بقلم / الصقر
معركة شرق دجلة - شباط/ فبراير 1984
انهيت مقالتي السابقة المنشورة في الگاردينيا بتاريخ 18 /4 /2019 بعنوان ملحمة كردمند بنهاية احداث عام 1983 وما رافقها من احداث ، وقد فاتني ذكر بعض الاحداث لطول المقال وسأشير لها في مستهل هذا المقال ، الذي يتضمن احداث الاشهر الاربعة الاولى لعام 1984 واهمها معركة شرق دجلة .
في منتصف عام 1983 تم استحداث تشكيل جديد في مديرية طيران الجيش اطلق عليه اسم جناح الطيران المتقدم يقوم بتهيئة الطيارين عند تنسيبهم الى الاسراب الجديدة ( دورات تحويل الطيارين الى الطائرات المنسبين اليها في هذه الاسراب ) بحجة تقليل الجهد على الاسراب الفعالة, وفي الحقيقة فهي كانت منافسة بين شعبتي التدريب والحركات .
جناح الطيران المتقدم
تم اسكان الجناح في مطار التاجي واتخذ مقرا له في احد اوكار الطائرات مشاركة مع احد اسراب مي/ 8 وقد تم تنسيب آمرا للجناح مع سرب بأمرة المقدم الطيار فاروق عبد المحسن الكرم )استشهد عام 1988 نتيجة اصابة عجلته العسكرية بصاروخ ارض/ ارض على الطريق السريع قرب بغداد الجديدة خلال عودته من مطار الصويرة وحدة معلمي الطيران التي كان آمرها ) وهو من معلمي الطيران المرموقين رحمه الله تعالى ، يتكون السرب من عدة رفوف تعليمية .
تم تنسيب المدرب الالماني ( بالك ) من السرب 106 الى الجناح المتقدم للقيام بتدريب الطيارين الذين سيتم الحاقهم الى هذا السرب. لم يكن للجناح المتقدم علاقة بالأمور الادارية او الفنية وتكفل السرب بذلك ناهيك عن تهيئة الطائرات وتنفيذ الطلعات التدريبية في وكر السرب ايضاً، كما يتم تنسيب المدربين من الاسراب كل حسب نوع الطائرة وكما سيأتي لاحقا .
التحاق طيارين احداث للسرب 106
بتاريخ 23 /12 /1983 التحق خمس طيارين احداث الى السرب بعد اكمالهم التدريب على طائرات BO105 في الجناح المتقدم ، وكانوا لا يزالون بصفة تلاميذ ، وتم ارسالهم الى مدرسة طيران الجيش في مطار الصينية بمنطقة بيجي لحضور مراسيم تخرج دورتهم يوم 6 / 1 / 1984 ومنحهم رتبة ملازم طيار . ثم عادوا الى السرب بتاريخ 8 /1 / 1984 وتم نشرهم بصفة طيار ثان.
كان وجودهم في السرب اثر كبير رغم عددهم القليل لقلة عدد طياري السرب وعدم التناسب مع عدد الطائرات والواجبات المطلوب تنفيذها .
استمرت فعاليات السرب من خلال تنفيذ المنهاج السنوي للتدريب والفعاليات القتالية على جميع الجبهات وتنفيذ المنهاج التدريبي الخاص بأعداد الطيارين الجدد كطيارين فعالين .
معركة شرق البصرة شباط/ فبراير 1984
موقف الطائرات
تتواجد اربع مفارز للسرب طائرتين في كل من كركوك الفيلق الأول ، المنصورية الفيلق الثاني ، والميمونة في العمارة الفيلق الرابع ، و في البصرة الفيلق الثالث تتواجد 3 طائرات واحدة منها مجهزة بمعدات التصوير الجوي .
في يوم 21 /2 / 1984 صدر الامر بتعزيز مفرزة الميمونة بطائرتين مسلحتين تم تكليف معاون آمر السرب المقدم الطيار ( ا . ق . م ) و معه الملازم الطيار ( ن . ع . ع ) طيار ثاني والمرحوم النقيب الطيار ساطع محمد حسن ومعه الملازم الطيار خالد حسن (استشهد عام 1987) الى الميمونة. وتعزيز مفرزة البصرة بطائرتي اسعاف نوع BO 105 وطائرتين مسلحتين قدت انا التشكيل ومعي الملازم الطيار مصطفى برزان (استشهد عام 1990 في الكويت) .
بالتنسيق مع مستشفى الرشيد العسكري بتهيئة الطواقم الطبية ثم التوجه بأربع طائرات الى البصرة وكانت الفرصة مناسبة لتعليم الطيارين الجدد اسلوب التنقل بين المطارات و استخدام الاتصالات اللاسلكية معها ومع قاطع الدفاع الجوي والممارسة العملية على استخدام جهاز الملاحة ( الدوبلر ) .
وبذلك تكون هناك اربع طائرات مسلحة بصواريخ ضد الاشخاص في مطار الميمونة . واربع طائرات مسلحة وطائرة تصوير في مطار البصرة , وطائرتين اسعاف في مطار الشعيبة . لم يبقى اي طيار في مقر السرب سوى المجازين دوريا والذين تمت المناورة بهم لإدامة اجازات الطيارين , رغم رغبة واصرار بعض الطيارين على رفض التمتع بالإجازة الدورية ولحين انتهاء المعركة .. تم تعزيز المفارز بالضباط المهندسين والمراتب الفنيين لضمان ادامة الطائرات بزخمها الجديد.
كما تم تكليف اقدم ضابط مهندس لاستلام مهام آمر السرب , اما بقية الطيارين المتمتعين بالإجازة الدورية فتتم المناورة بهم لإدامة المفارز وعدم توقف الاجازات الدورية , مع تبليغ المجازين بان يكونوا قريبين و حاضرين عند الطلب .
الاعمال القتالية
في 22 /2 / 1984 تم استطلاع قاطع الفيلق الثالث وتأشير الخرائط لمواقع قطعاتنا وتواجد العدو والمحاور المحتملة لتعرضه بالاشتراك مع طياري اسراب الجناح الثالث (محافظة البصرة) الذين هم على دراية جيدة ومفصلة لقاطع عملياتهم.
مساء اليوم ذاته قمت وبصحبة مدير الحركات العميد الطيار محمد عبد الله بطلعة ليلية لفحص صلاحية وكفاءة منظومة التصوير ليلا دون الاقتراب من الخطوط الامامية لقطعاتنا وخلال الطيران كانت نذر التعرض المعادي واضحة.
بعد تنفيذ الطلعة الليلية عدت الى غرفة حركات الجناح والتي كان يديرها المقدم الطيار الركن اياد جاسم (اغتيل بعد الاحتلال عام 2007 ) ، توالت البرقيات والمعلومات بان تعرض العدو سيكون هذه الليلة حتما على قاطع الفيلق الثالث ، وكان قد تعرض في اليوم السابق 21 / 2 على قاطع الشهابي شرق الكوت والشيب شرق ميسان وكان التعرضان لأجل المخادعة وتثبيت بعض القطعات .
نتيجة لهذه المعطيات قررت المبيت في غرفة الحركات بدلا من الشقة المخصصة في جزيرة السندباد ، وفعلا تعرض العدو في هذه الليلة على قاطع فرقة المشاة الثامنة في مخفر بوبيان وتم احتواء التعرض بنجاح ، وتبين بان هذا التعرض هو للتمويه على الهدف الرئيسي .
بدأت فعاليات الجناح الثالث فورا بقيام طائرات ( مي/ 8 ) بواجبات انارة ساحة المعركة ولغاية الفجر .
23 / 2 /1984 وقبل الضياء الاول كلفت بقيادة تشكيل من طائرتي BO105 وطائرة مي 25 بقيادة الرائد الطيار قصي بدر الدين (استشهد في معركة الفاو 1986 ) لاستطلاع القاطع من القرنة والى الشمال وصولا الى العزير بعد ورود معلومات اولية بتعرض العدو بتجاوزه هور الحويزة ،( لم تكون المنطقة مؤشرة على خرائطنا لكونها خارج نطاق العمليات المحتملة لوجود هور الحويزة مانع طبيعي) .
بعد اجتياز القرنة باتجاه العزير و نهر دجلة على يمين التشكيل ( شرق الطريق العام عمارة بصرة ) وبدأت الرؤيا تتضح بعد شروق الشمس لاحظت وجود اشخاص واقفين على الضفة الشرقية لنهر دجلة ينظرون الى التشكيل , توجهت نحوهم وتمكنت من تمييزهم بملابسهم ( الخاكي ) وحركتهم طبيعية ونظرا للمعلومات التي لدينا بان القاطع ممسوك من قبل الجيش الشعبي وعناصر من قوات الحدود فقد خمنت بانهم من الجيش الشعبي فقررت التقرب منهم لمعرفة المستجدات ، وعند اقتراب التشكيل منهم فتحوا نيران اسلحتهم باتجاه الطائرات مع قيامهم بالانتشار والاستتار بالعوارض المتوفرة , ابتعدنا عن مصدر النيران وطلبت من الطائرة الثانية تمييز الاشخاص بواسطة المسددة ومحاولة التقرب ببطيء وحذر مستغلا ان الطائرة مدرعة ، تكرر الرمي نحونا عند الاقتراب منهم . بعد الاطلاع على الخارطة تبين ان نهر دجلة بعيد جدا عن الحدود والمسافة الى حافة هور الحويزة الشرقية ايضا بعيدة .
كان الموقف محرجا هل هم عدو ام جيش شعبي مرتبك ولا يستطيع تمييز الطائرات او الاتجاهات، شاهدت عجلة ( ايفا ) تسلك الطريق باتجاه القرنة قادمة من العزير , هبطت قربها وكان الطريق خالي تماما سوى هذه العجلة اوقفته واستفسرت منه عن الموقف فأجابني وبشكل مرتبك بان العدو قد عبر نهر دجلة جنوب العزير وقطع الطريق العام وانه قد نجى منهم بأعجوبة بعد استهدافهم لعجلته . اقلعت واخبرت الطائرة الثانية وقاطع الدفاع الجوي بالمعلومات واني سأعالج المتسللين الذين امامي.
قدرت الموقف بان هؤلاء المتسللين قد تم نقلهم قبل قليل بواسطة السمتيات المعادية الى الحافة الشرقية لنهر دجلة (لعدم امكانيتهم قطع المسافة الطويلة راجلا من ضفة الهور) وبذلك اعتقدوا اولا بان تشكيلنا هو من طائراتهم التي نقلتهم لذلك لم يستتروا في البداية لحين ملاحظتهم العلم العراقي وحجم طائرتي الصغير فقاموا بأطلاق النيران نحونا. تمت معالجة العدو بواسطة الصواريخ الحرة للطائرتين والمدفع الرشاش لطائرة مي25 , لم نتوغل عبر النهر باتجاه الهور لنفاذ العتاد وعدم معرفتنا بالموقف وعدم استطلاعها سابقا.
خلال العودة تم تبليغي بالتوجه الى مقر الفرقة 11 شرق شط العرب وكانت طائرات الجناح تتواجد في مهبط الطائرات، توجهت الى غرفة حركات الفرقة وقدمت ايجازا بالواجب والمعلومات وتدوين تقرير المهمة.
بدأت نتائج التعرض تتضح فقد تم احتلال حقلي مجنون النفطيين الشمالي والجنوبي (وهما يتكونان من مناطق مغمورة تم تجفيفها لأغراض وزارة النفط بإحاطتهما بسداد رملية بارتفاع 3_ 4 امتار وعرض 8 امتار ويكثر في المنطقة القصب مما يحجب الرؤيا.) ومخفر غزيل وبوبيان والكشك البصري وتهديد منطقتي السويب والقرنة، وفي العزير احتل العدو قرى البيضة والكسارة والصخرة شرق نهر دجلة والسيطرة على لسان عجيردة والذي يمتد من شرق العزير باتجاه الحدود الايرانية داخل هور الحويزة وبطول 18 كم . وتسللت بعض المفارز لعبور جسر العزير وقطع طريق العزير القرنة . والغرض من هذا التعرض قطع الطريق العام العمارة بصرة ثم التوغل غربا في هور الحمار والاتصال مع المتعاونين مع العدو للسيطرة على شمال البصرة وتطويقها وعزل الفيلق الثالث .
تم تشكيل مقر عمليات ( شرق دجلة ) تحول لاحقا الى الفيلق السادس وتم اسناد قطعاته من جناح طيران الجيش الرابع معززا بمفرزة من اربع طائرات من السرب 106 ومفرزة من سرب 107 نوع PC7 طائرات مقاتلة السمتيات ( ثابتة الجناح ) ، وسيأتي ذكر العمليات لاحقا .
باشرت السمتيات بفعالياتها لإسناد قطعات الفيلق الثالث وعلى الطريق النشوة غزيل والتعرض على قطعات العدو والمتسللين في القاطع . كلفت باستطلاع القاطع من القرنة وباتجاه السويب وحقل مجنون الجنوبي , قدت التشكيل مع طائرة غزال بقيادة آمر السرب 31وكانت الطائرات مسلحة بصواريخ حرة ضد الاشخاص لعدم وجود دروع معادية , وصلنا الى محطة ضخ السويب شاهدت العمال مستترين وبحالة خوف ويؤشرون باتجاه تواجد متسللين قريبين تمت معالجتهم وتأمين المنطقة والاندفاع الى السدة الغربية لحقل مجنون الجنوبي , مع الحذر من قصف المنطقة خشية اصابة قواتنا والعمال المنسحبين من حقلي مجنون , عاد التشكيل الى مقر الفرقة 11 وتم تقديم تقرير المهمة , استمرت الفعاليات في اسناد قطعات الهجوم المقابل واسناد بقية القطعات في مواقعها ومعالجة قطعات العدو شرق دجلة في شمال القرنة في مناطق همايون والروطة ولغاية رشيدة .
قام تشكيل من طائرتي غزال بقيادة آمر السرب 31 بعملية اسناد لقطعاتنا في محور النشوة غزيل وعثر على عدد من العمال (السودانيين) هاربين من حقل مجنون الجنوبي فقام بأخلاء المصابين منهم وابلغ المجس الجوي في مقر الفرقة 11 بتجهيز مفرزة طبية في مهبط الطائرات لتقديم الاسعافات الاولية نظرا لشدة الاصابات. وفور هبوط الطائرات تم تقديم الاسعافات الاولية للمصابين ونقلهم الى مستشفى البصرة العسكري ثم اقلع ثانية مع طائرتي مي/ 8 لأخلاء بقية العمال العالقين في منطقة القتال وتم انقاذهم وهم مرعوبين.
قسمت الواجبات الى محورين احدهما باتجاه مخفر غزيل والى الكشك البصري والاخر من القرنة باتجاه العزير وكان نصيبي المحور الثاني . قام العدو بدفع التعزيزات عبر هور الحويزة باتجاه نهر دجلة شمال السويب والى الرشيدة . اتخذنا نقطة دلالة في نهر دجلة تحدب شديد من جهتنا وتقعر من جهة الهور وتقع قرية الروطة على ضفتها الجنوبية مباشرة ويشكل مجرى النهار شكل علامة ( اوميكا ) وتكون واضحة من الجو وانتشر هذا المصطلح كنقطة دلالة , لاحقا ( تم تعديل مسار النهر بعد انتهاء المعارك ) وكما هو مؤشر في الخارطة المرفقة .
نفذت ذلك اليوم 8 طلعات قتالية و تمكنت قطعاتنا من تطهير المنطقة من المتسللين وتأمين القرنة والسويب ولغاية حقل مجنون الجنوبي.
استمرت فعالية طيران الجيش ليومي 24 و25 /2 وكان التنفيذ من مطار البصرة لذلك لم انفذ سوى 3 طلعات يوميا لطول المسافة بين مطار البصرة ومنطقة الواجب، لم يكون مطار طلحة الثانوي غرب القرنة قرب ناحية ( المدينة ) مهيأ لاستقبال الطائرات من حيث تكديس العتاد والوقود . وعندما تم اكماله قمنا بتنفيذ طلعات الاسناد منه . لم تتوقف عمليات تنوير ساحة المعركة والتي ينفذها طياري مي8 طيلة ليالي المعركة.
مساء يوم 24 / 2 استدعاني آمر الجناح الثالث العقيد الطيار الركن ( م . ع . ا ) وتدارسنا امكانية استمرار فعاليات طيران الجيش القتالية ليلا باستغلال واجبات تنوير ساحة المعركة من قبل طائرات مي8 بعد التنسيق في التوقيتات معها . رحبت بهذا المقترح لكونها فعالية جديدة لها تأثير معنوي وقتالي ايجابي لقواتنا وسلبي على قوات العدو .
تم اختيار منطقة الروطة لمعرفتي بتفاصيلها واقلعت ومعي المقدم الطيار ( ع . ر . ج ) كطيار ثاني كونه ذو خبرة جيدة لمساعدتي في تقييم العمل واعادة الواجب عند اقرار جدواه , تبعتنا طائرة مي8 وعند الوصول الى الهدف اطلقت طائرة مي8 مشاعل التنوير لكشف المنطقة , راقبنا المنطقة ولم نستطيع تمييز اية حركة , لذلك قمت بقصف المنطقة بالصواريخ التي تحملها الطائرة مع الايعاز الى الطيار الثاني بغلق عينيه خلال الرمي واستلامه قيادة الطائرة بعد الانتهاء من اطلاق الصواريخ تجنبا للعمى الوقتي نتيجة الرمي .
قدمت تقرير المهمة ومناقشة الواجب ( التجربة ) مع امر الجناح والنتيجة كانت لا فائدة قتالية من التجربة وتم الغائها .
25 / 2 استمر اسناد الفرقتين 6 و 3 المدرعتين لتحرير محور النشوة غزيل و تطهير شرق دجلة باتجاه هور الحويزة .
26 / 2 تم تأهيل مطار ( طلحة ) وتنسيب المرحوم العقيد الطيار الركن سعدي عبد الرزاق لتكون الواجبات بأشرافه و بذلك تمكنا من زيادة طلعات الاسناد لقرب المطار من ساحة العمليات . تعود الطائرات والمشرف على المطار بعد انتهاء الواجبات مساءً الى مطار البصرة .
27 /2 كانت طائرتين من نوع مي 25 تقوم بمعالجة القوات المعادية في جنوب منطقة الرشيدة اصيبت احداها بقيادة الرائد الطيار قصي بدر الدين اصابة مباشرة وسقطت تشتعل بها النيران مما ادى الى اعتقادنا باستشهاد طياريها لعدم تمكن الطائرة الثانية من التقرب منها وملاحظة الاصابات . واتضح بعد ذلك تمكن قطعاتنا الارضية من اخلاء الطيارين المصابين احياء ونقلهم الى مستشفى البصرة العسكري.
تم اسناد فرقة المشاة الرابعة خلال تعرضها لتحرير حقل مجنون الجنوبي وتمكنت من تحرير ثلثي الحقل بعد معارك شديدة وتحديد التعرض بالسداد الثلاثة (الشرقية والوسطى والغربية) التي يتكون منها الحقل .
خلال احدى الطلعات لاحظت القصف المدفعي لقواتنا تطال منطقة خالية شرق دجلة، هبطت في مقر البطارية وقدمت لهم الاحداثيات الصحيحة لتواجد العدو وتم القصف بشكل دقيق على اثر ذلك ،وقد تواجدت طائرة غزال مجهزة بمنظومة ( اوسلو ) لتوجيه رمي المدفعية في مكان قريب منها .
28 /2 خلال عمليات الاسناد اصيبت احدى الطائرات من نوع مي25 ونتج عنها اصابة قائدها الرائد الطيار ( ج . ر . ح ) ادت الى بتر احدى ذراعيه واصابة الطيار الثاني النقيب الطيار ( ع . م ) وتحطم الطائرة وتم اخلائهم الى مستشفى البصرة العسكري . وافاد الطيار بان الاصابة كانت عن طريق خطا في التمييز من قبل احدى طائراتنا المتصدية ميك21 نتيجة لوجود السمتيات المعادية .
وبعد اتمام واجبات الاسناد والعودة الى مطار البصرة تعرضت مدينة البصرة وتحديدا المطار الى رمي متقطع بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، كلفت بمراقبة واستمكان اماكن اطلاق النار والذي توقف فور اقلاعي واستمريت بالتحليق لمدة ساعة ونصف دون تجدد الرمي .
29 /2 ومن الصباح الباكر تمت ملاحقة القطعات المعادية الهاربة تطاردها قطعات من الفرقة السادسة من شرق نهر دجلة وباتجاه هور الحويزة وكان تشكيلي فوق القوة الامامية وكانت اسلحة العدو التي تركها خلال هروبه وبأعداد كبيرة منتشرة على الارض . وبذلك تم تحرير جميع الاراضي التي توغل بها العدو في قاطع شرق دجلة .
الخرائط طبعت عام 1986 بعد انشاء سداد وطرق جديدة
فعاليات السرب 106 في جناح طيران الجيش الرابع
يتواجد في جناح طيران الجيش الرابع اربع طائرات بقيادة معاون امر السرب وكما جاء آنفاً وقد كلف بالواجب الأول فجر يوم 23 /2/1984 بتشكيل بقيادة المقدم الطيار ( ا ق ) و الملازم الطيار خالد حسن كطيار ثان (استشهد عام 1987 ) والطائرة الثانية بقيادة الرائد الطيار ( ح . ع . ح ) ومعه الطيار الثاني الملازم الطيار ( ن . ع . ع ) واجب التشكيل الاستطلاع المسلح بعد ورود التقارير بتعرض العدو في قاطع العزير وعبور مفارز متقدمة منه نهر دجلة وقطع الطريق العام عمارة بصرة . اشتبك التشكيل مع العناصر المتسللة وخلال الاشتباك اصيب الملازم خالد حسن بإطلاقات نارية في اعلى فخذه استمر التشكيل بالاشتباك لحين وصول تشكيل اخر لاستلام المهمة عاد التشكيل الى مقر الجناح ونقل الطيار المصاب الى مستشفى العمارة العسكري ثم الى مستشفى الرشيد العسكري .
تم تشكيل ( قوات شرق دجلة ) والتحق المرحوم اللواء الركن هشام صباح الفخري ونظرا لخطورة الموقف فقد تواجد قرب لسان عجيردة واخذ بتوجيه الطائرات بشكل مباشر من خلال المجس الجوي .
24 / 2/1984 استمر تقديم الاسناد واصيبت احدى طائرات السرب وكانت بقيادة المرحوم النقيب الطيار ساطع محمد حسن اصابات مباشرة بأسلحة مقاومة الطائرات والانفلاق الجوي مما ادى الى اصابات خطرة في الريش الرئيسية وجسم الطائرة وخزان الوقود الذي بدا ينضح مما اجبر الطيارين على الهبوط في مقر قوات شرق دجلة , وتم اصلاحها بشكل سريع واولي من قبل مهندس وفنيي السرب لحين نقلها الى مقر الجناح لإكمال صيانتها لتكون جاهزة لتنفيذ الواجبات . وفي اليوم ذاته اصيبت طائرة مي8 في القاطع ذاته مما نتج عن اصابة الطيار الثاني ونقل الى مستشفى الرشيد العسكري .
انهت قطعات الفرقة العاشرة والوية القوات الخاصة من تحرير قريتي البيضة والصخرة ومسك الارض لواء المشاة 24 .
25 /2 تم تحرير السداد الشرقية باتجاه هور الحويزة بعد تدمير واسر العديد من القوات المعادية والاندفاع نحو لسان عجيردة وتحرير اكثر من ثلثي اللسان بتضحيات كبيرة من قبل اللواء 66 قوات خاصة وتم اسقاط طائرة سمتيه معادية نوع شينوك من قبل احد طياري السرب 107 . ومسكت الارض الفرقة 35 بعد انسحاب الفرقة العاشرة .
وبذلك فقد انتهى تواجد العدو غرب هور الحويزة وعادت الجبهة كما كانت سوى 8 كم من لسان عجيردة .
بعد استقرار الموقف في قاطع شرق دجلة عادت طائرتي التعزيز الى التاجي مع بقاء المفرزة الدائمية في الجناح الرابع . وكانت هذه المعركة الاولى التي يشترك بها طيارين احداث وقد ابلوا بلاءً حسناً للدور الكبير للطيارين الفعالين في تدريبهم العملي اثناء المعارك وتشجيعهم ورفع الهمم رغم اصابة احدهم ليكونوا جاهزين للمعارك القادمة .
اذار/ مارس 1984
استمرت قطعات الفيلق الثالث بالتعرض لاستعادة حقول مجنون واستمر اسنادنا من خلال العديد من الطلعات القتالية التي كانت تنطلق من مقر الفرقة السادسة في الدير و ولكن طبيعة الارض المغمورة بالمياه ولا تتوفر سوى السداد التي لا تستوعب سوى عجلة واحدة او دبابة ادت الى صعوبة تعرض قواتنا .
4 /3/1984 عدت الى مقر السرب في التاجي بعد توقف مؤقت للعمليات
5 /3 مساءا صدر الامر بالتوجه الى البصرة فجر اليوم التالي
6 / 3 وصلت الى مقر الفرقة السادسة مباشرة بعد تبليغي بذلك في مطار الميمونة
لم اجد اي تغيير في الموقف ولم جد اي سبب لاستدعائي , استمريت بالطلعات لإسناد قواتنا واستطلاع قاطع شرق دجلة ولغاية هور الحويزة وتوجهت مساءً الى مطار البصرة .
واجب طائرة الاسعاف الجويBO 105)
تواجدت طائرتي الاسعاف الجوي في قاعدة الوحدة (الشعيبة) الجوية . ولعدم تكليف الطائرتين بالواجبات فقد كنت ارسل يوميا طيارين من مطار البصرة واعادة طياريها الى مطار البصرة لتوزيع الجهد . تواجد مدير الحركات العميد محمد عبدالله ومشاركته في الطلعات الجوية وتوجيه الطيارين للأهداف فصادف تواجد طيار من السرب 106 قائدا لتشكيل في ذات المنطقة ( الطيار هو من جاء ذكره في المقال السابق ملحمة كردمند والذي كاد ان يعدم ) فتذكره مدير الحركات ووجهه الى منطقة خطرة واخذ يحثه ويطلب منه سرعة الوصول . كنت انفذ واجب قريب من المنطقة المطلوبة فناديت مدير الحركات باني قادم وانتظر التوجيه . وصل تشكيلي والتشكيل الاخر فوجهه الى منطقة الواجب ليقع في مرمى نيران العدو ( انفلاقات جوية ) كثيرة حوله . ولكنه نجى بأعجوبة ! تقدمت بالإسناد المناسب ومن منطقة شبه امينة نالت استحسان مدير الحركات .
بعد العودة الى البصرة وخشية على حياة الطيار ارسلته وبشكل دائمي الى قاعدة الشعيبة لأبعاده عن نظر مدير الحركات مع الاستمرار بتبديل طيار واحد يوميا .
27 /2 عصرا وكنت في غرفة حركات الجناح صدر امر بإقلاع طائرة الاسعاف فورا الى الكشك البصري وبأمر القائد العام للقوات المسلحة والتواجد في المنطقة لحين انتهاء ضربة جوية ( اسناد قريب ) من تشكيل طائرات ميك 23 وانقاذ الطيار الذي قد تصاب طائرته ويقذف بالمظلة ولا يسمح باسره مهما كانت الظروف . اوعزت للطيار المذكور كونه كان الطيار الاقدم بالتنفيذ فورا واوجزته بتفاصيل الواجب . بعد مرور 15 دقيقة لم نبلغ بإقلاع الطائرة كما هو معتاد . اتصلت بالطيار المذكور واستفسرت عن سبب عدم التنفيذ فابلغني بان الطيار الاخر يتردد في التنفيذ!! فقدت توازني وناله مني ما لا يمكن الافصاح عنه ( اين اذهب بك وما يليها من كلمات ) طيارو السرب يتسابقون لتنفيذ الواجبات . نفذ الواجب شخصيا فورا . ان اي تلكؤ بمثل هذا الواجب اول من يحاسب عليه آمر السرب لهذا كان رد فعلي عنيف وخارج الاصول .
اعيد هذا الطيار الى مقر السرب وتم تعويضه بطيار آخر .
7 / 3 توجه الجهد الجوي الى مقر الفرقة السادسة وباشرنا التعرض على العدو في حقل مجنون الجنوبي . التقيت يومها بالرائد ( ر . ا .ب ) ضابط التوجيه السياسي او المسؤول الحزبي للفرقة السادسة وكان زميلي المقرب عندما كنا في كتيبة الدبابات الخامسة وافترقنا بعد عودتنا من سوريا بانتهاء حرب تشرين في كانون اول 1973 ونقلي الى القوة الجوية . واندمجت معه و لهذا كانت طلعاتي القتالية قليلة ذلك اليوم .
تواجد تشكيل من طائرتي مي25 قرب حقل مجنون الجنوبي لإدامة التعرض على العدو . اصيبت احدى الطائرتين وسقطت في المنطقة المغمورة بالمياه ويتكاثر فيها القصب وانقلبت مما ادى الى استشهاد طاقمها كما تبين ذلك لاحقا والذي كان بقيادة النقيب الطيار ( وليد نزال ) . اقلعت طائرة الاسعاف العائدة للسرب 106 من قاعدة الشعيبة بطاقمها المقدم الطيار ( ع . ر . ج ) والنقيب الطبيب ( سيف ) وعنصر من الضفادع البشرية لانقاد طاقم الطائرة لعدم تمكن الطائرة الثانية من انقاذ طاقم الطائرة المصابة . استطلع الطيار المنطقة وقرر الهبوط قرب الطائرة على ان يقفز عنصر الضفدع البشري لانقاد الطيارين واثناء محاولة اسقاط الضفدع البشري اصيبت الطائرة اصابة مباشرة ادت الى سقوطها قرب الطائرة الاولى مما ادى الى كسر ساق الطيار وفقدان التواصل مع الضفدع البشري والطبيب لكثافة القصب وقد ابتعدوا عن الطائرة خشية انفجارها . تواجد في المنطقة تشكيل مسلح من السرب 106 حاول قائد التشكيل الرائد الطيار محمود عبوش (استشهد عام 1991 )التقرب من الطائرتين لإنقاذ الطيارين فأصيبت طائرته وسقطت في المنطقة المغمورة وتمكن من الوصول الى البر وحاول قائد الطائرة الثانية الرائد الطيار ( ح . غ . م ) انقاذ طيار طائرة الاسعاف ولعدم امكانية الهبوط حاول التعلق بالطائرة ولكن تيار الهواء من الريش الرئيسية وشدة الالم بسبب كسر الساق منعه من التعلق تم صرف النظر عن الانقاذ لعدم الجدوى وحمل الرائد محمود ونقله الى مستشفى البصرة وخلال محاولة الانقاذ وصل زورق مطاطي يستقله عدد من الضفادع البشرية وتمكنوا من انقاذ الطيار وبعد التأكد من استشهاد طياري طائرة مي25 عادوا الى البر وكانت بانتظارهم طائرة مسلحة من السرب 106 بقيادة المقدم الطيار ( ع . م . ش ) فقام بنقل الطيار المصاب الى مستشفى البصرة ثم الى مستشفى الرشيد .
تم الوصول الى الشهداء واخلائهم . وبعد هدوء المعارك تم سحب الطائرات المصابة .
استمرت واجبات التعرض للايام اللاحقة ويكون التنفيذ من مقر الفرقة 19 ومطار طلحة .
20 /3 عقد اجتماع للطيارين في مقر الجناح الثالث اداره امر الجناح وتم تقييم اداء الاسراب بشكل عام وتقديم الطيارين وطواقم الطائرات المتميزين لرفعها الى الجهات المختصة بعد صدور التعليمات بمنحهم نوط الشجاعة .
في مذكرات مدير الاستخبارات العسكرية اللواء الركن محمود شكر شاهين اشاد بالدور الفعال والبطولي المتميز لطيران الجيش من خلال مشاهداته ومرافقته لوزير الدفاع طيلة ايام المعركة . وكذلك ما جاء على لسان قاسم سليماني في كتاب ( ذكريات وخواطر ) عن دور السمتيات العراقية حيث يقول ( فقد كانت الطائرات المروحية العراقية تأتي وترمي حممها من الخلف وتطلق نيرانها لتدمير مقر الاخوة في الاتصالات اللاسلكية كنا نشعر بان الامر قد انتهى تماما لانهم قضوا على كل سيارات الاسعاف ومنعوا اخلاء الجرحى وقصفوا السيارات التي ارسلناها وكذلك حصل مع قوات المشاة التي كانت تريد العبور لقد كانت الجسور تشهد جحيما من النيران غطتها بالكامل ) .
21 /3 صدر الامر بعودة الطائرات الى مقراتها مع بقاء مفرزة السرب الثابتة طائرتين مسلحتين واخرى للتصوير الجوي .
باشر السرب بفعالياته الاعتيادية بتنفيذ المنهاج السنوي للتدريب واعداد الطيارين الجدد لنشرهم طيارين فعالين وادامة المفارز في القواطع المختلفة .
نيسان /ابريل 1984
11 /4 صدر امر مديرية الحركات بالتوجه بطائرتين الى البصرة ، وتم نفذت الامر صباحا بقيادتي والطائرة الثانية بقيادة الرائد الطيار ( ا . م . ل ) وبعد الوصول الى البصرة توجه التشكيل لاستطلاع قاطع حقل مجنون الجنوبي ولغاية مخفر غزيل .
مساءً تم ايجازي مع امري الاسراب المسلحة بوجود تعرض يقوم به لوائين من الحرس الجمهوري فجر يوم 12 /4 لتحرير كامل حقل مجنون الجنوبي وتوزع طائرات الاسناد الى ثلاث اقسام كل قسم بأمرة آمر سرب وتقوم كل مجموعة بأسناد الرتل المتقدم على كل سدة من الحقل . كان نصيبي اسناد الرتل المتقدم على السدة الوسطى للحقل . ويكون التنفيذ قبل الضياء الاول .
12 /4 قبل الاقلاع ابلغنا بان العدو قد قام بتعرض على حقل مجنون الجنوبي وبذلك الغي واجب لوائي الحرس الجمهوري , تم تكليفي ومع طائرة غزال لاستطلاع الحقل الجنوبي وحسب واجبي المقرر على السدة الوسطى .
وصلت الى الحقل وتوجهت الى السدة الوسطى والتي اعلم تفاصيل تواجد قطعاتنا عليها بشكل دقيق , كانت الجبهة هادئة , دخلت الحقل متتبعا السدة الوسطى للوصول الى قطعاتنا الامامية وفور دخولي الحقل فتحت على التشكيل النيران من السدتين الشرقية والغربية وكان الرمي بالعتاد المذنب لذلك كنت ارى الاطلاقات تتجه نحو التشكيل وبشكل مكثف , وكرد فعل لا ارادي خفضت ووضعت يدي اليسرى على راسي واستمريت بالتقدم خلال الرمي لحين وصولي الى الحافة الامامية لأجد قطعاتنا صامدة في مواضعها ويؤشرون بإشارات تدل على صمودهم , عدت مسرعا وخرجت من الحقل الى منطقة آمنة وارتفعت لأراقب الحقل ولم استوعب الاحداث . تقدمت مرة اخرى وعلى السدة ذاتها وتكرر الرمي بالعتاد المذنب لحين الوصول الى الحافة الامامية وعدت بعدها خارج الحقل ( وحدثت نفسي ماذا يحدث ) وكان راي طيار الطائرة الثانية من التشكيل السؤال ذاته . وهنا بدأت الشمس بالشروق واتضحت الرؤيا بشكل جيد , قررت الدخول مرة اخرى الى الحقل ولم اعد اخشى الرمي المعادي لكوني لا اراه لشروق الشمس وبعد التوغل قليلا شاهدت العديد من الجثث الواضحة المعالم بانها معادية وعلى جانبي السدة الوسطى وصولا الى السدتين الأخريين . فتبين ان صمود القوات الماسكة للسدة الوسطى افشل تعرض العدو الذي تمكن من احتلال السدتين الشرقية والغربية . خرجت من الحقل وقدمت التقرير الى قاطع الدفاع الجوي لإيصاله الى الجهات المختصة .
عدت الى مطار طلحة وكانت طائرات الجناح الثالث متواجدة فيه ثم قامت قطعاتنا بالهجوم المقابل واستعادت ما تم احتلاله واستقر الموقف كما كان سابقا .
13 /4 استدعاني آمر الجناح الثالث واخبرني بقيام العدو بأنشاء سدة ترابية تربط البر الايراني بحقل مجنون الشمالي . ويستخدمه لإدامة قواته المتواجدة في الحقلين الشمالي والجنوبي , وطلب مني اعداد مستلزمات التعرض على هذه السدة بسلوك المنطقة المغمورة بين البر الايراني وحقل مجنون الجنوبي ومهاجمة الاليات التي تسلكها ويكون التنفيذ بطائرتي BO105 وطائرتين غزال وطائرتين مي 25 تبقى في الخلف تترقب النتائج وتنتظرالامر بالتعرض , ويتم تصوير العملية بواسطة طائرة التصوير الجوي على ان تكون العملية بقيادتي ، اعترضت على هذا الواجب لخطورة المسلك الذي سيمر بين سدتين ممسوكتين من قبل العدو , والامر الاخر لماذا ننبه العدو لهذه الثغرة واقترحت ان يكون تنفيذ الواجب خلال تعرض كبير لقواتنا لتحرير الحقلين وبذلك يمكن قطع امدادات العدو للحقلين . لم يوافق امر الجناح على ما قدمته من ملاحظات لذلك وتنفيذا لأمر آمر الجناح اتممت الخطة كاملة بانتظار الامر بتنفيذ الواجب . نفذ الواجب يوم 18 / 5 بقيادة آمر السرب 31 وكما سيأتي ذكره لاحقا .
18 /4 عدت الى مطار التاجي بعد تنفيذي واجب خاص من الدير الى قاعدة الناصرية الجوية ثم التوجه الى التاجي.
وفي اليوم ذاته انتهت الاجازة المرضية للملازم خالد حسن الذي اصيب يوم 23 / 2 في قاطع شرق دجلة
نهاية شهر نيسان التحق عدد من الطيارين الى الجناح المتقدم لغرض اعدادهم للعمل في السرب 106 وادخالهم دورة تدريب على الطائرة BO 105 .
تنويه
نظرا لاستمرار معركة شرق دجلة مدة طويلة وتشابكها في قاطعين وتنوع القطعات المشاركة وتداخل التواريخ , فقد استعنت في كتابة هذا المقال بمذكرات الفريق الركن رعد الحمداني ( قبل ان يغادرنا التاريخ ) والفريق الركن نزار الخزرجي ( مذكرات مقاتل ) واللواء الركن محمود شكر شاهين ( اوراق جندي عراقي ) ودفتر الطيران الخاص بي والاستعانة ببعض الاخوة الطيارين الذين شاركوا في هذه المعركة .
كما اقدم اعتذاري لكل من لم اشير له في هذا المقال اشخاصا ووحدات قتالية وارجو من الذين يملكون المعلومات ان يقدموها ( اضافة او تصحيحا ) و لا يبخلوا بتقديم ما يمكن ان يضيف للمقال.
والى لقاء في مقال اخر ان شاء الله
400 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع