ضرغام الدباغ / برلين
الساعات الأخيرة
اليوم: 07/ 12 / 2024 لم يبقى في حوزة النظام في سوريا سوى محافظة دمشق العاصمة، والساحل، وربما بضعة قرى متناثرة، وهذا النظام الذي بدا عصياً خارج معادلات التاريخ والجغرافيا، أنهار بشكل دراماتيكي خلال أيام مثيرا عاصفة من علامات الاستفهام والتعجب ...!
لماذا قاوم النظام قدره منذ عام 2011، رغم ان العاصفة الشعبية كانت قوية وكاسحة، ولكن المعطيات لم توفر النتيجة المتوقعة، والسبب أن شروط السقوط الذاتية والموضوعية لم تكن متوفرة، لذلك لم يسقط النظام بفعل المساعدات الهائلة التي أنصبت عليه من كل حدب وصوب، وقوى الثورة التي حكمتها رود الفعل العفوية كانت تفتقر لعناصر مهمة، في مقدمتها افتقارها لقيادة موحدة، وعدم تمكنها من بلورة خط سياسي، ثم شيوع ظاهرة التكتلات وتقاسم سريع للمغانم والمكاسب، وبدت الثورة غير مقنعة بدرجة ما للجماهير السورية، وبدرجة أكبر للجماهير العربية، وبشكل شبه مطلق للرأي العام العالمي. بأختصار لم تطرح الثورة السورية في انطلاقتها، نظر وأهداف تتجاوز الحدود العاطفية ولهذه أهميتها، فالعربة حين تفقد إحدى دواليبها، سيكون ذلك عاملاً مؤثر على توازنها وسلامة سيرها.
النظام الذي تسبب بمقتل مليون ونصف إنسان على الأقل، وهجرة 15 مليون للخارج، و6 ملايين في هجرة داخلية، ولكن هذه الأرقام الفلكية لم تنهي هواجسه، هو كان يريد أن يغير الشعب، بشعب آخر من الباكستان وأفغانستان وإيران، كالإنسان الذي يغير دمه، مع أن الشعب السوري هو من أنتخب والده وأنتخبه، طائعاً أم مرغماً، انتهت العلاقة بتشريد الملايين في بقاع العالم ... حاكم قادته قلة بصيرته أن يستقدم عدة جيوش (روس وإيرانيين ) وميليشيات (من لبنان، العراق، باكستان، أفغانستان، اليمن، إيران) ليؤدبوا شعبه، فما نراه اليوم هو حصاد 54 عاماً.
هذ كان حال الشعب، وماذا عن الحزب ...؟ تم حل الحزب وحولة إلى مكاتب للعاطلين عن العمل، لم يبق في الحزب من هو شريف مخلص، لم يبق إلا من هو على استعداد ليبصم مغمض العينين على مقولات الرئيس القائد، بأن أصل العرب من جنوب افريقيا ...!
وماذا عن الجيش الذي أنفق عليه الشعب السوري دماء أبناؤه ... أصبح جيشاً مهلهلاً، بأن صارت وظيفته رسمياً قتل الشعب، الجيوش ليت بدلات خاكي أو مرقط، الجندي هو أبن الوطن له وظيفة واحدة فقط، هي الدفاع عن حدود البلاد، أكثر من ذلك، سيصبح مليشيا طائفية حقية، هذا ما أرادوه له، وهكذا صار، فإن الغرابة فهل من المستغرب إن أطلق لساقيه الريح ..؟
حين تكتمل حلقات التحرير ... سوف نستمع لأخبار وحقائق مهولة .... سيندهش لها الناس لفضاعتها ودرجة إجرامها ووضاعتها ... نعم انتظروا ... بتقديري أن علم السياسة والإدارة العربي سوف يطرأ عليه تعديلات كثيرة بعد معارك التحرير ... ستنضج العقل السياسي العربي، وتقلص من حجم العفوية والتأثير العاطفي لدرجة كبيرة، وتضع العمل العربي في مسارات جديدة عقلانية، قائمة على التخطيط الدقيق
سنبق على تواصل لمتابع علاج الجرح السوري الشافي بإذن الله
467 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع