أما لهذا الإرهاب الأعمى من آخر؟

  

       أما لهذا الإرهاب الأعمى من آخر؟

حمدان البغدادي

ما زال الإرهاب الأعمى يضرب أطنابه في بلاد الرافدين العزيزة على قلوبنا ويفتك بحياة الأبرياء ويوقع الخسائر في الأرواح والممتلكات.. تفجيرات في بغداد بمختلف مناطقها، ولم تسلم محافظة من محافظات العراق من هذه الأعمال الإرهابية الجبانة التي تستهدف المدنيين الأبرياء..

أعداد ضحايا الإرهاب تتصاعد، وليست المسألة في الأرقام بل ان وراء كل رقم، هناك ضحية شهيد أو جريح، ووراءه عائلة تشتت شملها ونكبت زوجة واطفال.. وتشردت عائلة.. واضيفت الى قائمة الايتام والارامل أعداد مضافة كل يوم.. بفعل الإرهاب الجبان.

ولاندري من المسؤول فكل القضايا تسجل ضد مجهول.. وتكتفي الدولة بتوجيه اللوم الى المسؤولين الأمنيين لتقصيرهم وبذات الوقت توجه اتهاماتها الى التكفيريين والصداميين والبعثيين والقاعدة والأجندات الأجنبية!!!.. حتى مللنا من سماع هذه الأسطوانة المشروخة..

في دول العالم التي تحترم شعوبها لو حصلت حادثة واحدة مما يحصل عندنا اليوم لرأيت أكبر مسؤول يستقيل، لأنه يشعر بالحرج والتقصير أمام شعبه... ولكننا نسينا ثقافة الاعتذار وثقافة الاقرار بالذنب والتقصير وثقافة الاستقالة لأننا مصرون على الأخطاء.. بل الخطايا!

لأن الإرهاب مكروه من الناس جميعا، نجد بلبلة وتبادل اتهامات تثار بعد كل عمل إرهابي يحدث في هذه المحافظة أو تلك، كما نجد أن من يقومون به يتنصّلون منه، وينسبونه إلى غيرهم.. ويبدو أن سلسلة الأعمال الإرهابية ممتدة بحلقاتها الجهنمية... تحصد أرواح الآلاف من المدنيين ، ومن النساء والشيوخ المسالمين، ومن الأطفال الأبرياء الذين لا دور لهم في أي شأن من شؤون الحياة، ولا ذنب لهم إلا أنهم من سكنة مناطق استهدفها الارهاب الأعمى.. الذي لا دين له!

الأعمال الإرهابية ليست من الدين في شئ، بل إن الكتب السماوية كلها، والقوانين الوضعية، لا تجيز قتل الناس العزّل، وقتل المدنيين تحت أي مبرّر، حتى في الحروب، فما الذي نشاهده يوميا من عمليات قتل عمياء يمارسها أناس خُتم على عقولهم وقلوبهم وعيونهم، فتحوّلوا إلى آلات قتل وتدمير ضد أبناء جنسهم، وأبناء وطنهم، بل أبناء حيّهم أحيانا، لأنهم مختلفون عنهم طائفيا، ويتوسّلون بأبشع الوسائل كي تكون حصيلة قتلاهم كبيرة.. فهل من يتحزّم بحزام ناسف، ويدخل إلى بيت عزاء، بدعوى مشاركة أصحابه أحزانهم، ويفجّر نفسه وسط الناس، هو إنسان مسلم؟ وهل من يفجّر سيارة مفخخة قرب مدرسة أطفال، أو جامع أو حسينية، أو تجمّع حافلات تنقل الناس، أو مسطر للعمال، هل هو إنسان لديه حسّ أو شعور؟ وهل إن من يخطط القيام بعمليات تفجير مزدوجة، كي يوقع أكبر عدد ممكن من الناس الأبرياء، هو من صنف البشر؟

ما دفعني إلى كتابة هذه السطور مشهد الدمار الهائل، وأشلاء الضحايا، الذي سببته انفجارات متتالية هزّت بغداد والبصرة وبابل وكركوك والناصرية والعمارة والموصل وأوقعت المئات من الشهداء والجرحى، جلّهم من المواطنين الأبرياء ..

إن ما يمارس من ارهاب اليوم في العراق، هو تدمير ممنهج، وإبادة بشرية جماعية، وتشريد سكاني مخطط، وتمزيق طائفي وعرقي بمخططات  شريرة،  والضحية أولا وأخيرا هو الشعب العراقي.. ولابد للحكومة أن تمارس دورها في ايقاف هذا المسلسل الدموي، وتعمل كحكومة وطنية لكل العراقيين وليست حكومة لفئة منهم دون أخرى.. ولابد من محاسبة المقصرين الذين بتهاونهم وضعفهم وتقصيرهم قام الارهابيون بتنفيذ خططهم الاجرامية.. 

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

707 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع