د. حميد عبد الله
قالَ وزير النقل هادي العامري ان الوزارة لاتساوي عنده عفطة عنز!!
يطيشُ الأبناء فيدفع الآباء ثمن طيشهم، وهادي العامري ليس أول مسؤول يضعه ابنه في زاوية الحرج، فقبله كثيرون، لكن اولئك واجهوا الاحراج بموقف أكثر صراحة، وشجاعة، وأريحية!.
ذات يوم تلقى طارق عزيز اتصالا من زوجته، تخبره ان مفرزة امنية اعتقلت ابنهما زياد، تلقى عزيز الخبر بهدوء، وراح يبحث بسريّة تامة عن خلفيات وأسباب الاعتقال. ثم تبين له ان الامر صادر من صدام حسين شخصياً.
وحسب رواية زياد، فلا عزيز التمس صدام للإفراج عن ولده، ولا صدام عاتب عزيز على تصرّف مشين لابنه انتهى به الى السجن!.
مرت اشهر وزياد في السجن، وطارق بين مطرقة الابوة، وسندان المنصب والمسؤولية، حتى أفرِج عن زياد من غير أن يتوسط عزيز أو يدفع عن براءة ولده، وربما لم يعرف الرجل حتى اللحظة لماذا اعتقل ابنه، ولماذ أخلي سبيله؟!.
وحين قتل محمد ابن البكر، أرسل الاخير ابنه هيثم بصحبة مرافقه طارق حمد العبدالله الى مركز شرطة بلد، حيث يحتجز سائق الشاحنة التي صدمتها سيارة محمد، وقال البكر لابنه هيثم: اقرأوا محضر التحقيق، فإذا كان سائق الشاحنة هو المتسبب في الحادث فليأخذ القانون مجراه، وإن كان محمد هو السبب يطلق سراح السائق فورا، وفعلا أخلي سبيل السائق، لأن سيارة محمد هي التي دخلت في الشاحنة من الخلف، فرط السرعة!.
وحين اطيح بعبدالرحمن عارف صبيحة 17 تموز، كان ابنه قيس ضابطا برتبة صغيرة في ديالى، فستأجر سيارة تاكسي، وجاء الى بيت والده ليتبين حقيقة ما جرى، وحين اقترب سائق التاكسي من البيت، سأل الضابطَ الشابَّ: أليس هذا بيت الرئيس؟. أجابه قيس: نعم إنه هو، وانا ابنه. فصُعق السائق لبساطة قيس وتواضعه!.
أما عبدالسلام عارف فإن زوجته أم احمد جاءت الى كرفان الحماية، وطلبت الهاتف لتجري اتصالا مع الرئيس، لتقول له بصوت خفيض: (سلام إلحك، يا عيب الشوم، ابنك اتحارش بابنة الجيران)!.
لم يكن في بيت عبدالسلام هاتف، لأن بدالة الاعظمية اعتذرت من الرئيس بسبب عدم توفر خط شاغر في البدالة، حسب رواية الحارس الشخصي الامين لعبدالسلام الدكتور صبحي ناظم توفيق!.
معالي الوزير، والمناضل هادي العامري، جَسدَ لنا مقولة ابي الحسنين (عليه السلام) بأن الدنيا، والوزارة لا تساوي عنده عفطة عنز، جسدَها بالأقوال، وليس بالافعال!.
489 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع