احمد الكناني
حزورة الكهرباء
بعيداً عن صخب الصراع الاعلامي و طنين الذباب الالكتروني دعونا نناقش قضية الكهرباء في العراق ونتكلم بشفافية و اسلوب علمي حضاري منطقي ؛
اغلب ذوي الاختصاص والمتابعين لازمة انتاج الكهرباء يعلمون ان العراق صرف على قطاع الكهرباء منذ عام 2003 ما يقدر ويزيد على 80مليار دولار وهو مبلغ صخم ومهول مقارنة بما يتم صرفة من باقي الدول التي تعمل على تطوير قطاع الكهرباء ،فمثلا مصر قامت ببناء محطة كلفتها الإجمالية نحو 2 مليار يورو بقدرة بدأت المحطة بقوة 1600 ميجاواط و تضاعفت إلى 3200 ميجاواط لتصل طاقة المحطة النهائية 4800 ميجاواط بحلول أبريل .2018 ،وهذا المبلغ لا يقارن بما تم صرفة من الحكومات العراقية المتعاقبة على قطاع الكهرباء ؟!
المعضلة يا سادة ليس في انتاج الكهرباء او بناء المحطات لان هذه المسألة من البساطة بمكان ما يمكن حلها خلال سنة واحدة اذا ما اخذنا توفر العنصر المالي و البشري ، لكن حقيقية الآمر ان قضية الطاقة بشكل عام والكهرباء بشكل خاص خاضع لإرادة سياسية دولية بالمقام الاول امريكية بالتحديد وارادة اقليمية عربية على وجه الخصوص يراد من خلالها عدم السماح للعراق بأخذ دوره الريادي الاقتصادي في المنطقة مع توفر كل الشروط المادية والبشرية و العلمية للنهوض بهذا الدور لكي يبقى مجرد عنصر مستهلك واسواق لتصريف البضائع الاجنبية لتنهك قواه المالية و الاقتصادية والبشرية على المدى البعيد ، لا يمكن انكار بعض المحاولات من قبل بعض الحكومات على الخروج من عنق الزجاجة من خلال محاولة الاتفاق مع بعض الدول لأنشاء محطات انتاج كهرباء ، ولكن كل هذه المحاولات بائت بالفشل بسبب التآمر الخارجي التي استخدمت ادوات داخلية لضرب واجهاض اي محاولة لترميم وضع الطاقة في العراق, ومن تلك المحاولات الاتفاق مع الجمهورية الاسلامية لبناء محطة كهرباء خلال ستة اشهر تغذي محافظة كربلاء والنجف بشكل كامل وعلى مدار 24ساعة ، ومن تلك المحاولات الاتفاق مع شركة سيمنز الالمانية لبناء محطة عملاقة تغذي الوسط والجنوب بشكل كامل وعلى مدار 24ساعة ، ومن تلك المحاولات الاتفاق مع الصين لأنشاء محطات كهرباء خلال فترة قياسية وايضا تم افشال هذه المحاولة بشكل كامل بقرار سياسي امريكي ، ويستطيع القارئ ان يبحث بدقائق ليعرف حقيقية ما اقول .
يبدو ان الارادة الدولية و الاقليمية قد قدرت لنا ان نكون مستهلكين للطاقة وقد حرم علينا انتاجها، قدر كتب علينا على الاقل على المستوى المنظور ساعد على تثبيت جذورة ضعف الحكومات المتعاقبة و عمالة بعض اطرافها يدفعهم لذلك حقدهم على النظام السياسي بعد 2003 او فسادهم المستشري الذي طغى على انسانيتهم فمسخهم قردة و خنازير بأربطة عنق تتجاوز اسعارها الالاف الدولارات .
هذه حقيقة الآمر بدون رتوش التي اظلمت ساعاتنا و ايامنا و شهورنا و اعوامنا وستبقى على المدى البعيد.
4829 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع