ثريا الشهري
توصّلت نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كيم كاردشيان إلى اتفاق ما قبل الزواج مع خطيبها المغني كاني ويست، يقضي بحصولها في حال الطلاق على مليون دولار عن كل عام زواج.
على ألا يتعدى المبلغ الذي تتقاضاه الـ10 ملايين دولار، غير الاحتفاظ بكل الهدايا المقدّمة، وبقصر كاليفورنيا المسجّل باسمها. وحتى لو مات المغني وكانت مطلقته فهي المستفيدة من بوليصته للتأمين، وتُقدّر قيمتها بـ20 مليون دولار. وكل هذه الطلبات التي تفتّقت عنها شهية كيم ومع هذا، يصرّح المصدر القريب من الطرفين أن الاتفاق كان سهلاً جداً لقبول المغني بكل شروطه، حتى إنه كان مستعداً لمنح خطيبته الإذن الكامل بالتصرّف بكل ممتلكاته.
تتحرّج الواحدة منّا من تضخيم قائمتها قبل الزواج فلا يظن زوج المستقبل فيها الطمع، وقد تضحّي بحقها في المهر، «خصوصاً» في اشتراط مؤخّر الصداق، وكله من أجل عيني العريس وأهله كي تحتفظ بمكانتها ولا يسلقوها بنميمتهم في ظهرها قبل الزواج، أو في وجهها بعده. فلِمَ كان على كاردشيان أن تغفل وتتغاضى عن مدى رضا وتقبّل خطيبها لشروطها وهي المصرّة حتى على تسلّم مبلغ بوليصة التأمين بعد موته؟ لِمَ لمْ تخجل الهائمة بحب الرجل - كما تزعم - من حساب الأيام التي ستمضيها معه بالورقة والقلم إلى أن وصل الرقم إلى 10 ملايين دولار؟ ولِمَ ولِمَ..؟ فإذا كان جواب رجالنا لأن ثقافتهم غير، فيكون سؤالي البريء جداً: فماذا عن ثقافتنا ونحن نتدله بدفع الأموال وإهداء البيوت والمجوهرات للارتباط سراً بشهيرات الوسط الفني مثلاً؟ أو أية نوعية نساء تكون لعبتهن التمنّع في البداية، ورفع سقف المطالب في النهاية؟ فنغدق في الخفاء لنعلي من قيمتنا المتنكِّرة، إنما بصفة عامة ومعلنة لا نرضاها للزوجة الرسمية، ونتردد كثيراً لنوافق عليها؟
ولنأتِ على قصة مؤخر الصداق المضحكة في عقود زواجنا. فتعاتب المرأة ووليها على التهاون في شرطه أو عدم توثيقه مكتوباً، وكل يدلي برأيه عن الحق الذي تنازلت عنه المسكينة وها هي تخرج مع طلاقها خالية الوفاض. حسناً، وكانت ذكية وسبّاقة بنظرة استشرافية، ونقشت الرقم من 5 أو 6 أصفار كمؤخر صداق في عقد نكاحها، فماذا بعد؟ ولا شيء. فسيتركها الزوج المصمم على الطلاق كالمعلّقة، فلا هي المتزوجة ولا المطلقة. وإن لم يفعل فهناك أكثر من طريقة وأسلوب في تطفيشها من الحياة الزوجية التي سيحيلها قولاً وتطبيقاً إلى الجحيم بعينه، لتفتدي نفسها وحريتها بالتنازل عن مؤخرها والتضحية بحقها فيه، فقط لتحصل على ورقة خلاصها، ولو اعترضت فعندك الخلع وفيه التنازل ذاته وأكثر. فمع الخلع قد يشترط المخلوع رد كامل المهر إليه.
وبسبب هذا التحايل من الزوج، وتساهل قوانيننا في التعامل معه ومع ألاعيبه، صارت الموضة - وللمقتدرين ولفئة معينة من مجتمعنا - أن تصر العروس على تسجيل عقد زواجها في بلد غربي ولتكن لندن أقربها إلينا. فإذا جاء النهار الذي يقرر فيه عريس الهناء الاكتفاء من الهناء، عندها ستزاحمه زوجته في قسم كبير من ماله وحلاله بموجب القانون الإنكليزي. وبحسب ما سمعنا يصل الاستقطاع إلى النصف. ولا تسامح ولا التفاف، ولكنْ اتفاق ودفع وترضية.
تقول الممثلة الأميركية روزان بار مازحة: «ليس زعلي لكوني مطلقة، ولكن لأني لم أصبح أرملة». قيلت على سبيل الطرفة صحيح، ولكن لا تستهن بها. فمن غبن بعض الأزواج لزوجاتهن، ولعلم الزوجة بإفلاسها المعنوي والمادي عند الطلاق، أصبحت تتمنى لقب الأرملة ولو مع نفسها، أقلّها للتمتّع عند موته بما حرمها منه في حياته...! من الحب والمال على السواء. ولنترك المادة جانباً، إلى المشاعر التي لم تحظ بمساحة تستحقها نظراً إلى استفتاحنا ببنود ائتمان بنت كاردشيان. وسؤالي: لِمَ رجلنا العربي حين يطلّق زوجته «وقد تكون أماً لعياله»، تتحول هذه المرأة واسمها وما يخصها إلى مجرد شيء بغيض في حياته؟ ولِمَ وهو يغادر يقطع الخيوط والصلات التي بإمكانها أن تربطه بعلاقة حضارية مع إنسانة كانت في يوم زوجته؟ تطرّف غير مبرر في المشاعر، لمْ أجد له تفسيراً مقنعاً مع رجلنا العربي بالعموم. ولا أعني الاستثناء.
559 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع