مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدينته الطاهرة المنورة، هو آخر المساجد الثلاثة المقدسة وضعا وبناء، ومراعاة لذلك قال عليه الصلاة والسلام «لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا».
أدرك المسلمون حكاما وعامة منذ فجر الإسلام المكانة العظمى لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمه المسلمون من كل فج يصلون فيه، ويدرجون في مواطن شهدت معالم التنزيل ومشى فيها جبريل وميكائيل، كانت يوما من الدهر ملتقى الآل والأصحاب، يتذاكرون قول حسان بن ثابت رضي الله عنه: بها حجرات كان ينزل وسطها من الله نور يستضاء ويوقد معالم لم تطمس على العهد آيها أتاها البلى فالآي فيها تجدد وأما حكام المسلمون فتنافسوا في مضمار خير عظيم بأن تسابقوا في توسعة وبناء مسجد النبي الكريم، وما يكتب من توسعة لهذا المسجد يدون في سفر التاريخ لا تمحوه الأيام بل تزده ضياء ونورا وإن تطاول عهدها.
ومساء هذا اليوم الاثنين الثامن من شهر الله الحرام (ذي القعدة) يرتقب المسلمون قدوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – أيده الله – إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع حجر الأساس لأكبر توسعة للمسجد النبوي عبر التاريخ.
هذا فخار الأبد ومن خير ما يتقرب به من عمل صالح إلى الله الواحد الأحد، هذه المشاريع العظام هي أبلغ رد للمسيئين لنبي الإسلام، بهذا يموت أعداء الدين حنقا لا بالمسيرات والمظاهرات التي يموت فيها ويقتل أبناء الإسلام.
إن قدوم خادم الحرمين الشريفين إلى المدينة المنورة من خارج المملكة دون أن يمر على العاصمتين الرياض وجدة، هي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الدولة السعودية، فإذا عرف الناس أن ذلك مصحوب بوضع حجر الأساس لتوسعة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، علموا مقام هذه المدينة المباركة في قلب ملك هذه البلاد، فازدادوا حبا لمليكهم، وفخرا بعطائه، وتيمنا بهذا العمل الجليل مبنى ومعنى، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
595 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع