أحمد العبداللّه
الطوسي..الشيطان الذي دمّر أمّة
(نصير الدين)الطوسي, أو(نصير المشركين)كما سمّاه شيخ الإسلام(ابن تيمية) , درس الفلسفة والفلك والمنطق على يد المعتزلة والشيعة وبرع بها, ثم التحق بالطائفة الإسماعيلية الباطنية, وهي واحدة من أكثر الفِرق إجرامًا في التاريخ, وأقام في قلاعهم الجبلية الحصينة الواقعة شمال إيران(28)عامًا حتى صار وزيرًا لهم. ولما اندفع المغول للسيطرة على البلاد الإسلامية, التحق بخدمة هولاكو طائعًا وطامعًا, وترك الإسماعيلية وباعهم للمغول فأبادوهم جميعا. وسيطر على هولاكو حتى صار طوع أمره، إذ وصفه المؤرخ ابن شاكر الدمشقي:(احتوى على عقله, حتى إنه لا يركب ولا يسافر إلا في وقت يأمره به)!!.
ثم أعلن اعتناقه للدين الشيعي الاثني عشري, وتواطأ مع(ابن العلقمي)في الـ(تزيين)لهولاكو غزو بغداد ورغّبه فيه, إذ كان هذا مترددًا ومتهيّبًا من ذلك. و(أفتى)له بقتل آخر خلفاء بني العباس؛المستعصم بالله, بشرط(عدم سفح دمه)!!. فقتلوه ركلًا بالأقدام، بعد وضعه في جوالق؛(كيس كبير من صوف أو شَعر), كي لا يقع على الأرض شيء من دمه!!. وهكذا؛ فبتحريض الطوسي وخيانة ابن العلقمي وضعف الخليفة, تم احتلال بغداد, وذُبح مئات الألوف من أهلها, والقضاء على تراثها الفكري.
ويذكر(مؤرخ المغول)رشيد الدين الهمذاني في كتابه(جامع التواريخ), وهو معاصر لهولاكو ومن الموالين له, والمؤرخ أبو المحاسن بن تغري بردي في كتابه(النجوم الزاهرة)؛ إن الشيعة في بغداد والحلّة خرجوا لاستقبال هولاكو استقبال الفاتحين الأبطال، وأقاموا الأفراح ابتهاجًا بقدومهم, والتحق الكثير منهم بجيش المغول!!. وهذا ما تكرر تمامًا وبحذافيره في 2003, عند احتلال العراق من قبل مغول العصر(الأمريكان), وما أشبه اليوم بالأمس!!. وهذه نتيجة الوثوق بالغادر وتقريب الماكر وائتمان الخائن، والتاريخ تتكرّر أحداثه, و(التقيّة)تعبّر عن نفسها, ولا من متّعظ.
ولكن كل تلك(الخدمات)لم تشفع لهما عند هولاكو وهو يخرّب ضريح الإمام موسى الكاظم!!, ولم تدفع الموت عن الكثير من من أفراد طائفتهم الذين طالتهم سيوف المغول, حالهم كحال أهل السُنّة في بغداد. بل حتى إن ابن العلقمي نفسه لم يجد ما حلم به عند هولاكو, الذي عامله بجفاء وازدراء واحتقار, حتى هلاكه بعد أشهر معدودات. فقد عاش خائنا ومات ذليلًا, بعد أن كان له القدح المُعلّى في دولة الخلافة ووزيرها لمدة أربعَ عشرةَ سنة, ونال من التبجيل والوجاهة ما لم ينله غيره من الوزراء.
وقد وصفه الإمام والمؤرخ والقاضي تاج الدين السبكي في كتابه(طبقات الشافعية الكبرى), بـ(الشيطان المبين), وبأنه؛(من أشدّ الناس على المسلمين). ويقول إبن القيّم في كتابه(إغاثة اللهفان)؛(ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد، وزير الملاحدة النصير الطوسي وزير هولاكو شفا نفسه من أتباع الرسول الكريم وأهل دينه، فعرضهم على السيف،حتى شفا إخوانه من الملاحدة،واشتفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة والمنجّمين والطبائعيين والسحرة).
ويقول الشيخ محبّ الدين الخطيب؛(الطوسي جاء في طليعة موكب السفاح هولاكو، وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين والمسلمات، أطفالاً وشيوخًا، ورضي بتغريق كتب العلم الإسلامية في دجلة، حتى بقيت مياهها تجري سوداء أيامًا وليالي من مداد الكتب المخطوطة التي ذهب بها نفائس التراث الإسلامي من تاريخ وأدب ولغة وشعر وحكمة، فضلاً عن العلوم الشرعية ومصنفات أئمة السلف من الرعيل الأول، التي كانت لا تزال موجودة بكثرة إلى ذلك الحين، وقد تلف مع ما تلف من أمثالها في تلك الكارثة الثقافية التي لم يسبق لها نظير).
أما كبير زعيم الطائفة الشيعية في بغداد وقت سقوطها, المدعو(ابن طاووس الحلّي), والذي يذكّرنا بـ(الصمام)!!, فقد أظهر فرحته بدمار دولة الإسلام, وسمّى احتلال بغداد(فتحًا)!!، وترحّم على هولاكو, بقوله؛(يوم ثامن عشر محرم وكان يوم الاثنين سنة 656هـ فتح ملك الأرض[يقصد هولاكو]زيدت رحمته ومعدلته ببغداد)!!. ويذكر المؤرخ(ابن الطقطقي),وهو من المؤيِّدين لدولة المغول, إن(ابن طاووس)أصدر فتوى لهولاكو بـ(تفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر)!!, ومكافأة له قام بتعيينه مرجعًا للشيعة. ويبدو إن(العدل)الذي وجده في هولاكو, يتمثّل بإبادة أهل السُنّة وتدمير دولة الخلافة الإسلامية!!.
ومما قام به(الطوسي)أيضًا, تلك الرسالة التي كتبها,بصفته وزيرًا لهولاكو, إلى أهل السُنّة في الشام، يهددهم فيها ويتوّعدهم إن لم يدخلوا في طاعة المغول، إنه سوف يفعل بهم كما فعل في أهل بغداد!!. فيقول:(اعلموا إنا جند الله، خلقنا من سخطه، فالويل كل الويل لمن لم يكن من حزبنا، قد خربنا البلاد، وأيتمنا الأولاد، وأظهرنا في الأرض الفساد، فإن قبلتم شرطنا، وأطعتم أمرنا، كان لكم مالنا، وعليكم ما علينا)!!. فهو يتبجّح بـ(تيتيم الأولاد, وتخريب البلاد, وإشاعة الفساد)!!!.
ويقول العالم الشيعي(باقر الخوانساري) في ترجمته للطوسي:(ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم هولاكو خان، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد، بإبادة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار)!!. فهذا الخبيث يضفي كلمات التبجيل والتفخيم على المجرم هولاكو, وفي الوقت نفسه تفيض كلماته بعبارات الحقد والغيظ والغلّ الذي يكنّه تجاه الأمّة الإسلامية.
وبما إن(ملّة الكفر والشرك واحدة), فقد امتدح الدجال(خميني), الطوسي وأثنى عليه, وبارك خيانته هذه واعتبرها(نصرًا حقيقيّاً للإسلام)!!. إذ يقول في كتابه(الحكومة الإسلامية)؛(..وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدا منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين، ونصير الدين الطوسي رحمهما الله)!!. ويضيف؛(ويشعر الناس[يقصد شيعته]بالخسارة أيضا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأمثاله ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام)!!!.
أما(خدمة)الخواجة الطوسي للإسلام فقد بيّناها، وأما(خدمة)علي بن يقطين فقد بيّنها أحد(علماء)الشيعة, وهو(نعمة الله الجزائري), وملخصها كما ذكر؛إن علي بن يقطين كان مسؤولًا في الدولة العباسية، وسنحت له الفرصة لقتل خمسمائة سُنّي, وصفهم بـ(جماعة من المخالفين), فقتلهم بأن هدم عليهم سقف السجن فماتوا كلّهم. فأرسل يستفسر عن فعله عند إمامه المعصوم فأقرّه عليه,ولكن عاتبه لأنه(لم يستأذنه مسبقًا)،وجعل كفارة كل رجل منهم(تيسًا)!!. وأضاف؛(والتيس خير منهم)!!!.
ومن خلال ما تقدّم يتبيّن لنا؛ إن الطوسي شخص متقلّب وانتهازي ويميل حيث الريح مالت. يسخّر نفسه خادمًا مطيعًا وعبدًا لمن غلب. ليس له أي مبدأ, ويسير وفق هواه ومصلحته الشخصية ويلهث وراء المناصب والدنيا. وتحركه نزعة الحقد على الإسلام والمسلمين والكيد لهم. ويتحمّل الوزر الأكبر في تدمير الخلافة الإسلامية, ممّثلة بالدولة العباسية, بالتواطؤ مع الوزير الخائن الغدّار(ابن العلقمي)*. وقد تقرّب من هولاكو وقَبِل تعيينه له نائبًا على العراق بعد القضاء على العباسيين، وبقي مخلصًا لدولة المغول حتى هلاكه عام 672 هـ/1274م, حيث دُفن في المشهد الكاظمي مع(ابن العلقمي)الذي هلك قبله بـ16عامًا**. وأوصى بأن يُكتب على قبره الآية القرآنية؛((وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ))!!. وفي هذه(صدق وهو كذوب), فقد أخذ من الكلاب صفة(الوفاء), ولكن لأعداء الإسلام والمسلمين. عليه من الله ما يستحق.
........................................
* ابن العلقمي؛رمز الخيانة والغدر, هو الآخر له منزلته الرفيعة عند عموم الشيعة, ففرقة العباس القتالية التابعة لما يُسمّى بـ(حشد العتبة العباسية), التي تأسست في 2014 بفتوى(الصمام), سُمّي أحد ألويتها القتالية بـ(ابن العلقمي)!!.
** بغداد.. يا بغداد؛ عتبي عليكِ كبير.. كيف هانت عليك نفسك, فضمَّ ثراكِ رفات هذين اللّعينين؛الطوسيّ وابن العلقمي, الّذين أدخلا عليك أحقر الخلق, فدنّسوا خدركِ وافتضّوا عُذريّتكِ ؟!!.
3522 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع