بقلم/إبراهيم الأعظمي
رسالــة لكل أبنائنا الطيبين فلــذة أكبادنــا ، الشاغلـين بالنا دومــاً على مستقبلكم
والسـاكنين في قلوبنـا وأرواحنـا حبـاً بكـم وسهـداً بالدموع على راحتـكم والقلقين
عليكــم فــي غــدوكــم ورواحكــم... رفقـــاً بوالديكــــم حتــى تحيـــن منيتهـــم
فيـرحلـون وهُـم راضـون عنـكم ، فإن رضـى الوالدين من رِضــى اللــه تعالــى
من يكون الأب؟ وماذا يعني لك؟
سؤال تم طرحه على طلاب دراسة الماجستير في إحدى الجامعات وكانت الأجوبة مختلفة البعض منها جميل وذات معاني عميقة وكان البعض منها العادي .. ولكن أفضل ما ذكره المحاضر هو هذه الأجابات التي وردته عن مكانة الأب العظيمة في نفوس الأبناء وفــي قلوبهم البريئة...
الأب بالأمس
تُجرب لِبـس حذائه فتتعثر من كبر حجمه لصغر قدمك ..
تلبـس قبعته العسكرية فتشــعر بالقوة والرجولة..
تُحــاول لِبـس نظارته فينتابـك إحسـاس بالعظمة وأنك مهم..
تَلبـس ساعته فتشعر بالوقار وعينيك لا تُـفارقها إعجاباً..
تطلب منــه مفتاح سيارته وأحياناً تسرقه وتحلم أنك هو حين تقودها وتقضي وقتاً على تنظيفها
يخطر في بالك شيء تافه فتتصل على هاتفه وقت عملــه ويرد ويتقبلك برحابة صدر وصبر وأنت لا تعلم فلربما كان ضجراً لأن مديره وبخه أو زميله يُنافسه على موقعه أو جرَحَ مشاعره أو كان غارقاً بالتفكير كيف يدبر مصاريفكم التي أثقلته فَقــدّمَ طلباً لساعات عمل إضافية على حساب صحتـه وعمـره
وتسأله بِتــوَســل وأنت لا تدري ماذا يدور مِن حوله
بابا جيب وياك فواكه وبدل الصندوق الببسي مو تنسى اللــه يخليــك؟
ويرد وهو يُحاول أن يكون لطيفاً معك بالرغم من كل مشاغله وشوشرة أفكاره ...
صار بابا , بس صير رجال ولا تضرب أختك الصغيرة وأسمع كـلام أمـك
يصل الى البيت وقد أُرهق من الدوام والحر والزحمة وقد سها إتصالك ...!
فتواجهــه بنبرة عتاب بابا وين الببسي ..؟
فينسى تعبه من أجلك ويخرج ليحضر لك طلبك التافه بكل سعادة متناسيا أرهاقه وهمومــه
واليوم ...........
لا تلبس حذائه وتستنكف منه بسبب ذوقـه القديـم،،
تحتقر ملابسه وأغراضه وسيارته التي كنت تباهي بها أصحابك فلا تروق لك اليــوم،،
وكلامه لا يلائمك وحركاته تشعرك بالاشمئزاز ويصيبك الأحراج منه لو قابل أصحابك أو حاول الحديــث معهــم .
تتأخر فيقلق عليك ويتصل بك مرات ..
فتشعر بانه يضايقك وقت لهوك التافه وقد لا ترد عليه اذا تكررالاتصال من كثرة إلحاحـهه..
تعود الى البيت متاخراً والقلق عليك يعصــر قلبــه الكبيــر!!
فيوبخك.. ليشعرك بالمسؤولية ويستمر في مشوار تربيتك، لانه راعٍ.. وكل راعٍ مسؤول عن رعيته..
فترفع صوتك عليه وتضايقه بكلامك وردودك الجارحة..
فيسكت وقد أبيضت عيناه من الحزن وهو كظيم،،
ليس خوفا منك !! بل صدمة من خشونتك
بالامس عند شبابه كان يرفعك على كتفه ليداعبــك واليوم أنت أطول منه بكثير ولا تُبالي بحالـه ..
بالامس تتأتي في الكلام وتخطيء في الاحرف وهو مملوء بالفرح والسعادة من تلعثمـك واليوم لســانك لايسكته أحد في التطاول ....
تناسيت ؟.. فلا تنســى!!!
مهما ضايقـك ... فهو والـدك ..
من تحملك في سفهـك وجهلـك وأخطائــك
تحمَّله في مرضه و شيخوخته.. وبالوالدينِ إحســـانا
سألوني بعد أنْ أصبحـت أبـاً وتذكرت والــدي‘ أيُّ رجـل تُقــدس؟؟
فـقلت : من أنتظرني تسعة أشهر بلهفـة و أستقبلني بدمعة وضمني لصدره بشـوق وشــارك أُمـي فرحتها وآلامهـا
وهو الذي ربّاني على حساب صحتـه وفضّلني في كل شيءٍ على نفسـه في حياتـه
هو الذي سيبقى أعظم حـب في قلبي إلى لأبد مـع مـن حملتنـي كُـرهاً ووضعتنـي كُرهـاً
يا إلهي من مات منهــم فأغفر لهما وأرحمهما وأسكنهما فسيح جناتـك مع الصديقين والشـهداء .
وبارك في عمره لمن كان حيـاً وفـرج همّـه وأرزقـه من حيث لا يحتسـب ....
وقـُل رَبِّ أرحمهُمـــا كما رَبياني صغيرا
إبراهيــم الأعظمــي
564 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع