتفرج على عملية ذبح العراق ، الكل مابين مجرم وعميل ، ومابين متقاعس ولا أبالي وجبان … العجيب في أبناء الشعب بالنسبة للوطنيين الشرفاء لم تتحرك في دواخلهم غريزة حب البقاء والحياة وينظموا أنفسهم ويدافعوا عن وجودهم ومصيرهم ومستقبلهم بشكل حازم فعال ، فما الذي جرى للعراقيين هل استسلموا للقتل ونهب ثروت بلده وتدمير وجودهم واكتفوا بالهتاف والصراخ ومد رقابهم للذبح؟!
التعريف التقليدي للدولة هي تتكون من :
– الأرض
– الشعب
– السلطة ذات السيادة
وهذه العناصر كلها تعرضت للخلل والإضطراب وفقدت شرعيتها في العراق .. أرض الوطن مقسمة وممزقة ، والشعب مشتت طائفيا وقوميا ومناطقيا ، والسلطة لاتتمتع بالسيادة وتسيطر عليها الميليشيات التابعة لإيران .
وقد نتج عن هذا الإضطراب والدمار الذي أصاب عناصر مكونات الدولة الأضرار التالية :
– فشل الدولة في الحفاظ على السيادة
– فشل الدولة في حماية أرواح المواطنين
– فشل الدولة في إحتكار حصر السلاح بيدها
– فشل الدولة في إدارة ثرواتها
– غياب تطبيق القانون
إن لم يكن العراق دولة فاشلة فمن تكون الدولة التي ينطبق عليها شروط الإخفاق والخراب .. ماذا بعد هذا الإنهيار ، وغياب المشاريع السياسية الوطنية ، والنخب السياسية الشريفة الفاعلة في المجتمع .. ماذا ننتظر حتى ننعي موت العراق ونقيم له المآتم ونقول هنا كان لنا وطن في يوم ما وإغتاله اللصوص والعملاء عندما وجدوا الشعب لا مباليا متقاعسا لايدافع عن حقوقه وحياته ووطنه !
*كاتب ومهتم في الشأن السياسي العراقي .
486 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع