لحسن وريغ
خاص بمجلة الگاردينيا الثقافية : تكريم واحتفاء بعميد الأغنية المغربية للمرة الثانية وقبل نهاية السنة الميلادية 2013، يحظى عميد الأغنية المغربية والموسيقار عبد الوهاب الدكالي بتكريم ذي طعم خاص؛ ذلك أن صاحب أروع الأغاني المغربية سيقف على خشبة المركب السينمائي "ميغاراما" بالدار البيضاء[ 100 كلم جنوب العاصمة الرباط]، وهو يحتفل بعيد ميلاده الثالثة والسبعين[ من مواليد 2 يناير1941]، بل إنه سيهدي جمهوره العريض أغنيتين جديدتين بهذه المناسبة، تحملان عنوان"مرساك الحب" و"حربش".
وخلال ندوة صحفية نظمتها جمعينة "نغم" بأحد فنادق العاصمة الإقتصادية، تحدث عبد الوهاب الدكالي بما يكفي عن أشياء كثيرة ترتبط بحياته ومساره الفني الذي يمتد على أكثر من نصف قرن. فكل أغنية، يقول الدكالي، هي انعكاس لحياتي ولحياة أبناء بلدي ولحياة كل
الناس... ورغم الوضعية التي تمر منها الأغنية المغربية، فإن عبد الوهاب الدكالي مازال مصرا على الاستمرارية في العطاء والإنتاج، وكشف أمام الحاضرين في هذه الندوة الصحفية إنه يتوفر في خزانته على عدد لا يعد ولا يحصى من الأعمال الغنائية، ولا يمكنه أن يغامر بها في غياب شروط إنتاجها؛ لابد من وجود منتج حقيقي، أو انتظار معجزة فنية حقيقية. وأكد الدكالي أن هذه المعجزة (التي يؤمن بها)، قادمة لا محالة. وتفاجأ الدكالي كثيرا من موقف أصحاب رؤوس الأموال و عجزهم عن الاستثمار في مجال الأغنية المغربية وفي صناعة النجوم كما يحدث في كثير من البلدان سواء بالشرق أو الغرب. وتحدث الدكالي، لمدة غير وجيزة وبكثير من الجرأة والاعتزاز والصدق، عما قدمه من أعمال غنائية لاقت الترحاب داخل المغرب أوخارجه، كما أن أغانيه تغنت بها كثير من الأصوات رغم لغتها العامية التي تشكل عائقا أمام اللسان المشرقي.
ووجه صاحب "موبارناص"و"مرسول الحب" و"التلت الخالي" و"سوق البشرية" و"ماأنا إلا بشر" و "كان يامكان" و"الليل والنجوم"، انتقاده إلى المسؤولين على المهرجانات الفنية الذين
يعطون لبعض الأصوات الأجنبية أكثر مما تستحق. ومن أجمل لحظات هذه الندوة أن عميد الأغنية المغربية أعطى المثال الحي على الافتخار بالإنتاج المغربي كتابة ولحنا وغناء وعزفا، وخاصة خلال العقود التي شكلت نهضة في هذا المجال؛ لم ينس الدكالي الراحل عبد الرحمن العلمي وحسن المفتي اللذين زوداه بكلمات قل نظيرها.
وفي لقاء هامشي، كشف الدكالي عن علاقته بآلة العود والعزف عليها، وقال إنه كان يختار آلته بمواصفات خاصة. فهو يتوفر اليوم على عدد كبير من هذه الآلات التي تؤرخ للحظات وأحداث لا تنسى. «كل آلة عود لها قصة وتاريخ ونغمة» يقول الدكالي عاشق رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وبيتهوفن. وأكد الموسيقار المغربي على أن قيمة آلة العود تكمن في الخشب الذي تصنع منه. وختم الدكالي لقاءه هذا بالتوجه إلى الجميع بالاعتذار إلى كل من شعر أنه أساء إليه في ثنايا حديثه أمام من لبى دعوة جمعية "نغم". وأكد على أنه سيظل يحترم وسائل الإعلام الوطنية سواء كانت مكتوبة أو سمعية أو بصرية، وأنها هي التي صنعت مجده الفني:« لولا الصحافيين لما
كنت». واعتبر صاحب عشرات الروائع الغنائية أن "مولد القمر" هي الأغنية التي يعتز بها كثيرا. أما عزيز ددان رئيس جمعية "نغم" الذي شارك الدكالي منصة الندوة الصحفية، فقدم أمام الحضور كل الملابسات التي جعلت من تكريم عبد الوهاب الدكالي حقيقة. فعبر العديد من الجلسات الخاصة، اقتنع، يقول دادان، عبد الوهاب الدكالي بقيمة هذا التكريم وبأهميته والدور الذي تلعبه الجمعية في إحياء الفن الجميل والأصيل. هذه الليلة الاستثنائية في تاريخ الأغنية المغربية [الجمعة20 دجنبر2013]، ستعرف مشاركة مجموعة من الأصوات الغنائية مثل: فاتن هيلال بيك، لمياء زيادي، ابتسام فتحي، عبد الله بياتي، محسن صلاح الدين، وجمال همراس . العزف للفرقة الموسيقية التي سيقودها الأستاذ مصطفى ركراكي. وجاء في ورقة الملف الصحفي الخاصة بحياة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي أنه «رأى النور يوم ثاني يناير سنة 1941 بمدينة فاس،بين أحضان أسرة محافظة داخل بيئة عريقة. تابع دراسته الابتدائية والثانوية بالمدينة نفسها واستطاع أن يلقن وهو في حداثة سنه دروسا في فنون
الموسيقى والتمثيل والرسم والفن التشكيلي. وفي سنة 1958، تلقى عبد الوهاب الدكالي تدريبا في المسرح صحبة"فرقة المعمورة" تحت رعاية أساتذة فرنسيين ماهرين. أما في سنة 1959 ، قام مطربنا بإنجاز أول تسجيل لأغنية "مول الخال"، بعد هذه الأغنية ب15 يوما فقط سجلت أغنية"يا الغادي في الطوموبيل" التي كاكن لها صدى لامثيل له في سجل الأغنية المغربية، حيث وصل عدد الأسطوانات المبيعة مننوع 45لغة إلى أكثر من مليون أسطوانة». لم تعرف مسيرته الفنية منعرجا دوليا متميزا إلا سنة 1962. ففي هذه السنة قام بجولته الأولى إلى الشرق العربي فامتذ مقامه مدة طويلة في القاهرة حيث اكتشف لياليها الساحرة واستقبل بحفاوة لامثيل لها إثر سهرات عمومية أو بمناسبات ظهوره على شاشتي التلفزة والسينما وهنا بلغ عبد الوهاب الدكالي أوج الشهرة. وفي سنة1991 حدث غير مألوف في حياة المغرب الفنية والثقافية، عبد الوهاب الدكالي ينتخب شخصية العالم العربي، كان هذا ضمن قائمة شخصيات مميزة من بينها الملك الراحل فهد بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، وجامس باكير كاتب الدولة في أمريكا سابقا
وشخصيات أخرى. كذلك اقتحم ميدان الكتابة السينمائية مؤلفا خمسة سيناريوهات:«عايدة»،«أطفال القرية»، 41915أوالقرص»، «ستشرق الشمس ليلا»، و«معجزة».. واختارت الشبكة الدولية"إم سي إم" الموسيقار عبد الوهاب الدكالي من العالم العربي وأهدته درعا شرفيا بمناسبة ليلة الكليب الميديترانية». للإشارة فإن جمعية "نغم" تأسست في ماس سنة 2008 بمبادرة مجموعة من محبي الموسيقى العربية الأصيلة.و تمكنت من استقطاب عدد من الأعضاء الملتزمين بهذا المشروع الثقافي والموسيقي يناهز حاليا 120، وأن تتبوأ مكانة متفردة في الحقل الثقافي والفني الوطني . و استطاعت "نغم"- يقول ددان في حوار خاص- في هذه الفترة الوجيزة من تحقيق عدد من مطامحها التي تهدف إلى المساهمة في الحفاظ و التعريف بالتراث الموسيقي العربي وذلك من خلال تنظيمها لمجموعة من التظاهرات والأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية، والتي تنوعت بين أمسيات غنائية شعرية، سهرات تكريمية لعمالقة الأغنية المغربية والشرقية، ندوات فنية تثقيفية، مسابقات عزف تحفيزية،
إنشاء مجموعات صوتية لفئات عمرية مختلفة في المؤسسات التعلمية، وكذلك تنظيم رحلات ثقافية-فنية داخل المغرب وخارجه. وفي رصيد جمعية "نغم" اليوم : 12 سهرة فنية كُبرى ذات موضوع منها 6 سهرات شرقية و 6 مغربية ؛
إنشاء 9 مجموعات صوتية منها 3 للكبار و 6 للناشئة موزَّعة بين مؤسّسات اجتماعية تعليمية هذه الأخيرة أغلبها بشراكة مع نيابة وزارة التعليم . في هذا الإطار تمّ إصدار أول عدد من "كنّاش الكورال"؛ مبادرة إطلاق مشروع طموح لتوثيق الأغنية المغربية "موسوعة نغم للطرب المغربي"
لحسن وريغ
1394 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع