د. مؤيد عبد الستار
قبل ان يقول اوباما لروحاني خودا حافظ ، كان قد قال في وقت سابق عيد شما مبارك ، وذلك عام 2009 بمناسبة عيد نوروز ، ودعا ايران للدخول بمحادثات جادة . رابط مقالنا السابق ادناه.
الان تضع ايران اوراقها على الطاولة لتدخل مدخل سلم من خلال رئيسها الجديد السيد روحاني الذي وضع على رأسه عمامة الحوار البيضاء التي استعارها من زميله السابق خاتمي في محاولة لتجاوز عمامة السيد خامنئ السوداء التي هيمنت على ايران طوال عقدين ، واستخدمت عصا نجاديه في ملاحقة واقصاء التيار الاصلاحي الذي بدأه الرئيس خاتمي الذي ذهبت جهوده ادراج الرياح بسبب العصي التي وضعت امام عمامته والتي كانت اقوى من ان يستطيع الافلات من كوابحها ، رغم مساندة الرئيس الاسبق رفسنجاني له في جهوده الكبيرة .
ازدادت الضغوط الاقتصادية على ايران وتجشمت خسائر لا تحصى بسبب الحظر على استيراد نفطها ومقاطعة الدول المستوردة لها والاستعاضة عن نفطها بنفط العراق والخليج والسعودية ، فترك ذلك بصمات قاسية على المجتمع الايراني الذي بدأ يعض على نواجذه ويعرف للحرمان من وسائل العيش الرخيم طعما مرا.
كما اضافت الازمة المستعصية في سوريا وتحالف ايران معها عبئا مضافا على الاقتصاد الايراني الذي استنزف كثيرا خلال العامين الماضيين ، ما حدا بايران الى البحث عن فرصة خلاص من ازمة مستحكمة ودائرة عقوبات مغلقة لاترحم ، وكانت الفرصة في صعود روحاني والاستفادة من جهوده كونه وجها جديدا في السياسة الخارجية الايرانية كفلت له السلطات الايرانية صلاحيات واسعة في التفاوض كي ينجح في كسر الحلقة الحديدية التي ضربها الغرب حول ايران .
اما ما ساعد الموقف الامريكي ان يتحرك باتجاه ايران ايضا فهو الموقف الروسي الثابت من الصراع في سوريا ، والوقوف الى جانب الاسد وتجنيب سوريا مصير ليبيا ومنع مجلس الامن فرض الفصل السابع على سوريا الذي فرض من قبل على العراق .
كما كان للموقف الروسي من ايران وتزويدها بالمفاعلات النووية ، اخرها مفاعل بوشهر ، والاصرار على ان هذه المفاعلات هي للاغراض السلمية وحق ايران في استخدام الطاقة النووية سلميا ، هذا الموقف جعل الولايات المتحدة تبحث عن اسلوب اخر للتعامل مع ايران يكون اكثر نفعا لها في المستقبل كي لا تخسر المزيد من الفرص في الشرق الاوسط ، على الاخص فرص الاستثمار الاقتصادي وفرص السلام وتجنيب المنطقة المزيد من الهزات واستنزاف الطاقات الدفاعية الامريكية في مرابطة سفنها وقواتها الحربية في المنطقة دون افق لاستخدامها بنجاح او انتهاء مهمتها في زمن منظور .
ان محاولة اوباما التحدث باللغة الفارسية ، مع انها عبارات مجاملة محدودة ، دليل على ان اوباما بالذات ومعه لجان حكومية ، وهيئات استشارية ، وشرائح كبيرة من الشعب الامريكي ، ترغب في عدم جر الولايات المتحدة الى اتون حروب جديدة تكلفها ما لاطاقة لها به ، مثلما حدث معها في افغانستان والعراق .
فالتدخل العسكري في مثل هذه الدول او المناطق لا مردود ربحي له لا في الحاضر ولا في المستقبل ، و لا تجني منه الولايات المتحدة سوى الخسارة ، خسارة مليارات الدولارات والاف الارواح من جنود ومدنيين ، ويجعلها فريسة للمزيد من الكراهية والاعمال الارهابية .
لذلك اتسمت خطوات روحاني واوباما بالذكاء المتاتي من الظروف الضاغطة على الطرفين ، ونامل ان تكون في هذه الخطوات اولى بذور السلام التي تبذر في المنطقة لتجني شعوبنا بعض خيراتها وتنتقل من العسر الى اليسر .
* رابط مقال سابق
اوباما لايران : عيد شما مبارك
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=166379
868 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع