العربية نت/- أحمد الريدي:لم يكن العمر القصير عائقا أمام الفنانة الراحلة نعيمة عاكف كي تسطر تاريخا فنيا يتذكره الجميع، وتصبح واحدة من أهم نجمات الاستعراض في مصر والوطن العربي رغم وفاتها وهي في الـ 37 من حياتها.
ونعيمة، التي حفلت حياتها بالدراما والتراجيديا بعد ولادتها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 1929، التحقت بسيرك "عاكف" العائلي في طفولتها، وباتت تقدم فقرات استعراضية وهي في الرابعة من عمرها.
إلا أن الصدمة الأولى تمثلت في إفلاس السيرك الخاص بوالدها، لتنتقل من مدينة "طنطا" إلى القاهرة، وبالتحديد شارع محمد علي، وتلتحق بعدد من الفرق الاستعراضية وتقدم العديد من الرقصات.
الفتاة، التي لم تتمكن من إتمام دراستها وأهملتها في صغرها بسبب العمل، كانت هي مصدر الدخل لأسرتها، وأطلت للمرة الأولى في السينما بفيلم "ست البيت" لفاتن حمامة وعماد حمدي.
وقدمت في الفيلم الذي عرض عام 1949 رقصة استعراضية، قبل أن تأتي فرصتها الحقيقية بفيلم "العيش والملح"، حينما اختارها المخرج حسين فوزي لبطولة الفيلم ورأى فيها موهبة فنية مميزة.
كواليس مثيرة شهدتها الحياة القصيرة لنعيمة عاكف، وهو ما تحدثت عنه الفنانة هند عاكف، ابنة شقيق الراحلة في لقاء تلفزيوني سابق، مشيرة إلى أن قصة حب جمعت المخرج حسين فوزي بنعيمة عاكف، خاصة وأنه لم يكن يوافق على مشاركتها في فيلم لا يقوم بإخراجه.
وأخرج لها فوزي 15 فيلما، قبل أن ينفصلا لأسباب وصفتها هند عاكف بالعائلية قبل أن تكون فنية، حيث كانت نعيمة ترغب في الإنجاب، وهو ما كان يرفضه فوزي خاصة وأن لديه أبناء بالفعل.
6 أفلام فقط قدمتها نعيمة بعد انفصالها عن فوزي، إلا أنها شعرت بعد استقرارها المادي أن عليها الاهتمام بالشق التعليمي، وبالفعل استعانت بمدرسين للغة العربية والإنجليزية والفرنسية في منزلها وأجادت اللغات الثلاث.
نعيمة حازت على لقب أفضل راقصة في العالم عام 1958 بعد سفرها إلى موسكو وتقديمها 3 لوحات استعراضية، وفي عام 1963 شعرت بطلة فيلم "لهاليبو" بمتاعب صحية وتبين أنها تعاني من سرطان المعدة.
ولم تستمر معاناتها سوى 3 سنوات حيث رحلت عام 1966 وهي في الـ 37 من عمرها، لتسبب صدمة لجميع من حولها.
وشعرت والدة نعيمة بحزن كبير على رحيلها وكانت وقتها تقوم بإرضاع صغيرها الذي توفي بسبب سوء التغذية.
624 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع