مشاهد من زيارتي الأخيرة للعراق !!الحلقة الاولى

                                            

                             عباس العلوي

مشاهد من زيارتي الأخيرة للعراق !!/الحلقة الاولى

في النجف

زرت العراق مؤخرا لمدة 12 يوما بدأت تحديدا في 25 / 9 / 2013

حطت الطائرة القادمة من اسطنبول في مطار النجف بحدود الساعة السادسة والنصف صباحا بعد رحلة استغرقت 18 ساعة من كوبنهاكن تخللها أنتظار الترانزيت الطويل في مطار اسطنبول

هي المرة الاولى التي يحط رحالي بمطار النجف وكنت تواقا لرؤيته لاعتبارات عديدة تتعلق بأهمية مدينة النجف التأريخية والدينية والسياحية ناهيك عن كونه اخر مطار تم تأسيسه في العراق بعد التغيير لكن للأسف اصبت بأحباط كبير حينما وجدت معظم كراسي صالات الانتظار في المطار مستهلكة ومعيبة ، حواجز < الكروم > التي تنظم صفوف طابور القادمين تهتز او ترقص حينما تلامسها تؤشر لك مقدار الاهمال الذي يعانيه المطار من اللحظة الاولى التي يطأ فيها المسافر ارض النجف !

لم اجد وانا متوجها الى المدينة شارعا للمطار بالمواصفات العالمية كما هو الحال في مطارات العالم او اربيل على اقل تقدير ومارأيته شوارع عادية متقاطعة لاتليق اصلا ان تكون واجهة لمدينة دينية عريقة تستقبل الزيارات المليونية كل عام / ناهيك عن بعض المشاهد المؤلمة التي تلوث المشهد البصري كتراكم القمامة وفوضى المرور !

كانت اقامتي في فندق النجوم السياحي الحديث الواقع في شارع الروان الذي يعتبر من احدث الشوارع التجارية في النجف وجدول الزيارة كان يتضمن مراجعة دوائر المحاكم والجنسية والعقار وغيرها

عانيت كما عانى غيري من الوافدين من الطريقة البدائية التي يتم التعامل فيها بدوائر المحافظة فأمام دائرة المحاكم يلاحقك < العرضحالجية > واصحاب الأكشاك ويبتزونك بكل الطرق فضلا عن الغبار الكثيف الذي يدخل جوفك دون اذن وحرارة الشمس وضجيج السيارات وزحامها في منطقة لاأحد من المسؤلين يفكر في تطويرها او تنظيمها بشكل يليق بمدينة النجف !

وكباحث في شؤون الاعمار والتراث حرصت على ان اقوم بجولة واسعة للمدينة لأرى الجديد فيها وكي لا ابخس المسؤولين حقهم فأن مدينة النجف بشكل عام تحت البناء ربما ستكشف عن وجهها الجديد بعد ثلاث سنوات على اقل تقدير كما وأسجل اعجابي بالحملة الأعمارية الكبرى التي تجريها العتبة العلوية حاليا.

في الوقت الذي يشاهد فيه زائر اربيل مشاريع الاستثمارات العربية والاجنبية قد غيرت وجه المدينة واحدثت ثورة اعمار هائلة فيها لايجد زائر النجف شيئا من ذلك الا النزر القليل الذي لايلائم مكانة النجف / لعل العقدة المزمنة < القديمة الجديدة > تكمن في مشاكل الاستثمار الذي مازال يترنح في هذه المدينة المقدسة الجاذبة للسياحة الدينية والتراثية !

من طرف آخر هناك جملة من المشاهد التي لاأجد لها تفسير لها غير الاهمال أوالتقصير فمثلا حينما تجد اجمل شارع فيها < الروان > تتخلع بلاط ارصفته واحدة بعد اخرى تستغرب من صمت المحافظ الذي يشاهد ذلك بنفسه في جولاته الليلية فضلا عن فوضى المرور والسير عكس الاتجاه واقبح مارأيته / السيارات التي تسير على ارصفة الشارع المقابل لبيت الأمام علي /ع / في الكوفة ليضطر الناس مجبرين السير على الأسفلت عدا اكداس القمامة التي تنتشر في اغلب الاحياء و مركز المدينة القديمة وبشكل يوحي لزائر النجف ان اهلها رفعوا شعار< الوساخة من الأيمان > !!

في قلب مدينة النجف هناك شارع استتراتيجي يمتد بضعة كيلومترات يربط الكوفة بالنجف تقع على جوانبه معظم دوائر الدولة ومباني جامعة الكوفة المترامية الاطراف لاتجد فيه اماكن آمنه لعبور المشاة من جهة لآخرى وعلى من يريد العبور ان يتشاهد على نفسه اولا

لست ادري أي عقل أجرب قام بتصميم هذا الشارع الذي جعل فيه المواطن رخيصا لهذه الدرجة ؟!

شارع الأمام علي /ع / المزدحم يحتاج على اقل تقدير الى ستة مناطق عبور بسلالم كهربائية وليست عادية وحسب علمي تحت ضغوطات قوية شرع المسؤولون ببناء اول سلّم كهربائي امام مستشفى الصدر لأن اغلب مراجعي المستشفى من المرضى وبطبيعة الحال هذا لوحده لايكفي وعليهم مراجعة واقع عبور المشاة بجدية واهتمام اكبر .

وحينما تتحدث عن الذوق يبدو انها واحدة مشاكل النجف فحينما تقطها شرقا وغربا لاتجد فيها واحدة من النافورات المزينة بالأضاءة الجميلة على عكس واقع الحال في اربيل والسليمانية التي تفخر بهذا المظهر الحضاري وليت محافظ النجف تعلم قليلا من السيد علي دواي محافظ العمارة الذي فاز بأجمل شارع في العراق مزين بالنافورات الليزرية الرائعة فضلا عن التشجير وكابات الورود التي عمّت المحافظة .

لم يقتصر قلة الذوق على هذا فقط فحينما تتجول ماشيا في سوق الكبير الذي صرف على تأهيله مؤخرا مئات الملايين من الدنانير تجد بأم عينك شبكة الاسلاك الكهربائية العنكبوتيه تركت لحالها لتقبح سقف السوق وتضيع جهد كل ماصرف عليه من مبالغ ولست اعرف السر الكامن وراء ذلك كما لاأعلم لماذا تم زرع مجموعة من النخيل الذابل القبيح المنظر حول قصر الثقافة الجديد الذي تكلف المليارات بدل ان يحاط به حدائق غناء ؟

ومادمنا في مسألة الذوق لاأريد ان اتحدث مفصلا عن تجاوز اصحاب المحلات على الارصفة او وقوف السيارات في المناطق المحرمة مروريا او قذف النفايات بشكل متعمد في الطرقات ليعثر بها المارة وربما يعتبرها البعض نوعا من الشطارة وعلى كل حال :

< من امن العقاب أساء ...... >

السويد في 26/ 10 / 2013

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

703 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع