جواد السوداني
حادثة مقتل الصحفي العراقي محمد بديري على يد أحد ضباط حماية رئيس الجمهورية جلال الطلباني اثارة العديد من التساؤلات عن تصرف نوري المالكي أتجاه هذه الحادثة والتي تصرف بها ليس كمسؤول دولة وانما تصرف كرئيس عشيرة عندما قال بالحرف الواحد (الدم بالدم) أي لغة ينطقها رئيس وزراء في دولة مثل دولة العراق.
ولماذا ذهب بنفسه الى موقع الحادثة وتأجيج حالة النزعة القبلية لا ضرورة لها سوى فقط أستغلالها شخصياً لقرب الانتخابات البرلمانية
هذا من ناحية، ومن ناحية آخرى ان الحادثة كما رويت لا تقتصر من تصرف شخصي لضباط خرج عن حدود المسؤولية وارتكاب جريمة قتل عمد وعليه هناك قانون يحاسب كل من تجاوز وتصرف خارج حدود المنطق والقانون اذن هل يستدعي خروج المالكي من صومعته من المنطقة الخضراء ويحمل القتيل ويذهب به الى دار الشهيد ويأجج الحالة النفسية لعائلة القتيل ام يتصرف تصرف آخر ويطغي حالة الهيجان والحزن لعائلة القتيل نعم دم العرافي غالي لكل عراقي ولكن كم في امثال الشهيد محمد بديوي من الصحفيين والاعلاميين والاطباء والخبراء قتلوا بأيدي أرهابيين ولم نسمع صوت ليس فقط من المالكي وغيره من المسؤولين وقادة أحزاب آخرى لماذا لم يحمل المالكي ويتفقد عوائل من قتل بنار صديقه (حمايته او حمايات المسؤولين) ورمي في النهر وكم عائلة تم نفيها لم يذكرها أحد.
أن تصرف المالكي هذا وتصريحاته لعائلة القتيل عكست ضحالة العقلية التي تحكم العراق والمستوى الرديء ولا مسؤول وظهر كأنه رئيس عشيرة يطالب بدم القتيل وكأن القاتل من كوكب آخر وليس عراقياً.
أن الأنحياز والفكر الطائفي والقبلي الذي يتحكم بمصير العراق لا يمكن ان يكون له مستقبل زاهر بوجود هكذا قيادات لا تؤمن بالمساوات وحقوق الانسان فأين يريد نوري المالكي أن يوصل العراق هذا السؤال يطرحه الكثير من العراقيين فيما بينهم ولا يعرف من يسأل الجواب لهذا السؤال المحيير.
653 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع