د.طلعت الخضيري
من الأدب العالمي - القاضي العادل
في ءاحدى المدن كان هناك دكان خباز صاحبه تتصف أخلاقه بالطمع والجشع وعدم المعروف ولم يتبرع في يوما ما برغيف واحد لجائع أو محتاج.
كانت واجهه المخزن قد امتلأت بالأرغف والمعجنات اللذيذه وتبعث جميعها رائحه عطره تصل ءالى أنوف الماره في الشارع.
لقد كان بعض الماره يتوقفون ويشمون تلك الرائحه و صادف مرور شاب فقير الحال رث الثياب توقف هنيئا أمام المخزن يتلذذ بشم ما يصدر منه من رائحه المعجنات والخبز الحار.
لم يفت على صاحب المخبز وقوف الشاب الفقير أمام دكانه فأخذ يفكر( هذا الرجل يتلذذ بشم ما عملته وهو يملأ معدته من تلك الروائح حتى يشبع وأنا الذي أتعب وأصرف المال في عمل كل ذلك ليتمتع الشاب مجانا بذلك .. لا .و لا سأطالبه بحقي) وذهب الى الشاب وخاطبه بحده:
- ادفع لي ثمن ما تنوالته من دكاني من الغذاء؟
استغرب الشاب الفقير وأجاب:
- أي شيىء أدفعه وأنا لم أخذ شيئا من دكانك؟
- انك تتغدى مجانا وأنت تشم رائحه ما أعرضه من المعجنات والخبز في واجهه المخزن.
عندما رفض الشاب الفقير طلب الرجل قاده صاحب المخزن فجر ذلك اليوم الى بيت القاضي , عندما طرق الباب خرج لهم القاضي وهو بملابس النوم متسائلا ماذا قد حصل في ذلك الوقت المبكر؟؟.
وأدخل الرجلين الى الدار واستفسر عن طلبهم فبادره الخباز أن شرح له القضيه وأن الشاب قد سرق الدكان بأنه تغدى مجانا عندما شم رائحة الخبز والمعجنات وأنه يطالب انصافه والحصول على ثمن ما أكله الشاب الفقير ، أي رائحه المعجنات والخبز!!.
وأفاد الشاب الفقير أنه لم يأكل شيئا وانما توقف وشم الرائحه فقط.
بعد أن فكر القاضي العادل مليا أصدر حكمه:
- لقد استمعت وتفهمت جيدا الى أقوالكما وتأكد لدي أن رائحه المعجنات والخبز ملك لصاحب الدكان وأن الشاب يجب دفع ثمن تلك الرائحه ..وطلب من الشاب أن يدفع ما عليه حالا .
- أخرج الشاب الفقير قليل من النقود من جيبه ووضعها بيد القاضي العادل وعندما سأل القاضي الخباز هل تلك النقود هي ثمن الرائحه فأجاب ألخباز فرحا بنعم .
- هز القاضي النقود فخرخشت ونطق بالحكم (انك أيها الخباز قد سمعت صوت النقود وصوت النقود يساوي تماما ما شمه المتهم من ألروائح أمام دكانك ولا تطلبه بعد ذلك أي شيىء.)
- ألنهايه
1333 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع