بقلم طارق احمد السلطاني
جزاء الخيانة
نعم . يوم أخر وأي يوم ! شمس مشرقة جميلة , السماء ليس فيها سحابة واحدة . ما أجمل أن يستطيع الإنسان الاستمتاع بذلك .
هكذا كانت شيرين تهمس في داخلها ... وهي تنظر إلى ذروة ازدحام السيارات في هذا الصباح من خلال زجاج نظارتها الشمسية المثبتة فوق أرنبة أنفها الصغير وقد ارتدت قميصا أبيض اللون وتنورة قصيرة زرقاء ، تحمل وجها من جمال فتان بيضاوي الشكل , ذو وجنات وردية وشعر أشقر شقراء جميلة وفم صغير يحمل شفتان غليظتان ورديتان .
ظلت واقفة فوق رصيف الشارع العام ولكن من يمر من أمامها يظن أنها في انتظار شخص ما ليوصلها إلى مقر عملها .
على حين غرة رفعت يدها اليمنى وأشرت إلى سيارة أجرة بالتوقف . طلبت من السائق إيصالها إلى مقر عملها في شركة استثمارات زراعية تقع في أطراف المدينة .
استغرب السائق من تصرفها حين فتحت باب السيارة بجانبه ! ليس كما جرت عليه العادة حيث أن النسوة يجلسن في المقعد الذي يكون خلف السائق
فتحت زر قميصها العلوي وأخذت تتحدث إلى السائق قائلة :
- يبدو أن الجو شديد الحرارة هذا النهار ! الحر يضايقني كثيرا .
رد عليها السائق قائلا :
- يقال أن هذا الحر من أجل التمر وليس من أجل البشر .
- لا أفهم . ماذا تعني بذلك ؟
- أقصد أن هذا الحر الشديد من أجل أن ينضج التمر ويستوي بسرعة .
كان صوتها رقيقا ، هادئا ، عذبا ، أشبه بعذوبة نغمة موسيقية لطيفة، تنطلق
عبر شفتان ورديتان ، من قلب جريء وواثق يسكن في هذا الصدر العالي البارز الذي تحرسه ثديان صلبان ، صارخان مدمران !
حال نزولها من السيارة دفعت إلى السائق أجرة عالية وطلبت منه الحضور الساعة الثانية بعد الظهر ؛ لإعادة نقلها إلى البيت بعد انتهاء الدوام .
بعد مرور أسبوع توطدت صداقة قوية بين شيرين والسائق جميل رغم أنه متزوج ولديه طفلان ، ولد وبنت ، فولده في السنة الرابعة من العمر ، أما أبنته فهي ربيعها الأول .
أحتار جميل في فك لغز هذه الفتاة شيرين ؟ ! فقد كانت تدفع أجورا عالية نظير خدمات جميل القليلة والتي تنحصر بتوصيلها إلى مقر عملها في شركة الاستثمارات الزراعية صباحا وإعادتها إلى البيت بعد الظهر . إضافة إلى الهدايا الغالية التي تقدمها إليه بصورة منتظمة .
أثناء الطريق تدور بينهما أحاديث طويلة اجتماعية بصورة عامة وعن الحكايات والعلاقات الغرامية بصورة خاصة ، وبكل جرأة وصراحة ! كما يتخلل حديثهما أطلاق بعض المزاح عن العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة . ومن خلال هذه العلاقة تفجر الحب بينهما ! هدم كل الأسوار والحواجز التي تحرم عليهما لقاء قلبيهما وجسديهما سوية !
وفي يوم قائظ دعته شيرين لتناول طعام الغداء في أحد الفنادق الفخمة ذات الخمسة نجوم . جلسا إلى مائدة تطل قبالة حمام السباحة مباشرة .
يأكلان اللحم البقري المشوي ويتفرجان على اللحم البشري الطري ! يتفرجان على نصف العراة من النساء والرجال والصبايا والصبيان وهم بملابس السباحة ، والأخريات من النساء العاريات تماما وقد تمددن فوق الحشيش الاخضر يأخذن حماما شمسيا .
فجأة تركت شيرين المائدة مسرعة نحو حمام السباحة ارتدت ملابس حمراء اللون من قطعتين ، تغطي عورتها بلباس صغير وحمالة ثدي من خيوط رفيعة .
أخذ جميل ينظر إلى جسدها من خلال الألواح الزجاجية التي تفصل قاعة المطعم عن حمام السباحة .
وقف مبهورا !! حين رأى شيرين في لباس الاستحمام مأخوذا فيها بجمالها! تقدمت نحوه قبل نزولها إلى حمام السباحة ، التقى الاثنان أمام الحاجز الزجاجي الذي يفصل بين جسديهما الفائرين ! غير مصدق عينيه ، وشفتاه تتحركان بلا صوت ... نزلت إلى حمام السباحة ، وشعرت برعشة طيبة ، فأنتفض جسدها ، وحالا بدأت السباحة على بطنها وظهرها تتسابق مع الأخريات ، فهي تجيد فن السباحة بصورة ممتازة .
حال خروجها من الحمام تمددت فوق الحشيش الأخضر قبالة جميل , جنب النساء الأجنبيات العاريات اللائي يأخذن حماما شمسيا . أخذت تتقلب بحركات راقصة فوق الحشيش . ترفع ساقيها إلى أعلى تارة وتارة أخرى تنبطح على بطنها ، تخفي عينيها من وهج الشمس ونورها ، تبرز ردفين عاليين مكتنزين باللحم كجبلين كرويين التقيا وسط هذه المروج الخضراء .
فجأة رفعت رأسها إلى الأعلى وهي لا تزال ممدودة على بطنها فوق الحشيش ، فهي تمتلك جسدا رياضيا راقصا كأنه خلق من المطاط الخالص وليس من اللحم والعظام والدم !
أخذت ترسل الابتسامات والنظرات الحارقة نحو جميل وهي تسند رأسها بيدها اليمنى تمثل دور البقرة الحلوب وهي ممددة فوق الأرض .
أنبهر جميل بمفاتن جسدها العاري المشع أمامه ، فجمالها الجسدي ما فوقه جمال ! أثارت مشاعره إثارة شديدة ! مما دفعه أن يطلب من النادلة أن تجلب له قنينة بيرة باردة جدا ليطفئ نار الشهوة الجنسية التي أخذت تغلي في عروقه !! وهذه الشهوة تلزمه على مضاجعة شيرين على وجه السرعة اليوم ! وما شاء له من الليالي القادمة .
أنها تدعوه إلى التوفيق بين احترام البكارة والرغبة في اغتصابها . أن هذا المشهد الذي قامت به شيرين أمامه جعلته لا يؤمن بهذه الخرافات , ولم يستأثر بعفاف بعض النساء من أمثالها . سيختلي بها وفقا لميوله ، وإشباعا لشهواته ، سواء أكانت عفيفة أم لا ؟ !
ومهما تضاربت ميوله وآراؤه حول العفة فقد قرر ممارسة حقه في اغتصاب شيرين .
نفذ صبر جميل في انتظار جسد شيرين البض الجميل الذي لا يزال يتراقص تحت الماء البارد ، المنعش ، النازل من الدش .
حال صعودهما إلى السيارة تقربت شيرين من جميل وهو يقود السيارة على مهل التصقت بجسده.
مد يده يدغدغ حلمة ثديها الأيسر .. أخذ لهب الشبق يتصاعد من النار المشتعلة بجسديهما !
انعطف بالسيارة إلى مكان منزوي خارج المدينة ؛ لإطفاء نار الشوق المشتعلة في جسديهما .
لكن شيرين رفضت المضاجعة الجنسية بينهما بإصرار !
قالت له بعصبية زائدة :
- لسنا حيوانين حتى نمارس الحب في العراء أمام الناس ! من المستحيل
عناقنا أو نتبادل القبل داخل السيارة ! تعال نذهب إلى بيت كبير تملكه امرأة طاعنة في السن ، تعيش بمفردها ، فهي تؤجر غرف مؤثثة .
- طيب لا مانع لدي . يبدو أن المكان أمين ومريح .
- أرجوك جميل . توقف عند هذا المحل .
دخلت شيرين إلى أحد المحال التجارية المتخصص ببيع الأجهزة الكهربائية المنزلية . وقامت بشراء جهاز تلفزيون . قدمته هدية إلى مالكة المنزل أم غانم التي خصصت لهما أحسن غرفة لديها والتي أطلقت عليها غرفة
(( ليلة الزفاف )) .
حال دخولهما نزعا ملابسهما تماما ! تمددا ليستريحا على الفراش ... بدا جسدها أمامه مشرعا واضحا ، أقترب منها باندفاع ظاهر ، طوى جسده قربها ، وضمها إليه بقوة ، بعد أن زحفت مبتعدة غير مرة ، حرارة ما انسربت إلى جسدها ، أوقدته ، فابتهجت فبعد الحرارة تأتي اللذة . وانتظرت
ازدادت الحرارة . لاصقها أكثر . شدها إليه ، أحست أنه ذوب عظامها وأصبح جسدها كله قطعة من العجين .
تورد وجهها ، تيار ما غور داخل جسدها , أوقد ارتعاشها , كانت ترتعش بكامل جسدها ... ثم كفت ببطء شديد ، فكفت !! قبلها طويلا ودلكها طويلا ، ولاحمها طويلا ، فرحت ، نصفها غارقا في الرقص والرعش الجميلين ... وأغفت بعد أن ظللتها سحابة الطمأنينة ، أغفت واستسلمت لسلطان النوم العميق خارج الزمن !
بعد مرور أسبوع أبدت رغبتها السباحة فوق مياه البحيرة الصناعية الواقعة على الجهة الغربية للغابة التي تمتلكها شركة الاستثمارات الزراعية بعد انتهاء دوامها في الشركة .
حال لبسهما لملابس السباحة نزلا إلى مياه البحيرة . تسابق جميل وشيرين كثيرا في السباحة . لم يتقدم أي منهما على الآخر بوصة واحدة إلى الأمام . فقد كانا يسبحان جنبا إلى جنب متجاورين وكل منهما يضرب الماء بنفس قوة الآخر ، قوة الشباب ، تتصارع فوق مياه البحيرة . توقفا قريبا من شاطئ البحيرة ، التقت العيون ، وتلاحم الفم على الفم بقبلة حارة طويلة ! صارا جسدا واحدا ، نسيا نفسيهما ، عادا إلى عشرة ألاف سنة إلى الوراء . كونا أصغر مجتمع بشري ، المرأة والرجل ، شيرين وجميل ، عراة في النهر ، عراة في الغابة ، عراة في الكهف . عادت شيرين واضعة يدها فوق كتف جميل وهو يجذبها من خصرها بحرارة .
صار عناقهما سريعا وعنيفا دون تقبيل , يشبه صراعا من أجل الحق من أجل السيطرة ، أكثر مما هو اتحاد من أجل اللذة . شعرا بالراحة التامة كأن جسديهما قد توصلا إلى اتفاقية تؤشر طريقة جديدة في الحياة .
تنهدت شيرين وقالت :
- جميل . لقد تعبنا من الوقوف قرب شاطئ البحيرة ؟ ! لنستريح قليلا فوق هذه الحشائش الخضراء . ثم نذهب لتناول طعام الغداء .
تواصل ذهاب شيرين وجميل إلى عش الغرام في غرفة ليلة الزفاف . يكرعان كؤوس الهوى والوصال ، يلتقيان في تلك الغرفة وكأنهما في معزل عن العالم كله . شعرا بفرح شديد عند حلول فصل الشتاء . حملا معهما رزما من لفائف الطعام وتوجها نحو عشهما ، يربطهما الحب المتأجج بينهما . حب وعشق وعناق . هذا ما اعتادا عليه ، وما يشعران به من سعادة حقيقية منذ أشهر قليلة . مذ عرفا طيب العناق وضمة الهوى واكتشفا بفضلهما العالم .
لم يكن يتصورا ! إن لقاء أثنين يمكن أن يخلق هذا الانسجام العميق الذي يريان من خلاله صورة الجنة الحقيقية كما أن وجود أدم وحيدا مع حواء في الجنة لا يقلل من قيمة عواطفه نحوها .
فما أروع شيء هو أن تفتح القلب والفرحة والارتعاشة والأغنيات التي تخطر على الشفاه . أحيانا كلمة وأحيانا وردة .
ظلت شيرين تتقلب فوق السرير وهي راقدة بجانب جميل , ثم التقى جسداهما بعد ذلك ، وسقط شعرها الذهبي ليضع ستارا بينها وبين وجه جميل . ولم تعد تبالي صراخات الشهوة الجامحة وآلامها وأوجاعها , لم تؤثر فيهما ، لقد كانا في عالم آخر ؟ !
كانت الشمس قد غربت . وكانت الظلمة تتكاثف حول الغرفة . اقترب منها وطاف بشفتيه أنحاء وجهها ، لثم العسل في كل جزء منه ، وحين كادت الشفاه أن تلتقي ، ابتعدت شيرين عنه وقالت :
- علي أن أذهب إلى البيت الآن !
* * *
هي شيرين المسماة بالشقراء ! أطلق عليها هذا الوصف بسبب شعرها الذهبي الجميل الذي يشبه لونه لون الشمس ، الشمس التي أشرقت زاهية وضاءة ، وانجلى الصباح مؤذنا بحلول يوم دافئ . بينما كان ضباب خفيف يرتفع من المروج الممتدة في الأصقاع الدانية .
أوقف جميل سيارته في انتظار حضور شيرين ، على جانب الرصيف للشارع الرئيسي . فجأة توقفت أمام سيارته سيارة شرطة قطعت عليه الطريق ! نزل منها عددا من أفراد الشرطة المدججين بأسلحة خفيفة من البنادق الرشاشة والمسدسات .
صاح به أحدهم قائلا :
- أنزل من السيارة . قف هناك ولا تتحرك .
تجمد جميل فوق الإسفلت حين رأى شيرين تنزل من سيارة الشرطة . سألها المفوض الذي ظل شاهرا سلاحه في وجه جميل قائلا :
- هل هذا هو الجاني ؟ هل هو الذي يطلق عليه اسم جميل أسمر ؟ !
ردت على مفوض الشرطة شيرين قائلة :
- نعم . هو بعينه .
أودع جميل بالتوقيف خلف القضبان في مركز الشرطة , ووجهت إليه تهمة اغتصاب شيرين الذي أحدث لديها حصول الحمل !
لكن قاضي التحقيق طلب من كافة الشرطة والمحققين أن يجري التحقيق بصورة سرية تامة ، للحفاظ على حياة المجني عليها من الأخطار التي قد تتعرض لها جراء هذه الفضيحة وللحفاظ على أسرة الجاني من التفكك أيضا . وطلب منهم الإعلان أن القضية قضية دهس وأن جميل قد أودع التوقيف لأن المشتكية شيرين لا زالت ترقد في المستشفى ! وبالأمكان أطلاق سراحه من التوقيف حال تماثلها للشفاء وخروجها من المستشفى !
* * *
وراء القضبان خلا جميل إلى نفسه ، واستعاد في ذاكرته قصته مع شيرين . أخيرا أستقر رأيه أن شيرين قد رمت شباكها عليه ، ونصبت له شركا محكما واصطادته بكل يسر وسهولة ودقة وعناية بالغة الذكاء ! يوم دعته إلى تناول الغداء في الفندق ، ثم سبحت أمامه شبه عارية . ثم أخذت حماما شمسيا فوق الحشيش قامت فيه بتمثيل أدوار إغراء فاضحة للغاية وهي مستلقية عارية فوق الحشيش الأخضر ! تثير الشهوة لتمثال الرجل الذي
نحت من الحجر ! وليس لرجل من البشر خلق من الدم واللحم والأعصاب !
* * *
تم تشكيل لجنة موسعة ثانية لقضية شيرين وجميل التي أشغلت الكثير من القضاة ! فقد ظهر أن الحيامن الذكرية في المني الذي يقذفه جميل ميتة تماما !
ولا يمكن على الإطلاق تلقيح البويضة الأنثوية وحصول الحمل بتاتا . وأن جميل قد أعترف بأن علاقته الغرامية قد ابتدأت قبل شهرين وأنها لم تكن باكرا عند مضاجعتها لأول مرة !
إذن يوجد شخص ثالث مجهول في هذه القضية ؟ !
بسبب الملابسات والغموض الذي اكتنف هذه القضية أمر القاضي بإعادة التحليل المختبري لمني جميل وفي مختبرين مختلفين ومتباعدين . لكن ! ظهرت نتائج التحاليل المختبرية واحدة : أن الحيامن الذكرية ميتة تماما !! رغم إن جميل رجل قوي العضلات عامر الصدر !
إن أحد المحققين قد وضع تصورا (( سيناريو )) واسعا لهذه القضية من خلال اعتراف جميل الذي أقر بعلاقته الغرامية قبل شهرين مع شيرين وإنها كانت تدفع أجور تنقلاتها بسخاء كما إنها كانت تقدم له الهدايا وتبذر النقود ببذخ دون أي مبالاة !
لكن فترة حمل شيرين تزيد عن ثلاثة أشهر !
وهذا الفرق الزمني يعني وجود شخص ثالث مجهول في هذه القضية ؟ ! وأنه الشخص الأول الذي قام باغتصاب شيرين ويظهر أن هذا الشخص غني جدا وخائف جدا من الفضيحة ! وهذا ما دفعه لتقديم مبالغ كبيرة إلى شيرين بموجب صك مفتوح لغلق هذه البالوعة التي تورط بفتحها والقضاء
على رائحة الفضيحة النتنة الكريهة من أجل الحفاظ على مكانته في السوق التجاري والمجتمع والأسرة .
ومن خلال دراسة ملف هذه القضية بصورة دقيقة يبدو أن شيرين قد قطعت تعهدا قويا أمام المغتصب الأول على أن تتصرف بنفسها للخلاص من هذه القضية .
لهذا رمت شباكها لصيد جميل وبناء علاقة غرامية معه . أسلمت جسدها إليه تحت ظلال شبكة الحب الزائف ! أغرقته بالهدايا والأموال ولم يعد قادرا على تمزيق هذه الشبكة والخروج إلى بر الأمان ؟ !
ثم حان لفبركة تهمة اغتصابها وواقعة الحمل ! ولم يخطر ببالها إن حيامن جميل الذكرية ميتة تماما ! وهي القنبلة التي نسفت القضية من أساسها وأفشلت كل خططها التي واصلت تنفيذها طيلة الأيام الماضية .
كما أن المحقق الذي توصل إلى هذا الاكتشاف بصورة شخصية لا يمكنه الضغط على شيرين للاعتراف عن المغتصب الحقيقي لعدم وجود دعوى مرفوعة ضدها أولا وأنها امرأة ثانيا . والنساء بصورة عامة يصدق اعترافهن عن واقعة الاعتداء على فروجهن !
وفي هذه الحالة لا يمكنها الكذب أو اختلاق واقعة الاغتصاب ، أن تم برضاها أوالرضوخ بقوة التهديد أو إشهار السلاح بوجهها ؛ لأن هذه القضايا الإنسانية الشائكة كقضية الاغتصاب أو الزنى أو العلاقات الغرامية غير الشرعية لها وقع قوي ومساس بالفتاة نفسها وسمعتها ومستقبلها .
اغتنمت فاتن زوجة جميل فرصة حبس زوجها وأخذت تخرج بصورة علنية مع عشيقها وابن خالتها الذي كانت تقيم معه علاقة غرامية منذ الأيام الأولى لزواجها حتى اليوم ! فقد كانا على علاقة حب قديمة لكن والدته خالتها رفضت
زواجه منها لأسباب مجهولة داخل نفسها وقلبها وعقلها !
تواصلت لقاءاتهما في البيت أثناء غياب زوجها وانشغاله في العمل من الصباح حتى المساء سبعة أيام في الأسبوع . أما والدة فاتن فقد كانت تغض النظرعن هذه العلاقة ، ولا تتدخل عما يجري في البيت ، حتى أنها كانت تخلق أسباب واهية للخروج من البيت عند حضور ابن أختها لتتيح لهما فرصة تبادل الحب والعشق والفجور بين ابنتها وابن أختها دون أي خجل أو حياء أو اعتراض !
عرف جميل هذه الحقيقة المرة ! عرف بنتائج التحاليل الطبية التي أثبتت موت الحيامن الذكرية لديه تماما ! وفي هذه الحالة لا يمكن زوجته من إنجاب الأطفال من جانب واحد ! أخذ يسأل نفسه قائلا :
- إذن كيف أنجبت زوجتي طفلان ؟
خيم عليه الحزن والألم والأسى حين أطلق سراحه من التوقيف ! تمنى أن يقضي بقية حياته خلف القضبان مسلوب الحرية ! لا أن يعيش تحت ظلال الحرية وسهام الأذى والحزن والألم والنكبات مصوبة نحوه ليل نهار ! رفض إقامة دعوى ضد شيرين التي اتهمته باغتصابها وواقعة الحمل دون وجه حق . كتم هذا السر في أعماق قلبه وعقله وروحه !
اشترى مسدسا جديدا وأخفاه تحت ثيابه . ظل يراقب بيته عن بعد وبصورة دقيقة ... أذن الصباح بالانبلاج . لقد قضت فاتن ليلة محمومة , أرقة , مليئة – مع ذلك – بالرؤى السعيدة . ومع الفجر استسلمت للرقاد .
فتحت عينيها ، رأت عشيقها ، ابن خالتها ، عاريا ، ممددا إلى جانبها تعانقا دون تقبيل ، يشبه صراعا من أجل الحق ومن أجل السيطرة أكثر مما هو
اتحاد من أجل اللذة ، شعرا بالراحة التامة كأن جسدهما قد توصلا إلى
اتفاقية تؤشر بدء طريقة جديدة في الحياة .
رقدا ... ثم التقى جسداهما بعد ذلك ، وسقط شعر فاتن ليضع ستارا بينها وبين وجه عشيقها المرتدي قناع الموت . استمرا في توغلهما في وحل الرذيلة ، يتمرغان عاريين وحدهما في البيت ! فوالدتها قد خرجت من الدار مع طفليها ، بحجة شراء بعض الحاجيات من السوق .
فجأة ! اقتحم البيت زوجها جميل مسرعا نحو غرفة النوم ، كاد يصاب بالجنون لما رأى زوجته فاتن وعشيقها ! ابن خالتها ! وهما يتضاجعا عاريين تماما فوق فراش الزوجية !
أفرغ طلقات مسدسه في رأسيهما جزاء خيانتهما بالجرم المشهود أمام
عينيه ! أسرع جميل نحو مركز الشرطة ليسلم نفسه ومسدسه جراء ما اقترفت يداه في هذا اليوم الذي أمطرت فيه السماء ... الماء والدماء ... !!
4751 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع