علي الزاغيني
لماذا نقاتل الارهاب نيابة عن العالم ويكون العراق ساحة صراع كما قاتلنا بحرب ثمان سنوات مع ايران دون جدوى ولم نكسب سوى الدمار والخراب ارضاء لدول اخرى تبعد شبح الحروب عن ارضها ؟
مما لاشك فيه ان الجميع يعلم ان الارهاب له اسبابه ولا بد من وجود مصادر تمويل لكي تستمر العلميات الارهابية وبواسطة هذا التمويل والدعم يمكن لصانعي الارهاب ان يستقطبوا المغرر بهم بوسائل عدة وبالتاكيد لابد من ان تكون هناك رؤوس كبيرة تخطط وهناك عقول ترسب بها القتل بعد ان شوهت بنظرهم وعقولهم صور الابرياء بعد ما غابت ضمائرهم واصبحت الحياة بنظرهم لا شئ سوى منظر الدم و اصوات الرصاص و رائحة الدخان و السيطرة بشتى وسائل الترهيب والعودة بالانسانية الى زمن ماقبل الثورة الصناعية وهذا ما يصبوا اليه من يُقدم على استخدام السلاح بدل الحوار السلمي المبني على اساس الانسانية .
بالتاكيد ان الارهاب يستهدف العسكريين والمدنيين بصورة عامة باسلحة ومعدات متطورة وقد يكون القتل جماعي كما يحدث في العراق والدول التي يستهدفها الارهاب من قبل منظمات او مجاميع مسلحة وهي على الاكثر متطرفة او تابعة لجهات سياسية وربما دينية مدعومة من قبل دول او اجهزة مخابرات عالمية وهذه الجماعات مدربة بصورة دقيقة لتجنب الاخطاء وايقاع اكبر قدر من الخسائر وزعزعة الامن والنظام في كل بلد يستهدفه الارهاب , للقضاء على الارهاب لابد من مواجهته خارج المدن وفرض طوق امني او محاربته على الحدود التي من المتوقع الدخول منها وضبط تلك الحدود بصورة دقيقة بقوات نظامية واسلحة ومعدات متطورة تتناسب مع حجم الخطر الذي يداهم الوطن وهذا لابد من تحقيقه بشتى الوسائل والطرق وبالتنسيق مع دول الجوار وقوات حدودها وهنا لابد من ان تكون منافذنا الحدودية مسيطر عليها كليا وبعيدا عن كل اساليب الروتين والابتزاز والفساد الاداري الذي يتحمل الجزء الاكبر في صناعة الارهاب ومحاسبة المتسببين بالخرق الامني وعدم مبالاتهم بحفظ حدودنا .
من اهم عوامل نجاح المعركة ضد الارهاب هو العمل الاستخباري ومتابعة تحركاته ونقل المعلومة من المصدر الى اصحاب الشأن ودراستها وتحليل كل معلومة فيها قد تكون بسيطة ولكنها مفتاح لحل الكثير من الاسرار لتحركات الارهابيين حتى تتمكن الاجهزة الامنية من احباط مخططات الارهاب قبل ان تنفذ وعدم اخذ الامور بعدم اللامبالات وعدم الشعور بالمسؤولية وتطهير الاجهزة من العناصر الفاسدة التي لاتهمها سوى مصالحها وعدم شعورهم بالوطنية والبحث عن المال الحرام ببيع المناصب و بتسريب المعلومات الامنية الى العدو بقصد او بدون قصد وهذا ما يجعل تحركات قواتنا الامنية مكشوفة امام العدو مما يفقدها الثقة بنفسها ويولد شئ من الارباك في عملها .
لابد من جعل العالم يقف معنا في معركتنا ضد الارهاب ويفهم المغزى الحقيقي للارهاب ويساندنا في معركتنا ويكون الداعم لنا من اجل ان ننتصر على الارهاب تعلم دول العالم ان الارهاب لايرحم مثلما اصاب العراق سوف يصبهم وبالتالي يجب ان يتعاونوا معنا بالقضاء عليه فكرا ومنطقا واعلاميا ولا سيما ان الاعلام له الدور الكبير في ربح المعركة وتأجيج الرأي العام ضد الارهاب ومن يسانده ويقف خلفه ويكون مصدر للتمويل والدعم وما مؤتمر بغداد الدولي الاول لمكافحة الارهاب الذي عقد مؤخرا في بغداد بمشاركة اكثر من اربعين دولة الا خطوة صحيحة في محاربة الارهاب وكسب المعركة اعلاميا من خلال تعريف العالم لما يتعرض اليه العراق من هجمة ارهابية شرسة حصدت ارواح الابرياء من ابناء شعبنا وهذا يتطلب من العالم الوقوف معنا في حربنا ضد الارهاب لان الحرب هذه ربما ستحرق بلدانهم اذا ما استمرت شرارة الحرب .
اذا اردنا ان ننهي المعركة ضد الارهاب ونهزمه الى حيث لا رجعة يجب ان ننتصر على مصالحنا اولاً ونضع الوطن فوق كل اعتبار وننسى الخلافات وكل ما يعرقل تقدمنا وان لا نخضع لاي صوت سوى صوت الوطن والشعب .
611 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع