د.سالم مجيد الشماع
مقال و لوحة : وجوه ناضرة و اخرى باسره
في اللغة : ناضرة /حسنة ومشرفة ومتهللة
وجه ناضر جميل و حسن ضحوك ناعم له بريق
لون ناضر فاقع شديد اللمعان .
باسره كالحة
وجه باسر حابس كالح وكئيب ومتألم وخائف
فاقرة /تخاف العذاب و ترتعد منه
في القرآن : آيات واضحه في سورة القيامة تعطي معاني واضحة سنذكر الآيات التي تهم موضوعنا : الآيات (20-36)
كما يلي ....
كَلَّا بَلۡ تُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ (21) وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ (23) وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذِۭ بَاسِرَةٞ (24) تَظُنُّ أَن يُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةٞ (25) كَلَّآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنۡۜ رَاقٖ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلۡفِرَاقُ (28) وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ (29) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ (31) وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ يَتَمَطَّىٰٓ (33) أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ (34) ثُمَّ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰٓ (35) أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى (36)
آيات تخص اصلا الظالمين, لتعطي معاني واضحة للإنسان المغمور بالأعمال المشينة دون رادع اخلاقي-وهو اناني لحد العظم, ليس لديه اي فكرة عن سبب وجوده في الحياة وكيف خلق ومن هو الخالق....سوى ان يستغل وجوده ليسود على الاخرين من حوله ولا يهمه ما يصيبهم وقد يقتل اي انسان يقف بطريقه بدم بارد مع احساس لذيذ بالقتل ,لا يهمه ان كان طفلا او امراءه او رجلا ,يأخذ ما يريد و يستمتع بما يهوى ,فاسق فاجر, يطيح بالأصدقاء والاحباب ولو كان والده او امه او زوجته او ولده او اخيه.
قد يكون او يعتبر من صنف البشر ولكنه لن يكون ابدا انسانا. لعله يضحك ان سمع ان هناك اخرة فيها عذاب ,ولا يعترف بالأخرة وبحساب ينتظره فيها ولا يمكن ان يأتي على باله ان سوف يأتيه يوم يموت فيه و تنتهي حياته, ولا يخطر على باله ان يقع له ضرر ما ليس بالحسبان كأن تقوم قائمة الشعب بثورة لتقوض دعائم ما قد ملك....ويفتكون بكل ظالم ومريديه وعندها سيكون العذاب ابلغ مما قد سمع او رأى أو ما فعل ,الم يدرك ان الشعوب قد رات ذلك يحدث لعدد كبير من الطواغيت السابقين وهم يتوسلون ان لا يقتلوهم ,الم يسمع ما قال رب العباد ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ), اما قد سمع او قرأ ما قاله الشاعر ابو القاسم الشابي 1909-1934:
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
في اللوحة:
القسم العلوي فيه وجه فتاه تنظر الى الاعلى و على يمينها عين تنظر بنفس الاتجاه الى السماء...عينان ناضرتان تحمل كثير من الامل في حدوث شئ ما في خضم ما يحدث للشعب المنهك بقسوة العيش وبؤسه بظل الاعتقالات والاختطاف واغتيال و تقتيل الشباب .
تتسألون: ترى كيف سينتهي المسار و الشعب يعلم ان الدنيا دوارة و تاريخ شعوب المنطقة منذ الازل بين فكي الوحوش تأتيهم من الشرق و من الشمال و من كل مكان.
والقسم الاسفل من اللوحة تصور ما يجري للظالمين و قد ركنوا الى الحساب بعد ان نفذ وقتهم وبدأ عذابهم الجسدي و النفسي واصبح شرابهم وطعامهم من شجرة الزقوم.
سالم مجيد الشماع
بغداد 01/12/2023
3985 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع