علي الزاغيني
قال رسول الله صل الله عليه وعلى بيته الاطهار
((الجنة تحت اقدام الامهات ))
صدق رسول الله
لايمكننا ابدا ان ننسى دور الام في التضحية وما تقدمه من اجل ابنائها فهي منبع الكبير للحنان و الحب ولا يمكن لاي عائلة ان تشعر بالامان بدون وجود الام التي هي دائما ما تكون الصدر الرحب و مخفف الصدمة لكل المشاكل و حافظة الاسرار لجميع الاسرة وتتحمل هموم الدنيا لكي ترعى ابنائها و تصارع كل المصاعب الحياة و تتحدى كل نزوات الرجل ومتطلباته ليكون البيت في جوء هادي وبعيدا عن منغصات الحياة لينعم الابناء بالطمنانية والراحة .
مع تقدم الزمن تشعر الام بمدى ترابط علاقتها الروحية وحبها لابنائها وتشعر بكل ما يشعرون به قبل ان يحدث مما يجعلها بقلق كبير وطبعا هذا القلق مشروع من حق اي ام لانها غريزة الامومة ولكن هل يعي الابناء هذه المحبة وهذا الحرص عليهم ؟
قد نجد القليل من الابناء من يكون وقيا ويكون سندا لوالديه ولاسيما الام عندما عندما تكون بحاجة اليهم ولايتركوهم في حيرة من امرهم بعد سنوات من الشقاء والتعب ويجدون انفسهم في عزلة بعد استقل كل ابنائهم لاسباب الحياة ومشاغلها .
قد تكون السيدة رباب احدى الامهات التي عانت وضحت الكثير من احل ابنائها فهي لازلت تقدم كل حياتها وما تملك لابنائها ولا سينا ابنها الاكبر امجد ولكن تجد بالمقابل صد وجفاء منه بعد كل ما قدمت له ليكون ناضجا ورجلا يعتمد على نفسه ويتحمل المسؤولية مستقلا بحياته بعد زواجه وعدم الاتكال عليها في كل شئ للتفرغ لاخوته ومتطلباتهم وترتاح بعض الشئ , ولكن على ما يبدو ان الانانية والتمرد صفات تلازمه وبدل ان يقدم شكره وحبه لوالدته ويقبل يديها لما قدمته له وتجعل منه رجلا ومستقل بذاته ليكون اسرته وخصوصا انه راتبه الشهري يستطيع ان يعتمد على نفسه ولكنه قابلها بالجفاء والصد ارضاء لرغبته بان تبقى خادمة له ولزوجته ونسى كل ذلك الحب وكيف منتحه كل ما تملك ولم تساله يوما عن رواتبه ومستحقاته ؟
قد يكون امجد مثل بسيط للكثير من الابناء وكيف اصبح الواقع المر الذي تمر به العائلة الشرقية بشكل خاص ربما من تمرد او عدم الشعور بالمسؤولية والاعتماد على الاهل في كل شئ ويبقى الابن او الفتاة بعيدا عن طموحات وتطلعات عائلتهم التي هي جزء من المجتمع .
ان لعلاقة الابوين تأثير كبير على مستوى العلاقات الاسرية ومدى عمقها وصلابة تلك العلاقة بين افراد الاسرة الواحدة فمهما كانت العلاقة قوية ومتينة بين الابوين ومبنية على الحب والتفاهم والانسحام فانها تؤدي الى نتائح ايجابية على الابوين اولا وهذا ينعكس ايجابيا على افراد الاسرة ( الابناء والا|حفاد ) اذ يكون شعور الاسرة هو الارتياح النفسي والموازنة العاطفية بينهم وتزداد نسبة الترابط الاجتماعي بينهم واسناد بعضهم لبعض في مواجهة صعوبات الحياة العامة والخاصة لكل فرد من الاسرة .
واما اذا كانت العلاقة غير جيدة بمعنى ان هناك انفعالات نفسية بينهما او عدم توافق فكري او خلافات مستمرة اي كانت بسيطة او شديدة قانها تقود الى صراع نفسي بينهما يؤدي الى شعور كل منهما بالاحباط والقلق النقسي ويتطور احيانا الى انفعالات شديدة تؤدي الى الاعتداء بالضرب او التجريح الكلامي ولو كان هذا امام الابناء و الاحفاد فانه يؤدي الى شعور الصغار خصوصا بالخوف او الميل الى احد الابوين ضد الاخر باختلاف رأي الفرد نفسه ( حسب ميوله ) وهذا بالنتيجة قد يؤدي الى التفكك الاسري اذ ينعكس سلبا على الابناء ويظهر عليهم كحالات نفسية مقلقة او اخفاق بالدراسة او قد يؤدي الى ردود فعل سلبية اتجاه احد الابوين او كلاهما معا او يستمر لحين الكبر .
تحتمل الام الجزء الاكبر من هذه المشاكل ومن متطلبات ابنائها وذلك لارتباطها المباشر بالابناء وتقديمها كل ما تملك لارضاء ابنائها اضافة لارضاء والدهم وقد تتضاعف هذه المسؤولية اكثر اذا كانت الام ملتزمة بدوام خارج اطار البيت وهذا بالتاكيد سياخذ جزء كبير من وقتها ويتطلب منها جهد مضاعف للسيطرة والموازنة ما بين اسرتها من جهة ووظيفتها من جهة اخرى , بالتاكيد ان للاسرة اهتمام كبير وفي اغلب الاحيان تاخذ دور الام والاب والمربية وربما يفنى عمرها من اجل ان تكمل رسالتها الانسانية وتحافظ على ابنائها لتحصد ما زرعته خلال سنين شقاءها.
اغلب الشباب الشباب المتزوجون حديثا لهم رغبة عموما وليس خصوصا في الاستقلال عن الاسرة الاصلية وهذا بدا يظهر حديثا في الاونة الاخيرة حسب كل ما يدعيه من سبب اذ قد تكون برغبة الزوج او الو الزوجة او العائلة نفسها بصورة عامة , علما ان المتزوجون حديثا ضمن اسرهم الام فانه يؤدي الى نتائج ايجابية كالاستقرار الاسري والعناية باولادهم حتى يحصلوا على المناعة والامكانية المادية اللازمة لاستقلالهم عن الاسرة الام ,وقد يكون الاستقلال المبكر فانه قد يؤدي الى عدم التوازن في الاستقرار او عدم الاستمرار او الشعور بالوحدة على اعتبار ان الاسرة الام الشرقية هي اسرة امتدادية اي تمتد منن الجد الى الابن الى الحفيد في نفس المنزل ولكن التاثر الحضاري الغربي ادى الى رغبة الازواج الحديثين الى الانفصال عن الاسرة مبكرا .
يجب ان يكون تعامل ا لاب والام على حد سواء مع الابناء بصورة متساوية اذا لا يقوم الاب بفعل وتقوم الام برد فعل عكسي لانه لو كان كلا الابوين يقومان بنفس الفعل الممنهج نحو الابن فانه يقود الى نتائج ايجاببة باعتبار انه استلم رسالة واحدة متفق عليها وما عليه سوى التطبيق لفائدته , واما اذا استلم رسالتان احدهما من الام والاخرى مغايرة من الاب فانه بالنتيجة ايهما يطبق وهذا يقود الى صراع نفسي لديه احيانا قد ينتهي برفض كلا الرسالتين , وهنا نخسر الهدف الاساسي في ايصال المعلومة التربوية للابناء .
التكنلوجيا الحديثة التي غزت البيوت بسرعة فائقة اثرت بشكل فائق وسريع على الابناء ولكن يجب ان يكون هذا التاثير ايجايبا وهذا هو ما نطمح اليه من الناحية الدراسية والتثقيفية ولكن الذي يجري هو عكس ذلك كانشغال الابناء بما متوفر لديهم من وسائل التكنلوجيا المتطورة عن اسرهم ودراستهم ومع الوقت يصبح الابن يعيش منفردا مع نفسه وليس ضمن نطاق الاسرة وقد يؤدي احيانا الى شعوره بانه لم يعد يحتاج اسرته او قد يؤدي الى منزلقات فكرية وسلوكية بعيدة عن عن واقع الاسرة في التنشئة وعن المنهج الفكري القويم في مجتمعنا الشرقي خصوصا .
وهذا يتطلب من الابوين ان يكونا متحابين فعلا ويبعدا خصاماتهم عن الابناء وان يتفق الابوين على رسالتهما الانسانية المرسلة لابنائهما وعليهما بالدور التربوي وليس فقط بتوفير متطلبات الحياة اليومية , وعلى الابناء تقع مسؤولية كبيرة ايضا وعليهم ان يتذكروا انهم في مجتمع شرقي وعليهم اطاعة الوالدين وعليهم عدم الانجرار نحو رغباتهم الفردية البعيدة عن الاطار اللاسري الصحيح وان يهتموا بالجانب الدراسي والعملي لكي يرنقوا في مواصلة المسيرة في انشاء جيل صالح وراقي .
989 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع