بقلم طارق احمد السلطاني
انسحبو من ميثاق وعلم وبناية الامم المتحدة في امريكا
نحو هيئة العدالة ، الامن والسلام في العالم
دراسة انسانية شخصية مستقلة
نشطت جهود القائمين بنشر الحركة السلمية بسبب قيام الحرب العالمية الاولى بين عامي 1914-1918 م وماقاساه الجنس البشري خلالها من اهوال يعجز عنها الوصف!!
وقد اتجه تفكير الحكومات نفسها الى تكوين اللجان المختصه بدراسة الموضوع ، والعمل على ايجاد نظام دولي جديد قادر على منع تجديد الاشتباكات المسلحة بين الدول.
وبدأت انكلترا نفسها والولايات المتحدة الامريكية بالدعوة لانشاء جهاز دائم يتم بواسطته التعاون بين الدول من اجل الحفاظ على الامن والسلام في العالم.
* * *
وفي ٢٨ حزيران (يونيو) ١٩١٩ تم انشاء عصبة الامم اثر معاهدة فرساي.
ولكن العصبة ! اخفقت في اداء مهمتها، ولم تتمكن من تذليل العقبات التي اعترضت طريقها، بعد سنوات قليلة من انشائها ، فلماذا عجزت؟ عن توطيد السلام والحيلولة دون نشوب المعارك والمنازعات التي بدأت بسيطة ، خفيفة، قبل ان تنقلب الى حرب عالمية شاملة ... !! هي الحرب العالمية الثانية مابين عامي ١٩٣٩- ١٩٤٥م كادت تقضي على الاخضر واليابس فوق كوكب الارض ، وتقضي على مدنية اروع ما وصل اليه الفكر البشري من حضارة ومدنية.
ونتائج الحرب العالمية الثانية في القرن العشرين الميلادي مرعبة مؤلمة لكل انسان؟! ومعروفة للجميع ولاداعي لذكرها من جديد.
* * *
ان اشتعال نار الحرب العالمية الثانية ... طوحت بعصبة الامم وبمبادئها ولم يكن على قيامها ربع قرن.
* * *
هذا وقد أتيح للعصبة قبل اختفائها نهائيا ، أن يجتمع أعضاؤها مرة الاخيرة من شهر نيسان (ابريل) سنة 1946م لتصفية أعمالها ، وتسليم تراثها إلى الهيئة الجديدة التي حلت محلها ، وأتيح لها أن تصارح العالم ببعض مواطن الضعف التي أودت بها على لسان من كان أخر رئيس لجمعيتها العامة قبل أن تطوح بها الحرب العالمية الثانية حيث أعلن :
أن العصبة كانت تنقصها الشجاعة الأدبية وإنها ترددت في تحمل مسؤوليات القرارات الخطيرة . وقد أدت هذه الأحداث إلى انهيار النظام الدولي ، وتحطم عصبة الأمم لإفساح المجال لقيام منظمة عالمية تكون اقدر وأجدر على تحمل المسؤوليات الدولية ومواجهتها بروح من العزم الأكيد على تحقيق العدالة في العالم .
ومن حيث انتهت تلك الحرب لصالح الحلفاء (الأمم المتحدة) لأنهم كانوا مدافعين عن سلام البشرية – من وجهة نظرهم – في مواجهة أطماع النازية ، وإرهاب الفاشستية فقد حملت المنظمة ذات الاسم الذي كان يطلق على الحلفاء .
* * *
برزت الأمم المتحدة إلى حيز الوجود بصفة رسمية يوم 24 تشرين أول (أكتوبر) عام 1945م بعد أن صدقت على الميثاق الصين وفرنسا والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأغلبية الحكومات الأخرى .
ويحتفل العالم بيوم 24 تشرين أول (أكتوبر) من كل عام باعتباره يوم الأمم المتحدة .
* * *
وتشمل المنظمة الدولية : الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ومجلس الوصاية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ، بالإضافة إلى الفروع والوكالات المتخصصة .
على الرغم من مرور 79 سنة على أنشاء هيئة الأمم المتحدة، ألا أن العديد من القضايا الساخنة لا زالت قائمة في الكثير من مناطق العالم ، تهدد السلم والأمن الدوليين إلى الخطر .
لان هذه القضايا الساخنة تتوسع كلما طال الزمن على استمرارها . دون التوصل إلى الحلول السليمة العادلة لإنهائها وغلق ملفاتها . وهذا يعود بالدرجة الأساس على عاتق مجلس الأمن بصورة عامة والأعضاء ألدائمي العضوية بصورة خاصة .
أن عجز الأمم المتحدة اليوم قد أصبح واضحا كالشمس . لكل المثقفين و الاكادميين وخبراء القانون الدولي والعلوم السياسية في العالم اجمع – من النساء والرجال – أن سبب هذا العجز هو تمسك الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن بمواقفهم ومصالحهم الخاصة ، وسياستهم التي تبنى على حساب طرف ضد طرف أخر ، وتفضيلهم كل المواقف المناسبة فيما يحقق مصالحهم الخاصة ، ومصالح بلدانهم ، وذلك باستغلال موقعهم بمجلس الأمن لتحقق مصالح ومآرب سياسة العدوان ضد العديد من شعوب الأرض وشن الحروب المسلحة والحروب الاقتصادية ضد العديد من بلدان العالم. وخلق حجج واهية لا أساس لها من الصحة ، وذرائع لا ترتبط بحقيقة أو واقع . تتعارض مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة أصلا وذلك باستعمال التضليل الإعلامي لخداع الرأي العام والمحلي والعالمي ، والتلاعب والخلط لمواد ميثاق الأمم المتحدة ، وقد تم اعتماد – إصدار – مئات القرارات من قبل مجلس الأمن...!!
لكن اغلب قضايا النزاعات والصراعات وكافة الوقائع في العالم لا تزال عالقة حتى اليوم . ومن ابرز هذه القضايا ما يأتي :
1- كشمير-1947
2- فلسطين - 1947
3- يوغوسلافيا – 1949
4- كوريا – 1950
5- جنوب افر يقيا – 1952
6- الجزائر – 1954
7- المجر – 1956
8- لبنان – 1958
9- كوبا – 1959
10- التيبت – 1959
11- الكونغو – 1960
12- فيتنام – 1965
13- جيكو سلوفاكيا – 1968
14- أفغانستان – 1973
15- قبرص – 1974
16- العراق – 1990
17- ليبيا – 1992
18- السودان – 1995
19- تايوان 1950
20- اوكرانيا 2022
21- سوريا
22- اليمن
ما يحزن النفس الإنسانية ويدمي القلوب هو عجز الأمم المتحدة – من التوصل إلى حلول عادلة ومنصفة لوقف نزيف الدم والدمار فوق كوكب الأرض لما يزيد عن 8 عقود من الزمن ، ولا زالت النزاعات والصراعات الساخنة والكامنة التي قد تشتعل نيرانها في المستقبل .
ومن هذا الواقع المرير يتبين لنا أن مستقبل هيئة الأمم آيل الى السقوط أن عاجلا أو آجلا وستدفن جوار قبر أختها المتوفاة عصبة الأمم .
1289 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع