د.طلعت الخضيري
من ألأدب العالمي - ألحديقه السريه ألحلقه - ١٢
في اليوم التالي كررت ماري زيارتها للصبي ولقد أسعده أن يراها للمره الثانيه
وكان قبل ذلك قد أبعد جميع الخدم ولم يخبر أحد بقدومها وهذاما فعلته هي أيضا.
بدأ الإثنان قرأة بعض الكتب ويقص أحدهما للآخر ما يعرفه من القصص
ويتبادلان الحديث ويضحكان.
في أحد الأيام وعندما كانا في خلوتهما تفاجئا بحضور الدكتور كرافن ومدبرة المنزل ألسيده مدلوك وتفاجأ الزائران بما رأوه.
صرخ الطبيب : ماذا يحدث هنا؟
جلس الصبي بكبرياء في سريره ونظرت إليه ماري بتعجب وسرح بها الخيال فتخيلته وكأنه أحد الأمراء الهنود ألذين كانت تراهم في الهند بكبريائهم والإعتداد بمركزهم الإجتماعي .أجاب الصبي بكبرياء:
- هذه إبنة عمي ماري لنوكس . إنني أحبها وأريد أن تزورني يوميا.
همست مدبرة المنزل بإذن الطبيب:
- أتأسف ياسيدي ، لا أعلم كيف أنها وجدت الصبي ، لقد أمرت الخدم سابقا أن يحتفظوا بالسر وأن لا يدلوها على غرفته.
إستطاع الصبي أن يسمع ما همست به مديرة المنزل فصرخ
- لا تكوني غبيه يا مدلوك . لم يخبرها أحد بوجودي هنا ، لقد أتت بدون مساعدة أحد ، والآن أطلبي لنا قدحين من الشاي.
نظر إليه الطبيب بدهشه ثم تمتم
- إنني أخشى أن تكون الآن في حالة هياج وعصبيه وهذاسيضر صحتك لا تنسى إنك مريض.
نظرإليه الطفل في غضب وصرخ ( أريد أن أنسى ذلك ، إن ابنة عمي ساعدتني وأنا أشعر الآن بتحسن.).
غادر الطبيب الغرفه وهو بحالة انزعاج بعد أن قالت له مدبرة المنزل
.. (ياله من تغير في سلوك الصبي . في العاده أنه سيىء التصرف مع الجميع والآن أصبح مختلف مع هذه الطفله وأن صحته تبدو أفظل).
وافق الطبيب على ماقالته مدبرة المنزل وخرج من الغرفه وهو متجهم الوجه.
كثرت الأمطار في الأيام التاليه واستمرت ماري بزيارتها اليوميه إلى إبن عمها بدل أن تذهب إلى الحديقه.
في صباح أحد الأيام التاليه إستيقضت ، فرأت أشعه الشمس تسطع في غرفتها ، جرت نحو الحديقه السريه وقد أهملت تناول طعام الفطور وهناك شاهدت براعم شجيرات الورود تكاد أن تتفتح ، وأن الأرض بدأت تظهر على سطحها الأعشاب والورود الصغيره وفي ركن من الحديقه كان الصبي دكن منهمكا في حفر الأرض وسأل ماري..(هل شاهدت البلبل وهو يطير ذهابا وإيابا حاملا الحشائش لبناء عشه؟)
وقاطعته قائله.. (أنا لدي لك خبر مهم ، إنني قابلت إبن عمي كولن وقررت أن أساعده) فأجابها..(إنه خبر جيد) وبدأت الإبتسامه على وجهه واستطردت ماري تقول ( إنه مريض وهو يخشى أن يموت أو أن يكون معوق . هذا الهاجس هو الذي يجعله مريضا حقا . قد يكون من الأفظل إحضاره هنا والجلوس تحت إحدى الأشجار والإستفاده من الهواء وأشعه الشمس).
تواجدت ماري في الحديقه طول النهار ولم تستطع خلال ذلك اليوم زياره الصبي كولن.
عندما عادت إلى القصرأخبرتها ألخادمه مارتا (أن الخدم قد عانوا كثيرا من عصبية وهياج الطفل المريض ، فقد كان سيىء التعامل معهم طول النهار لأنك لم تذهبي لزيارته. )أجابتها ماري ( يجب أن يتعلم أن لايكون أنانيا) وقد نست كيف كانت هي عندما عاشت في الهند، وأضافت ( إذا سأذهب لرأيته).
يتبع...
1467 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع