"سمفونية الذكريات والأشواق التي لا ينساها العراقيون في غربتهم واغترابهم"

         

"سمفونية الذكريات والأشواق التي لا ينساها العراقيون في غربتهم واغترابهم"

         

       

         

الغربة شعور بالبعد عن المكان الذي ولد فيه الأنسان وترعرع بدفئه وحنانه، هي تبدأ عند المغادرة للوطن وأناس حاملين مساحات في عقولهم  كل ما في خزائنه من عمر وفي ادراجه من ذكريات، وحاملين معهم بقلبهم ووجدانهم الوطن أثاث لغربتهم، وهم يسافرون لدولة الغريه ويلتقون وجها لوجه مع الاغتراب بأقسى معانيه، واصعب مافيه هو المحيط الذي كانوا يعيشون فيه، فالغربة والأغتراب كلمتان بسيطتان ولكن اعماق مدلولاتهما  كبيرتان في المضمون والمحتوى، انهما  تشكلان قواميس لا يمكن اجراء تفسير لهما الا من خلال جملة واحدة تغطي المدلول النهائي وهي الأبتعاد عن ارض الوطن والأهل والمحيط  وعاداته وتقالديه، فالعراقيون أكثر الشعوب إلتصاقا بالأرض، ويحدثنا التأريخ انهم يحبون السفر والتجوال وقله منهم من كان يفكر بالهجرة والاغتراب الا اليسير منهم بدواعي السعي الى الرزق والعيش مع اقرباء سبقوهم بالمعيشة والأغتراب، وأعمقهم شعورا ً بالغربة من غيرهم، كيف لا والعراق وما ادراك مالعراق وجوده وحضارته وجغرافيته ومدنه الجميلة الساحرة التي تجمع بين اصالة التاريخ وعبق الذكريات، انه العراق الذي صار في حقبات زمنية من أكثر بقاع الأرض تطورا ومجداً بفضل شعاع رسالته الأنسانية التي نورت مجاهيل الظلام، فهو دائماً كما يصفها عشاقه بانه وطن دجلة الخير وفراته النبع وذهبه المكنون داخل ارضه وناسه المتنورين، وفي حقبات زمنية تدهور مجده وتلاعب به الغازون لمئات من السنين، وبدأ نهوضه كالعنقاء مرة اخرى بعد نشوء الدولة العراقية في مطلع العشرينات واستمر بالنهوض الى أن جابهته ظروف الحصار بعد دخوله الى الكويت، لكن الثابت أن العراقيين لم يعرف في تاريخهم الحديث عن هجرة جماعية بهذه الكثرة كما يحدث بعد أحتلال العراق، فالاغتراب لم يعد بالرغبة فحسب بل أصبح قسراً نتيجة النزوح الجماعي لهاربين من جحيم ماحصل لوطنهم وقسوة الظروف الأمنية أو قمعاً لأسباب سياسية،

         

والاغتراب لم تعد ترسمه حدود الزمن أو آلام الهجرة والحنين إلى الوطن، لكن الغربة بماتحمل من قسوة فهي قد تفتح آفاق كثيرة لبث الحياة من جديد لثقافتنا بعد التعايش مع ثقافات جديدة لشعوب أخرى، فلاخوف من الشعور بالغربة إذا، ولكن الخوف كل الخوف من الشعور بالإغتراب، فالعراق بالنسبة لأهله الأصلاء وجدان ومشاعر وأحاسيس وحب فطري ولا شك فأنهم قد عشقوه وتراهم وانا منهم يبكي عند سماع أية أغنية تحمل العراق أو شعراً أو مقالة تلهمنا ونعيش في ثنايا تفكيرنا بما أنجبه من تراث انساني وعلوم وموسيقى وشعر وهندسة، هي فلسفة مزروعة بوجدانهم واحاسيسهم وكيانهم الفسيولوجي، فقد أصابهم من الغربة الشيء الكثير، فمن ترحال لترحال إلى ترحال، ومن محطة لمحطة فمحطة أخرى، ومن مطار الى مطار ومن مرفا الى مرفأ، لايبدوا أن لها نهاية.

                

أن الإرتباط الوجداني بين الماضي والحاضر والعلاقة بينهما باقية ومتجذرة، فقد ظل بناء الشخصية الإنسانية وماتحدثه من تأثير على مستويات عدة خاصة في علاقة الفرد بكل ماهو قديم، إخترنا التطرق لهكذا زمن نعايشه ونحس به كما يحس به الكثير ممن اغتربوا، تكتنفه حقيقة أثبتتها جل الدراسات والتجارب ذات المنحى السيكولوجي أن الفرد مع مرور الزمن يصبح أكثر تشبتا بمتعلقات الماضي بل يستعصي عليه في كثير من الأحيان التجرد من ثوب زمن الماضي بالرغم من مغريات الواقع والحاضر، حيث لا يمكن الترفع عن ذكريات وأشياء كان بسيطة في شكلها وثرية بمضمونها، والأتجاه الى الى البلدان التي قد تختلف عاداتهم وتقاليدهم عما كان يعيشه في بلده وقد تكون اختلافا جذريا، ففي البداية يشعر الأنسان بأنه غريب وضائع لايعرف أين يذهب ولمن يتجه وبمن يعاونه، فيظل فترة طويلة على هذا المنوال الأ ان يتعود على الأجواء الجديدة، ولكنه لم يعرف بعد معنى الغربة أو بالأحرى لم يحس بالشعور الكامن حتى بعد أن جربها، الا من خلال الشعور بالرغبة في العودة وتجسيد حب الوطن ومكان الولادة وبما فيها قسوة العودة عند البحث عن الذات في ظل اجتياح التغريب على الفكر والخيال.

أستودع الله في بغداد لي قمـراً بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبـودي أن تـودعـنـي روح الحياة وأنـي لا أودعـه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى وأدمعي مستهـلات وأدمـعـه
وكم تشفع فـي أن لا أفـارقـه وللضرورة حال لا تشـفـعـه   

 
وفي ضل ما وصلته التقنية المعلوماتية وشبكات التواصل العنكبوتية بدأ الكثير بالتفتيش عن التجارب عن الغربة وتداعياتها بين الواقع والبيئة والمكان والقهر والتداعيات الطبقية وحتى العنصرية والقبلية والاجتماعية والنفسية  لقد أفرزت لنا الغربة بتداعياتها العديد من التجارب، علمتنا أن نفتش عن ما كتب عن تأريخنا أكثر مما تعلمناه من كتب الدراسة لمدارسنا، علمتنا أن نفتش عن الشعراء والحركات الشعرية على مدى تاريخ الشعر العربى منذ القدم وحتى عصرنا الحالى، فالشاعر العربى بطبيعته يقيم علاقة نفسية وطيدة بين واقعه وبيئته وبين أموره الخاصة، ويرتبط بالمكان ارتباطا وثيقا يجعله يتذكر مراحل حياته وما صادفه من أمور ومواقف تتعلق بنشأته وتطور حياته وأنماط الغربة، وهي الاغتراب الاجتماعي والعاطفي، والسياسي والمكاني، والروحي، حيث تقترن النزعة الشعورية بالذات، ويصبح الهم النفسى والشعور بالوحدة المكانية وإن لم تتباين البيئات هو العامل المحرك للتجربة والباعث عليها، ثم يأتى الشوق والحنين فى سياق الوجدان وفى دلالات الغربة، والتعويض الذي استعان به الشعراء للرد على الاغتراب، والذي اشتمل على العودة إلى الطفولة والماضي،  قصيدة ابن زُرَيق البغداديِّ الَّتي تحدَّث فيها عن غُربته في بلاد الأندلُس بعد أن تركَ بغداد طلَبًا للرِّزق ومات غريبًا بالأندلس بعد أن ترك قصيدة هي من عيون الشِّعر العربي، يقول في أوَّلِها مخاطِبًا زوجته بعد أن ألَمَّ به المرض وأقعدَه، وشعر بِدُنوِّ أجَلِه.

لاَ تَعْذِلِيهِ فَإِنَّ العَذْلَ يُولِعُهُ  
قَدْ قُلْتِ حَقًّا، وَلَكِنْ لَيْسَ يَسْمَعُهُ  
جَاوَزْتِ فِي لَوْمِهِ حَدًّا أَضَرَّ بِهِ  
مِنْ حَيْثُ قَدَّرْتِ أَنَّ اللَّوْمَ يَنْفَعُهُ  
فَاسْتَعْمِلِي الرِّفْقَ فِي تَأْنِيبِهِ بَدَلاً  
مِنْ عَذْلِهِ، فَهْوَ مُضْنَى القَلْبِ مُوجَعُهُ
أَسْتَوْدِعُ اللهَ فِي بَغْدَادَ لِي قَمَرًا  
بِالكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الأَزْرَارِ مَطْلَعُهُ

            

وكذلك أنماط الاغتراب التي عاشها الشعراء المتنبي وابن زيدون وبن الخطيب ومن بعدهم رواد القرن العشرين: محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم الكثير وكل الأنماط  للرد على الأغتراب بها شوق وحنين اجتماعي وعاطفي للمكان وللطفولة والماضي، فعندما تقراها تحس بقيمة الوطن وناسه وحياته وتهيج الأبدان شوقاً ومحبة وقد تصل في كثير من الأحيان الى البكاء للوعة الفراق،
الأيام لها طعم مرير بمرارة الغربة ذاتها، ربما لا يشعر بها إلا من يعيشها الآن أو عاشها  في يوم من الأيام، لتمضي اللحظات ثقيلة جداً وتزداد الغربة مرارة أكثر و أكثر لاسيما في الأعياد والمناسبات، حيث يشعر المغترب فيها بالوحدة والعزلة والضياع، ويجد نفسه غارقاً في كومة من الفراغ، لتتراكم على صدره الأشواق وفي قلبه الحنين وفي عينيه الدموع، تدفعان لحالة من الآلهام فيبدأ من له دراية بالكتابه رغبة بالتعبيرعن مكنوناته ومعانيه التي احتفظ بها زمناً حتى ياتي الحافز الذي يخرجها للنور.

     

رمضان في الغربة له طعم خاص، الذي عرف باللمة والتواصل الأسري تفتقد الأسرة فلا يستطيع الإنسان أن يتخيل كيف يمكن يمر شهر رمضان وهو مع اسرته بعيدا عن الاهل والاقرباء والأصدقاء، لا فرح ولا بهجة في الشوارع في الدول غير العربية والاسلامية
كل فرح و كل بهجة الشارع تتركز في قلب الصائم لحظة الإفطار، الأذن معلقة بجهاز التلفزيون بانتظار الأذان

        

أعياد العراقيين بكل طوائفهم واعراقهم في الغربة طعم آخر ولون آخر ومعنىً آخر حيث تفقد الأشياء جوهرها، وتخطف الغربة من العيد بهجته ليضيع المعنى وتبقى التسمية فقط ولا شيء غير التسمية فيما تبقى العيون على جهازهم الخلوي، الهواتف الذكية التي دخلت عالمنا لاسيما وأنها وفرت الكثير من المسافات وكان لها دور في التقارب والتواصل اليومي بين القريب والبعيد إذ أنها تستطيع أن تجمع أطرافا عدة ومن أماكن ودول مختلفة في إطار واحد وفي زمان واحد أوشبكات التواصل الأجتماعي وبريدهم الإلكتروني، بانتظار معايدةً  تصل من الأخوة والاهل والاقرباء والاصدقاء وما تبقى منهم في الوطن أو المشتتين في بقاع الكرة الأرضية لتزرع بقايا ابتسامة على وجوه حزينة ، قد لا يشعر الإنسان بتلك الغربة وهو في بلد عربي بالقدر الذي يعيشه من حالة غربة حقيقية في الدول الأجنبية، أن وجود الأصحاب  في بلد عربي يخفف شعور الغربة.

                    

قد لا يشعر المسيحيون العراقيون بغربة روحية، أو دينية في بلاد الغرب، لكنهم كجميع مواطنيهم، يشعرون بغربة الحنين إلى الوطن الأم، والأسى لما آلت الأوضاع إليه في بلادهم، ما أجبرهم على قضاء عيد الميلاد، وأعياد كثيرة أخرى بعيداً عن أوطانهم، تظل ارواحهم ترفرف بعيدا هناك عند بيوتاتهم القديمة وعند كنائسهم التي شهدت فرحتهم وحزنهم وعند مدارسهم التي تعلموا فيها اول الحروف ومحلتهم وشارعهم الذي شهد مغامراتهم ولعبهم الطفولية والى اصدقائهم ومعارفهم والى الأكلات اللذيذة واللمة في المناسبات.


   

الأم عند المغتربين، فمن صوتها يستمدون بعض القوة للاستمرار وتحت مظلة دعائها يحتمون من ظلم الافتراق، فهي هنا أجمل وأنقى وأطهر وصوتها أعذب وللقلب أقرب رغم بعد المسافة، الأمهات اللاتي سرقت الغربة أبنائهن فذرفوا  دموع الشوق والغياب.

              
   
يزخر التراث العراقي بكثير من الموروثات والمقتنيات التى سادت فى وقتها لتلائم البيئة والحياة العراقية، وهذا التراث انعكس في شبكات التواصل، فتشاهد الصور القديمة لبعض المقنيات التي كانت سائدة وكذلك اليوتيوب وما يحمله من موسيقى واغاني قديمة ترى كيف يتم تداولها بشكل مذهل ويتم التعليق عليها وفيها من الحنين والشوق يفوق الخيال يشارك في تداولها الوزراء السابقون والأطباء والمثقفين والمهندسين والدبلوماسيين والفنانين من الرجال والنساء وجلهم من يعيش في الغربة ومثال لتلك الموروثات عن الحقبة الملكية ووزاراتها ووزرائها وعن حياتهم ونزاهتهم، وعن العهد الجمهوري وعن الاحزاب السياسية وعن الحياة الأجتماعية والأقتصادية وعن الرياضة وعن المقاهي وعن المطاعم والأكلات الشعبية وعن المهن وعن بائعات القيمر والتنور وعن الالعاب وبساطتها وعن السينمات والحفلات وعن النوادي الأجتماعية وعن الشقاوات وعن الغناء والمقام وعن سيدات المجتمع وقبولاتهم وعن مجالس الرجال وعن ....، في بعض الأحيان ترى المشاهات لليوتبوب تصل المليون وكذلك بالنسبة للصور التراثية وكثير منها بالون الابيض والأسود، كلها بواعث حنين وشوق للوطن.
النفظ وما يشكله من قيمة أقتصادية وسياسية وحيوية لدى شعب العراق، فقد انبرى في الغربة شخضيات لها مكانة في السياسة النفطية العراقية ولحبهم وحنينهم لبلدهم بالتحدث والكتابة وإبراز الحلول لأستثمار أفضل للنفط والغاز ومشتقاته لكي يأخذ مساره الصحيح مانفكوا من المناداة والتوصيات، نذكر منهم الاستاذ عصام الجلبي والدكتور فالح الخياط والاستاذ سعد الله الفتحي والأستاذ كمال القيسي وبالتاكيد هناك آخرين ولكن الذي ذكرناهم كانوا البارزين في المجال الاعلامي وشبكات التواصل.

               
     
ذاكرة المدينة وحكاياتها الغنية معمارياً يوم كانت مدينة مفتوحة للجديد والمؤثر والعميق والحضاري، جاءت في الغربة من قبل معماريين مرموقين نذكر منهم الاساتذة محمد مكية ورفعت الجادرجي وزها حديد ومعاذ الآلوسي واحسان فتحي وغيرهم.

في الغربة تجول في خواطر الكثير الحب ومشارعه النبيله الموجوده في داخل كل انسان عن الشئ الذي كل انسان يعتبرة شئ مهم وجميل في حياته عن الحب الأولي في حياته، للقاء الاول ونبضة الحب والمشاعر وكلماته وهمساته الحنونة.

         

وبالنسبة لآثارنا فقد كان هناك عالمان بارزان مانفكا من التعبير عن لوعتهم وغربتهم في الاعلام وهم خارج الوطن وكانوا يحلمون بالعودة لتكملة مسيرة بنائهم، فالدكتور بهنام ابو الصوف والدكتور دوني جورج وأعمـالهما القيمة في مجال الآثار لسنوات طويلة أثروا خزائن العراق الآثارية وتركوا بصمـاتهم على تراث الأباء والأجداد العراقيين وتركوا أرثـا علميا كبيرا للأجيال العراقية القادمة، وكم اطنان من الحصى والرمال والتراب حفرا بأناملهما غيبهما الموت  في طرقات الغربة دون ان يحظيا بدفنيهما بين اكفان واحضان التراب الذي عشقاه.
وهكذا نسمع ونقرأ اغترابات الوزراء والاطباء والأكاديمين والدبلوماسيين والمهندسين والاقتصادين والزراعين والأدارين والعسكرين من الجيش والشرطة والأمن والطيارين واحاديثهم وبعض من كتاباتهم غن الغربة والاغتراب والحنين والشوق للوطن.  
 وهكذا نسمع ونقرأ اغترابات الموسيقيين والمسرحيين والرساميين والادباء والصحفيين والمثقفين، وهناك لجأ هؤلاء للتعبير عن "وطنهم" في لوحات تشكيلية أو مقطوعات موسيقية وأعمال أدبية وكتابات، فكانت صورتهم في غربة الحياة وحياة الغربة تظهرهم ملتفتين دائما الى الوطن وتراثه وذاكرتهم المحلية، إذ لم تنجح كل رياح الثقافات ان تمحيها ولم تنجح الذاكرة الأخرى من اختراقها.
ولكي لا تتشتت العقول والكفاءت وما أكثرها ولكي لاتضيع في خزم الحياة وتشعباتها، بادرت شخصيات خيرة لدعوة النخب والكفاءات لعقد مؤتمر هدفه استثمار العقول والنخب العراقية المتوزعة في كافة القارات لتوضيف قدراتهم العلمية والفنية وخبراتهم المكتسبة لخدمة العراق وشعبه، عقد مؤتمر منتدى  الكفاءات العراقية في اسطنبول للغترة 31تشرين الأول-1 تشرين الثاني وبحضور 240 شخصية بينهم وزراء وأكادميين واقتصاديون وعلماء وأطباء ومهندسين ومهنيين ودبلوماسيين، وهذا المسعى النبيل هو للتواصل والاستشارة ولفائدة العراق وشعبه وخوفاً من التشتت والضياع، وجرى انتخاب الأمين العام الدكتور حسن جمعة وثلاث نواب وثمان لجان تتوزع بين الطاقة والأسكان والصحة والأقتصاد والزراعة والرياضة والشباب والتعليم العالي والتربية والعلوم السياسية والعلوم الأنسانية والقانونية والاعلام، وتراس اللجان شخصيات منهم الوزراء ومنهم النخب الكفوءة من علميين ومهنيين وأكاديميين، انه مشروع وطني وهدفه سامي لمد الجسور وتوفير الآليات بالخبرة والمشورة ووضع الحلول لبناء الوطن.
حتى السندباد البحري في الاسطورة يعيده الشوق الجارف الى بغداد وفضائها الجمالي، حين كانت المسرح الحقيقي لقصص "ألف ليلة وليلة" ولخمريات أبو نؤاس.
أَلا يا نَسيمَ الريحِ مِن أَرضِ بابلٍ        تَحمَّل إِلى أَهلِ العِراق  سَلامي
وإني لأهوَى أنْ أكونَ  بأرضِهم        على أنني منها استفدتُ  غَرامي
وعن هواء بغداد احد الشعراء ينشد
طِيبُ   الهَواء    ببغدادٍ    يؤرِّقُني        شَوقاً  إليها  وإن  عاقتْ  مَقاديرُ
فكيفَ أصبرُ عنها الآنَ إذ جمعتْ        طيبَ الهوائين: ممدودٌ ومقصورُ؟


سنين الغربة، سرقتنا من طيبة تربتنا وزرعها وثمراتها ومياهها وصحاريها وجبالها، سرقتنا من شم رائحة نخيلنا وطلعها المعطاء، سرقتنا من أحبائنا، فرقتنا ببلاد العالم وزعتنا، فالوطن مزروع فيه خلايانا ووطننا الذي اشتقنا لريحه وتربته غادرناه يوما بلا وداع ما كنا نعلم ان طريق الغربة ولم ندري بلا عودة سيطول، وهل يمكن لعيون العراق ان تتوقف عن هدير دموعه وعن ترديد صرخات وأوجاع مبدعيه، الذين ارتحلوا الى باريهم وانطفأت نجومهم وهم في غربتهم، بعد ان عجزت قلوبهم عن تحمل مرارة غربتهم عن وطن عشقوه ولم تكتحل عيونهم برؤيته لغربة في الحياة وغربة الموت، جميع الكائنات فالطير والأنعام والأسماك في البحر وغيرها سرعان ما تعود إلى بلادها التي تركتها من أجل السعي على الرزق، مهتديةً بفطرتها إلى أوطانها التي نشأت على أرضها وترعرعت بين جنباتها، ولكننا لانرى بصيص أمل العودة في الأفق القريب الا بانطلاق العنقاء، ومن الله التوفيق
سرور ميرزا محمود


  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

858 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع