بغداد:أفادت أسرة الموسيقار العراقي، محمد جواد أموري (مواليد كربلاء 1935)، بأنه أدخل مستشفى ابن البيطار بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بعدة جلطات في الدماغ، فيما أشارت الى أنه في حالة خطرة.
وكتب ولده المطرب نواس على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" بكائية حزينة قال فيها: "يا رب يا ذو العرش العظيم اسألك بجاه المصطفى وآل بيته الكرام ان تسهّل على والدي مرضه وان تعافي كل مريض بجاه شهر رمضان الفضيل، والدي يعاني من جلطات عديدة في المخ ويرقد في المستشفى".
والفنان أموري يعاني منذ أكثر من سنتين من وضع صحي سيء للغاية بعد أن أصيب بجلطة دماغية وضعته تحت العناية المركزة لوقت طويل، ثم انتابته انتكاسات صحية في القلب، ونصحه الأطباء بالإهتمام بنفسه والإنتظام في تناول العلاج اللازم، وكان قبل هذا قد تعرّض إلى حادث دهس رقد على أثره على فراش المرض بعدما تسبّب بكسور في أنحاء مختلفة من جسده وجعله يعيش في عزله تامة عن الناس والدنيا، وأصبح لا يتكلم ولا يقوى على الحركة.
حاولت أسرته جاهدة أن تمنحه أوقاتا هادئة هانئة بلا منغصات، فغاب عن الأضواء والإعلام ولم يكن باستطاعة أحد أن يزوره لأن أي إيقاع لا يتواءم مع الإيقاعات المنضبطة في نفسه أو أي صوت لا يتناغم مع دواخله سيؤثران عليه ويمنحانه قسوة مؤذية للنفس والجسد.
هو حال محمد جواد أموري، ملحّن الروائع، الموسيقار العبقري الفنان النبيل الجميل الأريحي، تندى له المشاعر من أعماق الروح وتجهش الأفئدة بالبكاء، ولا فرار من أن تأتي ألحانه بعبقها المميّز ورائحتها الآخّاذة المفعمة بالحنين والشجن العراقي المعتق الذي يخرج من تلافيف الأزمنة المكتظة بالصدق والعاطفة والشوق وطين الأرض الحري، ويمكن الاستئناس برأي للمطرب فاضل عواد يقول فيه: "إذا أردت أن تعرف الهوية العراقية فيجب الإستماع الى ألحان الملحن الكبير محمد جواد أموري".
لكن المؤلم والغريب أن الكبير محمد جواد أموري ومنذ أكثر من سنتين وهو على هذه الحال، مسجى على أذرع الأوجاع تهزه وتخيفه وتجعله ينظر إلى عوده الملقى على مقربة منه بعيون تهبّ فيها عواصف من عناءات، وذراعاه لا يقويان على احتضانه أو تحريك وتر من أوتاره التي طالما داعبتها أصابعه، أنه مسجى لا ينطق بحرف ولا يرفّ له سوى جفن يشير إلى انه على قيد الحياة، غائب عن حسابات الدولة والحكومة وكأنه نكرة، وكأن اسمه المحفور في القلوب وفي ذاكرة الألحان العراقية لم يلفت الإنتباه ولا النظر، وكأن لم تطرق أغانيه أبواب السامعين وهي التي تترامى في الفضاءات بألسنة المطربين عراقيين وعرباً، غاب عن عيون الدولة وذاكرتها لينوء وحده بعذاباته ولم تكن لديه القدرة على تحمل أعباء العلاج، فظلّ بكل روح أبيّة صامتاّ إلا أنه يشعر بالحزن لأنه غائب عن ذاكرة الدولة على عكس ذاكرة الناس التي تحتفي به ، وهو الذي يعلم ما ستؤول إليه الحال ويسخر من التناقضات، اذ قال ذات مرة "سنكرّم بعد أن نموت".
نعم هو يعلم بما سيجري، لكننا نقول: "يا حريمة، يا حريمة"، محمد جواد أموري يلوّح للجميع بمنديل الوداع الذي تحمله كفّ جلطة هنا وأخرى هناك، لأنه بلا صوت منذ وقت ليس بالقصير غاب فيه عن فنّه وعوده ومحبيه، وقد ارتعشت أوتار حنجرته بحوادث الدنيا الأليمة... الدعاء للكبير بالرحمة وأن يخفف عنه الله سبحانه وتعالى عذابات المرض.
يذكر أن أموري لقّب بـ"صانع النجوم" بعدما قدّم للساحة الغنائﯿة أكثر من 33 مطرباً صار غالبﯿتھم نجوماً في سماء اﻻغنﯿة العراقﯿة، من أبرزهم ياس خضر وأنوار عبد الوهاب، فضﻼً عن تلحﯿنھ أغنﯿات تجاوزت الخمسمائة، ﻻسﯿما أغنﯿات عقد السبعينيات التي يعد أحد فرسانها ومازالت في ذاكرة العراقﯿﯿن والعرب
872 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع