سارة الدبوني
على مَرِّ السنوات الأخيرة, رأينا وشَهِدنا بأُمِ أعيُننا شتى أنواعِ الفساد الإداري وحتى الأخلاقي يجتاحُ الأماكنَ جميعاً, من دوائرِ دولة ومؤسسات ادارية وجامعات...الخ..!
بعدَ أن حلمنا وكانَ أملنا كبيرٌ بأنَ هذهِ المرحلة أي مابعدَ حربِ عام 2003 الى اليوم, ستكون مختلفة, وتتمتعُ بالنزاهة والشفافية..!
ولكن هيهات..فيبدو أنَ من شَبَ على شيءٍ شابَ عليهِ فعلاً, ليسري الفسادُ والتزويرُ والإختلاسُ والانحطاط الفكري والانحياز في عروقِ الكثيرين..!
وهاقد كبُرت تلكَ المُسميات الظلامية لتمَسَ شرورها طلبةَ الدراسات العُليا..!! ولتبدأ رحلة التحطيم النفسي والمادي والمعنوي, بتحطيم حُلمِ العُمر الذي أخذَ معهُ من صاحبهِ ليالٍ من السهرِ والتعب على أملِ تحقيقه..!
فالفضاضةُ والتعاملُ بفوقيةٍ شديدة وتكسير المعنويات وتعمُد التأزيم والوعيد بالرسوب الى جانب المزاجيةُ في التقييم جميعها كانت على الدوام مجاهيلٌ تُهددُ مستوياتِ طلبة الدراسات العليا الدراسية..!!!
ليكونَ الطالبُ عندها أمامَ خيارين, أما الإنسحابُ وتركُ مقعده فارغاً, أو البقاءُ معَ علمهِ بمصيره المُحَتَم..الرسوب المؤكد وبالتالي ترقينُ القيد..!!
للأسف, أصبح طالبُ الدراسات العليا في هذا اليوم ضحيةَ مُحاباةٍ ومحسوبية,وضحيةَ غرورِ أشخاصٍ كانوا في يومٍ من الأيامِ بمكانه, فكبروا اليوم ليدفعوا طلابهم الى الاحتقان النفسي والتدمير, بدلَ توفير البيئة الصحية لهم كونهم الجيلُ الذي يعتمدُ عليه الوطن..!
لا أعرفُ أينَ أضحى شرفُ التعليم!! في ظل أزماتٍ تتوالى على بلدٍ هوَ بأمسِ الحاجةِ الى الطاقات الشبابية ورفعها بدلَ تحطيمها والإطاحةِ بها..!!
فلو نظرنا الى الدول المتقدمة لرأينا أن اهتمامهم بطلبة الدراسات العليا هوَ أولى امورها, ومن الدول كذلكَ ما يأتي اهتمامها بإعداد هذه الاجيال فيها قبلَ الدفاع, لتفوقُ مخصصات الدولةِ على التعليم اضعافَ ماتنفقهُ على الدفاع..إذ لادفاعَ بدونِ طاقاتٍ شبابيةٍ متقدمةِ العلم..! هكذا تهتم الدول المتقدمة بالكفاءات العلمية وترعاهم.. دونَ محسوبيةٍ ولاتعمُد تأزيم, ولاتهميشٍ متعنت..!!
فأيننا نحنُ من أمثالِ تلكَ المجتمعات.. وأينَ أمانةُ التعليمِ وأينَ نحنُ..!!
آااااهٍ...ماأبشـــــعَ تحطيـــــمَ الحُلـــم..!!
624 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع