علاء کامل شبيب
من الواضح أن الادارة الامريکية االحالية، ومن خلال مراهنتها"غير الحکيمة"على روحاني و إصلاحه المزعوم بإنتظار هطول مطر التغيير المنتظر، لابد لها من إجتراع حنظل الانتظار المر من أجل قبض شئ ملموس من النظام الايراني يمکن من خلاله المراهنة على المطاولة و الاستمرار في هذا الطريق و عدم الاکتراث للأصوات الساخطة المتعالية في واشنطن و اوربا و المنطقة.
إصلاح روحاني، هو ثالث نموذج يطرح من قبل هذا النظام بعد نموذجي رفسنجاني و خاتمي اللذين لم يقبض المجتمع الدولي منهما شيئا سوى طنين و صدى الکلام، في حين أن النظام في المقابل، قد کسب الکثير و کان جولتي"الاصلاح"المزعومين لصالحه 100%، لکن الذي يميز نموذج إصلاح روحاني عن النموذجين السابقين، هو وجود حالة فريدة من نوعها من التفاهم و التنسيق بين روحاني و مرشد النظام الذي يدعمه بقوة وان زعم في الظاهر شيئا مختلفا، کما أن الظروف و الاوضاع السائدة في مرحلة روحاني، هي من أسوأ و أکثر المراحل التي مرت بالنظام وخامة، بل وان النظام قد واجه ظروفا صعبة و معقدة وصلت الى حد تهديد وجود النظام نفسه، ولهذا فإن قبول إتفاقية جنيف و کل تلك المسرحية المکشوفة من اول فصولها و الى فصلها الاخير، انما کان بسبب أن النظام قد إنتهى في طريق مسدود و لم يکن أمامه من خيار سوى القبول بالاتفاقية، وهذه الوضعية الاستثنائية التي کان يمر بها النظام الايراني کان بالامکان إستغلاله و الاستفادة منه بصورة جيدة جدا لو أن الامريکيين بصورة خاصة قد فهموا و استوعبوا مختلف جوانبها، لکنهم و بدلا من ذلك، قدموا صيغة إتفاق تلائم و تناسب النظام کثيرا و تجعله في وضعية بحيث يفسرها أمام الشعب الايراني کما يلائمه.
السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، إنتقدت من جانبها المجتمع الدولي على عدم إستغلال تلك الفرصة الثمينة عندما رأت بأنه کان من الممکن حسم موضوع الملف النووي مع النظام منذ الجولة الاولى لمحادثات جنيف فيما لو کانت المجتمع الدولي قد أبدى حزما أکبر تجاه النظام، لکن غباء الادارة الامريکية المثير للسخرية و الضحك بإنبهارها ببريق شعارات الاصلاح المزعوم لروحاني و ثقتها بها، قد دفع بالامور بإتجاه آخر مختلف، تماما کما فعلت في عام 1995، عندما قامت وفي عهد خاتمي"المتمشدق حينها بالاصلاح"، بإدراج منظمة مجاهدي خلق أهم و أکبر فصيل إيراني معارض و يشکل خطرا و تهديدا جديا على النظام الديني ضمن قائمة الارهاب إنخداعا بمعسول کلام خاتمي، لکن بقاء المنظمة لفترة 15 عاما في قائمة الارهاب(وهو أمر أضر کثيرا بنضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و جعله يشکك في جدية الموقف الدولي الداعم له بهذا الخصوص"، لم يحقق أي منجز او مکسب للأمريکان سوى الخطب و الاحاديث الرنانة الطنانة لخاتمي و التي لم تقدم او تؤخر شيئا في الموضوع وانما أدت وظيفتها بخداع الثور الامريکي الطائش المندفع وراء کل قطعة قماش حمراء!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
563 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع