الدكتور مليح صالح شكر/ نيويورك
هامش على السطور الإيرانية وإنتفاضة الكاسيت والإنترنت
كنت أيامذاك سكرتيراً للتحرير الخافر في قسم المكاتب الخارجية بوكالة الأنباء العراقية عندما تلقيت مساء توصية من مكتبنا في طهران بضرورة لقاء السفير أحمد حسين السامرائي القادم على الطائرة من طهران الى بغداد.
كانت الاضطرابات مشتعلة في إرجاء ايران الشاهنشاهية ويدق شبابها مسماراً بعد الآخر في نعش نظامها قبل ان يخطف رجال الدين منهم الإنتفاضة والثورة.
حينذاك كان لواع في طهران مكتب فيه إثنان من الزملاء أحدهما من مواليد قضاء الكاظمية الذي تفضل ضابط الجوازات العراقية عليه عندما كتب ربما سهواً كلمة ( السيد) قبل أسمه.
فكانوا في طهران يسمحون له حتى لو ساق سيارته بعكس إتجاه السير لأنه سيد من مواليد الكاظمية!
ولأن الوقت ليلاً وقد إنتهت فترة عمل مندوب واع في المطار ، ذهبت بسيارة واع الى المطار حتى حطت الطائرة وغادرها المسافرون وانتظرت أنا في صالة كبار المسؤولين لاستلام شريط كاسيت من السفير أحمد حسين ، وإستلمته فعلاً بعد عن عرفته على نفسي .
وكثير مما كتب عن أحمد حسين السامرائي بما في ذلك سيرته الوظيفية تنسى أو تتجاهل أنه عمل سفيراً قبل توزيره وزيراً للشباب عام 1979 وبعدها الخارجية ، ثم منصبه المعروف الآخير رئيساً لديوان رئاسة الجمهورية.
الشريط الذي حمله السفير السامرائي كان لجموع إيرانية غاضبة على النظام الشاهنشاهي، وأعتقد أنه أذيع من احدى محطات الإذاعة العراقية بعد ان وفرته واع لها، مع ترجمته الى اللغة العربية.
تلك أيام الكاسيت الذي قلب نظام حكم بهلوي ولكن رجال الدين سرقوا الفرحة وقتلوا حتى شباب الثورة.
واليوم لم يعد الإيرانيون بحاجة لأشرطة الكاسيت لنقل صوتهم الى العالم ، بل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي الأشرطة التي تنقل الاحتجاجات بالصوت والصورة وفوراً آلى أنحاء العالم.
وهكذا نرى أن الاحتجاجات والإضرابات وصلت الى كل أنحاء ايران مروراً بالجامعات والصناعات والاسواق وتردد صداها في أنحاء العالم ،وسينجحون.
752 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع