رد د .عمر الكبيسي على مقال للدكتور كمال سيد قادر....

                                          

                           د.عمر الكبيسي

          

مقال الدكتور كمال سيد قادر :وداعا يا عراق: لنتفرق بسلام !

لا نخفى على احد بأن لحظة تحقيق الحلم الكردى فى حق تقرير المصير قد اقتربت و ليس امامنا الا اسابيع او أشهر و لكننا بكل تأكيد سوف لا نحتفل رأس السنة القادمة معا لأن كردستان ستكون قد انفصلت عن العراق بارادة اكثرية شعبها الحرة لأن ضمنا الى العراق بعد الحرب العالمية الاولى كان كرها و ارغاما. انا اكتب عن هذا الوداع الاخير علما و قصدا باننى ابوح باسرار و لكننى ككردى حر و مستقل لا ارى شيئا يستطيع العراق القيام به لمنع كردستان من اعلان استقلالها لأن المشروع هو قرار دولى متفق عليه بين امريكا و الاتحاد الاوربى ليس بوسعنا نحن الكرد الا تنفيذه و ليس للعراق خيار اخر الا قبوله و ليس مقالى المتواضع هذا الا نداء و دعوة لتفادى سفك الدماء, و لكى لا انسى و اذكر اسرائيل و الحركة الصهيونية التى تقف وراء هذا المشروع ايضا و لا تلوموا مسعود البارزانى بسبب هذا المشروع فهو ليس عليه الا البلاغ, و دعونى ايضا ان ابوح لكم بسر اخر اى الاهداف الكامنة وراء هذا المشروع. اوربا تحتاج الى نفطنا و غازنا لتقليل اعتمادها على روسيا, امريكا تعتبرنا عمقا ستراتيجيا لها لمواجهة مد الاسلام السياسى و ايران فى المنطقة, و الحركة الصهيونية تعتبرنا عمقا ستراتيجيا و امتدادا لأسرائيل الكبرى التى تحلم بأنشائها, و نحن الكرد مستفيدون فى كل الاحوال لان حالنا فى دولة مستقلة سيكون فى كل الاحوال افضل من الحالة الحالية تحت الاحتلال العراقى حيث لم يكن نصيبنا الا الاهانة و القتل و التهجير و التعريب. حتى لو لم يكن المشروع دوليا فمما نخاف نحن الكرد فى حالة اعلان استقلالنا؟هل نخاف من عراق مزقته الحروب الاهلية و الارهاب, جيشه طائفى متشتت يفتقر الى الاختصاصيين و الاسلحة و العتاد, حكومة طائفية يواجهها ليس فقط الطرف العربى السنى بل اطرافا شيعية ايضا, اقتصاده منهار يقف على ساق واحد وهو النفط تذهب وارداته الى بنوك العم الامريكى, ام عراق عطشان تسقيه مياه كردستان العذبة, ام عراق ليس باستطاعته استعادة سيطرته على بلدة واحدة يحتلها قليل من الارهابيين على بعد اميال من العاصمة؟
و بالفعل ليس هناك شىء يستطيع العراق القيام به ضد استقلال كردستان غير الاستسلام للواقع لتفادى سفك الدماء التى لا فائدة منها. و هناك واقع مر اخر على العراق تجرعه و هو بان كركوك و المناطق الاخرى المتنازع عليها ستكون ضمن الدولة الكردية الجديدة ايضا بسبب بترولها, و اذا حاول العراق اللجوء الى العنف فانه بامكاننا تعطيشه فى عشرة ايام و اجباره الى طاولة المفاوضات و لكن كخاسر هذه المرة و عليه تقديم تنازلات اكثر, و لا حاجة اصلا الى محادثات مع الحكومة العراقية لأن حدودنا هى مع المناطق السنية العربية فقط و هم بدورهم متشوقين الى الانفصال اكثر منا نحن الاكراد.
اذن يا اخواننا العراقيين تعالوا و اسمعوا الى نصيحة اخوية من صديق لكم لنجعله وداعا سلميا لأننا جار و سنبقى جيرانا الى الابد فما فائدة العداء بين الجيران.
لعل بعض السياسيين العراقيين يعرفون هذا الواقع و قدموا لنا هدايا ثمينة على شكل الحصار الاقتصادى كقطع رواتب موظفى كردستان و سوف نقوم بنصب تماثيل لهاءولاء الاصدقاء من مرمر كردستان فى كردستان حرة احتضنتهم ايام نضالهم ضد النظام البائد

                    
 
الدكتور عمر الكبيسي يرد على المقال أعلاه:
أكراد العراق الى أين ولماذا الوداع الأن ؟ العالم متغير والعَودُ أحمدُ
الاخ الدكتور كمال سيد قادر المحترم :
تمنيت لو أني لم أطلع على رسالتكم الرائعة بالتعبير والصريحة بالمضمون والقوية بدغدة العواطف والشعور ، قرأتها فادمعت العين وشجّت الفؤاد .
أنا طبيب قلب عراقي أمضيت النصيب الأكبر من خدمتي في العراق في طبابة الجيش العراقي الذي حلّه بريمر بناء على إصرار من الأخ مسعود البرزاني والسيد الحكيم والجلبي في حينها ليت ذلك القرار لم يتخذ ، والربط في ذلك هو أني مدين بمعظم ما اكتسبته من خبرة وحكمة وممارسة ومعرفة للجيش العراقي  وللأطباء الأكراد فيه الذين دربوني وعلموني المهنة ومن ثم زاملوني وحين تقدموا بالعمر كنت طبيبهم قبل  أن يتوفى العديد منهم رحمهم الله سواء في مستشفى الرشيد او في مركز القلب او  مستشفى الجادرية ناهيك عن ذكريات  الكلية الطبية العراقية التي كنا ندرس بها عربا واكرادا لسنين كطلبة متوادين ، وكما اني مدين لسائقي ومرافقي وطباخي وكنت اختارهم اكرادا لثقتي العالية بوفائهم في الجيش الذي خدمت فيه عقود ولهم فضل في مساعدتي وتعليمي فأنا مدين لكل صديق وزميل ومريض كردي ممن ولا يزال يضع الثقة بي ويستشيرني للعلاج سواء من كان منهم في الجيش او في مركز جراحة القلب  او في عملي الخاص في مستشفى الجادرية أو هنا في مستشفى الاسراء في عمان وهم كثر ، منهم القادة والضباط والمراتب ومنهم علماء دين افذاذ وتربويين ومهنيين ورجال اعمال بارزين  واكاديمين كل ذلك شكل لي فرصة للتعرف على  شريحة واسعة بالإكراد ومزايا الشعب الكردي وطبيعته وصفاته ودماثة خلقه وهم بشكل عام مخلصون ومحبون للصديق كلهم طيبة  و وفاء بعيدين عن الطعن والغدر بمن يثقون به . تماسي هذا  قد يكون محض صدفة اعطتني  انطباعا قد يختلف  البعض مني واصبحت اعتقد أن العراق بلا أكراد ليس عراقا وان اكراد العراق بلا عراق أمر محال ومن صور الخيال .
وحين توسعت وقرأت عن أصول الاكراد وجذورهم و وجهات النظر المختلفة حولهم وعن تاريخ الاكراد  السياسي منذ ان أصبح للسياسة دور في بناء الأمم وخرجت بخلاصة  ان   الشعب الكردي عانى من نكد الحياة ومكر السياسية دروسا مريرة وزادهم ذلك وتمسكا بالأرض والإرث والتراث ومن إرثهم انهم جزء من العراق ويعتزون به ، لقد ظلم الأكراد سياسيا قرون طويلة من أجل تحقيق أمل  وحدتهم والقفز على حقيقة تشتتهم في دول المنطقة وفقا لما أعقب الحرب العالمية الاولى من تقسيمات خبيثة مقصودة  فتعاونوا مع كل من هب ودب وكل من حكم في المنطقة ولكنهم في كل مرة كانوا يخدعون ولم يحصلوا على حتى جزء مما يطمحون اليه على مر العقود  بل امتدادا الى ما قبل ذلك قرون بل كان تشبثهم بهذا الأمل مصدر عذابات ومعاناة طويلة الأمد . للإنصاف وبالرغم من كل النزاعات العسكرية التي جوبهت بها حركاتهم مع كل الأنظمة التي حكمت العراق بعد تأسيس الدولة وما نتج عنها من صراعات دامية ، بقى الاكراد في العراق ولم يشهدوا موجات نزوح كبيرة كما نشهدها اليوم واقتصرت موجات اللجوء على القيادات والزعامات في توجهاتهم القومية ، نعم تمسك الاكراد بأرضهم ومهنهم وعاداتهم في ظل الدولة العراقية الحديثة   وساهموا في بناء العراق الحديث وقضاياه الوطنية المصيرية  بل وحتى العربية. فالأكراد منذ زمن الشيخ محمود قاتلوا ودافعوا عن العراق وطنهم  ، وعن فلسطين وقضايا العرب بقادة وضباط  وجنود أفذاذ وأشاوس الى ألامس القريب ولهم من رجالات السياسة والجيش والعلم والدين والإدارة شخوصا لامعة وبصمات كبيرة في هذا البناء مشرّفة  .بنفس الوقت شكلت الدولة العراقية  أرضية مستقرة للأكراد كشعب له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات التي حضىَّ بها العراقيون بعد الحرب العالمية الاولى ومكتسبات الاستقلال بعد ذلك دون تمييز ولولا ذلك لكانت حال أكراد العراق كحال غيرهم من أكراد الدول المحيطة التي لا يملك قسم كبير منهم جنسية او جواز سفر الى وقت قريب.  من هذا الواقع لا يجوز ان نطلق على وجود الأكراد بأنهم جيران وليسوا مواطنين حالهم حال بقية السكان  أو أنهم جيران محتلون  بل كنا جميعا على اختلاف مكوناتنا  أبناء وطن مشاع نأكل من قدر واحد ونشرب من ماء واحد ونعيش الافراح والويلات في آن واحد  نتقاتل فيما بيننا هنا وهناك بخلاف مع الحاكم وليس فيما بيننا كشعب أبينا أم رضينا .عندما كنا نجور عليكم تمسكا بكم لم نكن بقتالكم سعداء وعندما كنتم تحاربونا لم تكونوا لولا دعم المتربصين بالعراق أقوياء ، فالحرب فيما بيننا كانت اسبابها  معروفه  واطرافها المنتفعين بإثارتها مكشوفه وفي كل مرة كانت هذه النزاعات تتوقف وكل شيء يعود كما كان بمجرد ان يتبدل الحاكم او تسحب الاطراف الإقليمية دعمها لهذه النزاعات ، عندما كان العراق بخير كان العراقيون كلهم  بخير والعكس صحيح . لجئ المعارضون منا للحاكم اليكم مرارا ولجأت قياداتكم عندما كلما تنازعت فيما بينها إلينا تكرارا بل كان شعبنا في كل مواطنه يستقبل مبعديكم ويحطيهم بالود والترحاب ولهذا اصبح لكم حي وتجمعات في كل محافظاتنا واستوطن منكم الكثير في عاصمتنا ومدننا  . إذا  تقاتلنا اليوم بيننا كعرب سنة وشيعة بسبب ما نبشه الاحتلال في النفوس من طائفية مقيتة فأن الاكراد تقاتلوا فيما بينهم مرات عديدة بدوافع وبتأثيرات خارجية على نفس الحال و وقاتلوا الجيش الذي كان لهم شرف كبير في إعداده وبنائه في فترات متكررة بل واستولوا على معداته واسلحته عندما دخل المحتلون في وقت كان كثير من القادة الكرد يتولون فيه مهمات جسيمة حتى حين قاتل الغزاة  ، اليوم وبعد ان تجذرت الطائفية المقيتة بين من يجهل خطرها من العراقيين جهر ساسة مخدوعون كما خدع ساستكم بين السنّة يجهرون وينادون بالإقليم السنٍّي  بسبب ما تعرض له السنّة من إقصاء وتهميش اليوم  وهم يدركون جيدا إن ذلك يهدد وحدة العراق بالأخص عندما يصدر من مكون كان له الدور الكبير في بناء العراق كله كدولة وهؤلاء هم اكثر ضررا بالعراق ومكونهم من المالكي وحزبه الطائفي لأنه يؤسس لبذرة التقسيم والإنفصال النامية في إقليمكم والتي تجهرون بها صراحة في مقالكم مع اني أرى ان تنفيذ إنفصالكم مع ما اصبح لمكونكم من استحقاقات ومكتسبات لم يحض بها غيركم لم تعد مبررة لا مبرر لها  لأن الله خصَّكم بنعمة الأمن والإستقرار والإعمار فيما يعيش باقي العراق في محرقة ومجاعة . اليوم وفي ظل أزمة الحكم الطائفي الذي يعاني منه كل العراقيين ، اعطتكم العملية السياسية القائمة أكثر من سبعين مقعدا نيابيا وهو حجم لا تحضى به أي كتلة سياسية أخرى لوحدها ، لو توحدتم لكان بإمكانكم أن تشكلوا حكومة الأغلبية السياسية وتصلحوا الحكم وتقوموه في العراق المتعطش للعيش بسلام وتأمنوا من مكائد السياسة التي تشكل لكم ولنا كيدا لا يعلم إلا الله أبعاده . ألم يكتب الله ان يكون  تحرير بيت المقدس وطرد الغزاة على يد القائد الكردي البطل صلاح الدين وهو من سلالتكم ليصبح مفخرة لنا ولكم ؟.
لو افترضنا ان اوربا وإسرائيل وامريكا ستصدق بوعودها لكم اليوم ، وستسفيد من نفطكم وغازكم وثرواتكم . فمن سيضمن غدا بان هذه المطامع والثروات هي نعم  غير نافذة  وهذه الدول والقارات واستراتيجياتها وانظمتها الطامعة التي تسندكم ستبقى لكم داعمة او ان هيمنتها على العالم ستكون دائمه ، الداعمون لكم اليوم بالوعود هم اقوام ليس لهم امتداد مع ارضكم ولا شراكة في معتقدكم ولا ارث في بنائكم ومن المؤكد انهم لن يستطيعوا أن يغيروا طبعكم  وثقافتكم ولن يمسخوا لكم دين ولا اعتقاد ولا اخلاق ، لسنا في شك أو ريب من ذلك  ولكن لا تنسوا غدا ماذا سيجلب لكم هذا الاصطفاف المحفوف مع اميركا وأوربا وإسرائيل من أعداء ومطامع من دول واقوام يحيطون بكم من كل جانب وهم اقرب اليكم من حلفائكم الواعدين اليوم ، ما مصيركم غداَ بمجرد أن تتغير موازين القوى في هذا العالم المتغير الذي لا تدوم السيادة فيه لملة من الملل ؟ وهذه هي اليوم أزمة القرم دليل واضح لمصير شعب عانى من تقلبات الأحوال والزمان ما عانيتم.
لذلك احبتنا وأهلنا يا أكراد العراق شرِّقوا او غرِّبوا ، انفصلوا او التحموا ، تبحبحوا او تقشفوا ،نحن لسنا لكم اعداء ولا نحسدكم على منجزات إقليمكم انتم للعراق امتداد والعراق بكم قوة يزداد  ولا نقبل منكم ان تقولوا اليوم سننفصل لانكم تتقاتلون فيما بينكم وتعتبرون ذلك فرصة لتوديعنا ضانين انكم غداً ستكونوا آمنين . ها انتم تقبلونا لاجئين ونازحين كما كنا من قبل نقبلكم مبعدين ومنفيين ومن المؤكد ان طيبة شعبكم ستحف أهلنا المهجرين بما عرفتم به من حسن العشرة والضيافة ،  سنبقى نشرب شئتم او ابيتم من ماء واحد ، وسنبقى نتذوق ما تحصدوه من جوز ولوز وبلوط وحنطة كما ستبقوا متعلقين بما لدينا من تمر ودبس وسمك وعنبر ، عن أي إنفصال تتحدثون  ومن حولكم جيران بكم يتربصون .
أذكر بعد احتلال العراق وقبل خمس سنوات تقريبا اتصل سفيرنا هنا بعمان بي بضرورة ان أشرف على علاج مام جلال في حينها  وشافاه الله حاليا  وبطلب من جلال وأطبائه  واصراره على علاجه بإشرافي عندما نقل من صلاح الدين الى عمان قبل سنوات والسفير ومام جلال يعرفان أني اختلف مع مام جلال نهجا واعارضه فكرا ،  شرّفني ذلك  كثيرا وبالغت في رعايته مع لجنة كان فيها طبيبا كرديا وطبيبا شيعيا ؟ بناء على مقترحي ضمانة لي و وفق محاصصتهم كونه كردي عراقي له ثقة بطبيب عربي عراقي  وليس لأنه رئيس لعراق محتل  وعندما عرض علي مالاَ بمثابة أجور ، قلت مام جلال لا يعالج من أجل أجر نتقاضاه هنا في عمان لو كنت في العراق لأعتبرته تكريم لأنني لا أستطيع رفض عرضه يقدمه رئيس  ولكنّ هنا في الأردن يكفيني أن يثق بي كطبيب عراقي ورفضت الفكرة جملة وتفصيل  ، وعندما دعاني شخصيا  للعودة الى السليمانية (وقبله دعاني ألأخ مسعود بعد الاحتلال مباشرة مشكورا) قلت له أن عودة أستاذي الدكتور ابراهيم طه الذي كان بمعيتي (قبل ان يتوفاه الله بعد ذلك في عمان) وهو كردي أولى لكونه أكثر فائدة لكم مني وهو أحد بناة عرش الطبابة العسكرية العراقية لخمسين عاما . والتمس مرة خلال مرضه بحضور جمع من الأطباء العراقيين وهو مريض أنه يتمنى أن يكون غداءه لذلك اليوم (ادليمية) اعتزازا بالدليم وحبّه للطبخة وفعلا نفذَّ له منيته أحد وجهاء الدليم المقيمين  في عمان يومها.
أخي د. كمال : ستبقى ربوعكم لنا نزهة واصطياف  ولبن اربيل لذيذ رهاف وسيبقى مسكوف ابو نؤاس والعشار والدليمية منية الأضياف  ، سنبقى على قبلة واحدة وقرآن واحد ويبقى الحلال عندنا وعندكم حلال والحرام حرام  ، اما النفط والغاز فهي ثروات جلبت لنا  ولكم هول المصائب والشقاء وكثير منا يتمنى لو لم يحضينا الله بها كونها أغرت الحاقدين علينا ولولاها ما استهدفنا ولما احتلينا على كل هي ثروات ذاهبة الى زوال ,  ودّعونا إن شئتم كما يخطط لكم غيركم  ، ولكن تذكروا انكم ستعودوا الينا لا محال ، لأن بينا وبينكم إرث مشاع لا يجتث ولا يباع والقضية ليست قضية جيره فحسب ولكنها قضية أرض وشعب  ، كل الذي نرجوه عندما توَّدعونا بما لديكم موجود من أرض  وثروة و سدود ، بلا  قتال ودمٍ وبارود وأن تعودوا الينا  بعَودٍ محمود ، وحين يصبح ما نتنازع عليه اليوم ، غداً نافذ ومحدود ، يظل إرث الأجداد للأحفاد شامخ موجود  ستختفى الاحقاد والاطماع والحدود سيبقى مرمر كلاله وشقلاوه وكردستان يزهو لمعانا ونصاعة في باحات بيوتنا ، اما انتم يا أحبتنا فقد عهدناكم أخوان لا جيران  نصيحتي ان لا توّدعونا مشتفين وداع المنتصرين بما نعاني من شقاء وبلاء وكم تمنينا ان تكونوا لأزمة العراق مصلحين ومنقذين  لأن ما يجري بنا بعد الاحتلال نتيجة كان فيها قادتكم وساستكم مع من عاد مع الغزاة من ساستنا مساهمين ومشتركين ، وحينها فقط لكم أن نودعكم بسلام  كما تطلبون وكفى الله المؤمنين شرَّ القتال مع التقدير  .
في 25 آذار 2014 عمان .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

616 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع