هذه أبرز مصادر ثقافة جيلنا!! فما هي مصادر ثقافة شباب اليوم؟
لكل جيل مصدر ثقافته ومعلوماته، فإذا كان الجيل الحالي يستمد ثقافته ومعلوماته من شبكة الأنترنيت وما تفرع عنها من شبكة معلومات مرجعية(كوكل GOOGLE ) ووسائل تواصل اجتماعي (فيسبوك، تويتر، انستغرام، واتساب، وغيرها)، والمواقع والصفحات الألكترونية والإعلام الإلكتروني، وخزين المعلومات الهائل الذي توفره هذه الشبكة. فإن أجيال الأربعينات والخمسينات وحتى الستينات لم تكن تعرف الكمبيوتر ولا الانترنيت ولا الموبايل، ولا حتى التلفزيون الذي لم ينتشر الا أواخر الخمسينات وبنسب محدودة. وكانت الإذاعة تشكل مصدراً ثقافياً وترفيهياً ومعلوماتياً مهماً ومؤثراً بنفس الوقت.. ونتذكر كيف كان ذلك الجيل يتفنن في نصب الأسلاك الهوائية العالية (الأريلات) على اسطح المنازل، والتي تساعد في تقوية التقاط البث الاذاعي بوضوح وجودة، بغية التقاط محطات مثل البي بي سي العربية والقاهرة وصوت العرب! لحين ما دخلت الينا راديوات الترانسيستر وكانت ثورة في وقتها، اعانت ذلك الجيل في التقاط البث الاذاعي بوضوح ويسر.
كانت الصحافة الورقية والكتب والمجلات تشكل وعاء ومصدر الثقافة في ذلك الوقت حيث كانت تطبع وتباع باسعار لابأس بها تتناسب مع الدخل الفردي. ونتذكر كيف كانت المطابع المصرية تتفنن في نشر الكتب بطبعات مختلفة منها الورق الصقيل الممتاز بثمن عال، وتوفر اضافة اليها طبعات سُميّت (طبعات شعبية) بأثمان زهيدة تعين الطالب ومحدود الدخل. وكانت المجلات متنوعة في جمهورها فمنها المتخصصة بالادب والثقافة والسياسة ومنها المجلات الفنية ومنها مجلات المرأة ومجلات الطفل ومنها المجلات العامة.
ولم تكن مصادر الثقافة الورقية واحدة لكل الاجيال فجيل الثلاثينات والاربعينات فتح عينيه على مجلات متميزة من ابرزها (مجلة الرسالة) و (الثقافة) للاديب العربي احمد حسن الزيات) و (مجلة الهلال)، ومجلة (المختار) النسخة العربية لمجلة الريدرز دايجست العالمية الشهيرة. كما ان جيل الخمسينات فتح عينيه على مجلة رائدة شقت طريقها بنجاح مبكر وساحق هي (مجلة العربي الكويتية 1958) التي نجحت في استقطاب الجمهور العربي المثقف منذ عددها الاول.
أما مجلات الأطفال التي عرفها جيل الخمسينات والستينات فمنها (مجلة سندباد عن دار المعارف 1953 ومجلة سمير عن دار الهلال 1956 وبعدها جاءت مجلات ميكي، وبساط الريح، وسوبرمان، والوطواط ... وغيرها). وقد فصّلتُ في بحثي المنشور في مجلة الكاردينيا عن مجلات الاطفال التي نشأنا عليها نحن أجيال الأربعينات والخمسينات والستينات ويمكن لمن أراد الأستزادة في تاريخ صحافة الأطفال مراجعته.
وفيما يلي أعرض لأبرز مصادر الثقافة والمعلومات لتلك الأجيال:
((مجلة الرسالة)) توأمها ((مجلة الثقافة)) لأحمد حسن الزيات:
بعد عودة الزيات من بغداد الى القاهرة عام 1933 ترك التدريس، وانتقل للصحافة والتأليف. وفي 18 رمضان1351 /15 يناير1933 قام بإصدار مجلة الرسالة، مجلة ثقافية ادبية، التي كان لها أثراً قوياً على الحركة الثقافية الأدبية في مصر والعالم العربي. كما اصدر معها مجلة (الثقافة) الشهيرة.
استمر صدور "الرسالة" نحواً من عشرين عاماً، وكانت مدرسة أدبية ومجالاً لظهور كتاب وشعراء من الجيل الجديد بنوا شهرتهم على صفحاتها. وقد أصدر الزيات بعد ذلك مجلة أخرى اسمها "الرواية" وكانت تختص بالقصة القصيرة أو الرواية المطولة تنشرها مسلسلة، واستمر صدورها عامين وكتب فيها كبار القصصيين، كما كانت تشجع القصصيين الشبان وبينهم كاتب ناشئ هو الأديب نجيب محفوظ ، وكانت أول قصة نشرها بعنوان "ثمن الزوجة"، ثم أدمجت "الرواية" بالرسالة وأخيراً اضطر الزيات إلى التوقف عن إصدار "الرسالة الرواية" بسبب الظروف الاقتصادية، وتولى رئاسة مجلة الأزهر. ولما أممت الصحافة في مصر، حاولت وزارة الإرشاد القومي إحياء "الرسالة" وعينت الزيات رئيساً لتحريرها مرة أخرى، ولكن المحاولة لم تنجح لأن الزمن كان قد تغير، وأذواق القراء قد تطورت، والصحافة اتجهت وجهات جديدة، فلم يكتب للرسالة أن تستعيد مكانتها السابقة أو تجدد مجدها القديم، وتوقفت مرة أخرى بعد بضعة أعداد، وكان صدورها في مرحلتها الثانية دليلاً صارخاً على أن الصحافة لا يمكن أن تكون جزءا من الجهاز الحكومي، ولا تعيش إلا في جو الحرية وهوائها الطلق.
كتب في مجلة الرسالة معظم رموز الأدب العربي آنذاك من مثل العقاد، سيد قطب، أحمد أمين، محمد فريد، أحمد زكي، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، وقد ملأتْ المجلة فراغًا، وحلّت أزمة... نعم، لقد كانت ثمة أزمة عند القُراء بأنهم لم يجدوا ما يقرأونه، وأزمة للكُتّاب بعدم وجود صحيفة أدبية متخصصة تنشر إنتاجهم وتذيعه على الناس، يتناقشون على صفحاتها، ويختصمون، ويتفقون. فقد كان هؤلاء الأدباء رهن إشارة مجلة الرسالة، ففي أول ظهور لها وقفوا معها، وأيّدوها. وتشجيعهم هذا لم يكن لمجرد صداقتهم للزيات، وإنما كان تحقيقًا لأمنياتهم الأدبية.
احتجاب الرسالة:
وكما أن بعد كل ليل صبح، فإن بعد كل صبح ليل.. فقد احتجبت الرسالة، فسطّر الأدباء والشعراء خواطرهم حول ما نَشر احتجابها من البؤس والكآبة. ومن تلك الخواطر تَبرز خاطرة الأستاذ العقاد الحزينة حيث يقول: "ولم يكن يدور بخلدي حين كتبتُ هذا أن مجلتين في طليعة مجلاتنا الأدبية تضطران للاحتجاب عن قُرائهما قبل أنقضاء شهرين، فبدأت السنة الحاضرة باحتجاب (الثقافة)، وقد مضى على ظهورها (ست عشرة سنة)، ولم ينقضِ الشهر الثاني من السنة حتى أعلنت زميلتها (الرسالة) أنها تختم أعدادها، وتودع قُراءها، وقد مضى على ظهورها أكثر من عشرين سنة، ولا شك أنهما حادثان سيُذكران من حوادث هذه السنة عند الكتابة عن تاريخ الأدب العربي الحديث.
عودة الرسالة الجديدة:
وتعود الرسالة للظهور عام1963م، باسم (الرسالة الجديدة)، ويُسند تحريرها إلى الزيات، ولكنه حاول جاهدًا أن يوقفها في وجه الآلام والأماني، ولكنه لم يستطع أن يشحذ همتها وسط عوامل التجديد والسرعة، وعوامل الثقافة المذبذبة، أو أدب الساندويتش، أو طغيان العامية على الفصحى... فتوقفت الرسالة كما توقفت أختها (الثقافة) من قبل وياللأسف.
الأديب أحمد حسن الزيات
ولا بد من الإشارة مجددا إلى دور كل من مجلة الرسالة ومجلة الثقافة للزيات الدور الوطني الجامع لكل مكونات المجتمع، ونهجها الليبرالي المنفتح على كل الاتجاهات. لقد كانت مجلتا الثقافة والرسالة صفحة ناصعة في جبين تراثنا الحديث . وصاحبها أحمد حسن الزيات هو ثمرة من الثمار اليانعة للتراث النهضوي العربي التنويري في الربع الثاني من القرن العشرين.
مجلة الهلال
مجلة الهلال مجلة شهرية تصدر عن دار الهلال، أسسها جورجي زيدان سنة 1892 وصدر عددها الأول في 1 سبتمبر من العام نفسه، وهي بذلك تعد أول مجلة ثقافية شهرية عربية، وما زالت تصدر حتى اليوم.
عن سبب تسمية المجلة باسم "الهلال" عدَّدَ جورجي زيدان ثلاثة أسباب:
أولها: "تبركًا" بالهلال العثماني رفيع الشأن شعار "دولتنا العلية أيَّدها الله". وثانيها: "لأنها تظهر كل أول شهر كالهلال". وثالثها: "تفاؤلاً بنموّها مع الزمن حتى تكتمل بدرًا". وقال زيدان أيضًا "نرجو أن تصادف خدمتنا استحسانًا لدى حضرات القراء".
عند إصداره مجلة الهلال، قام جورجي زيدان بكتابة بيان يطرح فيه مسوّغات إصدار المجلة ورسالتها والمجالات التي ستعنى بها، وتبويبها، وقد حدد ذلك كله في خمسة بنود وأبواب هي:
• باب "أشهر الحوادث وأعظم الرجال".
• باب "الروايات".
• باب "تاريخ الشهر".
• باب "المنتخبات من الأخبار".
• باب "التقريظ والانتقاد".
تُعد "دار الهلال" أقدم مؤسسة ثقافية صحافية مصرية وعربية تأسست عام 1892 على يد جرجي زيدان في مصر، بينما تعد مجلة "الهلال" التي تصدر عن الدار من أقدم المجلات العربية التي تعمل في مجال الثقافة، وصدر العدد الأول منها في 1892 بافتتاحية كتبها جرجي زيدان أوضح فيها خطته، وغايته من إصدارها.
كان جرجي زيدان ينشر فيها كتبه على هيئة فصول متفرقة، ولقيت المجلة قبولاً من الناس حتى لم يكد يمضي على صدورها خمس سنوات حتى أصبحت من أوسع المجلات انتشاراً، وكان يكتب فيها عمالقة الفكر والأدب في مصر والعالم العربي، ورأس تحريرها على مدى مسيرتها المديدة كبار الكتاب والأدباء.
تعددت بعدها إصدارات "دار الهلال" ما بين المجلات والكتب والروايات والكتب الطبية، إلا أن مجلة "المصوّر" كانت من أقدم المجلات التي أصدرتها الدار، إذ جاء صدور عددها الأول عام 1924 وواكب ذلك مجموعة من الأحداث في مصر والعالم العربي سجلتها المجلة، وتابعتها بالكلمة والصورة بشكل أكسبها شعبية واضحة بين القراء.
وتولى رئاسة تحريرها عدد من رواد الإعلام في مصر، أبرزهم إميل وشكري زيدان، فكري أباظة، علي أمين، أحمد بهاءالدين، صالح جودت، أمينة السعيد ومكرم محمد أحمد.
مجلة المختار "ريدرزدايجست"
مجلة المختار مجلة شهرية كانت تصدر حتى آخر الثمانينات من القرن الماضي. كانت عبارة عن ترجمة لبعض المقالات الصادرة من مجلة ريدرز دايجست Readers Digest كان تأسيسها الأول عام 1922 في نيويورك ، ثم ولادة مصرية قصيرة الأمد عام 1943، عندما أُلغي ترخيصها قرّر رجل الأعمال الأميركي فريدريك بييترا بيع المجلة إلى وزير الخارجية اللبناني آنذاك لوسيان دحداد سنة 1976 الذي سرعان ما اتفق مع ناشر جريدة النهار تحت اسم المختار. ريدرز دايجست) – ونسختها العربية (المختار) صدرت بـ 21 لغة عالمية، ولا تزال في 70 بلداً، ورغم الإفلاس والحماية القضائيّة والفترة المتبقية لها وخساراتها المادية الكبيرة، إلاّ أن ريدرز دايجست أدركت أن عليها لتستمر أيقونة الصحافة الأمريكية والعالمية، أن تواكب الزمن وتدخل عالم الأنترنت وتتفاعل أكثر مع قرائها. وقد بدأ خط بيانهاالتنازلي منذ العام 1995 مع بدء التنافس الإلكتروني مع أنها بقيت من أكثرالمجلات قراءة في العالم العربي.
اتذكر انني كنت اقتني (مجلة المختار) شهريا من سوق السراي وانا طالب متوسطة ولكن ليس في شهر صدورها لان ثمنها كان غاليا في شهر صدورها، تقريبا مائة فلس وهو مبلغ كبير انذاك على طالب، فكنت انتظهر نزولها من مكتبة التوزيع (مكتبة المثنى) بعد نزول العدد الآخر، حيث يتم رفع الصفحة الاولى فقط من عدد الشهر السابق وتباع المجلة بدون الغلاف بسعر زهيد (اعتقد عشرون فلسا او اقل)، لان المكتبة الوكيلة ببغداد (المثنى) كانت باتفاق مع دور النشر لا تعيد شحن النسخ المسترجعة (غير المباعة) من المطبوع وانما كانت تقتطع اسم المطبوع ورقم العدد او الصفحة الاولى (كما في حال المختار) وتعيد قصاصات اسم ورقم عدد المطبوع لدار النشر من اجل تسوية الحسابات بينهما، وتقوم هي باعادة بيع المطبوع بسعر زهيد بعد شهر من تاريخه، وتمكنت من جمع عشرات الاعداد من مجلة المختار التي كانت مقالاتها تتسم بالجودة والعلمية والثقافة وانها يمكن ان تقرا في كل الاوقات، وكان لدي عدد من الاصدقاء يستعيرون مني اعداد مجلة المختار لمطالعتها واعادتها لي حتى ان احد الاصدقاء (وهو الدكتور محمد كامل الوسواسي) كان يقول لي (انا مدين في ثقافتي لمجلات المختار التي كنت استعيرها منك!!).
مجلة العربي الكويتية:
تاسست المجلة عام 1958 كانت مجلة العربي ومازلت واحدة من أهم الأحلام العربية للتواصل بين أبناء اللغة الواحدة. فقد حملت على صفحاتها مفردات لغتهم، وبذور أفكارهم، ومعالم ثقافتهم. ومنذ صدور العدد الأول منها في ديسمبر عام 1958 وهي تساهم في دفع الحلم القومي الذي كانت أصدق تمثيل له. ففي هذا العام من أواخر الخمسينيات كانت حركات التحرر العربي في أوجها. والوحدة المصرية السورية في أول عهدها والشعب الجزائري يخوض نضاله ضد المحتل. وبدا أن إصدار مجلة عربية جامعة تصدر في الكويت وتجتاز كل الحدود العربية وتسمو بنفسها عن الخلافات السياسية والفكرية الضيقة يمثل نقلة نوعية في المفهوم الثقافي العربي. خطوة جديدة في الصحافة الثقافية العربية لمثل ذلك النوع من المجلات، بعد أن اختفت مجلات كان لها وزنها الأدبي والعلمي مثل المقتطف والرسالة والثقافة في مصر.
فقد وضعت الخطوط العريضة لهذه المجلة وتحدد دورها من خلال إصدار مجلة علمية أدبية اجتماعية ثقافية جامعة تضم بين صفحاتها مع ما تضم عصارة أفكار المفكرين، وخلاصة تجارب العلماء المبرزين، وروائع قرائح الشعراء المبدعين، وفوق هذا وذاك تعنى عناية خاصة بالمواضيع المصورة المدروسة دراسة علمية عن كل قطر من أقطار العروبة تتناول السكان والمحاصيل والثروات سواء أكانت هذه الثروات حيوانية أن نباتية أم معدنية أم مائية. وقد رسم لهذه المجلة إطار مستمد من أرقى التجارب الصحفية في العالم قائم على التبسيط والتشويق اللذين يضعان المعرفة في متناول الأكثرية الساحقة من القراء، وفي الوقت ذاته لا يفسدان السمو الذي يتعشقه الخاصة منهم، كما رؤي أن يكون للصورة مكانتها المرموقة في المقال، وللموضوعات المصورة مقامها الأول في كل عدد يصدر من المجلة. وبعبارة أخرى فإن هذه المجلة ستعنى بكل ما يمت إلى الثقافة والمعرفة بصلة لا سيما الأمور التالية:
1. الأدب : بفنونه المختلفة من قصة وشعر وتراث إلخ ... وبأنواعه: الأدب العربي القديم، الأدب العالمي المعاصر، الأدب العربي الحديث باتجاهاته ومدارسه المختلفة.
2. الفنون : أبحاث عن الفنون المختلفة في النطاق العربي وغيره: الموسيقى، السينما، المسرح، الإذاعة، الرسم.
3. المشاكل الاجتماعية: نوع من المعالجة الموضوعية العلمية الجريئة بقدر الإمكان للمشاكل الاجتماعية في المجتمع العربي.
4. الموضوعات المصورة : لمختلف أنحاء الوطن العربي تتناول قبائله ومراعيه غاباته حيواناته وثرواته الزراعية والمعدنية والمائية وجباله وسهوله ووديانه إلى غير ذلك منا يجب على القارئ العربي أن يعرفه.
5. العلوم : مقالات لأهم ما يثير اهتمام العالم اليوم كالذرة والصواريخ، والأقمار الصناعية، والفضاء الخارجي، والأجرام الكونية أنباء علمية لأهم الاختراعات والاكتشافات في شتى ميادين العلم.
6. نقد الكتب : نقد وتعليق وتقديم لأهم الكتب المؤلفة في كل شهر.
7. الاقتصاد : مقال اقتصادي واحد على الأقل.
8. نشر لوحات فوتوغرافية : أو مرسومة تصور جانبا من الحياة العربية.
كما أن اختيار أول رئيس تحرير للمجلة عربي غير كويتي له دلالة على هدف المجلة حيث أسندت رئاسة هذه المجلة الضخمة إلى الدكتور أحمد زكي وهو رجل العلم والأدب والتجارب والخبرة، ولقد أضفى اختيار شخصية بوزن العالم أحمد زكي روحا جديدة في الصحافة العربية سرت في كل أرجاء الوطن العربي، ما جعل كل بيت وشارع وحارة من المحيط إلى الخليج لا تخلو منه العربي، فالدكتور أحمد زكي كان مديرا لجامعة القاهرة وزيرا في الحكومة المصرية قبل ثورة 1952 وهو حاصل على شهادة الدكتوراه الفلسفية (ph.D) عام 1924 ودكتوراه العلوم (D.SC)عام 1928 م، وكان قد سبق له تولي رئاسة الاتحاد الثقافي المصري، وعضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة والمجمع العلمي بدمشق، والمجمع العلمي ببغداد، وشخصيته المستقلة كانت بارزة في حياته حيث لم يفرغ للكتابة في السياسة ولا للاتصال بالأحزاب ما صبغ العربي بصبغة الاستقلالية الفكرية التي تجمع ولا تفرق والتي تغلب الكليات على الجزيئات والتي تعرض الجوهر دون المظهر.
وفي عام 1957 بدئ في الاتصال بالأستاذ محمد بهجة الأثري، كبير مفتشي اللغة العربية بوزارة المعارف العراقية والأستاذ فيصل حسون صاحب جريدة الحرية العراقية والدكتور يوسف عز الدين وزملائه من أساتذة كلية الآداب بجامعة بغداد وعلى رأسهم الدكتور عبدالعزيز الدوري والدكتور يوسف عز الدين والأديب المعروف حارث طه الراوي وقد أثنى الجميع على فكرة المشروع وساهموا في دفعه إلى التحقق وقد رُشح لرئاسة تحريرها أحد شخصين هما العلامة فؤاد صروف من لبنان والعلامة أحمد زكي من مصر.
وكان ثناء الجميع عاطرا على التفكير الجاد في مشروع مجلة ثقافية ضخمة متميزة، ووعدوا بتزويدها بمقالاتهم.
وافق الدكتور أحمد زكي على قبول العرض وبعدها مباشرة تم التعاقد مع المصور أوسكار متري والمخرج الفني سليم زيال وكانا يعملان وقتها في دار أخبار اليوم تحت رئاسة تحريرها مصطفى أمين ومن بيروت تم ترشيح الأستاذ قدري قلعجي ليشغل منصب سكرتير تحرير للمجلة، وكان ترشيحه من قبل الأستاذ أحمد نعمان (اليمن) وعبدالله القصيمي وحمد الجاسر (باحثان وعالمان سعوديان) ومحمد محمود الزبيري (أديب وشاعر يمني).
لكن قلعجي تخلف عن المشاركة لظروف خاصة، فتم التعاقد مع بديل من مصر هو الأستاذ عبدالوارث كبير وانضم للفريق الدكتور محمود السمرة وكان يعمل في مجال التدريس في الكويت بوظيفة نائبا لرئيس التحرير ونشرت الصحف إعلانا لدائرة المطبوعات عن مسابقة لاسم المجلة فوقع الاختيار على اسم "العربي" وصدر العدد الأول في ديسمبر 1958م.
وقد قيض الله لهذه المنارة الثقافية نخبة من أهرام الثقافة في الوطن العربي فبعد العلامة الدكتور أحمد زكي الذي ترأس تحرير مجلة العربي من (1958 - 1975) تولى الأستاذ أحمد بهاء الدين رئاسة تحريرها من عام (1976 - 1982) وهو الكاتب السياسي المحنك الذي أدرك بعد العديد من إخفاقات التجارب الوحدوية أن الثقافة هي وحدتنا الباقية، وأنها وحدها التي تؤهلنا لكي نكون قادرين على الحلم.
واليوم، وبعد أكثر من ستين عاما من عمر العربي، نحلم جميعا بأن تتواصل العربي مع قرائها في شتى أنحاء العالم بنسخها الورقية المطبوعة، أو بطبعتها الإلكترونية التي هي في متناول قرائها ممن يفضلون قراءتها والتعامل معها من خلال الإنترنت حيث هي تتبوأ موقعا ثقافيا أكثر شمولية واتساعا من نسختها الورقية، والتي سيجد قارئها العزيز متسعا من المكان للحوار والنقاش وإبداء رأيه في كل ما ينشر بها شهريا، آملين أن نتمكن من تحقيق مزيد من ذلك الحلم الذي كان وراء صدورها وهي أن تكون واحة يلتقي فيها أبناء لغة الضاد، يتحاورون ويتجادلون، يختلفون ويتفقون في كل ما من شأنه إعلاء مكانتهم الثقافية وتقدمهم الحضاري وعزة أمتهم العربية
مجلة الفيصل
أدى النجاح الباهر لمجلة العربي دفعاً لاقطار عربية اخرى لكي تتبع هذه الخطوة فاصدر عدد من الدول العربية مجلات تحاول ان تضاهي مجلة العربي، ومن بينها (مجلة الفيصل) السعودية، ومجلة (الدوحة) القطرية وسناتي لهما.
مجلة ثقافية شهرية تصدرها دار الفيصل الثقافية التابعة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وقد تأسست المجلة عام 1397هـ/ 1977م. وحفلت المجلة منذ بدايتها بكثير من الأسماء اللامعة في الساحة الثقافية العربية، الذين تناولوا بعمق موضوعات الدين، واللغة، والأدب، والتراث، والفكر، والفن، والاقتصاد، وغيرها، تولّى علوي الصافي مسؤولية إدارة دار الفيصل الثقافية ورئاسة تحرير مجلة الفيصل من العدد الأول إلى العدد 177 الصادر في ربيع الأول سنة 1412هـ(سبتمبر- أكتوبر 1991م). وأُلحقت دار الفيصل الثقافية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعد نقل ملكيتها إلى مؤسسة الملك فيصل الخيرية سنة 1412هـ(1991م). وتولّى الدكتور زيد بن عبدالمحسن الحسين مسؤولية إدارة دار الفيصل الثقافية، ورئاسة تحرير مجلة الفيصل، من العدد 178 الصادر في ربيع الآخر سنة 1412هـ ( أكتوبر- نوفمبر 1991م) إلى العدد 264 الصادر في جمادى الآخرة سنة 1419هـ (أكتوبر 1998م). وبدأت مرحلة جديدة في مسيرة دار الفيصل الثقافية بتولّي الدكتور يحيى محمود بن جنيد مسؤولية إدارتها ورئاسة تحرير مجلة الفيصل ابتداءً من العدد 265 الصادر في رجب سنة 1419هـ (أكتوبر- نوفمبر 1998م). وقد تولى رئاسة تحرير مجلة الفيصل عبدالله يوسف الكويليت ابتداءً من العدد 451-452 الصادر في المحرم – صفر 1435هـ (نوفمبر – ديسمبر 2013م) إلى العدد 471- 472 الصادر في رمضان – شوال 1436هـ (يوليو – أغسطس 2015م)، وكان في حقبة الدكتور يحيى محمود بن جنيد مديرًا للتحرير، ثم نائبًا لرئيس التحرير. ويتولى ماجد بن عبدالله الحجيلان إدارة دار الفيصل الثقافية ورئاسة تحرير مجلة الفيصل بدءًا من صفر 1437هـ(نوفمبر 2015م).».
وقد تابعت قراءة مجلة الفيصل منذ عددها الأول،
مجلة الدوحة
مجلة الدوحة هي مجلة ثقافية شهرية تصدر عن وزارة الثقافة والفنون والتراث صدر العدد الأول من مجلة الدوحة في نوفمبر عام 1969 كمجلة تعنى بالثقافة والفنون في قطر. وفي عام 1976 أخذت توجهها العربي، لتعنى بشئون الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج واستمرت حتى يناير 1984 ، عندما توقفت في ذروة مجدها في ظل رئاسة تحرير الناقد الراحل رجاء النقاش وحقق توزيعها في كل العواصم العربية طفرة لم تعرفها المجلات الثقافية من قبل.
غلاف الدوحة عدد يونيو 2011
استأنفت المجلة الصدور مجددًا في نوفمبر 2007 ، واستجابة للمستجدات السياسية والثقافية العربية بدأت المجلة من عدد يونيو 2011 مرحلة جديدة من عمرها، شملت طفرة تحريرية وضعتها في قلب الحدث الثقافي العربي. عبر مسيرتها شكلت الدوحة جسرًا قويًا بين ثقافة المشرق وثقافة المغرب العربي، إذ ساهم في تحرير الدوحة جيلان من الكتاب والصحفيين العرب خلال مراحلها المختلفة. فقد ولدت المجلة مع إرهاصات النهضة الشاملة التي تشهدها دولة قطر حالياً. وقد صدر العدد الأول عن "إدارة الإعلام- الإذاعة" بتاريخ 5/2/1969م بحجم متوسط باثنتين وسبعين صفحة بالأبيض والأسود. واشتمل على تقديم للأستاذ محمود الشريف مدير إدارة الإعلام في قطر (صاحب ورئيس تحرير صحيفة الدستور الأردنية فيما بعد). وتضمنت الصفحة التالية كلمة لرئيس التحرير إبراهيم أبو ناب، وأخرى لوكيل إدارة الإعلام لشؤون الإذاعة طاهر الشهابي. وتعاقب على رئاسة التحرير بعدئذ فايز صياغ، ومازن حجازي.
وبعد أن نالت دولة قطر استقلالها بتاريخ 3/9/1971م تغير مسمى "إدارة الإعلام" إلى وزارة الإعلام" وتم تعيين سعادة عيسى غانم الكواري وزيراً للإعلام.. فسعى إلى تطويرها لأبعد مدى باعتبار المجلة تحمل اسم عاصمة الدولة، إضافة إلى ما يمثله اسم "الدوحة" ذاته من إيحاءات وجدانية شفافة. وتعاقدت الوزارة مع بعض الكفاءات العربية للاضطلاع بمهمة التطوير، وتم ترشيح الدكتور محمد إبراهيم الشوش لشغل منصب رئيس التحرير بتزكية من الروائي السوداني المعروف الطيب صالح. وتولى مهمة المحرر العام الأستاذ عبد القادر حميدة، والفنان محمد أبو طالب مهمة الإشراف الفني.
صدر العدد الأول في شهر يناير 1976، وبلغت صفحاته 162 صفحة من الحجم الكبير (السائد حالياً)، وممهور على الغلاف شعار "الدوحة.. ملتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانية". وحلّقت المجلة في فضاء الثقافة، وذاعت شهرتها على امتداد الأفق العربي، حيث استكتبت نخبة ممتازة من عمالقة الإبداع من الكتاب والشعراء.
وبدأت المرحلة الثالثة بتعيين الأديب رجاء النقاش رئيساً لتحرير المجلة بتاريخ 18/12/1979، وتميزت باستقطاب المزيد من القراء والكتاب، وارتفعت مبيعات المجلة إلى مئة ألف نسخة شهرياً، وكان العدد (61) الصادر في يناير 1981 أول عدد أشرف النقاش على إصداره.لكن المجلة توقفت فجأة عن الصدور، ففي شهر يوليو 1986م صدر قرار بتعطيل كافة المجلات الحكومية القطرية، وشمل ذلك مجلات : الدوحة، والأمة، والصقر.
وبعد توقف دام واحداً وعشرين عاماً عادت "الروح" إلى المجلة وصدر العدد "الأول" في شهر نوفمبر 2007م، وشغل عماد العبدالله منصب مدير التحرير وبعد عدة أشهر تولى الدكتور على أحمد الكبيسي رئاسة التحرير، وهو بالمناسبة أول قطري يتولى هذه المسؤولية. وشهدت هذه المرحلة إضافة ملحق مستقل بدأ مع احتفالية "الدوحة عاصمة للثقافة العربية" عام 2010 ولكنه استمر ليعكس النشاط الثقافي الكبير الذي تشهده دولة قطر.
ومع تولي الروائي والصحفي عزت القمحاوي إدارة التحرير شهدت المجلة ابتداء من العدد 44- يونيو 2011 ميلاداً جديداً في مسيرتها الثقافية. من الناحية المهنية اتجهت إلى سهولة الأسلوب وقصر المواد وارتبطت بالأحداث ، وانفتحت على الأجيال الجديدة من الكتاب العرب، كما استكتبت عددًا من الكتاب الأجانب الذين يكتبون خصيصًا للدوحة في شكل زوايا ثابته أو بالمشاركة في ملفات المجلة المختلفة، ومن بين هؤلاء الروائي الإسباني خوان غويتسولو والروائي المغربي الفرنسي الطاهر بنجلون، والإيطالي ستيفانو بيني، بينما اتسعت المجلة لأهم الكتاب العرب. وبالإضافة إلى استمرار الملحق المعنى بالنشاط الثقافي في دولة قطر، يصدر مع المجلة كتاب مجاني كل شهر، بالإضافة إلى كتاب مترجم ربع سنوي. ويتميز كتاب الدوحة الشهري بتقديم كتابات النهضة العربية في النصف الأول من القرن العشرين. وكان الكتاب الأول "طبائع الاستبداد" لعبدالرحمن الكواكبي، وبعده توالت الكتب من مختلف الاتجاهات الفكرية والفنية، إكبارًا لروح التعدد وقيم الاستنارة والقبول بالاختلاف
موسوعة عالم المعرفة:
من مصادر المعرفة والثقافة التي عرفناها (موسوعة عالم المعرفة) وهي سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت. صدر العدد الأول منها في يناير 1978 بإشراف أحمد مشاري العدواني والأستاذ الدكتور فؤاد زكريا. السلسلة موجهة للقارئ العربي غير المتخصص. وهي تجمع ما بين مؤلفات يكتبها متخصصون في شتى الموضوعات، وترجمات مختارات مما صدر في لغات أجنبية. وهذه السلسلة تحظى بإقبال القراء العرب ومحبي الاقتناء. وقد صدر عن الناشر منذ عدة سنوات قرص مدمج جمع الأعداد 267 الأولى من السلسلة في صيغة رقمية (ملفات PDF نصية) انتشر تداولها في مواقع كثيرة على الإنترنت. توقف صدور السلسلة مؤقتا في أغسطس 1990 حيث كان عدد أغسطس هو العدد رقم 152 بعنوان "التلوث مشكلة العصر"، حتى صدر العدد رقم 153 في أكتوبر 1991 بعنوان "الكويت والتنمية الثقافية العربية". كنت احرص على متابعتها شهريا ولكن الان اصبحت متيسرة على شكل PDF على شبكة الانترنيت لمن أراد مطالعتها.
سلسلة اقرا من دار المعارف المصرية:
ومن ابرز مصادر المعرفة في شبابنا (سلسلة إقرأ) لدار المعارف ولعلها واحدة من أبرز مصادر الثقافة والمعرفة في شبابنا ايام الخمسينات والستينيات سلسلة (إقرأ) التي كانت تصدرها دورياً (دار المعارف) المصرية، وكانت تباع بسعر زهيد (قرشان) في مصر و( 20 فلساً) في بغداد، اي بسعر جريدة تقريبا، لأنها تطبع على ورق رخيص - طبعة شعبية - كما يسمونه آنذاك، وتحوي مؤلفات راقية لكبار الكتاب والادباء والعلماء العرب، وكنتُ احرص على اقتناء هذه السلسلة واقتناء مافاتني من اعدادها من خلال سوق السراي وشارع المتنبي، كانت الثقافة متاحة وميسرة في زماننا ونحن مدينون لمصر الثقافة والطباعة والنشر التي كانت تيسر الكتاب العربي للمواطن العربي بأرخص الأسعار. وعلمت ان السلسلة لم تتوقف لكن طرأ عليها تغيير في الحجم والتلوين والسعر طبعا. رحم الله أيام زمان!
سلسلة كتاب دار التحرير (الطبعة الشعبية لامهات كتب التراث)
مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر هي مؤسسة صحفية عامة تابعة لجمهورية مصر العربية، أنشأتها ثورة 23 يوليو 1952 في 24 أغسطس 1953 بعد أن تقدم البكباشي جمال عبدالناصر سكرتير هيئة التحرير آنذاك بطلب إلى إدارة المطبوعات لإصدار جريدة يومية صباحية باللغة العربية.
أنشأتها الثورة لتتحدث بلسانها، وتدعو لها، وتتبني قضاياها محلياً وعربياً وعالمياً. صدرت عنها مجلة التحرير، وهي أول صحيفة تصدرها الثورة اعتباراً من العدد رقم 24 الصادر في 12 أغسطس سنة 1953، وكانت تصدر من قبل عن إدارة الشئون العامة بالقوات المسلحة، منذ صدورها في سبتمبر 1952. تعاقب علي رئاسة مجلس إدارتها 10 من رجال السياسة والصحافة والأدب. وقد أصدرت دار التحرير العديد من الإصدارات في المجال الصحفي بعدة لغات منها البروجرية بالفرنسية لمخاطبة الأجانب الذين يتحدثون الفرنسية في مصر وعددهم يقدر بعشرات الآلاف. لوبروجريه اجيبسيان "يومية باللغة الفرنسية" عددها الاسبوعي الأحد "لوبروجريه ديمانش". صدر العدد الأول منها 14 أبريل 1892 "صدرت أولاً من شركة الاعلانات الشرقية". رئيس التحرير كان أحمد البرديسي.
في الستينات كانت دار التحرير قد بدأت مشروعا ثقافيا رائدا بتوفيرها امهات الكتب العربية التراثية بطبعة شعبية (ورق اسمر) بسعر رخيص وباسلوب الملازم كل ملزمة بعشرين فلسا، حيث تنزل كل اسبوع ملزمة من الكتاب المنشور يجمعها القراء وعند انتهاء نشر الكتاب يستطيع القاريء تجليد هذه الملازم لتكون مرجعا. زمن اهم الكتب التي اصدرتها دار التحرير في سلسلة (كتاب التحرير) مايلي:
صحيح الامام مسلم للأحاديث النبوية الشريفة.
رحلات ابن بطوطة.
مقدمة ابن خلدون.
سيرة ابن هشام عن حياة الرسول الاعظم.
وكتب عديدة من امهات الكتب العربية.
مجلة أهل النفط (العاملون في النفط)
كانت هذه المجلة تشدنا لمطالعتها شهريا في الخمسينيات وهي تصدر بحجمها الكبير وألوانها الزاهية وصورها وقصصها وتنوع مواضيعها والتمتع بمشاهدة صورها الملونة معظمها. كانت المجلة تصدر شهرياً في الخمسينيات عن (شركة نفط العراق IPC في سبعين صفحة، ويكتب في غلافها أنها "لسان حال الموظفين والعاملين في شركة نفط العراق والشركات المتحدة معها". وعلى الرغم من إشراف الشركة الأجنبية على تمويلها وتهيئتها وطبعها فقد خلت من المقالات الدعائية للشركة واحتوت على مواضيع ثقافية وأدبية مفيدة، ومنها مواضيع متفرقة في شتى المجالات العلمية والإنسانية، وابتعدت عن نشر اي مقالات سياسية أو دينية. كان رئيس تحريرها اللبناني عبد الله المشنوق وكان يكتب في كل عدد منها (كلمة الشهر)، وكانت المجلة تستقبل مواضيع الكتّاب من العراق وسوريا ولبنان والأردن التي تتواجد فيها محطات ضخ النفط التابعة لها، ولها عدة مراسلين في تلك البلدان من أبناء البلد نفسه. وكذلك تشمل تحقيقاتها تلك البلدان وهي تحقيقات منوعة عن مشاريع النفط والماء والكهرباء والزراعة والري والصحة والاعمار والمدارس والمعاهد والمعارض.
ولعل تغطية المجلة لاخبار العراق وبالاخص مشاريع مجلس الاعمار والمناسبات الوطنية العراقية اعطاها صبغة عراقية، وضمت المجلة العديد من المواضيع الأدبية من القصة القصيرة والشعر والقصص المترجمة لعدد من أدباء ذلك. وحفلت المجلة كذلك بمواضيع ثقافية، وطبية منوعة مثل تحقيقات عن المدن ومشاريع الري والسدود وبناء المساكن والمستشفيات.
ومن الأبواب الثابتة في المجلة (أخبار أهل النفط) وتتضمن صورا شخصية وجماعية للعاملين والموظفين وأخبار ترقياتهم وتنقلاتهم ووفياتهم وألعابهم الرياضية ومناسباتهم الخاصة من زواج وولادة ونتائج الدراسة لأولادهم وبعثاتهم. فضلاً عن الحديث عن كل جديد في مناطق سكناهم وفي محطات الضخ كافة. كما ضمت صفحة للتسلية وصفحتين للأزياء والمرأة والديكور. ووثقت المجلة وقراءها صور قديمة من هذه البلدان.
• الصفحة الاولى من مجلة اهل النفط في عددها عن تتويج الملك فيصل الثاني في الثاني من ايار عام 1953 بلغ الملك فيصل الثاني السن القانونية التي تؤهله لاستلام مقاليد الحكم و تم تتويجه في بغداد و في نفس اليوم كان تتويج الملك الحسين بن طلال في عمان
وبعد
فهذه هي ابرز مصادر ثقافتنا في شبابنا وجيلنا !! فما هي مصادر ثقافة شباب اليوم؟
4812 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع