" محطات لرائدات كان لهن دور في تنمية وتطور المجتمع العراقي ورقيه" الجزء الثاني
أن مكانة المرأة الاجتماعية والأدبية لم تكن وليدة العصر الحديث، فقد كانت شريكة الرجال في الفضل والمنزلة السامية منذ العصور القديمة، فقد كن قائدات في قومهن، ورائدات في فنون الأدب، وناقدات كان لهن سهم وافر في مجال الأدب، وكانت منهن نماذج تحتذى على مدار التاريخ فقد كانت مكانة المرأة ظاهرة وواضحة.
أدت المرأة دورا محوريا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فالمرأة صنعت فارقا كبيرا ومهما في مسيرة البشرية، فبعد أن كانت مشاركاتها تقتصر على بعض النواحي التي لا تخرج عن نطاق العائلة في معظم المجتمعات في العالم، باتت بمرور الزم متوسعة في مشاركتها بموازاة الرجل في كل شأن تقريبا في المجتمعات المتحضرة، ان دور المرأة في المجتمع لا يقل أهمية عن دورها في العائلة فالرجل والمرأة هما أساس المجتمع، إنهما يشكلان جناحيه اللذين يمكِّناه من التحليق في فضاء التقدم وعالم الرقي، فإن طغى دور أحدهما على دور الآخر سيفقد المجتمع توازنه، وسيعجز عن النهوض واللحاق بأسراب الحضارة والازدهار، ولأن الرجل والمرأة متساويان، فيما يعرف بالعالم الأول الذي أتاح فعليا ممارسة المرأة للأعمال المتعلقة بالمساواة في الحقوق والواجبات، عبر سن تشريعات تحفظ لهن حقوق تلك الممارسة.
مضت الستينات في مسارها الخلاّق والتغييري والتحرري، بعد توفر التعليم لجميع أفراد المجتمع العراقي من أجل نهوضه ورفعته، وزيادة سفر المرأة العراقية للخارج طلباً للتعليم العالي لكافة الاختصاصات العلمية والانسانية، فقد شهدت تلك الفترة إفساح المجال للمرأة في المشاركة في أكثر نواحي الحياة، وهذا ما ساعدها على استنباط كل قدراتها الفكرية، والدفع بكل إمكانياتها الجسدية لتحقيق هدفها، وإثبات وجودها، وبدأت فعليا تدخل مجال التأثير، بعد تحررها من قيود التصنيف والثانوي، وبعد انفتاحها على العالم، وإعطائها الفرصة لممارسة دورها الفعّال في المجتمع مما خوّلها أن تشارك بل تنافس الرجل في مجالات عملها، من خلال استخدامها مواهبها ومثلها العليا في مجال تعلّمها أو قيامها بواجبات المرأة في المنزل أو العمل خارجه في مجالات عديدة، أو من خلال مساهمتها في العمل الاجتماعي الإنساني الهادف إلى ترسيخ القيم الإنسانية في المجتمع، وكما بينا في الجزء الأول من المقالة، فان مسار تحرير المرأة العراقية وإشراكها اجتماعيا وسياسيا لم تأت صدفة، بل كانت ثمرة العمل الوطني التنسيقي والتوافقي بين المثقفين والحركات السياسية والشعرية وتعاون الحكومات منذ بدأ الدولة العراقية الحديثة عام 1921، من أجل العراق والنهوض به و تحديثه.
بعد حرب 1967م، لعبت نساء العراق دوًرا مادًيا ومعنوًيا هاًما عندما قامت بجمع التبرعات وإيصالها إلى المخيمات في الأردن وسوريا.
ان قضية المرأة في الفكر العربي الحديث في القرن العشرين لم تكن بعيدة عن الأطروحات الفكرية للأحزاب والتيارات السائدة في تلك الفترة وهي الحزب الشيوعي وحزب البعث والتيارات القومية العلمانية، وعكست المعارك الفكرية حول قضايا المرأة في أديباتها، ومدى إدراك كل توجه فكري لحق الاختلاف مع التيارات الأخرى، دون سعي كل تيار إلى إقصاء التيار الآخر، كما يحدث الآن، حيث ارتبطت قضية المرأة ونهضتها وحريتها لتلك الطروحات، وقد أسهمت هذه المعارك الفكرية في ثراء الإنتاج الفكري، وذلك بعكس ما حدث في أواخر القرن العشرين من قيام أصحاب التوجهات المحافظة بتكفير كل من يختلف معهم في الآراء، ولعل سوط التكفير الذي ظهر في أواخر القرن العشرين أحد الأسباب الرئيسية في غياب روح الإبداع الفكري من فكرنا العربي، انتسب إلى الأحزاب عدد كبير من النساء منذ نشأتها، هؤلاء اللواتي انتمين الى الحزب كان بتشجيع من أحد أفراد العائلة أو بتأثير الجو العائلي او الاقرباء، أخذت دورها الناشط وكانت على جانب الرجل في كل مراحل النضال القومي الاجتماعي، ومثله عرفت التشرد والسجون والمعتقلات، كما تحملت المسؤوليات المحلية ة، برزت شخصيات نسائية في الحركات الوطنية ولمعت أسماؤهنّ في أحداث أعادت تشكيل مجتمعات وسياسات، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي، اتاحت للنساء اللواتي دخلن الساحة السياسية، وتسلحن بالإرادة وتركن خلفهن بصمات واضحة ونجحن في تخطي العديد من الحواجز ليخلدن حضورا ودورا رياديا واضحا عبر صفحات تاريخ الحركة النضالية، كما لم تقتصر نشاطات المرأة العراقية من اجل نهضتها في المجال المحلي فحسب بل انها نقلت جهودها الى مجال المؤتمرات والمحافل الدولية تشارك فيها وتشرح وجهات نظرها، وقد افادت المرأة العراقية كثيرا من هذه المؤتمرات، وذلك من خلال الوقوف على المشكلات الاجتماعية التي تواجهها المرأة، وتلمس الحلول لها،
وبذلك تعززت مكانة المرأة العراقية من خلال توفير الضمانات القانونية التي تدعم حق المرأة، وتعزيز دور النقابات والمنظمات المهنية والجماهيرية في الممارسات التعبوية والإنتاجية، وقد برزت كل من:
خانم زهدي ، سعاد خيري، مليحة زهدي، فتحية محمد، سميرة محمود، تردة غارسين، زكية خليفة، سانحة سليمان، نوار حلمي، منال يونس، مارب احمد كمال، لميس قاسم حمودي، افتخار أيوب، عبلة احمد شهاب، سراب عبد الحليم.
منذ بداية السبعينات، كانت المرأة العراقية تدفع باتجاه ان يصبح لها أثر في مجالات متنوعة، فإِنَّ للمرأة المتعلمة والحاصلة على شهادات عليا أَثر فاعل، ولاسِيَّمَا في تبوء مناصب مهمة،
إذ تعد الدكتورة سعاد خليل اسماعيل اول وزيرة للتعليم العالي والبحث العلمي في تاريخ العراق الحديث (1970 -1972)، وثاني وزيرة عراقية بعد نزيهة الدليمي وزيرة البلديات العام 1959، ولدت في بغداد سنة 1928، من عائلة لها فوالدها هو خليل اسماعيل البستاني الذي شغل عدة مناصب ايام الحكم الملكي منها وزير المالية في حكومة نوري السعيد، انهت دراستها الابتدائية والمتوسطة والثانوية في بغداد
والتحقت بالجامعة الاميركية في بيروت، تخصص تربية وعلم نفس، عادت الى العراق لتمارس مهنتها في تدريس طلاب الثانوية
ثم سافرت الى الولايات المتحدة وهناك نالت شهادة الدكتوراه في التربية من جامعة كاليفورنيا وبعد عودتها في العام 1957 تم تعيينها مدرسة في كلية الملكة عالية (تغير اسمها بعد ثورة تموز 1958 الى كلية التحرير ثم كلية البنات)، بين عامي 1963-1966، لها مؤلفات عديدة منها:
سياسات التعليم في المشرق العربي، دراسات في التعليم الطبي مع آخرين، دراسة استطلاعية اولية لأنماط معاملة الهيئة التدريسية، التحليل الاحصائي لفقرات اختبار القدرة على القراءة الصامتة للصف السادس ، تقييم الكتب المدرسية في المرحلة الابتدائية، توفيت سنة 1995 عن عمر ناهز ال65 عاماً.
في عام 1974م اصبح التعليم مجانياً في العراق على كل المستويات وفي عام 1979م أصبح إلزامياً للبنين والبنات إلى عمر الثانية عشرة.. وحتى أوائل التسعينيات كانت نسبة المتعلمات في العراق هي الأعلى في المنطقة ومن المهنيات من توصلن إلى أعلى المناصب، وفي العام 1975 صدر قانون 91 ، القاضي بمساواة الرجل والمرأة بالحقوق والمزايا المالية، إذ تتلقى المرأة أجراً مساوياً لأجر الرجل ودخل الزوجة معترف به بشكل مستقل عن زوجها.
ومع منتصف السبعينات في القرن الماضي، استحدثت طفرة نوعية في التعليم والبحث العلمي والتكنولوجي، بعد ان اصدرت الدولة قانون رعاية الكفاءات وفيها عادت بموجب هذا القانون كفاءات علمية من الرجال والنساء في مختلف المواقع العلمية، وكان للتغير الاجتماعي الذي أحدثه رواد العلم، والثقافة تأثير هائل على كل من التركيب الجزئي والبنية الكلية للمجتمع العراقي آنذاك، ونمت الدولة العراقية باطراد في تلك الفترة اعتماداً على المتعلمين خصوصا الدارسين منهم في خارج العراق، من حيث الإدارة، والخدمات التعليمية والصحية، بل تجاوزت ذلك الى ميدان بناء الصناعات، والبنى التحتية، و قد أدت المدرسة العراقية، دورا مهما في طرد الأمية،
وكان للجمعيات النسوية دورها في زيادة فاعلية المرأة على المستوى الاجتماعي من خلال الانشطة الخاصة بالتعليم ومحو الامية، إن محو الأمية يشكل نواة التعليم الأساسي للمرأة، وأداة لتعزيز القدرات الفكرية والشخصية لها التي تتغلب فيها على الخوف والقلق من المستقبل مستبدلتهما بالفهم والإدراك الذين يقودانها إلى معرفة حقوقها وواجباتها بصورة متحضّرة. حينها تساهم في تحقيق المساواة في الحقوق بين الجنسين، وفي التنمية البشرية والتعليمية للمجتمع، وأسهمت بشكل كبير في إثراء الحقل المعرفي التي كانت ذات فعالية كبيرة، الشيء الذي جعلها تحتل مكانة مرموقة.
تميزت الفترة الممتدة من عام 1975م وما تلاها بتغيرات كبيرة ساهمت في تمكين المرأة ونهوضها والقضاء على التمييز ضدها، وشهدت قوة دفع كبيرة لجهود تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في جهود التنمية، وبناء حاضر ومستقبل أفضل لأسرتها ومجتمعها وبذلت الكثير لتحديث وتطوير المجتمع العراقي، تقدمت معها وتقدم المجتمع بها، وحققت ابنة العراق مزيداً من المكاسب والإنجازات النوعية المتميزة التي سبقت بها العديد من النساء في العالم، في إطار المشروع النهضوي وبرامج التمكين السياسي واستراتيجية الخطط الموضوعة زمنياً، ، فباتت مصدر فخر واعتزاز لكل عراقي وعراقية، برزت شخصيات نسائية في مسؤوليات الدولة ولمعت أسماؤهنّ في المجتمع العراقي
ولابد من ذكر الدكتورة هدى مهدي عماش،، العالمة في الاحياء المجهرية، ولدت عام 1953، واكملت الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس الاعظمية عام 1971م، دخلت كلية العلوم في جامعة بغداد وتخرجت فيها بدرجة بكالوريوس علوم حياة عام 1975، وكانت من العشرة الأوائل على دفعتها. حصلت على بعثة علمية فسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتحقت بجامعة تكساس في دينتون فنالت شهادة الماجستير (احياء مجهرية) عام 1979 ثم انتقلت إلى جامعة ميسوري-كولومبيا وحصلت على شهادة الدكتوراه في الأحياء مجهرية في كانون الأول/ ديسمبر عام 1983، تدرجت في الألقاب العلمية من مدرس ثم استاذ مساعد بكلية العلوم بجامعة بغداد من 1983م– 1990م، وكلية صدام الطبية من عام 1990م-1992م ثم نالت مرتبة الاستاذية 1992م – 1993م، وعميدة لكلية التربية للبنات بجامعة بغداد 1993م -1995م وعميدة لكلية العلوم عام 1995م – 1997م ثم اختيرت عضوا عاملا في المجمع العلمي عام 1996م ورأٍست هيئة تحرير المجلة العراقية للأحياء المجهرية، ومجلة كلية التربية للبنات، والمجلة العراقية للعلوم، شاركت في مسؤوليات تنظيمية مهمة فهي عضوة في قيادة حزب البعث، اعتقلت الدكتورة هدى بعد اجتياح الجيش الأمريكي للعراق عام 2003، وأطلق سراحها بعد ثلاث سنوات من الاعتقال.
تواجدت النساء في المجلس الوطني العراقي خلال الفترة 1980-1995 حيث بلغ حجم العضوية 9 عضوة ومثلت سنة 1990 اعلى نسبة مشاركة اذ بلغت 13,2%من مجموع الاعضاء، اما في الدورة الخامسة للمجلس عام 2000 فقد بلغ عدد النساء 20 عضوا بنسبة 8%، اتاحت هذه التحوّلات للنساء اللواتي دخلن الساحة السياسية كناخبات أو كمندوبات للحركة في الانتخابات، أن يشققن طريقهن إلى مواقع صنع القرار..
بعد غزو الكويت عام 1990م، ومنذ الحصار الدولي الذي فرض على العراق، والذي أدى الى تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبدأ وضع المرأة يتأثر بالفعل حينما فرض المجتمع الدولي عقوبات على العراق، حيث تحملت خلال فترة التسعينات ظروف الصراع القاسية حيث فقدت بعض من المكتسبات التي ظلت لعقود طوال تناضل للحصول عليها، ومع ذلك كانت مضرب المثل في الالتزام والبطولة من أجل الدفاع عن قيم واخلاق مجتمعها ونموذجا مشرفا في النضال والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل رفعة الوطن وسيادته، وواكبت مسار التعمير والحصار واقتحمت مختلف الميادين، غير أن الاحتلال وتسلط الاحزاب الدينية الجاهلة، وغياب الامن والقانون وهيمنة العنف المسلح والعنف الطائفي وسيطرة الجماعات المسلحة، وصراع أصحاب النفوذ قادة الإسلام السياسي وتنافسهم للحصول على المال والسلطة، كل ذلك أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية لا سيما السياسية، حيث تراجع دور المرأة بشكل ملحوظ، عرض المرأة العراقية لمختلف الانتهاكات التي ارجعتها العهود المظلمة متناسية إنجازاتها، وأصبحت أكبر الخاسرين بعد أن نالت الفوضى كل العراق، وباتت الميليشيات الطائفية اليد الطولي في العراق، وبرزت التنظيمات المسلحة لداعش وغيرها في عدة مناطق، اي صورة مأساوية هي الصورة التي رسمتها المنظمات الارهابية بأعمالها الظلامية البربرية البدائية التي تستهدف المرأة، الام، والزوجة، والاخت، والابنة، والرضيعة ايضاً، ناهيك عن معاناتها النفسية والاقتصادية الناتجة عن فقدان الزوج والابن والأخ الذين قتلوا خلال فترة الاحتلال أمامها، وظلت سنوات طوال تعانى من الاعتداء عليها والسجن والتعذيب، طالت نساء من حملة الشهادات العليا العلمية والأكاديمية، والاعلاميات، والصحفيات، والتربويات وحتي الطالبات، كل ذلك من ممارسات، أعادت المرأة إلى الوراء وسلبت حقوقها، وكلما ارتفع مستوى الطائفية والاستبداد في المجتمع تقهقرت وضعية المرأة ومشاركته.
مئات الأسماء النسوية اللامعة، ممن تنحني لها أكبر القامات، هن من ساهمن بارتقاء المجتمع العراقي ورقيه، هناك ايقونات رائدات لامعات ساهمن في شتى نواحي الحياة العملية والاجتماعية والسياسية والفنية والرياضية والعلمية ومما يحز في النفس ان الكثير ممن سيتم ذكرهن، يعشن الان خارج البلد او توفوا منهن، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
في الجانب الطبي لمعت أسماء منهن: الدكتورة امنة صبري مراد المتخصصة في الامراض النسائية ومديرة مستشفى الحريري للأمراض النسائية، وبثينة توفيق النعيمي عام 1936، والتي كانت أوّل طبيبة عراقية أجرت عمليّة تحديد جنس الجنين،
الدكتورة سيرانوش الريحاني، ولدت في الموصل، أنهت تعليمها الابتدائي في الموصل ودخلت كلية الطب في جامعة بغداد عام 1945 وتخرّجت عام 1950، عملت كطبيبة نسائية وتوليد في المستشفى الجمهوري في الموصل بعد تخرّجها حتى العام 1961، انتقلت للعمل في بغداد كطبيبة اختصاص نسائية، تعتبر أول طبيبة عراقية مسيحية تتخرّج من جامعة بغداد. توفيت عام 2012 في أمريكا،
والدكتورة لحاظ الغزالي الأستاذة في علم الجينات و طب الأطفال، ولدت في عام 1948 درست في مدينة العمارة، والتحقت بكلية الطب (جامعة بغداد) وتخصصت بدراسة طب الأطفال، وفي عام 1976 غادرت العراق وحصلت على شهادات أعلى في طب الأطفال والجينات من جامعتي «أدنبره» و«ليدز» في المملكة المتحدة، التحقت الغزالي في العام 1990 للتدريس في (كلية الطب ) بجامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين، حيث نالت درجة الأستاذية، أسست أول مكاتب طبية في المنطقة لرصد وتسجيل وعلاج التشوهات الخَلقية، التي يكثر وجودها بسبب انتشار الزيجات بين القربى، لعبت دوراً قيادياً في تأسيس (المركز العربي لدراسة الجينوم) في دبي، ويعتبر من أكثر الاختصاصات الطبية في سرعة التطور، خصوصاً بعد التوصل الى رسم الخريطة الكاملة لتركيب الجينات عند الانسان (جينوم) في مطلع القرن الحادي والعشرين، وبذلك منحتها جامعة الإمارات جائزة الأداء المتميز في البحوث والخدمات الطبية عام 2003، وأثارت بحوثها المنشورة – التي يبلغ عددها 150 بحثاً صداً ايجابياً، فقد نشرت مجلة لانسيت الطبية المرموقة السيرة العلمية للدكتورة لحاظ في عام 2006، واعتبرت المجلة أن الغزالي مصدر مهم عن الأمراض الجينية في العالم العربي، حصلت على جائزة (لوريال اليونسكو) عام 2008 في علوم الجينات.
تعتبر البروفسورة لحاظ الغزالي من الرياديين في علم الجينات وبحوثه في المنطقة العربية. وقد عملت على نشر الوعي لأكثر من 17 عاماً بين شعوب الشرق الأوسط لا سيما في موضوع كثرة التزاوج بين الأقارب وعلاقة ذلك بظهور الأمراض الوراثية في المنطقة، وكذلك تمكنت من التعرف على كثير من الأمراض الوراثية الجينية، وساهمت في تحديد مواصفات أمراض وراثية عديده، وكذلك في التوعية بأهمية الفحص الجيني قبل الزواج باعتباره جزءاً من الوقاية من الأمراض الوراثية، كما كان لها السبق في تأسيس نظام تسجيل حالات التشوهات عند حديثي الولادة في الامارات العربية، وقد نالت بذلك عضوية (المركز الدولي للأمراض الجينية) في روما، وصفها احد الكتاب بانها(لا تشبه الوردة بل ان الوردة تشبهها) لرقتها وتواضعها.
كان بعض النساء متميزات في المجالات العلمية ومنهن أشهر المهندسات في العالم زها حديد التي رسمت مجدها بأيديها: المعمارية العبقرية، قدمت للتجربة الإبداعية العمرانية على كوكب الأرض نماذج زاهية فزها بها هذا الفن وازدهى، ثم إنها خاضت تحديات ريادية جساماً جعلت منها امرأة حديدية الإرادة بامتياز، تلك التي خرجت من أرض عراقية وفرضت وجودها على العالم أجمع، وُلدت زها في العاصمة العراقية بغداد سنة 1950، وهي ابنة السياسي والاقتصادي المعروف محمد حديد الذي شغل مناصب وزارية رفيعة، وحصلت على الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية ببيروت في1971، قبل أن تلتحق بالجمعية المعمارية في لندن وتنال منها إجازة عام 1977، وأصبحت لاحقا مدرسة في الجمعية، زها حديد، ابهرت العالم بتصاميمها، وتميزت أعمالها بالخيال والمثالية، باتجاه معماري يقع في إطار المدرسة التفكيكية أو التهديمية، وهو اتجاه ينطوي على تعقيد عال وهندسة غير منتظمة، كما أنها كانت تستخدم الحديد في تصاميمها بحيث يتحمل درجات كبيرة من أحمال الشد والضغط تمكنها من تنفيذ تشكيلات حرة وجريئة، حيث صممت زها حديد العديد من المباني في أوربا وأمريكا وآسيا، ومازال هناك العديد من المشاريع تحت التنفيذ، القاب عديدة وصفت بها هذه النابغة، فقد اُختيرت زها حديد من قبل مجلة "فوريس" الامريكية، كرابع أقوى امرأة في العالم في عام 2010، وصُنّفت كأقوى مهندسة في العالم وحصلت على العديد من الجوائز الرفيعة والألقاب الشرفية في فنون الهندسة المعمارية، وكانت أول امرأة تنال عام 2004 جائزة "بريتزكر" التي تعد بمثابة "نوبل" الهندسة المعمارية، باتت المهندسة العراقية البريطانية أول امرأة أيضا تنال الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية، بعد جان نوفيل وفرانك غيري وأوسكار، ونالت عام 2010 جائزة "ستيرلينغ" البريطانية، إحدى أهم الجوائز العالمية في مجال الهندسة، وهي أول امرأة تحصل على الميدالية الذهبية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016، عُيّنت سفيرة اليونسكو من أجل السلام لعام 2010.
نفذّت حديد أكثر من 950 مشروعاً في 44 دولة، كما شاركت في تصميم بعض أشهر البنايات في العالم مثل مركز الرياضات المائية الذي احتضن منافسات دورة الألعاب الأولمبية عام 2012 في لندن كما صممت بنايات في مدن عديدة منها مثل دار الأوبرا في كارديف، وفي برلين وهونغ كونغ، وصممت حديد أيضا جسرا في سرقسطة بإسبانيا ومتحفا في غلاسكو، ودار الأوبرا في غوانزهو وهوانجو في الصين، المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما، وجسر الشيخ زايد في أبو ظبي، ذلك المشروع اللافت والعملاق وبالأخص عندما تغمره تشكيلة الانوار مساءً، ومركز حيدر علييف الثقافي، في باكو الذي يُعتبر واحداً من أبرز مشاريعها وأكثرها شهرة، تُوفيت في 31 آذار/مارس عام 2016 عن عُمر ناهز ال 65 عامًا، إثر إصابتها بأزمة قلبية في إحدى مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة، قال المعماري الشهير بيتر كوك عنها "بالتأكيد فإن عملها متميز (…) وعلى مدى ثلاثة عقود الآن دخلت مجالات لم يجرؤ سوى القليل من الناس دخولها".
عرف العراق بكل مراحل نشوؤه شاعرات باسقات سجلت بعضهن ريادة على مستوى الإبداع الشعري ومنهم:
الشاعرة لميعة عباس عمارة، من أولى الشاعرات اللواتي شيدن قصيدة الأنوثة وأضأنها في خريطة الشعر العربي الحديث، وإحدى أعمدة الشعر المعاصر في العراق، ولدت لميعة عباس عمارة في بغداد عام 1929وجاء لقبها عمارة من مدينة العمارة حيث ولد والدها، بدأت لميعة عباس عمارة، كتابة الشعر في الثانية عشرة من العمر، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي الذي كان صديقاً لوالدها، ونشر لها أول قصيدة وهي في الرابعة عشر من عمرها، في دار المعلمين تزاملت مع كبار شعراء جيلها ومنهم بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي، اتسم شعرها بجرأة ورومانسية مرهفة، ولغة محكمة التراكيب والمفردات، فضلا عن عذوبة في الإلقاء، مما جعلها تحتل مكانة في خارطة الشعر العربي كإحدى أهم الشخصيات الشعرية النسوية، من دواوينها الشعرية: الزاوية الخالية – 1960، عودة الربيع – 1963، أغانى عشتار – 1969، يسمونه الحب – 1972، لو أنبأني العراف -1980، البعد الأخير- 1988، عراقية – 1990، توفيت في الولايات المتحدة الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة، عن عمر ناهز 92 عاماً، كتب عنها الكثيرون باعتبارها أفضل من جسّد الصوت الأنثوي الجريء من جيل الرواد، أمثال السيّاب والبياتي وبلند الحيدري ونازك الملائكة، وصفها الكاتب الفلسطيني سمير حاج بأنها: "النّورسة العراقية المهاجرة قسراً منذ عام 1978 بعيداً عن العراق المشغوفة به، والسّاكن في أحنائها وأشعارها، هي صوت الشعر العراقي المهاجر إلى أمريكا، المسكون بالوجع والحرقة والحنين، والعابق بحضارة بلاد الرافدين الممتدة في عمق الزمن"، وأضاف أن: "لميعة شيّدت قصيدة الأنوثة وأضاءتها، في خريطة الشعر العربيّ الحديث، واحتفت بثنائية الجسد والروح وأصبحت الأنا الشاعرة النرجسيّة الجريئة، تثور وتبوح بالمسكوت عنه، متماهية مع كاليبسو الجميلة التي اشتهت أوديسيوس جهراً: «أحتاج إليك حبيبي الليلة / فالليلة روحي فرس وحشية/ أوراق البردى، الشاعرة مقبولة الحلي، ولدت عام 1929ميلادي، اكملت دراستها الابتدائية والثانوية في بغداد، والتحقت بكلية الملكة عالية فرع اللغة العربية، وتخرجت عام 1953، النشأة الأدبية لها كانت بتأثير والدها و من ثم من اخواتها اللاتي يكبرنها سناْ انتظمت في كلية الملكة عالية ببغداد و تخرجت فيها سنة 1953 ميلادي ثم عينت مدرسة للغة العربية في ديالى في متوسطة المقدادية مدة ثلاث سنين و عادت بعدها للتدريس في بغداد في ثانوية الحريري للبنات و من بعدها شغلت المسجلة العامة في كلية العلوم، قدمت شعراً صافياً صادقاً، فهي لم تكن صدى لأي شاعر فهي (نحلة) تنقلت بين زهور الشعر و(امتصت) من (رحيقه) فأنتجت لنا (عسلا) بمذاق خاص بها، الشاعرة مقبولة صوت نسوي وطني وما يزيد هذا الصوت النسوي الوطني أهمية هو شحة الشعر النسوي الوطني آنذاك، قالت في قصيدة (تحية بغداد) :
قفي وانظري بغداد طيف الركائــب... قفي واسمعي لحن الأحبة منشدا
توفت عام 1979، والشاعرة امال عبد القادر صالح الزهاوي، ولدت في بغداد سنة 1946، تخرجت من قسم اللغة العربية في كلية الآداب، نشرت آثارها في مختلف المجلات العربية وبدأت تجربتها في الستينيات، توفت في 13 شباط 2015 ،
و الشاعرة ساجدة الموسوي، من مواليد بغداد سنة 1950، تعتبر من رائدات العمل النسوي في العراق والوطن العربي المعروفة في الأوساط الأدبية بـ"نخلة العراق"، الشاعرة تحب الكتابة على القوالب الملتزمة بالموسيقى الشعرية ، اصدرت العديد من الأعمال الشعرية والادبية ومنها (17 ديواناً شعرياً وهي ( طفلة النخل ـ هوى النخل ـ الطلع ـ عند نبع القمر ـ البابليات ـ السُّرى لسُهيل ـ قمرٌ فوق جسر المعلق ـ شهقات ـ هديل اليمام ـ تباريح سومرية ـ ويبقى العراق ـ بكيت العراق ـ جزر الأقحوان ـ حبات كرستال ـ قل للغريبة يا خليج ـ ديوان رسائل إلى سكان الأرض باللغة الإنكليزية - أنا من رأى )، والدكتورة باكيزة أمين خاكي (1931 ) والشاعرة زهور دكسن (1933- )، والشاعرة شفيقة علي حسين (1940- ) والشاعرة مي مظفر (1940- )،
والشاعرة ميسون نعيم الرومي، كتبت الكثير من المقالات والأشعار منها منشور على صفحات المجلات والجرائد، صدر لها في السويد دبوان للشعر الفصيح في السويد بعنوان (لا ترحل)، سيصدر لها ديوان لمختارات من الشعر الشعبي: السياسي، الغزل، الغنائي، اشعار متنوعة، الدارمي، والرثاء، عنوانه "عيني بغداد السلام"، الدكتورة بشرى البستاني، تولدت في الموصل عام 1949، عملت أستاذة للأدب والنقد في كلية الآداب / جامعة الموصل، شاركت البستاني خلال مشوارها العلمي والثقافي في أعمال أكثر من خمسين مؤتمرا علميا في الجامعات العراقية والعربية وأكثر من خمسين مؤتمرا ثقافيا وإبداعيا عراقيا وعربيا وعالمية، صدر لها تسع مجموعات شعرية في بيروت ودمشق وبغداد: (ما بعد الحزن)، بيروت، النهضة 1973، (الاغنية والسكين)، بغداد، 1975، (أنا والاسوار)، جامعة الموصل، 1977، (زهر الحدائق)، بغداد 1983، (أقبّل كف العراق)، بغداد 1988، (البحر يصطاد الضفاف)، بغداد 2000 ، (مكابدات الشجر)، بغداد 2002 ، (ما تركته الريح)، دمشق 2002، (مائدة الخمر تدور)، دار دجلة، الموصل 2004 ، كما
صدر لها كتابان نقديان في عمان والجزائر هما: (دراسات في شعر المرأة العربية) و(تحليل النص الشعري).
في مجال الكتابة والصحافة والشعر برزت: الكاتبة والروائية ناصرة عبد العزيز السعدون، المولودة في محافظة واسط جنوب العراق في يونيو/حزيران 1946، حصلت على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بغداد عام 1966، والدبلوم العالي في الأدب الفرنسي عام 1970 من جامعة بواتيه، عملت في العديد من الوظائف الحكومية من بينها مدير عام دار الكتب والوثائق بوزارة الثقافة والأعلام العراقية، رئيس تحرير جريدة بغداد أوبزرفر باللغة الإنكليزية، فكانت روايتها الأولى "لو دامت الأفياء" التي تحكي فيها عشقها لبغداد وأزقتها وأجوائها الحنينة، لها رواية "دوامة الرحيل" فازت، بجائزة كتارا للرواية العربية في الدورة الأولى لعام 2015 ، توفيت يوم 24 / 4 / 2020،
والكاتبة والناشطة هيفاء زنكنة، المولدة في كركوك عام 1950، تخرجت من جامعة بغداد كلية الصيدلة عام 1974، نشر لها ثلاث روايات وأربع مجموعات قصص قصيرة، من بين كتبها الأخرى: "مدينة الأرامل": سردية امرأة عراقية عن الحرب والمقاومة "الحلم ببغداد" و "الجلاد في المرآة"، مع رامزي كلارك وتوماس إرليخ ريفير. وهي عضو مؤسس في الرابطة الدولية للدراسات العراقية المعاصرة، عملت مستشارة لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول نهوض المرأة في العالم العربي (2005) وكمستشارة للإسكوا (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا) ساهمت في تقرير "التكامل العربي"، تُنشر كتاباتها في الصحافة والدوريات العربية والغربية، من بينها الغارديان والاهرام الأسبوعية، وتكتب الرأي الأسبوعي في صحيفة " القدس العربي"، كما تحاضر، بانتظام، حول الثقافة العراقية وقضايا المرأة، والكاتبة انعام كججي المولودة في بغداد عام 1952، درست الصحافة في جامعة بغداد، وعملت في الصحافة والإذاعة العراقية قبل أن تنتقل إلى باريس لإكمال الدكتوراه في جامعة السوربون. تعملُ حاليًا مراسلة لصحيفة الشرق الأوسط في باريس ومجلة كل الأسرة في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، نشرت إنعام كجه جي كتابا في السيرة بعنوان "لورنا" عن المراسلة البريطانية لورنا هيلز التي كانت متزوجة من النحات والرسام العراقي الرائد جواد سليم، كما نشرت كتابا بالفرنسية عن الأدب الذي كتبته العراقيات في سنوات المحنة والحروب، في عام 2004 أعدت وأخرجت فيلماً وثائقياً عن الدكتورة نزيهة الدليمي، أول امرأة أصبحت وزيرة في بلد عربي، عام 1959، لها من الروايات "سواقي القلوب" (2005) و"الحفيدة الأميركية" (2008) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 وصدرت بالإنجليزية والفرنسية والصينية، و"طشّاري" التي وصلت إلى القائمة القصيرة عام 2014 وصدرت بالفرنسية، ديزي الأمير ابنة البصرة التي ولدت فيها (1935) والدها هو الطبيب ميرزا الأمير ووالدتها لبنانية، درست في جامعة كامبريدج الراقية،، وقد عايشت تجارب بدر شاكر السياب ولميعة عباس عمارة، عملت ديزي الامير فور تخرجها مدرسة في البصرة وبغداد قبل أن تنتقل للعمل في السلك الثقافي الدبلوماسي في بيروت حيث اشتهرت في أوساطها الثقافية كقاصة مبدعة كتبت كثيرا عن معاناة المرأة وصراعها الدائم لإثبات حقها الاجتماعي والسياسي، وعن النساء المعنفات والضائعات وعن المقاومات للنزعة التسلطية عن الجنس الآخر بأسلوب يميل الى الهدوء والسخرية من الواقع المرير، اصدرت ديزي الأمير العديد من الكتب منها: قائمة الانتظار: حكاية امرأة عراقية في الغربة، ثم تعود الموجة، جراحة لتجميل الزمن، في دوامة الحب والكراهية، وعود للبيع، وسواها، رحلت ذو الابتسامة الرقيقة العذبة، بصمت في في هيوستن في الولايات المتحدة الامريكية عام 2018، لطفية الدليمي كاتبة وصحفية، المولودة في بهرز في السابع من شهر آذار عام 1939، حاصلة على شهادة "آداب في اللغة العربية" وتعتبر من أكبر المدافعات عن حقوق المرأة في العراق، عملت محررة للقصة في مجلة الطليعة الادبية - عملت مديرة تحرير مجلة الثقافة الاجنبية - كتبت على مدى سنوات اعمدة صحفية في الصفحات الثقافية للصحف العراقية - نشرت قصصها ومقالاتها في معظم الصحف والمجلات الثقافية العراقية والعربية في مصر، أصدرت مر إلى احزان الرجال - قصص - بغداد – 1970، البشارة- قصص-بغداد – 1970، التمثال – قصص – بغداد - 1977، إذا كنت تحب - قصص- بغداد – 1980، عالم النساء الوحيدات - رواية وقصص – بغداد – 1986، بذور النار -رواية، من يرث الفردوس- رواية، والدكتورة سلوى زكو (1934)، والسيدة سلام خياط (1934)، والسيدة سهيلة داود سلمان (1937)، والسيدة سالمة صالح (1942)، والسيدة ابتسام عبد الله (1945)، والسيدة بثينة الناصري (1947)، والسيدة ندى طلال ناجي شوكت(1952) والسيدة ميسلون هادي (1954)، والسيدة رجاء الجبوري (1950)، والسيدة أسماء محمد مصطفى، والسيدة ازهار سلمان (1957)، والسيدة إرادة الجبوري (1966)،
اطوار بهجت، ولدت عام 1976 في سامراء، خريجة قسم اللغة العربية، في كلية الآداب بجامعة بغداد، وتخرجت في عام 1998، وبدأت عملها في مجلة ألف باء وجريدة الجمهورية في قسمها الثقافي بالتحديد، مارست كتابة الشعر، لها ديوان شعري بعنوان «غوايات البنفسج» ورواية وحيدة هي عزاء أبيض، عملت في عدد من الصحف والمجلات، والقنوات التلفزيونية مراسلة في بلدها العراق، مثل قناة العراق الفضائية وقناة الجزيرة القطرية وأخيرا في قناة العربية، تم اغتيالها في أثناء تغطيتها الإعلامية لتفجير استهدف ضريح الإماميين العسكريين في مدينة سامراء، بتاريخ 22 شباط عام 2006م.
في المجال الغنائي نستعيد سير أهم المغنيات العراقيات، لأنّ أصواتهن وقدراتهن الغنائية ومواهبهن لا تزال جديرة بأن تبقى حيّة عند عشاق الغناء:
وحيدة خليل (1914 – 1995) اشتهرت بقدرتها على أداء الكثير من الأطوار الغنائية العراقية، خاصةً الريفية منها، مثل: حياوي، والمستطيل، والدشت، والعنسي، والسويحلي، والنايل، والبستة، والغافلي، وغيرها، بدأت الغناء في الإذاعة والتلفاز، واشتهرت منذ ذلك الوقت بـ "أميرة الغناء الريفي". وبصوتها الشجي، قدّمت خليل عددًا من الأغاني المميزة، منها: " لا هو جرح ويطيب"، و"امس واليوم، و"يا يمه ذاك هواي"، وغيرها من الأغاني التي لحنها لها كبار الملحنين العراقيين، مثل عباس جميل، و جميل بشير، وروحي الخماش،
لميعة توفيق، (1937 – 1992)، دخلت عالم الغناء منتصف أربعينيات القرن الماضي، وغنّت لأول مرة في ملاهي بغداد، قبل أن تنتقل عام 1953 إلى الغناء في الإذاعة، حيث قدّمت أغنيتها الشهيرة "هذا الحلو كاتني يا عمة" ومنها باتجاه التلفزيون عام 1956، تُعتبر الفنانة الراحلة من أشهر الفنانين الذين قاموا بغناء أطوار الغناء الريفي العراقي، مثل: الأبوذية، والسويحلي، والنايل، إلى جانب "الهجع"، اشهر اغانيها:"شفته وبالعجل حبيت والله"، و" نيشان الخطوبة"، و" جينا نشوفكم"، و" يمة انطيني الدربين"،
أحلام وهبي فراشة الغناء العراقي، تولدت في البصرة عام 1938، امتازت بصوت مميز، فصوتها جميل مليء بالفرح من اجل البهجة والمتعة، تعيد البهجة للأغنية البغدادية، لذلك أحبها الناس، كانت انطلاقتها في عام 1958 من خلال اغنية "عشاق العيون"، عميد الغناء العراقي عباس جميل لحّن لها الأجمل من الأغنيات البغدادية، ، مثلما كانت ألحان ناظم نعيم ورضا علي وياسين الراوي ومحمد نوشي، واحمد خليل، و من اشهر اغانيها (سبعة ايام من عمري حلالي، هلهلي بلة ياسمرة، عشاگ العيون وهاي من الله قسمتي).. واغنيات اخرى، كما شاركت بتمثيل بعض الافلام في العراق و مصر، توفت في تموز عام 1920،
مائدة نزهت المشهورة بلقب "أم الفستان الأحمر" نسبة لإحدى أغانيها.، تولدت عام 1937 في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، واشتهرت باسمها الفني اللامع "مائدة نزهت" وتزوجت الملحن المعروف وديع خوندة والذي اشتهر وعرف باسمه الفني "سمير بغدادي"، مثلت العديد من ألوان الغناء الأصيل، وارتبطت بأسماء ملحنين كبار كالموسيقار والملحن العراقي العملاق طالب القره غولي وأحمد الخليل وكوكب حمزة وآخرين، قدمت مجموعة من روائع الأغاني التي امتزجت فيها روح العاطفة بالأمل والتفاؤل، ومن أبرز أغانيها المشهورة "أم الفستان الأحمر، للناصرية، توبن اكولن، الروح محتاره والدمع يجاره، حمد يا حمود، كلهم يكولون، وكل الناس تهواه، يلا نقوم بحيي الليل، دور بينه يا عشك دويرة، الليلة حنتهم، دولبني الوكت، سنبل الديرة، حاصدوه، كلما أمر على الدرب، وتاليها وياك" ، اعتزلت الغناء وغادرت العراق بعد الغزو الأمريكي، توفت في 18 أيلول عام 2018 في الأردن،
هيفاء حسين، تولدت بمدينة السياب والفراهيدي وابو الحسن البصري، استطاعت أن تجلب أنظار الملحنين امثال ناظم نعيم ومحمد نوشي ورضا علي إضافة لخزعل مهدي، تعد أغنيتها رسالة للولف مني لوديه انطلاق صوتها نحو الشهرة ومن اعمالها الغنائية التي نتذكرها (حسبه اجتي وحسبه توديني) وهي من كلمات الشاعر محمد هادي والحان ناظم نعيم ولها تعاون لأكثر من أغنية مع الراحل ناظم نعيم كأغاني دكَة كَلبي للشاعر حسين ترجمان وطير السعد لنفس الشاعر وأمونه يا أمونه لنفس الشاعر، اختفت هيفاء حسين عن الاضواء منذ عقد السبعينات،
انوار عبد الوهاب، تولدت في مدينة الناصرية جنوب العراق في الخمسينات من القرن العشرين، رغم أغانيها القليلة نسبيا إلا أنها تعتبر من أفضل المطربات العراقيات أغانيها دخلت الوجدان العراقي لتصبح جزءاً من الذاكرة العراقية، اشتهرت ضمن جيل الاغنية السبعيني وكانت الانظار تتجه إلى ان تتوج انوار عبد الوهاب كاميرة المطربات العراقيات وتحمل امجاد الجيل الذهبي الذي مثلته سليمه مراد وزهور حسين ووحيدة خليل وعفيفه اسكندر واخريات إلا أن عمرها الفني كان قصيراً، الا انها تعيش في قلوب محبي الطرب الاصيل بأغاني خالدة مثل عد وانه اعد ودادا حسن وكصيت المودة لحن لها اشهر الملحين العراقيين اولهم محد جواد أموري وجعفر حسن الذي لحن لها قصيدة (اغضب) للشاعر (نزار قباني) التي لم ترى النور،
سيتا هاكوبيان، المولودة بمنطقة الجنينة بالبصرة في 28 يوليو 1950، أحد الأصوات الغنائية العذبة، إلى درجة أنها لقبت بـ«فيروز العراق»، قدمت العديد من الأغنيات من تلحين ثلة من أبرز ملحني العراق آنذاك مثل طارق الشبلي وخالد إبراهيم وكنعان وصفي وفاروق هلال، كما لحن لها في تلك الفترة إلياس الرحباني والملحن اليمني أحمد قاسم، غنت سيتا هاغوبيان نحو 45 أغنية متنوعة، منها أغنيتان باللغة الكردية، ودويتوين مع سعدون جابر، وأغنيتان لبغداد. ونشيد لفلسطين (كفاني أموت على أرضها لفدوى طوقان)، ونشيد لسوريا (حارس الهوى لسليمان العيسى). ومن أشهر أغانيها: «غني شقد ما تقدر غني»، «جنت وأنت صغيرون»، «بهيدة»، «ما أندل دلوني»، «قلبي خلص والروح»، «ويلي ويلي»، «ليل السهر»، «الولد الولد» و«شوقي خذاني»، وسليمة خضير وفريدة والنجمة الصاعدة ابنة عملاق الغناء رياض احمد "رحمة رياض"
وتقف أمام قلمي برفعة وألق رفيع في سماء الفن والموسيقى اسم پياتريس أوهانسيان، المولودة في بغداد عام 1927، ضمن عائلة أرمنية ثلاثة من افرادها يمارسون الموسيقى عزفا، سكَنت منطقة { المْرَبْعَة} التي كانت من محلاّت بغداد الشهيرة؛ عاشت بياتريس منذ طفولتها بين تلميذات مدرسة الراهبات في محلة { رأس القرية} القريبة من {عقد النصارى، عقد الكنائس}، حيث وجدت ضالَّتَها لتعلُّم الموسيقى بدراسة العزف على البيانو، درست الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد، حصلت على بعثة دراسية في الأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى في لندن، فنالت شهادة التخرج وجائزة فردريك وسترليك، وعادت للعراق لتواصل التدريس والعزف مع مختلف المجموعات الفنية في المعهد، وحصلت فيما بعد على منحة فولبرايت لمواصلة دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية، في مدرسة "جوليارد" في نيويورك، شاركت الفرقة السمفونية الوطنية العراقية كعازفة منفردة، في حفلاتها على صالات بغداد وعدد من محافظات العراق الأخرى، وكذلك في جولات الفرقة للخارج، كما قدمت لها الفرقة عدداً من مؤلفاتها الموسيقية فترة التسعينات، جرى تكريمها في مناسبات عديدة، بجوائز تقديرية متميزة من أهمِّها آلة بيانو "كونسيرت ستين وي " التي مُنحت لها عند تكريم الفنانين العراقيين في الثمانينات، عام 1996 هاجرت العراق متوجهة إلى مدينة هاليفاكس بولاية مينيسوتا الأميركية مع شقيقتها سيتا لتصبح فيما بعد عازفة البيانو مع أوركسترا مينيابولس السمفونية، توفت في أواسط تموز عام 2008 في الولايات المتحدة الامريكية، كما برزت في ميدان الموسيقى والبحث الموسيقي: شهرزاد قاسم حسن، وآمال إبراهيم محمد.
وهناك أسماء فنية نسائية تركت بصماتها على ما أنتجته من إبداع فني مرموق في الرسم والفن التشكيلي والنحت والكرافيك فقد برزت كل من:
الفنانة مديحة عمر التشكيلية المعروفة بدمج فن الخط مع الفن التشكيلي، كانت تنتزع الحرف من وظيفته اللغوية لتضعه في خدمة وظيفة جمالية، يقول الفنان شاكر آل سعيد “أسهمت السيدة مديحة عمر منذ الأربعينات في البحث عن الحرف العربي عبر الفن التشكيلي متوخية الكشف عن طاقاته الإبداعية كبعد واحد وكرمز حياتي. خاصة في استعمال الحرف الكوفي. ومن هنا تبرز أهميتها في البحث حيث تعود إلى كونها من الرواد الأوائل لوضع الحرف في محله الملائم كأحد عناصر الإبداع للفكر المعاصر”، توفت عام 2005،
الفنانة وداد الاورفلي، ولدت في بغداد سنة 1929، ودرست الفن والخدمة الاجتماعية في الجونير كوليج في بيروت، وتركت في السنة الرابعة واكملت الدراسة في كلية الملكة عالية، وتخرجت بدرجة اولى قسم الخدمة الاجتماعية، الاورفلي جمعت صفات نادرة وصارت أيقونة في تأريخ العراق، انها الوطنية عاشقة بغداد، الرسامة التي انفردت بفن لا مثيل له والشاعرة والعازفة على البيانو والعود، لها قصيدة عن بغداد تحدثت عن روحها المتعلقة بهذه المدينة العظيمة، تطغى البيئة البغدادية على لوحات الرسامة العراقية وداد الأورفة لي التي تتميز بأسلوب خاص يشعر المشاهد معه كما لو أنه جالس في بغداد يقرأ إحدى قصص ألف ليلة وليلة، القبب اللازوردية التي تترامى حتى الافق المصبغ بالشمس الغاربة، والنخيل والاهلة وزخارف زينت حيات الالاف والملايين من المفعمين بالأمل والرافضين التخلي عن الايمان بالمستقبل..، هي أول من أفتتح قاعة خاصة في عام 1983، وهي قاعة الأورفلي للفنون، اصبح ذلك صرحا احتضن كافه أنواع الفنون، وكان منار للفن وقِبلة يجتمع فيها كل عشاق ومريدي الفن بأنواعه وملتقى النخب الراقية، والفنانة حياة جميل حافظ، الانطباعية المتمسكة بالطبيعة تجربة وممارسة، إضافة إلى ولوجها شبكة الازهار والأشجار بحميمية مطلقة والتصاق مدهش وعميق، صدر في بغداد عام 2016، كتاب توثيقي بعنوان (حياة جميل حافظ .. الطبيعة والضوء واللون)، للكاتب والفنان علي إبراهيم الدليمي، الذي احتوى على (250) صفحة من القطع الكبير، متضمناً أغلب وأبرز ما كتب عن مسيرة الفنانة حياة وتجاربها في الصحف والمجلات، معززة بالصور الفوتوغرافية.. والوثائق المنشورة.. وشذرات من بعض الذكريات لزملائها الذين عاصروها، فضلاً عن ضم أكثر من (164) لوحة تنوعت ما بين انطباعياتها.. وزهورها المتميزة، التي رسمتها بالألوان المائية على مدى مسيرتها الفنية الطويلة والفنانة نادرة عزوز، ولدت الفنانة نادرة عزوز في الموصل عام 1927، بدأت الرسم منذ نعومة اظفارها حيث بانت عليها مهارته وهي بعد في المدرسة الابتدائية، درست الفن في معهد الفنون الجميلة في بغداد وتخرجت عام 1949، أكملت دراساتها للفن في المدرسة المركزية للفنون في لندن (1957-60) حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الرسم، درست فن الحياة الصامتة والرسم الحر في جامعة كامبريدج في بريطانيا، تعتبر من رائدات الفن التجريدي منذ خمسينات القرن المنصرم، أقامت أول معرض شخصي لها في بغداد عام 1971، ما يميز نادرة عن أقرانها الفنانين، هو اللمسة الأنثوية في عملها، توفت في لندن عام 2020،
والفنانة بهيجة الحكيم، ولدت عام 1937 أكملت دراستها في ثانوية العظمية عام 1952, وتخرجت من كلية الملكة عالية/ فرع الفن عام 1957، قامت بتدريس الفن في عدد من مدارس كربلاء ومنها دار المعلمات والفنون البيتية وثانوية الوحدة ومعهد المعلمات في بغداد الكرخ وفي ثانوية الخنساء في البصرة، وذلك من عام 1957 إلى عام 1981، وأصبحت مديرة لمتحف الفنانين الرواد – بغداد منذ عام 1982 إلى عام 1994، اشتهرت برسوم الطبيعة والورود والأزهار والرياحين وتميزت لوحاتها بالتماثيل والتشابه وبزخرفية عالية تسمح للفضاء أن يتنفس في حدائقها الغناء، فتمحورت لوحاتها وتفردت بالألوان من تلك الأزهار التي زينت مرة بالفضة ومرة أخرى بالذهب وبألوان عدة تبهج النفس قبل التمعن بها، هاجرت إلى عمان هربا من الأوضاع الأمنية التي مرت بالبلاد، وخاصة في السنوات التي تلت عام 2003 وبعد صراع مع المرض استمر ثمانية أشهر، إثر إصابتها بجلطة دماغية أدت إلى شلل حركي ما أدى إلى وفاتها،
والفنانة سعاد العطار، ولدت في بغداد عام 1942، لها أعمال في مجموعات خاصة وعامة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المتحف البريطاني و مجموعة غولبينكيان، تتأصل لوحات سعاد العطار في التراث العراقي، حيث تستلهم من ماضيه الغني والتقاليد العريقة ومشاهد الحياة القروية، وتُعرف الفنانة بلوحاتها التي تُصوّر المعاناة والمحن التي تجرعها العراق مسقط رأسها. شاركت أعمال العطار في فعاليات بينالي الدولية، وحازت على جوائز في القاهرة والبرازيل ومالطا ولندن،
والفنانة ليلى العطار، ولدت في بغداد عام 1944، فنانة تشكيلية عملت مديرة للمتحف الوطني للفن الحديث ومديراً عاماً لدائرة الفنون ومديرة مركز صدام للفنون وقاعة بغداد، وكانت عضو في نقابة وجمعية الفنانين العراقيين، أقامت خمسة معارض شخصية داخل العراق وشاركت في عدة معارض بالخارج من ضمنها معرض بينالي القاهرة عام 1984م، وفازت بجائزة الشراع، استشهدت مع زوجها بشكل مأساوي بعد هجوم صاروخي امريكي على منزلها في عام 1993،
والفنانة بتول توفيق الفكيكي، ولدت عام في 1940ابي صخير، وترعرعت في الأعظمية ببغداد، دخلت كلية الفنون وتخرجت عام 1963، عملت لسنوات في مجال تعليم الفن في المدارس، ومن ثم انتقلت إلى العمل خبيرة في دار الأزياء العراقية، عام 1992 غادرت الى إنكلترا، اقامت عددا من المعارض الشخصية ما بين لندن وبغداد وعمان، وبالرغم من أنها تعتبر فنانة مقلّة في إنتاجها فإنها قامت برسم عدد من الجداريات داخل مؤسسات عامة، قد بنت الفكيكي تجربتها على أساس أن تكون المرأة هي القضية غير أنها اكتشفت مع الوقت أن ذلك لا يكفي لكي يعبر الرسم عن كفاءته فانتقلت إلى فضاء الجسد الذي أدهشتها أسئلته الوجودية فصارت تتماهى معها بحيث نسجت منها صورة عالمها التي استطاعت أن تبتكر من خلالها أسئلتها الخاصة بالجسد الذي يومئ ولا يبوح، الفكيكي رسامة نضرة، حيوية رسومها تُسعد النظر بقدر ما تُربك العقل، والفنانة مهين عبد الحسين مهدي الصراف، من مواليد عام 1936 في مدينة كربلاء أحبت الرسم منذ الطفولة، درست الرسم في الاكاديمية الفنون الجميلة، اول معرض اقامته الصراف كان في الكويت ولاقى نجاحا كبيرا، بعدها توالت معارضها حيث اقامت 27 معرضاً في دول عربية واجنبية بالإضافة الى معارض فنية داخل العراق، بعض من وحاتها تميزت بأسلوبها الواقعي وبألوانها الزاهية المتفائلة، استعرضت فيها جمال الطبيعة في العراق من شماله الى جنوبه، بالإضافة الى مشاهد للموروث الحضاري والشعبي العراقي، فضلاً عن حضور المرأة بكل حالاتها ، غادرت الى إنكلترا بعد الاحتلال عام 2003 والفنانة سميرة عبد الوهاب، ولدت في بغداد عام 1944، درست وتخرجت من جامعة بغداد كلية الإدارة والاقتصاد ، ثم تخرجت من معهد الفنون الجميلة، أقامت معارض في اليونان وتونس والقاهرة وباريس وايطاليا وجيكوسلوفاكيا، وواصلت في السويد جلسات صالونها الثقافي الذي دأبت عليه منذ عقود في العراق، والفنانة رؤى البازركان، إعلامية وكاتبة ورسامة، تخرجت من معهد الفنون، رسوماتها نسائية هنّ تعابير عن لحظات الحياة المليئة بكل ما هو جميل وملوّن وسعيد، فالعين تبحث عن رؤى سعيدة تبدّد القلق والألم، كل لوحة تحدثت للمرأة ودخلت اعماقها ولامست أنينها ووجعها، وكانت مرآة انعكاسها، والفنانة سهام حسن الشكرة، التي ولدت في بغداد منطقة الحيدر خانة عام 1938، درست الفن في كلية ريجنت بوليتكنيك (رسم ، نحت)، تعلمت فن المينا وشاركت بعدة معارض في بغداد ودول اوروبية و درست فن الصياغة في لندن، صممت شعار الجمهورية العراقية عام 1963، نفذت احسن عمل لها هو تنفيذ باب لاحد القصور الرئاسية، والفنانة سهام السعودي، ولدت الفنانة سهام السعودي ( خزافة العراق) في بغداد عام 1941وبدأت رحلة حلمها في بيت يشغله الفن، بشكل او باخر، و تهتم به ....و عبرت في مدارج حلمها، حتى بلغت قسم السيراميك في كاديمية الفنون الجميلة ....لتتخرج بشهادة بكالوريوس عام 1967، تدربت في إيطاليا،، تخصصت السعودي بفن الجداريات باحجام مختلفة، جمعت فيها اصالة الحياة البغدادية بالوانها الطبيعية وابعادها القومية من الحرف العربي الاصيل واللمسات الفنية المستمدة من تراثنا العريق، اشتركت في عارض كثيرة داخل وخارج العراق، توفيت بسبب تعرضها لأزمة ربو في 18/2/1994، الفنانة ساجدة المشايخي، ولدت في بغداد، تخرجت في كلية الملكة عالية ببغداد، وحصلت على بكالوريوس في الفن التشكيلي، عملت مدّرسة في معهد الفنون الجميلة ببغداد، تتمحور لوحاتها حول المرأة العراقية التي تعاني جّراء الحروب التي اجتاحت بلدها، لذا تصور في لوحاتها المرأَة العراقية في طقوس العزاء والمواساة؛ دون أن تغفل تناول سيرة حياتها اليومية، ففي لوحاتها قارئات فنجان وكّف وبائعات وحكايات وزائرات.. إنهن بطلات أعمالها الفنية، ومصدر ثيباتها الذي لا ينضب، فإلى جانب المرأة هنالك نخيل العراق والقباب والشناشيل والحارات البغدادية الموصلية، تلك الملامح البيئية تتحدد في المنظومة الصياغية والتشكيلية والإشارات الحاملة لخطاب الفنانة الفني، والفنانة خلود فرحان سيف، اول نحاتة عراقية، ولدت عام 1949، اسلوبها يكشف عن مشترك لجوهر واحد، اذ تتميز القطع النحتية المنفذة بالخشب والحجر بالاختزال وكانها تشكل مادة بصرية اضافية وحركة داخلية تضاف الى حركة الشكل العام، كما انها تتسم بالميل الشديد في حيوية الالتواءات الدينامية الحارة، ندخل في اعمالها وكأننا امام اعمال ادبية شعرية مختزلة، نلامسها من طبيعة المادة، حيث كل عمل هو رحلة استنطاق لمادة الحجر او الخشب او المعدن، وجوه واجساد طقوسية تعبر عن رؤيا خاصة تتصل بقوى الطبيعة وما وراء الطبيعة لتسكن الفضاء بأبعادها الثلاثة، تتعايش بأساليب متناغمة ومنسجمة.
هناك من النساء اللواتي تبوئن اسمى درجات الثقافة وحملن من بعدها لواء التربية والتعليم، وتركن بصمة كبيرة على المجتمع العراقي: برزت ناجية غافل مران المراني، تولدت عام 1918 في العمارة، اكملت الابتدائية في ميسان واكملت دار المعلمات في بغداد سنة 1935، انخرطت في سلك التعليم بين مدن وقصبات الجنوب وبغداد بين معلمة ومديرة مدرسة ولمدة سبع وعشرين عام، حصلت على شهادة البكالوريوس في الادب الإنكليزي بدرجة جيد جدا من كلية الآداب بغداد سنة 1969، التحقت بالجامعة الامريكية في بيروت عام 1970 ،
وحصلت على درجة الماجستير ادب الإنكليزي بامتياز، نشرت الكثير من البحوث والدراسات والأشعار في العديد من الصحف والمجلات مثل (المورد)و(التراث الشعبي)و(الثقافة الأجنبية)و(الآداب اللبنانية)و(العربي الكويتية)، والفت الكثير واهمها: مفاهيم صابئية مندائية 1982( احد افضل الكتب التي كتبت عن ديانة الصابئة، يقدم الكتاب القيم هذا شرح عن ديانة الصابئين ومعتقداتهم وطقوسهم ولغتهم، ويقدم نبذة عن تاريخهم، الكتاب مفيد جداً للباحثين بالشأن الصابئي) ، توفيت في 30 / 11 / 2011 في سوريا، والسيدة زاهدة بابان مديرة ثانوية الراهبات للبنات والسيدة لميعة الاورفلي مديرة الاعدادية الشرقية للبنات، والسيدة وديدة امين عبد الغفور وكانت مديرة لاثنتين من اهم المدارس في العراق وهما ثانوية الحريري ، ثم مديرة لمتوسطة الحريري وبعدها ثانوية الاعظمية، والسيدة وداد رشيد عالي الكيلاني المربية ا ومؤسسة مدارس مايس الاهليه الابتدائية المختلطة و التي كانت المديره الاولى فيها والتي كانت واحده من اشهر المدارس الاهليه عند تأسيسها بالنصف الاخير من ستينات القرن الماضي، والسيدة مامير جان مديرة مدرسة الراهبات، ، والسيدة هند حميد رأفت مديرة مدرسة الحريري النموذجية، والسيدة امل الشربتي مديرة ثانوية الحريري للبنات في الاعظمية، والسيدة ذلفاء الونداوي مديرة اعدادية التجارة المركزية للبنات في الوزيرية وقد تولت ايضا لفترة رئاسة الهيئة الادارية لنادي العلوية، والسيدة بثينة جميل الاعظمي مديرة اعدادية الكاظمية.
في مجال القضاء كشفت لنا المصادر أسماء كانَ لهن الريادة على مستوى الأداء منهن: والقاضية سعاد عبدالوهاب الدباغ (1949)والقاضية ورجاء الجبوري عام (1950)، والقاضية ساجدة محمد محمود الكبيسي ( 195)، والقاضية رفيدة مزاحم عبد الواحد الشابندر ( 1952).
وفي مجال البيئة برزت الدكتورة سعاد العزاوي، والدكتورة ريام ناجي.
وفي مجال الفلك برزت العالمة الدكتورة مي عارف قفطان، نظرا لتفوقها الدراسي مما أهلها الحصول على منحة دراسية من المملكة العراقية لتكون أول فتاة عراقية تصل إلى بريطانيا لدراسة الفيزياء في جامعة مانشستر، احتازت البكالوريوس سنة 1949، في الخمسينيات انتقلت مي لمواصلة دراستها الى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي 1958 حصلت على شهادة الدكتوراة في علم الفلك الراديوي من جامعة هارفارد الأمريكية، ، قدمت المشورة بشأن إنشاء مرصد أربيل في العراق في السبعينيات، توفت في 23 تموز 2020 في الولايات المتحدة الامريكية.
كثيرة ومؤثرة هي المحطات التي صنعتها النساء الرائدات في تاريخنا العلمي والبحثي، من بينهم في مجالات العلوم الصرفة، العالمة الدكتورة رحاب رشيد طه العزاوي، التي ولدت في بغداد عام 1957، كانت تتفوق في جميع مراحل دراستها، وفي المرحلة الجامعيّة تخصصت في علم الأحياء المجهرية، وتابعت دراستها حتّى حصلت على شهادة الدكتوراه في السموم النباتية من جامعة آيست إنجليا بإنجلترا بدرجة امتياز مع مرتبة الشّرف، واحدةٌ مِمَن أكبر العلماء الذّين أحدثوا صدىً واسعًا في العراق في العلوم البيولوجيّة، القوات الأميركية اعتقلتها للتحقيق معها بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وقد اثبتت التحقيقات صحة ما كانت تؤكده الدكتورة رحاب أن لا أسلحة تدمير شامل في العراق، وبعد سجن وتحقيق استمر أكثر من عامين أُفرج عنها كانون الأول 2005 دون توجيه تهم لها ولغيرها من المفرجين عنهم.
وفي المجال الأكاديمي العلمي برزت الدكتورة البرتين حبوش، والدكتورة ناهدة القرغولي، الدكتورة سعاد سرسم، والدكتورة اروة شاذل طاقة، وفي المجال الاكاديمي الإنساني واللغات برزت الدكتورة نعيمة الشماع، والدكتورة سلوى عقراوي، والدكتورة نسرين مُحَمَّد فخري الصابونجي، والدكتورة نبيهة عبود.
وفي مجال التمثيل برزت زينب، وناهدة الرماح، وسهام السبتي، غزوة الخالدي، وسليمة خضير، وسعدية الزيدي، وازادوهي صاموئيل، وفوزية الشندي، وفوزية عارف، وامل طه، وهند كامل، وشذى سالم، وانعام الربيعي.
وعلى صعيد النقد الأدبي كانت هناك نسوة كثيرات منهن: الدكتورة بشرى موسى صالح، والدكتورة فريال جبوري غزول.
وفي مجال الإخراج ال برزت خيرية منصور ولدت في 28 آذار/مارس 1958. التحقت بكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد سنة 1976، كما حازت على درجة الماجستير في إخراج الخدع التلفزيونية من لمعهد العالي للسينما بالقاهرة في عام 1987، اخرجت أكثر من 40 فيلم تسجيلي سينمائي وتلفزيوني في العراق ومصر وسوريا والاردن، يعد فلمها الكوميدي الشهير 6/ 6 الذي كان من بطولة قاسم الملاك من العلامات البارزة في تأريخ السينما العراقية.
وهناك من النساء اللواتي تسلحن بالإرادة نجحن في تخطي العديد من الحواجز ليخلدن حضورا ودورا رياديا واضحا عبر صفحات تاريخ الفعل الإنساني ومن هؤلاء نذكر: الدكتورة تالا خليل، الصيدلانية المولودة بالبصرة، بدأت الدكتورة تالا مبادرتها داخل مستشفى البصرة للأطفال، وأنشأت في عام 2016 "أكاديمية المحاربين" لرعاية الأطفال من ذوي الهمم، ونجحت في تغيير حياة أكثر من 500 طفل، وتؤكد أن حلمها الوحيد "الوصول إلى كافة أطفال العالم، ومن القصص الملهمة التي قامت بها الدكتورة تالا خليل، إنقاذها طفلاً مريضاً ومنعه من الانتحار لخمس مرات، وتقول إن الطفل ذاته أصبح الآن مديراً في أحد المصانع ويشرف من خلال عمله على أكثر من 30 موظفاً، ولديه ثلاثة براءات اختراع، توجت بلقب صانعة الامل في الوطن العربي لعام 2024 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
بعض النساء العراقيات، كان لهن أبرز الحضور على الساحة الدولية، إذ تميزّن بعطاءات سجلتها بلدان المهجر واحتفلت بها، واستغلت وجودهن في مراكز ومناصب استحققنها بجدارة، منها طروب حسن فهمي، وسهى الطريحي، المولودة عام 1936، عملت في وزارة الخارجية بمهنيةٍ عالية في فتراتٍ سياسية متباينة وحرجة، فهي دبلوماسية مخضرمة، خدمت في عدة بلدان ومؤسَّسات دولية، وصلت إلى درجة وزير مفوض، توفت عام 2021.
كما لا يمكن نسيان دور المرأة في الحركة الرياضية نذكر منهم: ماجدة المعمار، وتونس محمد.
هناك عشرات بل مئات بل آلاف النساء اللواتي يحملن قصصاً محزنة بل ومؤلمة وليس اقلها قصة السيدة الايزيدية التي مات رضيعها على صدرها بعد ان افتقد الحليب فحملته ثلاثة ايام وهي متنقلة هرباً من وحشية داعش وجرائمه التي طالت الكثير من نساء في الموصل وتلعفر وسنجار وزمار وبغديدا وتلكيف وبرطلة وتلسقف ومدن وبلدات أخرى، ومن النساء اللاتي اغتصبهن مسلحو تنظيم داعش في عام 2014 بعد أن قتلوا ستة من أشقائها، وتعرضت على أيديهم للاغتصاب: نادية مراد باسي طه، المتولدة عام 1993،هي ناشطة إيزيدية عراقية من قرية كوجو في قضاء سنجار، استطاعت الهروب من قبضة داعش، وروت الجرائم التي ارتكبوها بحق العراقيين، ولا سيما جرائم القتل والسبي والاغتصاب للنساء والفتيات الإيزيديات، تم اختيارها في العام 2016 سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسن ، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في 5 أكتوبر، 2018.
وفي ميدان تقديم البرامج التلفزيونية اشتهرت اعتقال الطائي مقدمة برنامج السينما والناس، وخيرية حبيب مقدمة برنامج عدسة الفن، وشميم رسام مقدمة برنامج حكاية الجمعة وأول مذيعة للغة الإنكليزية في إذاعة وتلفزيون بغداد، والدكتورة بلسم عبد الكريم هاني مقدمة برنامج الصحة والتغذية.
وهنالك شموس أخرى نتذكر اسمائهن، في مجال الترجمة امال الاوقاتي، وخبيرة الاثار لمياء الكيلاني، وخبيرة الآثار مهاب درويش البكري.
سلطت الانتفاضة التشرينية في اغلب محافظات العراق عام 2019 الضوء على الدور البارز الذي مارسته المرأة العراقية في انتفاضة تشرين، هو الذي جعل منها إيقونة للانتفاضة، وكانت مشاركة المرأة الفاعلة في الانتفاضة دليلا على تحول نوعي في الوعي السياسي للنساء وللمجتمع العراقي، ومن الجلي أن هذه المشاركة المميزة ليست ظاهرة جديدة، فلا تزال ماثلة في الذاكرة تلك المآثر التي قامت بها النساء العراقيات، اللواتي قدمن، على الدوام، نموذجا ملهما يتواصل اليوم ويتعاظم على طريق التغيير لبناء الدولة، هذه الانتفاضة ادخلتها من خلال التجمعات الطلابية، ثم توسعت فكانت الأم والجدة والمناضلة والثورية والصحفية والتلميذة والطالبة والموظفة والطبيبة والمهندسة والمعلمة والناشطة، فقد عرفوا الطريق إلى الشارع، لتكون بذلك وجه الانتفاضة الثورة وصوتها، المشاركة النسائية تنوعت لتشمل جميع الفئات العمرية البعيدة عن الطائفية والحزبية الدينية ومختلف الأدوار جنباً إلى جنب مع شباب الانتفاضة، امرأة قبلت التحدي فتحدت نفسها اولا وتحدت كل من اراد ان يثبط من عزيمتها ... امرأة شجاعة واثبتت شجاعتها واثبتت جدارتها واثبتت محبتها لوطنها وناسها، فمنهم التي وعدت بالنزول الى ساحة التحرير وتكفلها بتغطية بانزين التوك توك، و تنوعت المشاركة النسائية في الاحتجاجات، منهن الناشطات اللواتي هتفن مباشرة بإحداث التغيير، ومنهن من ساعدن على إسعاف الجرحى، فيما اختارت أخريات تحضير الطعام للمتظاهرين، وقالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن ما يميز الاحتجاج في العراق هو مشاركة النساء، وأضافت رغم عدم ظهورهن بكثرة في الأماكن العامة، إلا أن مشاركتهن إلى جانب الرجال في المظاهرات هي علامة فارقة في الحراك العراقي الحالي، أبرزت الاحتجاجات ناشطات من الحقل الفني مثل الممثلة القديرة اسيا كمال، والتي اصيبت بالإغماء نتيجة استخدام الغاز المسيل للدموع، كما افرزت الانتفاضة استشهاد الايقونة البطلة نور مروان احدى طالبات كلية الطب اثر اصابتها بقنبلة مسيلة للدموع في الرأس، ومن بين النساء الذين كانت تنادي بحقوق المرأة العراقية الناشطة المهندسة ميسون سالم الدملوجي، وعندما سألت عن ثورة تشرين اجابت: ثورة تشرين كانت نقطة نقاء عراقي لحظة ما انتفض الشباب وقالوا "هيهات منا الذلة"، والناشطة المدنية السيدة هناء ادور المدافعة عن حقوق الانسان، وعن “انتفاضة تشرين”، تقول إنها “شهدت وعياً لافتاً عند الشباب حيث أن هناك نساءً عراقيات شاركن في الانتفاضة مع الشباب ولم يتعرضن للتحرش وغيره، ومنهن من تعرضن للقتل والاغتيال والخطف، ومع ذلك نجد خلال العامين الماضيين فتيات رائدات في الدفاع عن حقوقهن وفرض القرارات التي تتلاءم مع وضعهن ومعارضة القوانين غير المنصفة بحقهن".
من بين النساء الرائدات في صناعة التجميل، هدى قطان، صاحبة علامة التجميل "هدى بيوتي"، عندما تطل هدى قطان على الجمهور يُحتفى بها كنجمات السينما في هوليود، منجاتها تباع في أكثر من 1500 متجر حول العالم، لقد واجهت خبيرة التجميل ورائدة الأعمال هدى قطان، حملات مقاطعة إسرائيلية لمنتجاتها، بعد إعلان موقفها من الحرب على غزة، مطالبين شركة سيفورا -أحد أشهر متاجر التجزئة لبيع مستحضرات التجميل- بإزالة جميع منتجات هدى بيوتي من رفوفها في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
المرأة العراقية التي قدمت الكثير من التضحيات وسطرت على أعظم البطولات النابعة أولا من تاريخ العراق الضارب في العراقة، وثانيا من تنوعه الذي أضفى مزيدا من الثراء، فهي تعيش حالًيا حالة من عدم الاستقرار على خلفية ما يتعرض له العراق في زمن كثرت فيه حركات الإسلام السياسي التي وسعت الفجوة في المساواة بين المرأة والرجل، وارجعت وضع المرأة الى الجهل والايمان بالخرافات والاوهام، بل وأعادت بعض النساء إلى العصور القديمة، وهو ما أفقد العراق عنصرا فعالا في مجالات النهوض، وعطل نصف المجتمعات فافقدها بعدا حيويا كعقل وعاطفة، فلا خلاص لنا الّا بالتمسك بمبادئ الهوية الوطنية التي تشمل كل المواطنين دون أي تمييز بينهم على أساس الدين أو الجنس، وبنهضة ثقافية فكرية، تكون المرأة والمسرح والثقافة مرآتها، وعندها ستنهض بالتأكيد مرة أخرى من تحت الرماد وتنفض عن جوانحها غبار التعب، وتتوجه نحو حياة ارقى، هذه كانت قراءة مختصرة لسيرة حياة مجموعة من النساء يفخر بهن التاريخ، وما أصعب أن تختزل حياة الانسان في مقالة بجزئين؛ فكيف إذا كن رائدات، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود
للراغبين الأطلاع على الجزء الأول:
https://www.algardenia.com/mochtaratt/63051-2024-04-17-18-42-29.html
4800 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع