دَوّرْ صِنِفْ الْمُخاْبَرة في الْجَيْشِ الْعِراقْيّ الْبَاسِلْ في الْحَرْبِ الْعِراقِيَةِ الإيرانية ( 1980 – 1988 )

     

دَوّرْ صِنِفْ الْمُخاْبَرة في الْجَيْشِ الْعِراقْيّ الْبَاسِلْ في الْحَرْبِ الْعِراقِيَةِ الإيرانية ( 1980 – 1988 )

         

        

              

1. المقدمة
لَمْ تلقى الصنوف الساندة في الجيش العراقي الباسل الإهتمام المفروض من قبل آمريها وضباطها لعزوفهم عن الكتابة وكذلك الْكُتْابْ العسكريين لبيان دَوْرِها في الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 – 1988 ) ولغرض تعريف القارئ الكريم خاصَةً الشباب من الأجيال التي وُلِدَتْ خِلالْ الحرب أو بعد الحرب بدورصنف المخابرة نكتب هذا المقال المختصرعسى نوفي بالغرض المطلوب . تُقْسَمْ الصنوف الساندة إلى الصنوف الساندة الْمُقاتِلة والصنوف الساندة الخدمية وهي :
أ. الصنوف الساندة الْمُقاتِلة:

أولاً. صِنْفُ الْمِدْفَعِيّة .
ثانياً. صِنْفُ الهندسة العسكرية.
ثالثاً. صِنْفُ المخابرة .
رابعاً. الْصِنْفُ الكيمياوي .

ب. الْصُنْوفُ الساندة الخدمية :

أولاً. صِنْفُ التموين والنقل .
ثانياً. صِنْفُ الطِبابَةِ العسكرية .
ثالثاً. صِنْفُ الهندسة الآلية الكهربائية .
رابعاً. الْصِنْفُ الإداري .

   

2. دَوْر صِنْفُ الْمُخابَرَةِ في الحرب العراقية الإيرانية
أ. غالِبَاً ما تعمل الْصِنْوفُ الساندة المقاتلة في ميدان المعركة لغرض تقديم الإسناد إلى الصنوف المقاتلة الرئيسية ( المُشاة – الدروع – القوات الخاصة ) بشكل جماعي أفراد و وحدات فرعية ، أو أفراد و وحدات رئيسية ، كَصِنْفِ الْمَدفَعِيّة وَصِنْفِ الهندسة العسكرية والْصِنْفِ الكيمياوي عدا صنف المخابرة يَكادُ يكون الإسناد الذي يُقَدِمُهُ للصنوف المقاتلة فَرْدْي أو شُبُهْ فَرْدْي زائِدَاً الأجهزة الفنية.

ب. سأتحدث في هذا المقال عن تجربتي الشخصية و سأقتبس مثالين أو أكثر عن دور صنف المخابرة في المعارك التي خاض غِمارِها لواء المُشاة التاسع عشر الذي كان لي شرف قيادته خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية ( 1980 – 1988 ) .
3. معركة الفاو شباط 1986

أ. في معركة الفاو في شهر شباط سنة 1986 التي سبق وأن كتبنا مقالاً عنها وَنُشِرَ في موقع مجلة الكاردينيا الغراء وعلى الرابط أدناه :
http://www.algardenia.com/terathwatareck/6457-  1986.html
مع كل السلبيات التي سَبَقَتْ ورافقت تأريخ نُشُوب المعركة والإخفاق مِنْ قِبَلْ مديرية الإستخبارات العسكرية العامة للمرة الثانية في عدم معرفة مِحْوّر هُجُوُمْ العدو الْمُرْتَقَبْ وتأريخ وُقُوعِهِ أَدَتْ كافة الوحدات العسكرية الْمُقاتِلَةِ والْسَانِدَةِ التي إشتركت في المعركة واجباتها على أكمل وجه وأعطت تضحيات جسيمة بالأشخاص نتيجة إندفاع جنودها وإلتزامهم بالواجب الوطني الْمُلْقى على عاتِقِهِمْ ، نقتبس المقطع التالي المنشور في الرابط أعلاه عن النائب الضابط الْمُخابِرْ السِلْكْي إبراهيم خليل المنسوب إلى سرية مقر لمش 19 .
ب. إقتباس وتعديل

أولاً. اليوم الخامس من المعركة 14 شباط 1986 في صباح هذا اليوم تَفَقَدْتُ المواضع الدفاعية للوحدات وَ وَجَدْتُ خنادق النار والملاجئ الشخصية قد حُفِرَتْ بعمق خمسة أقدام لأن الأرض هشة والجندي إكتسب خبرة من المعارك السابقة لِمْا تُقَدِمُهُ الأرض من حِمايَةٍ ضِدَ تأثيرالقصف الْمِدْفَعي الْمُعادْي .

ثانياً. في نفس اليوم ليلاً تَغَيَّرتْ الأحوال الجوية و بدأ المطر يَهْطُلُ بغزارة  لكن القصف الْمِدْفَعي الْمُعادي لَنْ يَفْتَرُ أبداً ونتيجة القصف واجهتنا مُشْكِلُة إنقطاع أسلاك المخابرة بين مقر اللواء والوحدات بِشَكْلٍ مُسْتَمِرْ كان في اللواء نائب ضابط مخابر سلكي جذوره في اللواء تمتد إلى ما قبل سنة 1958 أكبر مني سناً هذا الرجل بالرغم من كبر سنه كان لايَهابُ الموت ، كانت المسافة بين مقر اللواء والوحدات بحدود واحد ونصف كيلومتراً ويصبح مجموع المسافة  ذهاباً وإياباً 3 كيلومترات وعلى مدار الساعة نهاراً وليلاً يتنقل بين مقر اللواء والوحدات ولايقبل أن يقوم بالواجب بَدِيلاً عنه وكما يعرف إخواني العسكريين أهمية الإتصالات السلكية بين المقرات العليا والوحدات المقاتلة الأمامية وخاصة في ظروف المعركة في أيامها الأولى ولمعركة الفاو التي إغْتَصَبَ العدو الإيراني فيها أرض الحناء في غَفْلَةٍ من الزمن كَلفَتْ الجيش العراقي الباسل عشرات الألاف من الشهداء وَضِعْفِهم من الجرحى .

ثالثاً. لا أعرف كيفية مكافئة هذا الْمُقاتِلَ الْشُجاعْ على جُهودِهِ الجبارة في تِلْكَ الْظُرُوف العصيبة ، جاء مسؤول مكتب الإدارة في مقر اللواء لأول مرة منذ خمسة أيام وقال سيدي المراجع العليا طالبين نقل ضابط صف مخابر قديم إلى إحدى وحدات المقر العام من العاملين بجبهات القتال ، حَدّثْتُ نفسي ورود أمر النقل جاء في الوقت الْمُناسِبْ لمكافئة هذا المقاتل الشجاع الشهم ، فوراً وبدون سين و جيم قلت له رشح (ن ض مخ سلكي) إبراهيم  خليل .

رابعاً.( ن ض مخ ) إبراهيم خليل عاد لِتَوهِ من الوحدات يرتدي الْمِعْطَفْ الْمطري ويحمل حقيبة نسيجية صغيرة فيها عُدَتُهُ التي تتألف من قواطع ( بلايسات متنوعة ) وتيب عازل وقاربت الساعة منتصف الليل قلت له إبراهيم لف يطغك وتصحبك السلامة قال سيدي وين قلت له أديت الواجب وزيادة قال سيدي رشح غيري قلت له بارك الله فيك وبكل الخيرين من أمثالك وتصحبك السلامة.

  

4. معركة نهر جاسم كانون الثاني 1987

أ. في معركة الشلامجة  في كانون الثاني سنة 1987 ( سُمِيّتْ هذه المعركة في حينه بمعركة نهر جاسم ) ثُمَ أُطْلِقَ عليها لا حِقاً تسمية معركة الحصاد الأكبر والتي سبق وأن كتبنا عنها مَقْالاً وَنُشِرَ في موقع مجلة الكاردينيا الغراء وعلى الرابط أدناه :
http://www.algardenia.com/terathwatareck/6651-2013-10-02-16-30-30.html

ب. إقتباس وتعديل

أولاً. في هذِهِ المعركة وَنَتِيجَةً للمعلومات الغير صحيحة وَيُؤسُفُني أنْ أقول الكاذبة التي كانت تُرْسَلْ مِنْ قِبَلْ آمري الوحدات والتشكيلات الْماسِكَةِ للأرض وآمري تشكيلات الهُجوم الْمُقابِلْ إلى قيادة فرقة المُشاة الحادية عشرة تَكَبَدَ لِواء المُشاة التاسع عشر خَسائِرَ بشرية لا مُبَرِرَ لها .

ثانياً. في نهار اليوم الأول من معركة اللواء أصِيبَ آمر الفوج الأول المقدم عبد الرضا حسون عجيل بِعِدَةِ إطلاقات نارية في عَمُودِهِ الفقري نتيجة رَمْي مُباشِر من قناص مُعادِي تسلل إلى أحد أبراج الرصد العائدة إلى ( إ س ) الفرقة الذين تَرَكوا المرصد وهو بَعِيداً نسبياً عن خط الْتَماسُ في منطقة عتبة وأُخْلِيّ من أرض المعركة وفي مساء اليوم نَفْسَهُ أُسِرَ آمر الفوج الثالث  المقدم  جابر سلمان العامري نَتِيجَة للمعلومات الغير صحيحة من أحد ألوية القوات الخاصة الذي كان مُكَلّفْ بالْهُجُوم المقابل أرْسَلها إلى مقر فرقة المُشاة الحادية عشرة وفي مساء اليوم الثاني من معركة اللواء أُصِيْبَ آمر الفوج الثاني الرائد حميد عباس الشهربلي نتيجة هُجومٍ مُعاديٍ من جهة الخلف للموضع الدفاعي وأُخْلِيّ الى الخلف كما أُصيِبَ مساعد آمر الفوج الثاني لكنه رفض الإخلاء  وبقى في الموضع الدفاعي .

ثالثاً. أصبح الموقف في غاية الحراجة إتَصَلْتُ بمخابر آمرالفوج الثاني على الشبكة اللاسلكية لقيادة اللواء وهو من عناصر فصيل المخابرة لسرية مقر اللواء كان إسمه إسماعيل ، كان إسم مساعد آمر الفوج الثاني النقيب فوزي كاظم جواد ، قلت له إسماعيل إسمعني زين ، قال أسمعك ، قلت له عمك فوزي شلونه ؟ قال جيد ، قلت له أريد أرقام فقط ، قال إفتهمت ، قلت له كم معاك الأن ؟ قال جماعة 3 و4 ، قلت له وجماعة 1 و 2 ؟ قال الباقين معانا 3 و 4 ، أفتهمت أن نصف مواضع الفوج ساقطة بيد العدو والسرية الأولى والسرية الثانية في حُكُمْ الْمُدَمَرةَ ، قلت له إسماعيل إبقَ معي و إتكلم بصفة عمك ، قال واضح ، قلت له راح تجيك 2 فوراً ، قال إسْتَلَمْتُ .

رابعاً. الحقيقة لايوجد معي إحتياط بِعَدَدٍ كبيرلأن سرية مغاويرالِلْواء دُمِرَتْ نتيجة القصف اَلْمِدْفَعي الْمُعادي ، كَلَفْتُ ضابط إستخبارات اللواء الشهيد النقيب سعد السامرائي  بقيادة ما تبقى معنا من جنود وحدات اللواء والقيام بهجوم مقابل على العدو لإستعادة مواضع الفوج الثاني الْساقِطة ، جمعنا بحدود 30 جندي وضابطين زائداً النقيب سعد السامرائي كان ضمن مواضع الفوج دبابة من أحد كتائب دبابات الفرقة المدرعة 12  إستعان بها النقيب سعد ووجه نيران أسلحتها على مواضع الفوج الثاني الساقطة و إستمر بقتال الإشتباك القريب مع العدو حتى تمكن من إستعادة مواضع الفوج الساقطة بالساعة 0400 من فجر يوم 13 / 1 / 1987 وإسْتَقَرَ موقف الفوج الثاني لصالحنا في خط العمق .

خامساً.شجاعة هذا المخابر ورباطة جأشه وصموده مع مساعد آمر الفوج وسرعة إستيعابه للمعلومات وتعبيرها إلى مساعد آمر الفوج الْمُصاب كان له الدور البارز في صمود بقية سرايا الفوج ونجاح الهجوم المقابل بمجموعة قليلة من الجنود الذين قادهم بشجاعة فائقة (ض إس ) اللواء الشهيد النقيب سعد السامرائي .

  

5. مَعارِكْ مُحَمّدْ رَسُوْلِ الله سنة 1988 تَحْرِيرْ عارضة (كرده رش)

أ. في معارك مُحَمّدْ رَسُوْلِ الله في القاطع الشمالي في قاطع ماوْت في السليمانية سنة 1988 معركة تحرير عارضة (كرده رش) الحيوية التي سبق وأن كتبنا عنها مقالاً وَ نُشِرَ في مجلة الكاردينيا الغراء على الرابط أدناه :
http://www.algardenia.com/maqalat/4938-2013-06-15- 18-50-42.html

ب. إقتباس وتعديل

أولا. وَصَلَتْ سرايا الأفواج إلى أسفل عارضة ( كرده رش )بحدود الساعة  العاشرة ليلاً وبدأ مقر الفرقة يُطالِبُ بالتقدم نحو الهدف بأسرع وقت ، فاتني أن أذكر إن السياقات التعبوية في الحروب الجبلية تَمْنَعْ تنفيذ أي واجب بعد الضياء الأخير لصعوبة الدلالة والرؤيا المحدودة في فترة الظلام وإحتمال تعرض القوة الْمُهاجِمَةِ لِلْوقوع بكمين معادي يكبدها خسائر جسيمة وتفشل العملية بِرِمَتِها .

ثانياً. لِخِبْرَتي القتالية في الحروب الجبلية كُنْتُ أطلب من ضابط مخابرة اللواء محطات لاسلكية على شبكة الأفواج ترافقني في التقدم لكي أسمع  المكالمات بين آمري السرايا وآمري الأفواج ليتسنى لي معرفة مراحل تقدم السرايا ليلاً والاحاديث التي تُدارُ بيهم خِلال سَيّر المعركة لإستحالة الرؤيا  المباشرة بواسطة الناظور أوالمرقب ليلاً ، كانت حركة تقدم الأفواج بإتجاه الهدف  بطيئة جداً لشدة القصف المدفعي والصاروخي المعادي وبنفس الوقت كان القصف المدفعي على موقع مقر اللواء أشَدُ عُنْفَاً.

ثالثاً. إزْدادَتْ الْضُغُوط مِنْ قِبَلْ مقر الفرقة على مقر اللواء لكِنْي قد تَمَرَسْتُ على إمتصاص هذه الضغوط في معارك سابقة لإعتزازي بجنود لوائي و يصعب عليّ  أن أُضحي بِواحِدٍ مِنْ هؤلاء الجنود الذين نَزَفْتُ ً
عَرَقاً من أجل تدريبهم ووضعوا ثقتهم بقائدهم الذي يُدافعُ عنهم ويقودهم إلى تحقيق النصر، كُنْتُ أراوِغْ مَرَةً بعد أُخْرى لتأخير ساعة الصفر لحين التأكد
من وصول القطعات إلى أقرب مسافة من حافة الهدف السُفْلى .

رابعاً. كنت  قد أَشِرْتُ سابقاً إلى مرافقتي لمحطات لاسلكية على شبكة الأفواج ، سَمِعْتُ حِوّاَراً عِبْرَ الجهاز اللاسلكي بين آمر السرية الثانية لِلْفَوّجْ الأول وآمر الفوج يقول أنا فَقَدْتُ الإتجاه وَسَلكْتُ الطريق النيسمي والآن أنا مع السرية الرابعة التي تسلك هذا الطريق.

خامساً. سبق وأن إتَفَقْتُ مع قائد الفرقة على تخصيص سرية مُشاة للتقدم على الطريق النيسمي ، إتَصَلَ آمر الفوج وكلمني هل أُعيد السرية إلى الخلف ؟،  الأمر يتطلب إتخاذ قرار سريع من قبلي أخبرته كلا تبقى السريتين على هذا المحور .

سادساً. عندما كنت برتبة نقيب في منتصف السبعينات تَعَلَمْتُ درساً من المرحوم الفريق سعيد حمو آمر لواء المُشاة الخامس الجبلي  ولاحقاً قائداً لقوة الميدان حَيَّث كان في التقدم يستخدم إسلوب الحركة البطيئة للقطعات ودك الهدف بالمدفعية لغرض شل قدرة العدو على القتال وإنْهاكِهِ وَتَكْبيدِهِ خَسائِرَ جسيمة قبل الإشتباك معه.
 
سابعاً.طَلَبْتُ من آمر كتيبة مِدْفَعِيَّة الإسناد الْمُباشِرْإستخدام عِتادِ الإنفلاق الجوي على ارتفاع واطئ  فوق الهدف لإنهاك  جنود العدو وشل قدرتهم على القتال وعدم السماح  لهم بالرصد ، القصف المِدْفََعي الْمُعادِي على موقع مقر اللواء لم ينقطع ولو لخمس دقائق ، حان موعد صلاة الفجر تَيَيّمْتُ بِالْتُرابْ وأَدَيْتُ صلاة الفجر وأنا بوضع البروك في الملجأ المكشوف دعوة الله في صلاتي أن يُحَقِقَ لنا النصر على العدو، الوقت بين صلاة الفجر والضياء الأول ساعة و20 دقيقة.

  

ج. السرايا الأمامية على خط الصولة والمباشرة بتنفيذ الخطة النارية

أولاًً. في هذِهِ الأثناء سَمِعْتُ عِبْرَ الجهاز اللاسلكي آمر السرية الثانية الشهيد النقيب فتحي النقشبندي يَطْلُبْ من آمر الفوج إيقاف النار الصديقة لإنها أصبحت تؤثر على قطعاتنا.

ثانياً. تَدَخَلْتُ فوراً وَعَرِفْتُ بإن القطعات وصلت إلى خط الصولة وَطَلَبْتُ من آمر السرية الْتَراجُعً إلى الإسفل قليلاً لتأمين حماية المقاتلين من النيران الصديقة .

ثالثاً. إتَصَلْتُ بقائد الفرقة وطلبت تنفيذ الخطة النارية ، كما مُتَفَقٌ عليها ، الوقت المستغرق لدك الهدف بمدفعية الفرقة لمدة 30 دقيقة ، هنا أَشْيرُ الى إن الجهد المدفعي يزداد إلى خمسة أضعاف 5 كتائب مدفعية × 18 مدفع لكل كتيبة = 90 مدفع × 3 قذيفة لكل مدفع في الدقيقة =  270 قذيفة في الدقيقة × 30 دقيقة = 8100 قذيفة على مساحة الهدف يكون في كل متر مربع قذيفة ، إذا ما عَلِمْنا إن مدى التشظية للقذيفة بشكل نصف قطر دائرة 200  متر.  
6. الدروس المستحصلة
كما بَيَنْتُ في مقدمة المقال إسلوب عمل منتسبي صنف المخابرة في المعركة :
أ. في معركة الفاو سنة 1986 بَرَزَتْ أهمية إستخدام الإتصالات السلكية بين مقر اللواء والوحدات في أقصى الأمام لغرض تعبير المواقف من الأمام إلى الخلف وبالعكس لكن شِدَةِ القصف المدفعي الْمُعادي كان يُؤدْي إلى قطع أسلاك المخابرة بإستمرارالأمر الذي تطلب جُهُودَاً حَثِيْثَةً لتأمين إدامة خطوط الإتصالات السلكية في ظروف عصيبة وَقاهِرَة لكن جنود صنف المخابرة كانوا عند حسن ضن آمريهم وبمستوى المسؤولية الْمُلْقاةِ على عاتِقِهٍمْ .
ب. في معركة نهر جاسم سنة 1987 أبدى مخابري المحطات اللاسلكية صموداً رائعاً وَرَباطَةَ جَأشٍ قَلّ مَثِيلِها وشَجاعَةً فائِقَةً أَدَتْ إلى دَحْرِ الْعَدوّ خِلاَلِ الْهُجُومِ الْمُقابِلِ لَيْلاً بِعَدَدٍ قَلِيلٍ من الجنود وَبِتَنْسِيق بين مساعد آمر الفوج النقيب فوزي كاظم جواد وآمر قوة الهجوم المقابل الشهيد النقيب سعد السامرائي .
ج. في معركة ( كَرْدْهَ رَشْ ) سنة 1988 كان دور المخابرة أَشْبَهُ بِرادَار لآمر اللواء من خِلالِها صُحِحَ مَسْارُ القطعات في ظَلماتُ الجِبالِ وحافظ على حياة جنودنا من تأثير سقوط قذائف مِدْفَعِيَتِنا فوق رؤوسهم   وَحَقَقَ الْنَصْرُ على الْعَدُوّ.

الْلِواء
 فَوْزِي الْبَرَزَنْجّي
24 آذار2015

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4749 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع