سيف الدين الألوسي
السرقات أشكال منها ثقافية ومنها مالية ومنها وطنية ومنها فكرة معمارية أو علمية أو غيرها ؟ السراق أشكال وأنواع ومعظمهم لديهم خلل أما سايكولوجي, أو باطني يجعلهم يبررون سرقاتهم بكل الأشكال الدينية أو العلمية أو الوطنية أو غيرها من أساليب الضحك على الذقون والبسطاء والمنافقين .
في الفترات الأخيرة رأينا بروز كتب ومذكرات عربية وأجنبية لشخصيات مختلفة , من يقرأها يقول بأن من كتبها هو الاول والاخير في المبادئ والتضحيات والايثار في العلم والمعرفة والوطنية !!!
أكبر السرقات هي سرقة الأوطان وسرقة تضحيات البشر بأسماء غيرهم , وقد رأينا ذلك على طيلة عقود من الزمن , فقد تمت سرقة أعمار شباب العراق بالحروب والخدمة الأجبارية الطويلة - ( كان راتب خريج الكلية المجند 4.5 دينار ثم أصبح 10.5 دينار ) وعدل قبل الحرب بقليل الى خمسين دينارا تضاف له مخصصات الصنف ولحين نشره مطوعا باللزمة حيث يبلغ .88 دينارا !! وأقل من راتب أي ن ض مطوع !!) , ليس المال في هذه الحالة هو المهم ولكن سرقة العمر والامنيات والطموح !!! تلك حالة مر بها كل العراقيين من أجيالنا , وأصبحت من الماضي السعيد لهم جميعا !!
السرقات الثانية هي التي بأسم الوطنية وخصوصا لمن فر من بلده وخدمة جيشه وفي الظروف الصعبة وأصبح سياسيا ومناضلا بأسم العراق وأهله , وهو لم يفكر مطلقا حتى بأقاربه المتروكين والذين تعرضوا الى مضايقات وتهديدات بسببه في فترات طويلة مرت بالعراق , ( يستثنى من هذا الكلام أهل المبادئ الحقة من الشيوعيين والبعثيين والأسلاميين ) , والذين تركوا العراق مرغمين بعد التنكيل بهم في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينات ) وقسم آخر من السياسيين من الأحزاب الأخرى .. أما من ذهب بعثة, أو أيفاد, أو سفير سابق, أو موظف في الخارج وأرسل بتزكية من قبل النظام السابق وأخذ حق غيره و من يتفوق عليه علميا وأخلاقيا ومهنيا ,( وبسبب كون هذا الشخص لم ينتمي الى الحزب القائد ولم يكن أنتهازيا ولا مزايدا) , فهذا النموذج هو سارق بأمتياز كونه سرق أموال دولته ولم يخدمها وسرق علم وتضحيات غيره وحقه الطبيعي في الوطن , ومن ثم سرق وطنية غيره حيث أصبح وطنيا برأسه , ومن تلك النماذج الكثير والكثير ومنهم من أصبح وزيرا أو عضوا في مجلس النواب اليوم ( منهم من تلون اليوم حسب مصالحه وتحول من ديني الى علماني ومن سني أو شيعي و الى دولة القانون أو العراقية وحتى غير أصله وفصله وووو ومن هل المال حمل جمال !) , أو من هو اليوم شاعر يمجد النظام السياسي ويرتزق منه بعد أن كان يتمنطق بالزيتوني سابقا والورور بحزامه ( وها خوتي ها )!! وينافس في القصائد التي تمجد القائد والقادسية ويرتزق ويسمسر انذاك . ( البعض أخذ يتكلم بالطائفية والمظلومية وهو كان لا يعرف الباكلا من اللبلبي بعد أن يثقل عليه الأبيض في أحد نوادي الأدباء أو الشعراء وغيرها !)
وزراء وشخصيات سابقة تحولوا من الملكية الى الجمهورية الى القومية الى البعثية الى الدخول في الجمعية العمومية أو البرلمان بعد الأحتلال وقد بلغوا من العمر عتيا ومنهم من وضع سماعة لأذنه , ونالوا من العراق أكثر من غيرهم بالفرص والسفر والمميزات والاراضي ولم يملأ عيونهم لا مال ولا جاه طيلة عقود , طمعا بكل شئ وعلى حساب الوطن والمواطن ( كثيرا منهم كانوا معززين مكرمين في كل العهود والأنظمة وحتى الأحتلال ومنهم أطباء وسفراء ووزراء سابقين !!!!!!!!!!!!!!!) ( وزيران سابقان أحدهما في باريس وفينا والآخر في كندا وكانا وزراء سابقا وأحدهم طلق زوجته بسبب منصب وزير التعليم العالي , هل من الممكن معرفة تضحياتهما وعدد الشهداء في عوائلهم وما هي تضحياتهم غير سرقة أموال العراق وشعبه ؟ وأين أخبارهم الان ؟؟؟ مجرد سؤال ؟ ) .
هل العيب في النظام أم في البشر ,( أم في تعليمات عليا موجبة ومن مصادر القرار ) توجب على الأنظمة وقادتها مداراة فلان وعلان ؟؟؟ والله ضاع الحساب !!!!
بعد الاحتلال وتشكيل مجلس الحكم , أول شئ تم عمله هو السيطرة على السيارات الحديثة والتي خزنها النظام السابق من أموال العراقيين (( مرسيدس غواصة , ونيسان باترول , وتويوتا أفالون و كامري وكرونا , ونيسان سيدريك وغيرها ) وتوزيعها على أعضاء مجلس الحكم ونوابهم ومحبيهم وحماياتهم !!! وقسم منهم تصرف بتلك السيارات مباشرة كأنها ملك شخصي وورث من بيت اللي خلفه !! .. ( وزير التخطيط أو هيئة التخطيط سابقا الدكتور سامال فرج أذا كانت ذاكرتي جيدة , سلم سيارة الوزارة المرسيدس لوزير التخطيط الجديد د.مهدي الحافظ بكل أحترام وللحقيقة الأثنين محترمين وبقيت السيارة ذمة حكومية لوزارة التخطيط ) هذا نموذج شاهدته من النماذج النادرة الصحيحة في وقتنا المغبر .
اليوم نرى مختلف اللصوص المحترفين ورجال المافيا المنظمة , ومن رجال السياسة السارقين للدماء العراقية الطاهرة وبأسماء مختلفة , هؤلاء اللصوص هم في كل مفاصل الدولة من أعلاها الى أسفلها وبأسماء مختلفة معروفين للقاص والدان ويفتخرون قانونيا بسرقاتهم وبتفويض الشعب الذي سرق نفسه وغبن حقوقه الانسانية والوطنية مع الاسف و بعلم أو دون علم!!! ... النتيجة نحن نشاهد فيلم جديد بعنوان
(لصوص لكن طلقاء) وعلى منوال فيلم سينما النصر سابقا لصوص لكن ظرفاء ... وجميعنا مشتركين في هذا البلاء . ولكن بلية عمبه وصمون ولا عربانة تكه وفشافيش ولا حتى شامية وسميط !!!
3211 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع