سيف الدين الدوري
تعقيب على موضوع ( عبد السلام عارف ، نقطة مفصلية في تاريخ العراق الحديث ) بقلم قاسم محمد داود.
لاحظت من خلال الموضوع ان الكاتب تحدث عن عبد السلام عارف فيقول اذاع العقيد الركن عبد السلام محمد عارف اول بيان لانقلاب 14 تموز 1958 الذي شارك في تخطيطه وتولى تنفيذه في ظل تردد اعضاء التنظيم للقيام بالانقلاب وتأجيلهم للقيام به اكثر من مرة.
وهنا لدي ملاحظة على هذه الفقرة فاقول للكاتب السيد داود انه غير صحيح ان اعضاء تنظيم الضباط الاحرار ترددوا وعملوا على تأجيل الاتقلاب بل ان عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف انفردوا بالحركة ولم يبلغوا تنظيم الضباط الاحرار بل وانهم سربوا اخبارا بأنه تم تأجيل العملية الانقلابية. وهذا يعني ان التنظيم لم يكن على علم بالحركة ولو يشارك فيها اي من الضباط الاحرار سوى العميد الركن ناجي طالب آمر اللواء الخامس عشر ومقره البصرة الذي شغل منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية في اول وزارة في العهد الجمهوري.
ويقول الكاتب السيد داود" كان اللواء العشرين الذي يقوده عبد السلام عارف احد تشكيلات الفرقة الثالثة التي يقودها الفريق غازي الداغستاني.
وهذا غير صحيح فآمر اللواء العشرين كان العميد الركن احمد حقي محمد علي اما عبد السلام فكان آمرا للفوج الثالث وهو الاقدم من بين آمري الفوج الثاني والاول لذلك تولى مسؤولية قيادة اللواء العشرين وطلب من آمر اللواء العميد احمد حقي محمد علي ان يسبقه الى ابي غريب وقال له لماذا تتعب نفسك معنا في الليل انتظرنا في ابي غريب . وقد انطلت هذه الفكرة على محمد علي الذي صدق مزاعم عبد السلام الذي كان متفق مع الزعيم عبد الكريم قاسم آمر اللواء التاسع عشر للقيام بالانقلاب لحظة دخوله بغداد.
فيما كان العقيد الركن عبد اللطيف الدراجي آمرا للفوج الاول.وليس صحيحا ما قاله الكاتب الاستاذ داود من ان عبد اللطيف الدراجي تسلم اللواء العشرين . بل ان عبد السلام طلب من الدراجي ان يقود اللواء العشرين عقب نجاح الحركة واستتب الامر الا ان الدراجي رفض ذلك واصر ان يكون آمرا للكلية العسكرية التي شغلها في منتصف خمسينات القرن الماضي واختار الزعيم قاسم العقيد الركن هاشم عبد الجبار شيوعي الميول.والذي اصبح رئيسا للجنة التحقيقية التي مارست اشد التعذيب مع العسكريين القوميين.والذي توفي في العاصمة التشيكوسلوفاكية براغ ودفن هناك.
وعند وصول اللواء العشرين الى منطقة قريبة من بعقوبة توقفف ليلاً وتوجه نحو العقيد الركن ياسين محمد رؤوف آمر الفوج الثاني واطلع بنيته في القيام بالانقلاب على النظام الملكي وطلب مشاركته لهم فرفض محمد رؤوف ذلك وقال له انا اديت اليمين لخدمة الملك والنظام ولا يمكن ان احنث باليمين فضربه عبد السلام بالعصا وكتفه ووضعه في سيارة ( المخابرة) التي فيها جادر. ووضع محله العقيد عادل جلال الذي تولى منصب وزير الزراعة في حكومة عبد الكريم قاسم. وظل ياسين . وهذا يعني ان عبد السلام عارف قاد انقلابين في آن واحد. انقلاب على اللواء العشرين وانقلاب على النظام الملكي. عبد السلام منطقة الصالحية حيث اتخذ من جمعية الاخوان المسلمين المجاورة لدار الاذاعة مقرا له ثم وتوجه الى دار الاذاعة ليذيع البيان رقم واحد.
3729 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع