جلال چرمگا*
طارق الهاشمي.. رجل ليس ككل الرجال
لو تصفحنا كتب التأريخ لوجدنا الكثبر من الرجال العظام قد ظلموا، لعل من أهم أسباب ظلمهم هما العاملان السياسي والديني، والعراق بعد عام 2003 شهد الآلاف من هذه الحالات، بل الشعب العراقي بأجمعه ظلم من قبل الطبقة الحاكمة الفاسدة، ولعل الظلم الذي طال العديد من الوطنيين والقادة الشرفاء كان في عهد المالكي، فهو رجل وضيع بكل معنى الكلمة، يوزع التهم يمينا وشمالا على كل من يعارضه او لا يتفق معه، وصاحب أطول نفس طائفي مقزز، ولو استعرضنا ضحاياه لإحتجنا الى سجل كبير، مع هذا فإن الكثير من الحقائق قد تبينت لاحقا وتوضح ان هذا الرجل كاذب، فعلا صدق ثوار تشرين بشعارهم الرائع ( كذاب، كذاب نوري المالكي)، ومن الرجال المهمين الذي وقعوا في فخ هذا الرجل المنافق المرحوم سنان الشبيبي والأستاذ طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في عهد الرئيس جلال الطالباني، فقد لفق تهما لهما أقل ما يمكن أن توصف بأنها ليست بعارية الصحة، بل سخيفة، كسخافة المالكي نفسه.
كان طارق الهاشمي نائبا لرئيس الجمهورية، وعارض نهج المالكي في الكثير من القضايا، وأخذ الهاشمي يكبر في عيون العراقيين سيما بعد زيارته للسجون ومقابلة العديد من السجناء والتعرف على قضاياهم، وغالبيتهم كانوا من ضحايا المخبر السري، والتهم الطائفية الباطلة، حتى سمي قانون الإرهاب/40 بقانون أهل السنة، عندما نزلت دموع الهاشمي خلال زياراته للسجون وتعاطفه معهم، كانت هذه الدموع دليلا على صدقه وتفاعله من السجناء الأبرياء، لا يبكي الرجال الا في القضايا الكبرى، وكل دمعه انما مصدرها القلب وليس العين، وكانت بعض الزيارات برفقة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، صحيح ان الهاشمي لم يكن بيد صلاحية إطلاح سراح السجناء، لكنه إستماعه الى شكاويهم، كان بعض السجناء يشكوا من قتل اولادهم أمام أعينهم من قبل الميليشيات الشيعية، والبعض منهم معوقون.
الحقيقة ان دموع الهاشمي كادت ان تحرق كرسي نوري المالكي، فقد وجد في الهاشمي منافسا شديدا على الرغم من ان منصب الهاشمي تشريفي، ولكن إستقطاب الجماهير من جهة، والتفاعل مع قضاياهم من جهة أخرى، علاوة على علاقة الهاشمي المميزة مع المحيط العربي، سيما الترحيب الذي تلقاه خلال زيارته للكويت والسعودية عام 2010 ومكانته المميزة عند الرئيس التركي، ومحدودية علاقته مع النظام الايراني، كل هذا يجعل المالكي خصما شديدا له لأن من شأنه أن يبعد المالكي عن دائرة الضوء في الساحتين العربية والدولية، بل حمل الهاشمي نوري المالكي المسؤولية المباشرة عن الكوارث التي وقعت في العراق، ومنها الاعتقالات العشوائية القائمة على النفس الطائفي الذي يتميز به صاحب جيش الحسين ضد جيش يزيد.
في عام 2006 أعلن الهاشمي عن إطلاق سراح (562) معتقل من سجون الإحتلال، مباركا سعي نوري المالكي لتقلبل حدة الشحن الطائفي، ويبدو ان المالكي أراد من هذه الخطوة تثبيت حكمه بحجة تعزيز المصالحة الوطنية، قبل أن يقلب له ظهر المجن في خطواته اللاحقة، حيث قام سيد الدسائس نوري المالكي عبر وزارة الداخلية التي كان يشغلها مع وزارة الدفاع والأمن الوطني اضافة الى منصبه رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بتدبير مكيدة جاء فيها" افادت معلومات سرية بحوزة وزارة الداخلية العراقية عن مخطط إرهابي كبير يقف في مقدمته المدان بالارهاب والمحكوم بالإعدام طارق الهاشمي ، أن هذا المخطط الخطير يشمل تفجيرات عند العتبات المقدسة في بغداد و كربلاء و النجف والكوفة ، ومواكب حسينية مهمة، ومطاري النجف والبصرة. ويقضي المخطط ، بحسب المعلومات، ببدء التفجيرات من يوم 19 تشرين الثاني الحالي ، اعتمادا على 90 سيارة مفخخة مختلفة الأنواع و الأحجام . كما تشي المعلومات بأن بعض السيارات المفخخة يقودها انتحاريون لوضعها في مواقع منتخبة من بغداد والمحافظات.".
لاحظ كمية الزيف كأن الوزارة تتحدث عن الظواهري ليس على نائب رئيس الوزراء، أبى الله تعالى الا ان يفضح المالكي من خلال اعترافه " كنت أعلم بأن الهاشمي إرهابي منذ سنتين"، ولو كان في العراق قضاء نزيه لحوكم المالكي لأنه تستر على جريمة اعترف بها بلسانه أمام وسائل الاعلام، والقانون يحاكم المتستر على جريمة، سيما ان الجريمة إرهابية. وبدأ الذباب الالكترونية العائش على قاذورات المالكي يعزف على نفس الاسطوانة، مثلا كتب الكاتب المأجور (نزار رهك) " إن أحد المتهمين بجرائم قتل كان نائبا لرئيس متهم أيضا بالجرم ضمن كتلة رئيسها أيضا متهم بالجرائم ويقود قائمة سياسية إحتلالية مليئة بالمأجورين والعملاء .. بعد إن ضبط متلبسا في الجريمة (إعترافات ضباط وأفراد حمايته عبر شاشات التلفزة العراقية ) وهرب الى أحضان مجموعته وبدأ بالزعيق بكونه سياسيا محنكا يراد محاربته من قبل مجاميع أخرى لا تنتمي الى جهة عمالته". تحول الهاشمي الزعيم المعتدل من زعيم جماهيري الى ارهابي وعميل لدول مجاورة، حيث قام المالكي بإرغام عدد من حماية الهاشمي بالإعتراف تحت التعذيب بانهم ارهابيون ويتزعمهم الهاشمي، وقد شكك الناطق البرلماني باسم العراقية (سلمان الجميلي) بالاعترافات التي عرضتها الحكومة العراقية في التلفزيون الرسمي، وقال إن الجميع يعرف كيف تنتزع الاعترافات في السجون العراقية، وعبّر عن استيائه واستغرابه من إظهار مفردات طائفية، أدلى بها المعتقلون في التلفزيون الحكومي. كما اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي حينها أسامة النجيفي " ان عرض الاعترافات بصمات صريحة للخطاب الطائفي وترويجه، مطالباً بتشكيل لجنة مشتركة تمثل جميع الكتل السياسية للإشراف على مراحل التحقيق". ودعا رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني، إلى احترام عمل وتخصص القضاء العراقي والثقة به، مطالباً بعدم التدخل في شؤونه والطعن بقراراته، فيما وصف إصدار مذكرة اعتقال بحق نائبه طارق الهاشمي وعرض اعترافات عناصر حمايته في وسائل الإعلام بـالقرارات المتسرعة".
لقد ثبت للجمبع نزاهة السيد طارق الهاشمي، وبرائته من التهم الني حاكها نوري المالكي، الذي ضغط على أحد القضاة بشكل انفرادي لإصدار مذكرة القاء قبض بحق الهاشمي، ويكفي حكم الشعب العراق على المالكي (كذاب، كذاب نوري المالكي).
*رئيس تحرير مجلة الگاردينيا- سويسرا
626 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع