د.وليد الراوي
مع دخول العام الحادي عشر للاحتلال الاميركي الفاشل للعراق , يكون العصر الايراني قد دخل عامه الثاني ليس في العراق فحسب بل في عموم المنطقة العربية وقد تاتي اسباب ذلك من عاملين اساسيين:-
الاول: تخبط الادارة الاميركية وفقدان اتجاه الخطر.
الثاني: تخاذل الانظمة العربية.
لايمكن للنفوذ الايراني ان يكبر ويتمدد على طول المنطقة وعرضها لولا هاذين العاملين ,حيث تخبط الادارة الاميركية السابقة والحالية التي أدت الى تسلسل النفوذ الايراني راكبا نفس موجة الادارة الاميركية وعللها في نشر الديمقراطية , كما ان الدولة العربية الخرساء لم تنطق بكلمة حق امام اندفاع الاصرار الاميركي بل سمحت له وازالة كافة العقبات التي قد تواجه اندفاع هذا الثور الهائج .
يمكن تحديد مراحل تطور النفوذ الايراني باتجاهات رئيسية متعددة , حيث التسلل اولا ثم التواجد وبعدها ياتي النفوذ ومن ثم الهيمنة.
اما الجانب الاخر واقصد به الدولة العربية فستتحكم السياسة الايرانية اتجاهات ومصير هذه العلاقة ,حيث علاقات الصداقة ومن ثم التعاون الاسترتيجي وتاتي المرحلة الاخيرة وهي الخذلان للقرار الايراني.
وامام هذه الاتجاهات نلاحظ توزع الدول العربية وخصوصا في منطقة الشرق الاوسط فالعراق وسوريا يقعان في دائرة الهيمنة المطلقة اما لبنان والبحرين واليمن وحركة حماس والجهاد الاسلامي فتقعان ضمن دائرة النفوذ وهناك عامل ارى من الضرورة تحديده عند قياس مقدار النفوذ وحجمه , حيث ان مستوى القياس يكون بحجم الاحداث التي توجهها ايران في تلك الساحة.
اما اتجاه العلاقات الاستراتيجية حيث نخص بالذكر هنا السودان وسلطنةعمان, فنرى هناك تنسيق وتماثل في كثير من المواقف حتى اثرموقف سلطنة عمان على مستقبل العلاقة على داخل مجلس تعاون دول الخليج العربي.
تخاذل الانظمة العربية:
لقد تجسد قمة التخاذل باتجاهات رئيسية متعددة وكما يلي:-
1.تخاذل امام الاصرار الامريكية على احتلال العراق
2.تخاذل اما التخطيط الاميركي لادارة العراق بعد احتلاله
3.تخاذل امام التغلغل الايراني في العراق
4.تخاذل ازاء عدم نصرت الشعب العراقي ازاء التحديات التي تواجهه
نجاح الاستراتيجية الايرانية:-
بالرغم من كل التهم الموجهة الى ايران ووصف ادوارها بالادوار الخبيثة وما الى ذلك من اوصاف لكن عند دراسة الاستراتيجية الايرانية ومشروعيتها وبتجرد ,حيث من حق جميع الدول المضي في مشاريع التمدد والنفوذ وخصوصا اذا ما اقترن بعامل عقائدي.
لقدد اسست ايران علاقات استراتيجية بدأ من تنظيم القاعدة وصولا الى الادارة الاميركية وقد ساهم وكلائها في العراق في بناء نوع من الجسور بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية.
ثورة الشعب العراقي في الانبار :
بعد ان فقد الشعب العراقي الامل والعون سواء من الادارة الاميركية او من بعض الدول العربية ومع اصرار الحكومة الطائفية في بغداد لاذلال مناطق محددة في العراق انطلقت عشائر العراق في الانبار يساندها ابنائها من الجيش العراقي الاصيل مطالبين بتحقيق مطالب شرعية دستورية جوبهة بموجة تصدي عسكري شرسة سراع ما اثبتت فشلها الذريع, استعاد جزء كبير من الشعب العراقي الامل في التغير وبناء عراق ديمقراطي حديث وان تطور وانتشار هذه الثورة لتصل الى بغداد كفيلة في تحطيم الهيمنة الايرانية على العراق وستكون بداية النهاية للعصر الايراني وانبثاق عصر عراقي مجيد.
الدكتور
وليد الراوي
584 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع