تاريخ موجزلتأسيس وتطور القوة الجوية العراقية ولغاية ثورة 14 تموز 1958
بقلم:الصقر
تاريخ القوة الجوية العراقية
بعد تأسيس و انشاء الجيش العراقي اخذ المسؤولون يفكرون في تكوين قوة جوية لرفع القدرة القتالية للجيش . وبذلك ادرج الموضوع ضمن الاتفاقية العسكرية مع بريطانيا التي تم توقيعها عام 1924م والحقت بالمعاهدة العراقية البريطانية لعام 1922 . ووافقت بريطانيا على ذلك لاجل افساح المجال لسحب اسراب طائراتها من العراق على ان تحل اسراب عراقية مكانها وان تتألف من من سربين عدد طائراتها 36 طائرة تتكامل في عام 1931م
الوجبة الاولى من الطيارين
ماطلت بريطانيا بذلك مما ادى الى توتر العلاقات مع العراق بسببها وفي النهاية تمت الموافقة على تدريب 6 طياريين عراقيين في كلية القوة الجوية البريطانية (كرانويل ) وتدريب 16 عراقي كفنيين لادامة الطائرات وصيانتها في (معسكر الهنيدي ) (معسكر الرشيد )في بغداد وبذلك ضمت الدورة الاولى لطلاب القوة الجوية الذين تم ايفادهم الى بريطانيا كل من:
1- محمد علي جواد طالب في الصف المتقدم من المدرسة العسكرية
2- ناطق محمد الطائي طالب في الصف المتقدم من المدرسة العسكرية
3- موسى علي طالب في الصف المتقدم من المدرسة العسكرية
4- ناصر حسين الجنابي طالب في الصف المتوسط في المدرسة العسكرية
5- حفظي عزيز طالب في الصف الرابع في الثانوية المركزية
6- بشير يعقوب كاتب في وزارة المالية
كان حفظي عزيز وبشير يعقوب مدنيان لذلك نسبوا الى المدرسة العسكرية لمدة ثلاثة اشهر لاجل الحصول على التدريب العسكري قبل الايفاد .
غادر الطلاب بغداد في 19 ايار 1927 الى انكلترا وتم اسكانهم مع بعض الاسر الانكليز ية لغرض تعلم اللغة قبل بدأ الدورة .
غادر بعدها حفظي عزيز وبشير يعقوب بغداد يوم 1 اب 1927 بعد اكمالهم التدريب العسكري في بغداد الى انكلترا.
منح محمد علي جواد وناطق محمد الطائي وموسى علي رتبة ملازم ثاني بتاريخ 1 اب 1927 اسوة بزملائهم في المدرسة العسكرية في بغداد الذين تخرجوا بنفس التاريخ .
التحق الطلاب في يوم 1 ايلول 1927الى كلية القوة الجوية البريطانية ( كرانويل ) للدراسة لمدة سنتين .
اما الفنيين ال 16 فقد تم تدريبهم في معسكر الهنيدي ( الرشيد ) لمدة 3 سنوات بعدها استمروا في العمل مع القوة الجوية البريطانية العاملة في العراق انتظارا لوصل الدفعة الاولى من الطائرات والطيارين العراقيين
فشل الطالب بشير يعقوب في الطيران العملي واعيد الى العراق عام 1928 والتحق بالمدرسة العسكرية وبعد تخرجه عين امرا لمفرزة الفنيين.
في اب 1929 تخرج الطلاب الخمسة الباقين ومنحوا جنح الطيران.
التحق اربعة منهم بالاسراب البريطانية هناك لممارسة وادامة الطيران بينما عاد الملازم الطيار ناصر حسين الى العراق للالتحاق باحد الاسراب البريطانية في العراق نظرا لاعتلال صحته وعدم ملائمة الجوفي بريطانيا له.
استمر الطيارون العراقيون في العمل بالاسراب البريطانية في بريطانيا لعدم وصول الطائرات العراقية الى الوطن
الدورة الثانية
اما الدورة الثانية فكانت من اربعة طلاب وهم:
1- مجد الدين عبد الرحمن النقيب
2- ابراهيم جواد
3- عبدالواحد حلمي
4- محمود المهدي
غادر الطلاب المذكورين العراق في حزيران1929 وبدأت دورتهم في 1 ايلول 1929
فشل الطالب محمود مهدي في الطيران العملي وعاد الى العراق انهى الطلاب الثلاثة الباقين دورتهم ومنحوا جنح الطيران في 22 اب 1931
الدورة الثالثة
التحق ستة طلاب منفردين ولكنهم حسبو كدورة ثالثه في مدارس الطيران في (سيلاند) وفي (كرانثم)وكانت هذه اخر دورة ارسلت الى بريطانيا ثم بدأالتدريب يتم في العراق
اسماء ضباط الوجبة الثالثة وتواريخ سفرهم وتخرجهم كما يلي:-
ضباط دورة الطيران الثالثة وتواريخ سفرهم وتخرجهم
بداية انشاء القوة الجوية
اشارت بعثة بريطانية على العراق شراء طائرات (جبسي موث )لسهولة ادامتها وصيانتها , ولم يكن للعراق الا الموافقة على المشورة لانه النوع الوحيد من الطائرات التي سمحت بريطانيا ببيعه
تم شراء خمس طائرات (جبسي موث) وطائرة واحدة من نوع (بس موث) للنقل والمواصلات
كانت جميع الطائرات غير مسلحة مما اثار استياء طياري الدورة الاولى واقترح الطيارون شراء انواع اخرى من الطائرات وكذلك اضافة بعض المعدات اليها كي تتمكن من استخدامها للاغراض العسكرية مما ادى الى زيادة السعر وتاخير التسليم
تسليم الطائرات
في 15 اذار 1930 تسلم الوزير المفوض العراقي في لندن الطائرات باحتفال رسمي كبير , ولماكان عدد الطيارين في الدورة الاولى اربع طيارين وعدد الطائرات خمس طائرات
فقد اضيف الملازم الطيار اكرم مشتاق (وليس اكرم طالب مشتاق )وهو شقيق الاستاذ المربي الفاضل الراحل طالب مشتاق وليس ابنه . لكون تقاريره في الطيران كانت مشجعة وبذلك تم اكمال العدد 5 طيارين الى 5طائرات اما طائرة الموصلات ال(بس موث) فقد انيطت مهمة قيادتها بالمقدم الطيار الوقتي البريطاني (كارتر)
وفي 8 نيسان 1931 غادر الطيارين لندن وجرى لهم توديعاً حافلاً وقد اكدت الصحف البريطانية حينها بان هذه الرحلة هي مغامره خطره نظرا لطول المسافة وكون الطائرات بدائيه ونشرت الصحف خبر الرحلة وصور الطيارين وسلكت الطئرات خلال رحلتها المدن التالية كمحطات استراحة والتزود بالوقود -
لندن ـ باريس ، ليون ـ مرسيليه ـ ميلان ـ زغرب ـ بلغراد - استنبول ـ حلب ـ الرمادي ـ بغداد
واستقبل الطيارين في كافة المحطات بكل حفاوه وخاصة في يوغسلافيا وتركيا
الاحتفال الذي اقامته الحكومة التركية على شرف اول خمسة طيارين اثناء مرورهم بتركيا
وصول الطائرات الى بغداد :-
اخيرا وصلت الطائرات الى بغداد وهبطت في معسكر الوشاش (حديقة الزوراء) وكان في مقدمة المستقبلين اللملك فيصل الاول وشقيقه الملك علي والامير زيد والامير (الملك) غازي ، واستقبلوا استقبالاً حافلاً شارك فيه الوزراء وعدد كبير من موظفي الدولة والوجهاء واصطف تلامذة مدارس بغداد على جانبي الطريق من المطار الى وزارة الدفاع ترحيبا بهم وقد عانق الملك فيصل الأول الطيارين وهنأهم بسلامة الوصول وبذلك أصبح يوم 5 ذي الحجة 1349 المصادف 22 نيسان 1931 احد الأيام الخالدة في العراق بوصول أول رف طائرات عراقية .
الطيارون الخمسة الاوائل الذين وصلوا العراق يوم 22 نيسان 1931 وهم من اليسار (محمد علي جواد – ناطق الطائي – موسى علي – اكرم مشتاق – حفظي عزيز )
الطيارين الخمسة بملابسهم الرسمية يوم وصولهم ارض الوطن
تطور القوة الجوية
تم شراء 4 طائرات نوع (جبسي موث) وصلت عن طريق البحر الى مصر وتم الايعاز الى طياري الدورة الثانية بالتوجه من بريطانيا الى مصر وقيادة الطائرات الى بغداد عن طريق مصر - فلسطين -الاردن ـ العراق ، وفي فلسطين تحطمت احدى الطائرات بقيادة الملازم الطيار مجد الدين عبد الرحمن النقيب بعد ان فقد الطريق لسوء الاحوال الجوية وخرج عن التشكيل ووصلت الطائرات الثلاثة الى بغداد يوم 27 كانون الثاني 1932 وبذلك اصبح عدد الطائرات 8 طائرات( جبسي موث )وطائرة واحدة (بس موث)
واشترت الجكومة العراقية 3طائرات اخرى نوع(بس موث) غادرت لندن يوم 12 نيسان 1932 جوا سالكة طريق البعثة الاولى و وصلت الى بغداد يوم 20 نيسان وبذلك تم تاليف السرب الاول بعد تاخير مدة 5سنوات بسبب الدور الذي لعبته السياسة البريطانية
ثم اشترت الحكومة 8 طائرات من نوع (دراكون) غادرت بريطانيا في 5 ايار 1933 ووصلت بغداد من 13 ايار 1933 وكان المقرر لها ان تصل بغداد يوم 22 نبسان بذكرى تأسيس القوة الجوية ولكن تاخير في المصنع ادى الى تاخير الاستلام مدة 3 اسابيع . وبذلك ثم انشاء السرب الثاني (نقل ومواصلات) في حزيران1933
ونظرا للكلفة العالية لتدريب الطيارين في بريطانيا فقد تم تاسيس سرب التدريب في 1حزيران 1933 واستخدمت طائرات الرف الاول العائدة للسرب الاول للتدريب وتم انشاء مدرسة الطيران
ثم تم شراء شراء 8 طائرات (اوداكس) وسميت النسر سلمت 5 منها في ايلول 1934 ووصلت في 30 ايلول 1934 وهو السرب الثالث
العائق المالي ودور الشعب العراقي في إنشاء قوته الجوية :-
لما كان السربان الاول والثاني غير مجهزين بطائرات حربية استمرت الحكومة العراقية بمطالبة بريطانية تجهيزها طائرات حربية افضل مما لديها .افتعلت الحكومة البريطانية مختلف الاعذار لعرقله ذلك واهمها الموقف المالي للحكومة العراقية التي عمدت الى مختلف السبل لتامين المال اللازم معتمدة على الشعور الوطني والقومي العاليين عند الشعب العراقي . فشرعت في جمع التبرعات ثم اصدرت قانون ( احداث شارة الطيران ) بموجب كتاب وزارة العدلية المرقم ل/51/3 والمؤرخ في 19 ايلول 1933 وهي شارة تشبه الطابع بقيمة فلس واحد تلصق على المراسلات البريدية الداخلية وتخصص اثمانها لجمعية الطيران العراقية .
وكان طلاب المدارس يقومون بتوزيع هذه الشارة على المواطنين في الاعياد والمناسبات الرسمية للتبرع بما يشائون من النقود لتامين المال اللازم لبناء قوة جوية عراقية . كذلك اصدرت الحكومة تعميما على دوائر الدولة تحض فيه الموظفين على التبرع وقد حددت نسبة معينة تستقطع من الرواتب . وبهذه الطريقة تمكنت الحكومة العراقية من التغلب على المشكلة المالية .
وبعد انقلاب بكر صدقي في 29 تشرين اول 1936 تم شراء طائرات من خارج بريطانيا من ايطاليا من نوع (سافويا) و (بريدا) و مدافع مضادة للطائرات وبذلك بدات الخطوات الاولى لتطوير القوة الجوية . وتعدد المصادر.
ولما علمت بريطانيا بذلك دعت قائد القوة الجوية العراقية انذاك محمد علي جواد لزيارة بريطانيا وعرضت عليه طائرات من نوع (كلاديتر) وهي من احدث الطائرات في ذلك الوقت .
ثم تم شراء طائرات من الولايات المتحدة الامريكية من نوع (نورثورب ـ دوكلاس)
ونتيجة لذلك اهدت بريطانيا 6 طائرات نوع (فنسنت) لاثبات حسن نيتها اتجاه العراق وبسعر رمزي قدره "200" دينار للطائرة الواحدة وبذلك امتلكت القوة الجوية العراقية عام 1940سبعة اسراب مختلفة الانواع والمهام للطائرات الحربية ومن عدة مناشيء.
فقدت القوة الجوية معظم طائراتها نتيجة ثورة نيسان ـ مايس 1941 والحرب العراقية البريطانية وبذلك تقلصت والغيت بعض الاسراب .
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اشترى العراق بعض الطائرات من نوع (انسن) من مخلفات الحرب.
طائرة ( انسن ) انكليزية
واستمرت القوة الجوية على هذه الصورة الغير مرضيه حتى اواخر عام 1947 حيث استطاعت الحصول على طائرات نوع (فيوري) بدلا من طائرات(انسن) وبحلول عام 1951 اصبحت القوة الجوية تمتلك ثلاثة اسراب من هذا النوع وبذلك اصبحت هذه الاسراب تؤلف العمود الفقري للقوة الجوية العراقية .
وفي عام 1951 تم شراء 3 طائرات سمتيه (هليكوبتر) نوع (سيكورسكي) ودخلت الخدمة لاول مره والحقت بسرب الموصلات .
واعيدت مدرسة الطيران وجهزت بطائرات (تايكرموث) وطائرات (نسر)
كلية الطيران العسكرية الملكية :-
في عام 1949 انشأت(كلية الطيران الملكية) وكانت الدورة الاولى عام 1950 وجهزت بطائرات نوع (سنجاب).
وتم شراء طائرات نوع (هارفرد) الامريكية للتدريب المتقدم وبذلك اصبحت القوة الجوية تهيئ ملاكاتها دون الاعتماد على صنوف الجيش .
واستعيض عنها بعد ان الغيت من الخدمة بطائرات (بروفست ) البريطانية الصنع .
الطائرات النفاثة :-
في عام 1953 وصلت الدفعة الاولى من طائرات (فامباير) النفاثه .
وفي عام 1956ف سلمت الدفعة الاولى من طائرات ( هوكرهنتر) النفاثة البريطانية الصنع .
وبعد تسلم القوة الجوية هذه الطائرات استعادت نشاطها واعيد تنظيمها وكما يلي:-
3 اسراب مسلحه بطائرات (فيوري)
سربين طائرات (هنتر ) و(فنم)
سرب موصلات
سرب مراصد جويه مجهز بطائرات (اوستر).
وكلية قوة جوية تمدها بالطيارين .
ومدرسة الصنائع الجوية تمدها بالفنيين لادامة وصيانة الطائرات.
واستمرت على هذا المنوال لغاية ثورة 14 تموز 1958
المصدر:تاريخ القوات العراقية المسلحة الجزء السابع عشر
http://www.youtube.com/watch?v=V2H-ZIarM68
صقر العراق
4274 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع