الفنان التشكيلي العراقي الدكتور الراحل ماهود أحمد

كتبت ودع الياسين

 

الفنان التشكيلي العراقي الدكتور الراحل ماهود أحمد

الفنان الدكتور ماهود فنان رائد مميز ذائِع الصّيت له أهمية بالغة و لقب بفتى الأهوار ، له قاعدة شعبية كبيرة و الاكثر عراقيا و يعتبر أول فنان عراقي تَصَدَّرَ للقضية الفلسطينية و الاقصى من خلال الأعمال الفنية .

انتهج اسلوب فني ابتكره لنفسه متأثر بالبيئة المحلية المتميزة بالثقافة الخاصة و التراث و الطبيعة الاجتماعية ،و تأثره بالفن الروسي بسبب الدراسة في ذلك البلد نتج فن خاص باسلوب مبتكر امتاز بملء الفراغ بالوجوه المعبرة و الرموز الكبيرة غير متقيد بالنسب و المنظور ، و أعتمد في اغلب الأعمال الظلال و تدرج الضوء في المزج بين مفردات الموضوع ،و كذلك اهتم بتفاصيل نساء القرية ، و ظهرت المرأة بموضوعات مختلفة ، منها أسطورية ، اجتماعية ، دينية ، تأريخية و احيا صور رمزية للتعبير عن قضية ما و اهتم بالزينة مثل الوشم، و بألوان البسط الشعبية و المصباح و الشمعة في بعض من الاعمال .

ولد الفنان في محافظة ميسان عام ١٩٤٠ في هور الكسارة كان والده تاجر خشب و بردي ،و أسرته تعتبر أول بيت في محافظة العمارة في منطقة علي الشرقي لديهم كهرباء، و له أخوة و أشقاء كثر ، و ترتيبه السادس و شقيقه سلمان يكبره بأعوام كان صديقه و مدرسا اهتم به و هو طفل ساعده في التسجيل في المدرسة .

و هناك رواية احببت ان اذكرها :

عن شقيقه سلمان رحمه الله قائلاً : " في يوم عيد المعلم الناس مجتمعة حول سور ساحة مدرسة السلام الابتدائية في علي الشرقي و جئت ارى ما الأمر و اذا بأخي ماهود يلقي قصة الثعلب و الحمامة من تأليفه بطريقة الشعر و يتحرك في ساحة المدرسة يمينا و يسارا بطريقة تمثيلية و بعد الانتهاء عم السكون لحظات ، ثم جميع الطلاب و المعلمين و مدير المدرسة و الناس المجتمعة حول السور يصفق له بشدة "

و كذلك كان مولعا في الرسم و كتابه الأبوذيات الجنوبية و قراءة الكتب ،و يحب اصدقائه و جيرانه الصابئة بشكل كبير ، و توجد رسومات له قديمة دينية على الجدران في معبد الصابئة المندائيين في مدينة العمارة على شط الكحلاء ، رسمت في الستينات تقريبا و من المؤسف قد تم إزالتها بطلاء بعد الترميم منذ فترة .

و في عام ١٩٥٣ انتقل مع والدته الى بغداد للدراسة في معهد الفنون الجميلة ، و عند التقديم كان احد اعضاء اللجان الرائد الراحل فائق حسن و بعد الاختبار تم قبوله و كان من الاوائل .

و اكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة في بغداد عام ١٩٥٦ ، و تم قبوله بعثه دراسية إلى موسكو عام ١٩٥٩ -١٩٦٠. و حصل على درجة الماجستير في الفنون من روسيا عام ١٩٦٧ ، و عين أستاذا في جامعة بغداد عام ١٩٦٩ ، ثم حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الفن (معهد الدراسات النظرية) موسكو عام ١٩٧٩ .

و شارك الفنان في العديد من المعارض المحلية ،الدولية ،العالمية في كل من باريس ، لندن ، موسكو ، إطاليا ، ألمانيا لمانيا ، أسبانيا ، الأردن ،المغرب ، تونس ، لبنان ، مصر و معارض شخصيةً

و له الكثير من الإنجازات المهمة و حاصل على شهادات شكر و تكريم نذكر منها :

كرمته جامعة بغداد افضل استاذ عام ٢٠٠٠ .

اقام معرضا شخصيا بعنوان (انتفاضة الأقصى.. الحجارة) قاعة جمعية الفنانين العراقيين في بغداد عام ٢٠٠١

و حصل على الشهادة التقديرية الاولى في مهرجان بغداد العالمي عام ٢٠٠٢ .

و كرم أقدم أستاذ في جامعة بغداد عام ٢٠٠٥ .

و شارك في المؤتمر المتوسطي الرابع لعلم الجمال في جامعة اليرموك عام ٢٠٠٨ .

و كرم في مهرجان القدس عاصمة للثقافة من قبل جمعية الفنانين التشكيليين الأردنيين عام ٢٠٠٩ .

و درس أستاذا في الجامعة الأردنية عام ٢٠٠٩

و أقام معرضا بعنوان ( عبور البوابات السبعة ) عام ٢٠١٠ في الأردن.

و له العديد من الكتب المنشورة .

و شغل منصب سكرتير تحرير مجلة الفن في بغداد، و كتب العديد من الأبحاث في مجلة آفاق التراث الشعبي العربي و غيرها

و تُوُفِّيَ في العاصمة عمان المملكة الأردنية الهاشمية عام ٢٠٢١ .

اخترنا من رسومات الفنان عمل بعنوان الشهيد وهو من الاعمال المهمة انجز إبَّان الحرب بين العراق و ايران عام ١٩٨٥ ،استخدم الالوان الزيتية .

النص يحتوي على رموز و أشخاص بدلالات معينة . نقسم النص إلى ثلاثة اجزاء للتوضيح نبداء من

الجزء السفلي الذي يحتوي على التابوت و قد لَفّ بالعلم العراقي بدلالة اللون الأحمر , الأسود , الأبيض , النجوم الثلاثة بالون الاخضر و يرمز لشهداء الحرب ,و يوجد ولد يقف ينظر إلى التابوت و يرتدي ملابس بسيطة ، يرمز عن اليتامى الذين فقدوا ابائهم .

الجزء الوسط من اللوحة نساء ثكالى متربعات على الارض يرتدون ملابس سوداء تغطي جميع اجسادهن ( العبائة) و احداهن مزينة بالأساور واخرى بأقراط الانف ، و ترمز عن الأم التي فقدت ابْنَهَا اي فُجِعَتْ بِهِ ، و توجد امرأة شبه عارية تحمل باقة من الزهور و المرأة هنا تملك صفة رمزية و ترتدي الخلخال في قدم واحدة ترمز للأرض و الحرية .

ام الجزء الأعلى نشاهد فارس راكب حصانا يحمل سلاح كناية عن ثورة العشرين و يوجد دار مزين بالشناشيل دلالة على الهوية الجمالية و الفترة الزمنية .

للنص نقطة مركزية رئسية متمثلة بالتابوت الذي لَفّ بالعلم العراقي ، و جميع ما ذكر يندرج تحت إطار واحد يعبر عن الماضي و الحاضر ،الحياة و الموت ، الحرية و الأرض كناية عن الوطن بأسلوب ابداعي ، و لايمكن تجاهل الجانب الجمالي حيث الفنان متقدم في استخدام تقنية اللون و لم يستخدم التقنيات الحديثة مما زاد من روعة و فخامة النص المتميز بالتعبير الواقعي و يحمل مضمون عميق إنساني و وجداني مرتبط بالارض و الوطن و التأثير الواضح بالبيئة التي نشاء بها و البيئة التي درس فيها نتج فن اصيل لا يمثله احد .

كما ذكرنا سابقا النص من الاعمال المهمة ، بعد سقوط النظام تعرض للسرقة و التخريب و هرب خارج العراق و عثرت عليه شرطة كندا مع عمل فني آخر و إِسْتَرَدَّ إلى العراق و حاليا من مقتنيات وزارة الثقافة العراقية "المتحف الوطني "

التخريب الذي تعرض له العمل شيء مؤسف و الأكثر ضررا الجزء السفلي للعمل الذي يحتوي رمز الشهيد "التابوت و العلم العراقي "، و الولد ، و الجزء السفلي من رمز المرأة بالكامل قطع و إجراء بعض التغيرات على ما تبقى من الجزء العلوية للمرأة ،

والتحصيل النهائي عمل لايشبه ما انجزه الفنان الكبير ماهود هناك تحوير واضح بالمعنى،الافضل على الجهات المسؤلة اعادة النص بصيغته الأصلية من خلال الترميم و التعديل" الصيانة "بالاستعانة بخبراء متمكنين

سؤال ؟

ما العنوان الحالي للعمل بعد التخريب !

———

المصادر : ابنة الفنان الطبيبة البيطرية و الفنانة التشكيلية راميا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4753 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع