(جرذ الضاحية) يوزّع الحلوى ابتهاجًا بإعدام صدّام حسين!!

أحمد العبداللّه

(جرذ الضاحية) يوزّع الحلوى ابتهاجًا بإعدام صدّام حسين!!

في صبيحة أول أيام عيد الأضحى, الموافق ليوم 30-12-2006, تم تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس صدّام حسين, بعد تسليمه من قبل الأمريكان لحثالات إيران. كان وقع الصدمة قاسيا على العرب والمسلمين, حتى على أولئك الذين كانوا من معارضيه وخصومه السياسيين المنصِفين. فإعدام رئيس عربي مسلم من قبل محتلٍ غازٍ, وفي يوم الحجّ الأكبر, وباحتفال طائفي مجوسي بغيض, هو سابقة لم تحدث, وفيه استفزاز كبير وإهانة بالغة لمشاعر ملياري مسلم.
كانت مظاهر الابتهاج سافرة في إسرائيل, التي تعتبر صدّام حسين هو عدوّها الأكبر, والذي بقي ثابتا على موقفه منها حتى النفس الأخير, وضحّى بنفسه وبالعراق أيضا في سبيل قضية فلسطين, ولم يساوم عليها أبدا. وكانت أبواب المساومات وعقد الصفقات مفتوحة أمامه على مصراعيها حتى اللحظة الأخيرة. وهي لن تنسى له إنه ضربها بـ(39)صاروخ أرض-أرض سنة 1991, للمرّة الأولى في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي, وحتى إن الحبل الذي شُنق به كان طوله(39)قدمًا, أي بعدد الصواريخ التي أطلقها عليها!!. وكان الطرف الآخر الذي أبدى علامات الفرح والشماتة, هي إيران وحثالاتها في العراق والكويت وأماكن أخرى, لأن صدّام حسين هو من جرّع دجالهم الهالك(خميني)كأس السم, في 8-8-1988.
كانت تلك المواقف الشامتة مفهومة من تلك الأطراف, التي يمثل صدّام حسين بالنسبة لها عدوّها اللدود. ولكن ما لم يكن مفهوما للبعض, حينذاك, هو موقف(جرذ الضاحية)؛حسن نصر اللات في صبيحة ذلك اليوم الحزين, إذ نزل بنفسه لشوارع(الضاحية الجنوبية), وهو يوزّع الحلويات على أوباشه وقطعانه الفرحين أيضا, مع ابتسامة صفراء على وجهه القبيح, اشتهر بها علوج الفرس!!. وشتان ما بين موقفه هذا, وموقف صدّام حسين عندما(ترحّم)على خميني يوم هلاكه, وبعده أيضا, ومنع أجهزة الإعلام العراقية من ذكره بسوء, قائلا؛(إن الخصومة معه قد انتهت بموته, وإنه قد أفضى إلى ما قدّم).
فـ(نصر اللات)يدّعي إنه ضد إسرائيل, ويزعم إنه(مسلم), كما إنه ليس لديه خلافات سابقة مع(نظام صدّام). وكان الإعلام العراقي في فترة التسعينات متعاطفا مع(عمليات المقاومة)التي ينفذها حزبه ضد إسرائيل, ويعرض المقاطع المصورة لها على شاشة التلفزة, وتغطيها الصحافة العراقية وتبرزها. ووفقا لرواية المحامية اللبنانية(الشيعية)بشرى الخليل التي التقت بصدّام حسين في معتقله الأمريكي قبل إعدامه بخمسة أشهر, وأخبرته بأنباء معركة تموز 2006, التي كانت جارية, فقد كان صدّام حسين, وفقا لروايتها, متحمّسًا وتبدو عليه مظاهر السرور والارتياح, وهو يردّد عبارة؛(عفية السيّد)!!.
ولكن(السيّء)كان يبطن في قلبه بغضا شديدا لصدّام حسين تنوء عن حمله الجبال, لأنه عطّل مشروع الدجال(خميني)لمدة ربع قرن, وهلك هذا المجرم اللعين كمدًا بعد أشهر قلائل من انتصار العراق, تاركا وصية لاتباعه بالاستمرار بطريق العدوان والأطماع حتى؛(يرفرف علم إيران فوق عمّان والرياض ودمشق والقاهرة والكويت)!!. وهو ما تحقق فعلا بعد انهيار(بوابة العرب الشرقية). ولذلك لم يتمالك(نصر الشيطان)نفسه وقد استبدّت به الفرحة العارمة في ذلك اليوم الحزين, ولم يستطع كبحها بغطاء(التقيّة), والتي لو عمل بها في تلك اللحظة, لجنّب نفسه الكثير من النقد الذي وُجّه له على فعلته المستنكرة تلك, وكان لا يزال يعيش(نشوة 12 تموز),وانخداع عدد كبير من العرب به. ولكن؛

(الطبع يغلب التطبّع)!!.وصية الدجال.

قد يبدو تصرّفه ذاك, شائنا وغير مبرر لمن يجهل أسس العقيدة الشيعية التي ترى في أهل السُنّة؛[يسمّونهم؛(النواصب),ذرًّا للرماد في العيون], يرون فيهم إنهم العدوّ الأول, وليس اليهود كما يتوهّم الكثيرون. ولديهم روايات كثيرة في؛(جواز هتكهم والوقيعة فيهم، والطعن واللعن عليهم وذكر مساويهم)!!. يضاف لذلك إن(دجال الضاحية)قد جاهر منذ تولّيه زعامة(حزبالة) بمبايعته للمرشد الإيراني(خامنئي), بصفته(نائب الامام)الهارب, بموجب عقيدة(التقليد)التي تعتبر ركيزة(الدين الشيعي), والتي يكون فيها التابع عبدًا مطيعًا لمن يقلّده, ويعتبره إنه هو(ربّه الأعلى)من دون الله!!.

وبما إن(صدّام حسين)هو نتاج تربية سياسية وطنية قاصرة, تفصل بين القومية والعقيدة الإسلامية الصحيحة, وعاجزة عن الغوص في دهاليز العقيدة الشيعية, وخاصة مسألتي؛(التقيّة)و(التقليد). وهو مسكون بموضوع العداء لإسرائيل, فهو يعتبر كل من يزعم العداء لها, ولو بالكلام والشعارات فقط, إنه من(ربعه) !!. وسيكون الثمن المدفوع من جرّاء تلك الغفلة والسذاجة, باهضًا جدًا. ولكنه سيؤسس مستقبلا, لفكر عربي-إسلامي حقيقي, لا يستند على الأوهام والأماني وظاهر القول.

تصريح صدام حسين عن إيران في سجنه.

ولا أريد هنا إجراء مقارنة بين صدّام حسين, وبين(حسن زمّيرة), فتلك المقارنة غير واردة على الإطلاق, وإن ما بينهما كما بين الثرى والثريا. ولكني أريد أن أذكّر ببعض أكاذيب حثالات إيران ودجلهم منذ عشرين سنة للإساءة لشخصية الشهيد صدّام حسين. فجعل الله كيدهم في تضليل, وحصادهم في تخسير. فأقول؛
لقد قضى صدّام حسين فترة حكمه, في حروب ومعارك مع إيران ومع أمريكا, وكان يخاطر بحياته ويحضر بنفسه في جميع المعارك المهمة, وكان, في مواقف عديدة, قاب قوسين أو أدنى من الموت. وخلال هذه المدة الطويلة لم يتخفّى في ملجأ قط. وعندما احتلّت أمريكا العراق, لم يغادره بل بقي فيه يعمل على تشكيل خلايا المقاومة ضد الغزاة المحتلين. ولم يهرب من ساحة المعركة, كما يشيع المرضى بالسعار الطائفي, بل إنه أخذ بقوله تعالى؛((أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ)). وفي مزرعة قيس النامق التي قضى فيها الأشهر الثمانية الأخيرة قبل أسره, تم عمل ملجأ بسيط يستخدمه عند مداهمة قوات الاحتلال للمزرعة. ولم ينزل فيه سوى مرتين فقط, ولفترة زمنية قصيرة, مرّة قبل أسره بأشهر, والمرّة الأخرى يوم أُسر فيه.
أما(حسن زمّيرة), فقد هرب بطائرة إيرانية إلى النجف, فور تفجير أجهزة (البيجر)في الآلاف من أتباعه, جبنا وهلعا. وكانت كلمته الأخيرة قبل هلاكه بأسبوع, مسجّلة, عكس جميع(اطلالاته)السابقة, مما يعني إنه سجّلها في مخبئه(النجفي). وفي يومه الأخير, حضر إلى بيروت على عجل جوًّا لعقد إجتماع في مقره بالضاحية في سرداب عمقه(30 )مترا, بعد أن اطمأن إلى انه لن يتم استهدافه لأن(نتنياهو)كان في نيويورك. ولكنه بعد قليل من دخوله لـ(سرداب الغيبة الأبدية)تم قصف المكان, وقُبِر فيه. علما إنه منذ 2006, لم يظهر للعلن أبدا,وكان يكتفي بخطابات متلفزة, ولذلك سمّاه اللبنانيون؛(حسن بلازما)!!.
فمن هو(بطل الحفرة),كما كانوا يأفكون.. صدّام حسين, أم(جرذ الضاحية الجنوبية)؟!. ومن هو الذي الذي هرب من ساحة المعركة وولّى دُبره عندما(حمت الحديدة)؟!. ومن هو الذي باعه جماعته ووشوا به؟!. ومن هو الجبان الرعديد المتخاذل؛(صدّام حسين)الذي قضى عمره مجاهدا في ساحات الوغى وفي أتون المعارك. وكان المشهد الأخير له على أرجوحة الأبطال, وهو يقف شامخًا سافر الوجه, بينما شانقيه ملثمين يرتعدون رعبًا منه, واقفًا بثبات وشمم مرددًا الشهادتين, وهو يرى تحت قدميه أراذل من أحقر الخلق, وجدوا فرصتهم للشماتة منه في ذلك الموقف الرهيب, فخاطبهم بازدراء؛(هل هذه هي المرجلة؟).. أم حسن زمّيرة الذي قضى نصف عمره في سراديب وأنفاق الضاحية الجنوبية, ثم هلك فيها.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز؛((وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا)).
....................................
للراغبين بالاطلاع على المقال السابق؛نصر اللات؛(مقاوم),أم زعيم عصابة إجرامية؟!..
https://www.algardenia.com/maqalat/65201-2024-10-14-11-27-49.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع