هكذا عاش.. ومات.. جاجارين ..

     

مات  يوري غاغارين.. اول من بدأ عصر "غزو الفضاء".. اول رائد دار في الفضاء حول  الارض. مات غاغارين بعد ان احتفل بعيد ميلاده الرابع والثلاثين بعشرين  يوماً وقبل ان يحتفل العالم كله بالذكرى السابعة لانطلاقه الى الفضاء يوم  12 ابريل 1961، فقد اعلن يوم "12 ابريل" يوم الفضاء واعتاد السوفييت في مثل  هذا اليوم من كل عام ان يقوموا بعمل جديد في مجال "غزو الفضاء".

              


هذا الشاب الذي دخل التاريخ وهو في السابعة والعشرين من عمره ليس إلا ابن نجار كان يعمل في احدى المزارع الجماعية وكانت امه شغالة في نفس المزرعة. وكان يوري في الخامس من عمره عندما اقتحمت جحافل الجيوش الالمانية النازية قريته الصغيرة. وبدأ دروسه الاولى في مدرسة في العراء وكتب الاحرف الاولى بين سطور الجرائد والمنشورات التي كان يوزعها الغزاة الالمان، لانه لم تكن هناك كراسات ولا كتب مدرسية.
وبعد ان انتهت الحرب التحق بالمدرسة الابتدائية ثم تخرج منها الى مدرسة صناعية في بلدة صغيرة بالقرب من موسكو. وتخرج عام 1951 سباكا في احد المصانع، ولكنه التحق في نفس الوقت بالكلية الفنية في ساراتوف لتفوقه.
وفي تلك الكلية بدأ يمارس دراسته للطيران. لقد احب الطيران منذ صغره وشغف به وكان هذا الحب هو الذي قاده الى المجد. والتحق بعد التدريب باكاديمية السلاح الجوي عام 1955 ليتخرج فيها عام 1957 ، وهو عام البداية الحقيقية لعصر غزو الفضاء، ففي 4 اكتوبر من عام 1957 اطلق الاتحاد السوفييتي القمر الصناعي الاول "سبوتيك".
وبعد تخرجه عمل كطيار، ولكنه بعد فحص طبي دقيق، التحق بمجموعة من رواد الفضاء السوفييت الذين بدأ تدريبهم استعداداً للرحلات الفضائية، وبدأت في نفس الوقت دراسات نظرية شاقة في فروع الملاحة الكونية المختلفة، وتدريبات عملية عنيفة.
وفي 12 ابريل 1961 نقلت وكالات الانباء اخبار اول رحلة في تاريخ البشرية قام بها رائد الفضاء حول الكرة الارضية دار غاغارين حول الارض في دورة كاملة استغرقت 108 دقائق.
واصبح غاغارين بطل الاتحاد السوفييتي ومنح وسام لينين وحصل على لقبه رائد فضاء الاتحاد السوفييتي وعديد من الالقاب الاخرى وظهرت صوره على طوابع البريد في جميع انحاء العالم واطلق اسمه على عديد من المؤسسات والشوارع والمصانع وانهالت عليه الدعوات فقام بجولة لبى فيها هذه الدعوات ومنها دعوة لزيارة القاهرة.
ومنذ اسابيع نشر له آخر حديث ادلى به لاحدى المجلات السوفييتية، وجه اليه سؤال عن مشاريعه الفضائية القادمة فقال:
"لقد قمنا برحلات الى الفضاء الكوني لا لكي تنتهي تدريباتنا الكونية بل انني اعتقد اننا سنزور الفضاء الكوني في المستقبل واننا سنقوم برحلات جديدة اكثر من مرة. ونقوم في الوقت الحاضر بالتدريب للقيام برحلات جديدة. متى؟ وكيف؟ ومن منا سيقوم بهذه الرحلة من الصعب الاجابة عن ذلك في الوقت الحاضر ولكن هناك شيئا واضحا لنا تماما، وهو انه سيأتي يوم قريب تحمل في سفن الفضاء واحدا منا الى اجزاء اخرى من الكون".
وكان السؤال الثاني: ما هو رأيك في الرحلات الى الكواكب الاخرى؟
"تلقيت ذات مرة خطابا من مواطن امريكي اسمه "راسل اولونيه"، كتب لي يقول انه يود ان يعيش ليرى ذلك اليوم الذي ينزل فيه الاتحاد السوفيتي انسانا على سطح القمر، والحقيقة ان هذه هي رغبتي ايضاً، وسيكون من الافضل بعد ذلك بطبيعة الحال زيارة المريخ والزهرة، ولكن السفر الى المريخ يتطلب سفينة فضاء. ثقيلة للغاية وذات عدة مقاعد ومزودة بكميات هائلة من الوقود واعتقد ان العلماء سيطورون اجهزة الملاحة التي ستكمل حياة واقامة رجال الفضاء في مثل هذه السفينة. وقد قام الاخصائيون السوفييت بعمل التقديرات الحسابية للسفر الى المريخ بسفن فضاء تحمل خمسة رجال، فوجدوا انه يلزم لها 23 طنها من الماء والايدروجين. ولا داعي في الحقيقة لان نصنع سفنا بهذا الثقل، فلابد وان يكتشف العلماء نظاما لتحويل المادة الى مادة اخرى، بواسطة النباتات البحرية ذات الخلية الواحدة مثلا.
ويقترح العلماء للاقتصاد في استهلاك الماء والمأكولات والايدروجين، ان تبطئ العمليات الحيوية في اجسام رجال الفضاء بالوسائل الطبية، وسوف تظهر في المستقبل الطرق الكفيلة بتحقيق هذا الغرض، ويبدو انه سيكون داخل سفينة الفضاء الداعية الى المريخ المهندس والميكانيكي والطبيب والبيولوجي والفلكي الى جانب قائد السفينة طبعا.
وتستغرق الرحلة الى المريخ والرجوع الى الارض ما يزيد على 500 يوم وليلة وحسب التقديرات الحسابية التي قام بها العلماء ، وهذه مدة طويلة للغاية . ويمكن تخفيض مدة السفر بكثير اذا ما اخترعنا في المستقبل محركات اكثر فعالية.
وكان السؤال الثالث: ما هي القضايا التي يجب حلها لتحقيق السفر الى الكواكب الاخرى؟
"يجب حل العديد من القضايا قبل السفر الى الكواكب الاخرى. ولكن اولا يجب تحقيق ضمان الامن الكامل والانزال السليم لرجال الفضاء بالسفينة الى اي كوكب ثم رجوعهم الى الارض سالمين، وسوف تلعب الاجهزة الاوتوماتيكية دوراً كبيراً في حل هذه القضية، واحدى القضايا المعقدة في هذا المجال تركيب اجزاء سفن الفضاء في المدار ، واحدى هذه الطرق في رأيي تكون باطلاق سفينة الفضاء الى مدار حول الكرة الارضية كما تطلق سفينة اخرى في مدار تحت المدار الاول او فوقه، وعندما تقترب السفينتان من على بعد عدة مترات من الكيلو مترات، يمكن استخدام اجهزة ادارة السفينة الموجودة في داخلها ، وعندما تصبح المسافة بين السفينتين عدة امتار فقط، يمكن لرجال الفضاء ادارة السفينة بالاجهزة اليدوية التي تكفل التحام السفينتين بدون اصطدام، ولكن يجب استخدام المحركات ذات قوة الجر الخفيفة عند الاقتراب النهائي".
وكان السؤال الاخير.. ما هي النتائج التي حققها السوفييت في غزو الفضاء؟
- "تقدمت علوم الملاحة الفضائية خلال السنوات العشر التي بدأت منذ اطلاق القمر السوفييتي الاول الى الفضاء تقدما هائلا، فخلال هذه الفترة اطلقت عشرات من الاجهزة ذات الاهداف والاستخدامات المختلفة، واطلقت اقمار صناعية من مجموعة كوراموس زودتنا بمعلومات قيمة عن العمليات التي تجري في الجو وعن الاشعاع الشمسي والعواصف المغناطيسية والفجر القطبي والاحزمة الاشعاعية المحيطة بالارض، تلك الاحزمة التي تعتبر حواجز لسفن الفضاء في سفرها الى الكواكب الاخرى، وشيدت لاول مرة في التاريخ اجهزة الملاحة الفضائية الموجهة مكنتنا من القيام بمناورات هائلة في الفضاء الكوني، ويمكن القول انه قد آن الاوان للقيام برحلات جماعية علمية في الفضاء، ويبدو انه قد آن الاوان للقيام برحلات جماعية فضائية بانتظام، وانا لا اقصد تلك الرحلات التقليدية التي قمنا بها في السفينة "فوسخود" مثلا، ولكنني اقصد تلك الرحلات التي تستغرق اسابيع وشهورا واود ان اقول هنا ان سفينة الفضاء السوفيتية فوسخود صنعت بغاية الدقة، فانشئت فيها اجهزة اتصال والمكالمة بالارض، وزودت بوسائل الاتصال والمكالمة بين رجال الفضاء وبعضهم داخل السفينة، كما تحسنت اجهزة التليفزيون الموضوعة داخل السفينة، وتحقق الانزال برفق بواسطة رجال الفضاء انفسهم.
"ان علوم الملاحة الكونية تتطور بخطوات هائلة سريعة، وسيأتي الوقت الذي تنطلق فيه الى القمر والمريخ والزهرة، بسفن جديدة تحمل جماعات من رواد الفضاء، بيد انه لتحقيق هذه المهمة يجب ان تحل القضايا الاخرى التي تكفل ضمان الرحلات الكونية المختلفة، واني لعلى ثقة بانه سيأتي اليوم الذي تحمل فيه سفن الفضاء الجبارة انسانا الى اجزاء اخرى من الكون الفسيح، وسيتحقق حلم البشرية فيصل الناس الى القمر والزهرة والمريخ".
نعم! ستتحقق احلام البشرية.. ولكنها لن تنسى أبطالها..!

المصـــور / نيسان- 1968
المصدر: المدى

  

      وفاة رائد الفضاء الروسى يورى جاجارين

المصري اليوم /ماهر حسن:كان أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجى والدوارن حول الأرض فى ١٢ أبريل من عام ١٩٦١ على متن مركبة الفضاء السوفيتية «فوستوك١». نحن نتحدث عن يورى جاجارين رائد الفضاء السوفيتى والمولود لإحدى الأسر الفقيرة فى كلوشينو غرب موسكو فى روسيا فى التاسع من مارس عام ١٩٣٤م.

عانت أسرته الأمرين خلال الحرب العالمية الثانية وعنيت شقيقته بتربيته، وعانت أسرته أثناء الحرب حيث قام الألمان بأسر أخويه ولم يعودا حتى نهاية الحرب.

أثناء عمله فى أحد مصانع الحديد والصلب تم اختياره لبرنامج تدريب فى معهد التكنولوجيا فى مدينة سرتوف ثم التحق بنادٍ للطيران، وتدرب على التحليق بالطائرات الخفيفة حتى استطاع إتقان فنون الطيران بشكل ممتاز مما شجعه على الالتحاق بالكلية الحربية للطيران فى سنة ١٩٥٥ وبعد تلقيه التدريب الكافى على طائرة ميج-١٥ تم تعيينه فى قاعدة جوية بالقرب من الحدود النرويجية فى إقليم مورمانسك.

وفى عام ١٩٦٠م بدأ العاملون على برنامج الفضاء السوفيتى عمليات بحث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين من أجل تدريبهم وتجهيزهم للمهمة المرتقبة التى ستحدث تغييرا كبيرا على الساحة الدولية، فبرنامجهم لسبر الفضاء يعنى أنهم قد سبقوا الولايات المتحدة فى أبحاث الفضاء، ووقع الاختيار على عشرين شخصا من بينهم يورى،

وقد أخضع العشرون لشتى أنواع الاختبارات الجسدية والنفسية القاسية ثم كان على القائمين فى البرنامج السوفيتى أن يختاروا أحد الاسمين الباقيين يورى جاجارين أو جيرمان تيتوف ليكون أول شخص يرسل للفضاء، ووقع الاختيار على قصير القامة يورى جاجارين.

وفى الثانى عشر من أبريل ١٩٦١ كان يورى أول رجل يرى الأرض من الفضاء الخارجى على متن «فوستوك١» وبعد عودته إلى الأرض سالماً أسرع نيكيتا خروتشوف إلى جعل يورى بطلاً قومياً وأصبح يورى أحد أهم المشاهير، وراح يجول العالم فى حملة إعلانية للاتحاد السوفيتى، أبدى أداءً جيداً جدا بتعامله مع الشهرة غير أن ذلك ترك أثراً سلبياً أيضاً حيث أدمن شرب الكحول مما لم يساعده كثيراً فى حل مشاكله الزوجية ووقع الطلاق بينه وبين زوجته وتزوج بأخرى.

عمل بعد ذلك نائباً فى المجلس السوفيتى الأعلى إلى أن عاد مجدداً إلى سيتى ستار ليساعد فى تصميم مركبة فضاء قابلة للاستعمال لأكثر من مرة ووفقاً لطبيعة منصبه الجديد كان عليه أن يقوم بالطيران مجددا على متن ميج-١٥ وفى مثل هذا اليوم ٢٧ مارس من عام ١٩٦٨ وأثناء قيامه بطلعة تدريب روتينية تحطمت طائرته وهو ما أودى بحياته وحياة المدرب الذى كان برفقته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1012 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع