الغناء العراقي ...

  

رائد وحش:مع بدايات القرن العشرين، سارت الأغنية العراقية في "نهرين" أساسيين يحاكيان دجلة والفرات.

الأول هو الغناء الريفي، والثاني فن المقام.

  

معروفٌ أن فناني الغناء الريفي، وفي مقدّمتهم حضيري أبو عزيز، وفناني المقام، وعلى رأسهم محمد القبانجي، كانوا أساس الانطلاق نحو أغنيةٍ عراقية، لحناً وكلمة وصوتاً، تخصّ العراق وتعبّر عنه، وتشكّل علامة دالّة عليه.

في ما بعد، أضيف إلى النوعين الغنائيين المشار إليهما، مكوّناتٌ من أطوار الأبوذية (شكل غنائي عراقي يشبه فن العتابا) والألحان الفلكلورية، لتنصهر جميعاً في بوتقة واحدة.

  

لكن المقام العراقي هو الذي أمّن الصيغة المثلى التي شكّلت قالباً جامعاً انصبت فيه كل الأنواع الموسيقية والغنائية في بلاد الرافدَين، نظراً إلى طواعيته للغناء باللهجات المحلية والفصحى، وللارتجال أيضاً.

ما يعني أن المقام تكثيف لهوية الأغنية العراقية.

وربما كان لناظم الغزالي اليد الطولى في ذلك. فالفنان الذي كان دارساً مجتهداً للموسيقى، ومؤرّخاً لها، استطاع أن يكون عروة وثقى، وحلقة وصل بين زمنين.

ما سبق جعل الغزالي أباً لجيل السبعينات الذي برز فيه ياس خضر وفؤاد سالم وسعدي البياتي وحميد منصور وحسين نعمة وفاضل عوّاد وسعدون جابر وآخرون.

رغم كل ذلك، لا تزال موسوعة الوجد العراقية غير معروفة عربياً كما يجب، لصعوبة التواصل مع اللهجة، ولأن الظروف السياسية لم تُهيّئ لفنانيها البيئة المثلى سليمةً توصل تجاربهم.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

691 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع