علاء کامل شبيب
يبدو أننا نعيش فعلا في زمن العجائب و الغرائب و مالايخطر على البال و لا على الخاطر، ذلك أن الامر قد وصل الى حد أن يقوم رجل مختص بالارهاب و التفجيرات و الاغتيالات و إشاعة الرعب و نشر الدمار کالارهابي قاسم سليماني قائد قوة القدس، بمهة إصلاح لذات البين بين العراقيين من السنة و الشيعة!
تفجر الاوضاع في العراق و وصولها الى الوضع الخطير الحالي، کان بالاساس بنائا على أوامر و توجيهات خاصة صادرة من لدن سليماني نفسه، وهو مهندس تفجير الاوضاع و تأزيمها بالانبار، کما انه وراء کل التفجيرات و الاغتيالات التي تجري في العراق، لأن مصلحة نظامه إقتضت تلك الاوضاع للفترات السابقة، ويبدو أن الحاجة قد صارت ماسة بالنسبة لنظامه کي يتم بأسرع مايمکن وضع حد لهذاه الاوضاع المتأزمة، وبما أن سليماني هو من أوصل الامور الى هذا المفترق الخطير في العراق، فإن النظام الايراني يتصور أن من خرب الامور و أزمها بمقدورها أن يصلحها و يعيد بنائها من جديد، متناسين أن"عمر اللي فات مايعود"و ان مافعله سليماني بالعراق خلال الاشهر الماضية"کزجاج ولکن لايعاد له سبك".
التطورات السلبية التي جرت في العراق عقب الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالکي لطهران في اواخر العام الماضي حيث أکدت التقارير انه طلب من النظام الايراني تإييد بقائه لولاية ثالثة بعد أن لم يتمکن من إقناع الامريکيين و قد أکدت الانبار و التقارير الخاصة حينها بأن النظام قد وافق على ذلك مقابل مجموعة إشتراطات، والذي جذب الانتباه انه و عقب عودة المالکي بفترة قصيرة حدثت مجموعة تطورات مهمة على الساحة العراقية هي:
اولاـ الهجوم الصاروخي الدامي على مخيم ليبرتي في 26/12/2013، والذي أسفر عن سقوط قتلى و جرحى بين سکان المخيم من اللاجئين الايرانيين المعارضين للنظام.
ثانياـ الهجوم على منزل النائب المعارض أحمد العلواني في بدايات هذه السنة وقتل أحد أشقائه و أفراد حمايته و إقتياده عنوة الى بغداد دون الاکتراث لحصانته البرلمانية، ومن ثم الهجوم العسکري الواسع على الانبار.
ـ إستخدام المالکي لسلطاته التنفيذية و کذلك لنفوذه في مجال القضاء في ملاحقة العديد من الاوجه العراقية السياسية و التشريعية"شيعية و سنية" بتهم الفساد.
ـ منع إعادة ترشيح العديد من الاوجه البرلمانية العراقية المعارضة لسياسات المالکي و کذلك لنفوذ النظام الايراني في العراق.
ـ قطع الرواتب الشهرية عن إقليم کردستان العراق.
ـ عدم الاعتراف بقرارات البرلمان و إصرار المالکي على أنه سيمرر الموازنة من دون العودة للبرلمان.
هذه الامور و غيرها قد خرجت کلها من جعبة سليماني، فهل بإمکانه أن يعيد إصلاح ماکسره بهذه السهولة؟ او بتعبير أقرب لوصف الحالة: هل بإمکان إرهابي هد الاوضاع على بعضها ان يعود کمصلح و يعيد بنائها لتبدو وکأن شئ لم يحدث؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
661 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع