روح إنتفاضة ٢٠١٩، لازالت حية تنبض


سعاد عزيز

روح إنتفاضة ٢٠١٩، لازالت حية تنبض

لا تمر الايام بسهولة على نظام الايراني حيث تتزايد همومه ويشعر بأن الحبل الملتف حول عنقه يضيق الخناق عليه مع زيادة معاناة الشعب من جراء الاوضاع بالغة السلبية والممارسات القمعية التي بلغت ذورتها الى جانب تصعيد غير عادي للإعدامات بحيث إنه خلال الاسابيع الاخيرة وفي کل ساعة ونصف، يتم تنفيذ حکم إعدام بحق مواطن إيراني، ولأن المناسبات الوطنية ولاسيما الذکرى السنوية للإنتفاضات، تبعث روح الحماسة والرفض والمقاومة لدى الشعب الايراني ضد النظام الاستبدادي الحاکم، فإن الاخير يرتعب منها کثيرا وحتى إن قواه الامنية تصبح في حالة إنذار خوفا من إنفجار الاوضاع الحرجة.

ولعل الذکرى السنوية لإنتفاضة 2019، التي مرت يوم الخامس عشر من نوفمبر الجاري، مرت ثقيلة جدا على النظام وکان يتخوف من أن تعمل هذه الذکرى على إندلاع الانتفاضة مجددا ضده، ومن دون شك فإن شباب الانتفاضة لم يسمحوا أن تمر هذه الذکرى الوطنية دون أن يحيونها ويحرقوا الارض تحت أقدام جلاوزة النظام المجرمين، وبهذا السياق، فإن الشبکات الداخلية لشباب الانتفاضة قامت بسلسلة عمليات منسقة في طهران وسائر المدن إحياء للذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر 2019 .
هذه السلسلة، التي نفذت في نوفمبر تخليدا لتلك الانتفاضة، تضمنت 24 عملية نوعية لكسر جدار القمع. اللافت في هذه الأنشطة هو طابعها المنظم والتنسيق العالي الذي سمح بتنفيذها في رقعة جغرافية واسعة شملت مدنا في أنحاء مختلفة من البلاد. شملت هذه العمليات مدن: طهران (العاصمة)، أراك، مشهد، أرومية، ماهشهر، جيرفت، كرج، ورامين، شاهين شهر، بيرجند، بم، دليجان، إيذه، وإيرانشهر. هذا الانتشار والتزامن يدل على وجود شبكة منظمة قادرة على التحرك بفاعلية رغم الإجراءات القمعية.
والملفت للنظر، إن أهداف هذه العمليات لم تکن عشوائية بل تم اختيارها بدقة لضرب الركائز الأساسية التي يعتمد عليها النظام الإيراني في القمع والنهب . كل هدف يمثل فصلا من فصول سيطرة النظام، سواء عبر القوة العارية، أو الفساد المالي المنظم، أو غسيل الأدمغة الأيديولوجي.
وفي علاقة مباشرة مع هذه العمليات الثورية الشجاعة، وفي تحركات متزامنة جرت في الأيام الأخيرة، نظم أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية تجمعات ومعارض في مدن مختلفة حول العالم، شملت مالمو، ستوكهولم، غوتنبرغ (السويد)، برلين وهانوفر (ألمانيا)، وأوتاوا وفانكوفر (كندا). ركزت هذه الأنشطة على إحياء الذكرى السنوية لانتفاضة نوفمبر 2019، وتكريم شهدائها البالغ عددهم 1500 شهيد، والاحتجاج على موجة الإعدامات المتصاعدة، والمطالبة بمحاسبة قادة النظام.
من دون شك، فإن مجمل هذه العمليات والانشطة المختلفة تثبت بکل جلاء أن روح إنتفاضة 2019، لازالت حية تنبض في أعماق کل إيراني حتى إسقاط النظام.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2085 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع