د.عمر الكبيسي
نص تصريح تناقلته وسائل اعلام ومواقع : (اكد القيادي في ائتلاف الكتل الكردستانية النائب المستقل محمود عثمان " امكانية انشاء تحالف جديد يضم كتل البارزاني وعلاوي والحكيم والصدر والنجيفي ، لتشكيل الحكومة القادمة ، مستبعدا عقد جلسة لمجلس النواب قبل اجراء الانتخابات البرلمانية".)
لم تترك طبيعة الازمات والصراعات التي تجتاح العراق وتتفاقم نتائجها لدى الكتل المشاركة في الانتخابات البرلمانية نهاية نيسان الحالي من طروحات متباينة أو مشاريع سياسية تميز بعضها عن بعض باستثناء اطروحة إحداث التغيير المتمثل بإفشال ولاية المالكي الثالثة ليصبح مجمل المشهد السياسي لهذه الانتخابات إجمالا تنافس بين تحالف المالكي وتحالف القوى التي ترى في استمراره بولاية ثالثة استمرار للنهج الطائفي والتقسيم والعنف والفساد والتبعية .
إذا كان ما صرح به النائب الكردي محمود عثمان عن تحقيق توجه يضم خمس كتل سياسية لتشكيل الحكومة المقبلة فإن الإسراع بإعلانه اصبح ضروريا ومهما ، لأن انطلاقة هذا التحالف سيكثف من حجم وكثافة المشاركة في الانتخابات في الاوساط التي تحلم بالتغيير المنتظر ولكنها بسبب حالة اليأس والقنوط التي يؤسس لها الاقصاء والتهميش والنزوح والتزوير والحصار العسكري والاقتصادي لن تعد تثق بالانتخابات وممارسات البطاقة الالكترونية واستغلال القضاء ومفوضية الانتخابات واستغلال تصويت الجيش وقوى الأمن ولكن وجود ضمانة تحالف ملزم لقوى انتخابية بإحداث التغيير سيغير هذا الموقف من الانتخابات والمشاركة فيها كخطوة نحو تحقيق مطالب المنتفضين والمهمشين .
إن إطلاق وثيقة شرف وتضامن لقيادات قوى وكتل سياسية مشاركة في هذه الانتخابات بالضد من الولاية الثالثة والتجديد للمالكي سيشكل أبرز دافع ومحفز لمشاركة واسعة في هذه الانتخابات بشكل عام وفي الأخص في المحافظات الستة السنية التي عانت من الابادة والتهميش والاقصاء بسبب سياسات المالكي وسلطته ما لا يتحمل انسان له شعور بالكرامة والوطنية والإخلاص لهذا الوطن المنكوب .
الناخبون السنّة عندما تنطلق وثيقة تحالف لقاعدة سياسية واسعة بالضد من الولاية الثالثة للمالكي تجد في هذا التحالف خطوة أولى جادة لإنقاذ العراق والحفاظ على وحدته الوطنية وتحقيق التغيير الجذري الذي يعود للعراق دولته المدنية العادلة الزاخرة بالبناء والتنمية بكفاءات العراقيين المشهود لهم بالنزاهة والخبرة والإخلاص من بين جميع مكوناته وأطيافه المتآلفة وذلك ما تسعى لتحقيقه من خلال اعتصاماتها وتظاهراتها وانتفاضتها على أمل ان يكون التغيير بعدئذ بكل مثالب العملية السياسية التي ستجري هذه الانتخابات في ظلها من محاصصة وطائفية ودستور ملغوم .
إطلاق تحالف لا للولاية الثالثة للمالكي الآن سيسسقط كل محاولات المالكي وتحالفاته لاختراق المكون السني من خلال اسناده لكتل انتخابية وشخوص انتهازية سيعمل على حصولها على مقاعد برلمانية بكل وسائل التزوير والاستغلال ليفوز بولاية ثالثة . كل الكتل الانتخابية التي تدعي تمثيل مكونها السني في المحافظات الست إن كانت صادقة في إدعائها عليها الاندراج في هذا التحالف والاعلان عن تبنيها شعار ( لا للولاية الثالثة ) وإلا ستحسب انها مع حلف الغادرين الذي يقتل ويحاصر ويهجر ابناء هذه المحافظات ، في الوقت الذي يجب ان تحرص القوى العربية والوطنية الشيعية إن استمرار الولاية الثالثة هو استمرار لمزيد من الفساد والعنف والبطالة والتخلف والاقتتال الطائفي الذي يشكل وصمة عار لا افتخار لركائز ومعتقدات التشيع العربي الأصيل .
في المحافظات السنية بالذات ذات الوضع الأمني المتأزم التي تشهد موجهات إبادة وحصار عسكري وخدمي ، وفي كل المحافظات التي يوجد فيها تواجد سني بأي حجم سكاني ، يكثف المالكي وكتله التي شكلت بوجوه ومرشحين سنَّة منهم من عرفت مواقفه من خلال ما يشغله من مناصب ومواقع رسميه وزارية او برلمانية او من خلال الاصطفاف مع ميليشيات وقوات جيش المالكي في المواجهة العسكرية أو من خلال ما يحضون به من امتيازات ومقاولات وشراء ذمم ، ومن أجل أن لا يمنح من يحمل مشروع تهميشكم وتهجيركم وتقسيمكم فرصة الولاية الثالثة أو يمضي بكم الى التقسيم والأقاليم ، ولكي يكون لمن سيشارك في هذه الانتخابات عذرا مشروعا للمشاركة فيها وهي تتزامن مع انتفاضتكم المشروعة سواء في ساحات الاعتصام او تظاهراتكم او انتفاضتكم ، كونوا واعين وكونوا منصفين ، لا يغركم العملاء والمنتفعين والفاشلين والموعودين بالمنصب او بالمقعد ولا يغرنكم من لم يقف معكم وينتصر لحرائركم وحقوقكم بشعاراتهم وبإغراءاتهم ، لا تنتخبوا وزيرا او محافظا او مديرا او عضوا بمجلس محافظة شارك في حكومة وسلطة المالكي وحزبه او افسد وسرق او اغتنى او استفاد او كلف منه او من سلطته ، لا تنتخبوا من ساهم بقتل او اعتقال او مداهمة ابنائكم وانتهاك حرمات تربتكم ونسائكم . لا تنتخبوا قيادات ورئاسات فاشلة او مستغلة او مستفيدة او مبتزة او سارقة . لا يغريكم اسم القائمة ، انتخبوا أفراد تعرفون كفاءتهم ونزاهتهم و وطنيتهم ونسبهم وسيرتهم وحسن سلوكهم جيدا وبقناعة تحت اي مسمى او طائفة رشحوا ، المهم انه لا يمكن ان يشارك او يدعم مشروع المالكي و ولايته الثالثة .
قيادات كتلة الوطنية ومتحدون والعربية وكرامة وكفى وديالى هويتنا والعربية والحوار وائتلاف العراق وخلاص ومستقلون والتيارات المدنية والديمقراطية والوطنية وغيرها مطالبة جميعا بالإعلان الواضح عن موقفها بجميع مرشحيها من مشروع الولاية الثالثة أو احتمالية الائتلاف في ظلها لاحقا لأن هذا المشروع يستهدف العراق بشكل عام من خلال إبادة واقتتال طائفي يؤسس لمشروع التقسيم المقيت .
622 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع