نشرتْ جريدة المشرق بعددها المرقم 1636 بتاريخ 12 / تشرين الأول / 2009 خبراً عن وفاة الملك فيصل الاول في سويسرا عام و1933،
أود ان اعلمكم بأن الدكتور شوكت الزهاوي وزير الصحة في وزارة توفيق السويدي عام 1946 له علاقات واسعة بحكم زواجه من اخت المرحوم غازي الداغستاني وعديله كل من اللواء جودت العزاوي رئيس مرافق الملك فيصل الاول وحكمت سليمان رئيس وزراء العراق عام 1936 عندما قام بكر صدقي بانقلابه, وتوفيق السعدون مدير التشريفات في وزارة الخارجية العراقية في العهد الملكي, ونجيب الراوي وزير المعارف ونقيب المحامين والسيد الراوي زوج شقيقة اللواء الركن غازي الداغستاني.
اخبرني الدكتور الزهاوي عام 1970 بحكم علاقتي الوثيقة به وكنت اسكن في منطقة العيواضية وبيته قريبا من سكني, بأن الملك فيصل الاول رحمه الله كان من افضل من حكم العراق وله صديقة هندية فائقة الجمال وكانت تتردد على بغداد بين حين واخر,
وعندما سافر الملك الى سويسرا للفحص والعلاج والاستجمام بعد حادثه «الاثوريين« بقيادة ماري شمعون جاءت هذه الفتاة الهندية الى سويسرا برفقة شقيقها وكان طبيباً وقدمته للملك وطلبت من شقيقها فحص الملك بعدها نزل الجميع الى صالة الفندق بدعوة من هذه الفتاة لتناول الشاي والحليب والكعك وبعد انتهاء الدعوة ودعت وشقيقها الملك وتوجهوا مباشرة الى المطار وغادروا سويسرا في تلك الليلة...
بعد ساعات احس الملك بألم في معدته واخذ يتقيأ واستدعي الاطباء على وجه السرعة وفحصه الاطباء فوجدوه مرهقاً وبعد فترة قصيرة فارق الحياة وكان برفقة نوري السعيد وتحسين قدري واخرين. طلبت الحكومة السويسرية تشريح جثة الملك بناء على نصيحة الاطباء الذين فحصوه الا ان الطلب رفض من قبل نوري السعيد وطلب تحنيطه ونقله الى بغداد على وجه السرعة.
ويعتقد الدكتور الزهاوي ان هذه الفتاة الهندية مكلفة من قبل المخابرات البريطانية بقتل الملك والخلاص منه بعد ان كان يعترض على سلوك السياسة البريطانية في العراق وانقل هذه المعلومات كما رواها لي المرحوم الدكتور شوكت الزهاوي. ايد هذه المعلومات الروائي المشهور المرحوم الدكتور عبد الرحمن صديق بأن الملك فيصل الاول كانت له علاقة بفتاة هندية فائقة الجمال وهو يحبها كما جاء في كتابه «العراق هوامش في التاريخ والمقاومة صفحة 87 والكتاب صادر في ايار عام 2003 عن دار نشر مغربية. السفارة البريطانية في بغداد رفعت تقريرا يثير بعض الشكوك في موت الملك ويقول ان الملك قد مات نتيجة التسمم بعد اختلافه مع السيدة التي كان يحبها او التحريض من قبل الوكلاء السياسيين ومن الجائز الربط بين هذا الاعتبار الاخير كما جاء في الجزء الثالث من كتاب تاريخ الوزارات العراقية في الصفحة 309 للسيد عبد الرزاق الحسني .
في 28/ 3/ 2014 ذكر من قناة التغيير الدكتور مظفر الادهمي ما جاء في حديث الدكتور الزهاوي ونشر صورة تجمعه مع الفتاة الهندية وشقيقها وتحسين قدري رئيس التشريفات الملكة واعاد وقال ان الملك تناول الشاي والحليب والكعك مع الجميع وشعر بعد فترة قصيرة بألم في معدته وتقيأ عدة مرات وعند فحصه تبين ان وضعه الصحي سيئ للغاية علماً بأن الفريق الطبي السويسري الذي فحصه, سبق ان فحصه قبل تناول الشاي وكان وضعه طبيعياً وقلبه سليماً,
وبعد عدة ساعات توفي الملك وارادت السلطات السويسرية تشريح الجثة لمعرفة اسباب الوفاة الا ان نوري السعيد رفض ذلك وطلب تحنيطه واعادته الى العراق. وصل سفير العراق في بريطانيا جعفر العسكري بعد يوم واحد من وفاة الملك وصرح لبعض السياسيين بأنه يجب ترشح احد اعضاء الاسرة الحاكمة على العراق بدلاً من الامير غازي.
الا ان السياسيين رفضوا ذلك لانه يخالف الدستور ويجب تتويج الامير غازي. يقول الادهمي ان هذه المعلومات اخذها من الوثائق البريطانية عندما كان يدرس في لندن لنيل شهادة الدكتوراه وبالصدفة اطلع على كتاب السموم ومنها الزرنيخ ووجد ان الزرنيخ يطعم على شكل اقراص احدها يقتل الانسان بعد ست ساعات والاخر اسبوعين واخر الى ثلاثة اشهر اذا تناوله مع الشاي والحليب ولا يشعر الانسان به لانه لا يتغير طعم الشاي والحليب, ويقول ان هذه الاقوال تنطبق على الملك الذي توفي في 6 / ايلول / 1933. ذكر الادهمي ان القنصل البريطاني بعث برسالة سرية الى وزارة الخارجية البريطانية ذكر منها ان الملك مات مسموماً استناداً الى الوثائق الا ان وزارة الخارجية طلبت منه غلق الموضوع وعدم اثارته مجدداً.
يقول الادهمي بعد رجوعي الى العراق نشرت مقالا ً في مجلة – افاق عربية – حول اسباب وفاة الملك فيصل الاول ويقول انه اتصل به بعد ايام قليلة السيد تحسين قدري الذي كان مرافقاً للملك وسألني عن المصادر التي استندت اليها وطلب مني القدوم الى بيته... وذهبت اليه وشرحت له كل المعلومات التي قرأتها وعند ذاك صاح في وجهي وقال بأن الملك مات مسموماً على يدي وبدا عليه الحزن وانه لم يصرح طيلة الفترة الماضية واراد ان يوثق ذلك الحدث. يذكر الاستاذ اكرم الحوراني نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة في الجزء الاول من مذكراته بأن المخابرات هي التي اغتالت المرحوم فيصل الاول بدس السم وهذه اضافات لمقالي الذي كتبته في 14/10/2009 وهي تؤيد ما ذكره الدكتور الزهاوي وقد نقلت المقال والتعليقات ليكون المقال جامعاً بكل التفاصيل..
المصدر :جريدة المشرق
الكاتب: عبدالأمير محمد أمين
1460 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع