وحصل فعلاً ما حذرنا منه في مقالتنا السابقة في الكاردينيا ((ماذا لو سمع المالكي مطاليب المتظاهرين؟))
http://www.algardenia.com/masamerhamdan/2693-2013-01-19-17-05-51.html
حيث قلنا وحذرنا من ردة الفعل المتهورة التي تؤدي إلى سفك الدماء، وتصعيد الأزمة بدل حلّها، وقلنا حينها ((ولا أعتقد أن المالكي قادر على أن يخوض غمار مغامرة متهورة باستخدام العنف والقوة ضد المتظاهرين لأنه إن فعل ذلك يكون قد فتح أبواب جهنم عليه وعلى دولة القانون ))...
وهاهو الدم البرئ يسال على أرض الفلوجة الطاهرة ويسقط شهداء أبرياء لا ذنب لهم سوى مشاركتهم مع أهاليهم في التعبير عن رفض القهر والظلم..
وسقط شهداء أبرياء,, وعشرات الجرحى,, بفعل إطلاق نار من ضباط وجنود متهورين .. ونقول أن المسؤولية لاتنحصر بهم فقط بل تشمل آمريهم وقادتهم حتى القائد العام للقوات المسلحة.. فلا يمكن أن يتصرف الجندي من تلقاء نفسه مالم تكن هناك أوامر صادرة إليه من قياداته الأعلى بإطلاق النار..
قلنا أن العنف مع المتظاهرين سوف يفتح أبواب جهنم على نوري المالكي وعلى دولة اللاقانون..
كان يجب على الجيش المسمى بالعراقي، أن يقتدي بالجيش المصري الذي رفض تنفيذ أوامر حسني مبارك وأزلامه لإطلاق النار على المتظاهرين.. فكسب الجيش المصري إحترام المواطنين وقدم المتظاهرون باقات الورود للجنود والضباط..
فما الذي فعله جيش نوري المالكي؟
إنه التهور بعينه والمغامرة غير محسوبة العواقب.. وإن كانت الاربع وعشرين ساعة اللاحقة للحادث مرت في سلام فإن ما في نفوس أهل الفلوجة وأهل الأنبار – ومن لايعرفهم فليسأل جيش جورج بوش عنهم!!!- ما في نفوسهم من غضب لن يبقى أسير المشاعر والحزن فقط ... بل سيترجم إلى أفعال كان على المالكي أن يتحسب لها.. وهو يعلم أن جنوده خاوون لا يدافعون عن قضية.. وليس لديهم القدرة على مطاولة أهل الأنبار...
كان يفترض بالمالكي أن يمتص غضبة أهل الفلوجة والرمادي وعموم العراق، ويُقيل وزير الدفاع وقائد قوة الأنبار والفلوجة وكل مسؤول عن كارثة اطلاق النار وازهاق ارواح الشهداء الأبرياء..
فالإحتقان الشعبي الذي استخف به نوري المالكي حين وصف التظاهرات بالفقاعة وشعارات المتظاهرين بالنتنة، سوف يتصاعد، وتستمر غضبة الجماهير،وكان على الجيش العراقي ان يقف محايداً كما فعل الجيش المصري في الثورة المصرية ..
للأسف لم تصدر من نوري المالكي أية ردود أفعال حكيمة تدل على استيعاب مطالب المتظاهرين وحلها بالحسنى.. لكن هاقد حصل ما حذرنا منه وانسكب الدم البرئ بلا ذنب وبلا سبب سوى التهور والاستهتار الطائفي.. وعلى نوري المالكي أن يتحمل وزر تهور قواته المسلحة..
692 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع