صورة لأدولف أيخمان
العربية نت:يوم 23 أيار/مايو 1960، فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون العالم بإعلانه عن اعتقال المسؤول النازي السابق أدولف أيخمان (Adolf Eichmann). وبتصريحاته، أكد بن غوريون أن أيخمان، الذي كان سابقا مسؤولا مرموقا بفرق الأس أس (SS) الألمانية، سيمثل أمام القضاء الإسرائيلي بتهمة ارتكارب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتم توجيه الاتهامات إلى أيخمان، الذي اعتقل بالأرجنتين في وقت سابق من نفس الشهر، كأحد مدبري عملية الحل النهائي لمسألة اليهود بأوروبا، وهي خطة ألمانية، خلال الحرب العالمية الثانية، للتخلص من يهود أوروبا.
مهام خاصة مع يهود أوروبا
خلال العام 1932، التحق أيخمان، المولود بمنطقة سولينجين (Solingen) سنة 1906، بفرق الأس أس التي حظيت بدور هام صلب النظام النازي حيث تكفلت الأخيرة بالمهام الأمنية والاستخباراتية. وبشكل تدريجي، ترقى أيخمان صلب هرم السلطة بفرق الأس أس. ومع غزو النمسا عام 1938، أُرسل الأخير نحو العاصمة فيينا وكلّف بمهمة إخراج اليهود منها. وبعدها بعام واحد، كُلّف أيخمان بمهمة مماثلة بالعاصمة التشيكية براغ. وسنة 1939، عيّن هذا المسؤول النازي بمكتب شؤون اليهود ضمن فرق الأس أس.
خلال يناير 1942، التقى أيخمان بعدد من كبار المسؤولين بالنظام النازي وفرق الأس أس ضمن ما عرف بمؤتمر وانسي (Wannsee). وبحسب ما أمر به الرجل الثاني بالنظام النازي هرمان غورينغ (Hermann Goring)، شارك أيخمان بوضع ما لقّب بالحل النهائي لمسألة اليهود بأوروبا. وقد تضمن هذا الحل النهائي نقل أعداد كبيرة من يهود أوروبا نحو معسكرات العمل القسري والإبادة.
اعتقال وإعدام
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وقع ايخمان بقبضة القوات الأميركية. وخلال فترة وجيزة، تمكن الأخير من الهرب من معسكر الاعتقال ليفر بذلك من محاكمات نورمبرغ عام 1946. ولاحقا، استخدم أيخمان هوية مزورة ليهاجر نحو الأرجنتين حيث مكث لسنوات قبل كشف هويته.
خلال العام 1957، أطلعت ألمانيا الغربية الموساد الإسرائيلي عن وثائق أكدت وجود أيخمان بالأرجنتين واعتماده لاسم مستعار لتجنب التعرف عليه. وانطلاقا من ذلك، سافر عملاء الموساد نحو الأرجنتين وتمكنوا بحلول عام 1960 من تحديد موقع إقامة أيخمان، الذي اعتمد اسم ريكاردو كليمنت (Ricardo Klement)، بمنطقة سان فرناندو بالعاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس.
https://www.youtube.com/watch?v=MJVFCy4YIL0
مستغلين احتفال الأرجنتين بالذكرى 150 لثورتها ضد إسبانيا وتواجد عدد كبير من السياح بالبلاد، سافر أفراد الموساد بشكل سري نحو الأرجنتين. وبشارع غاريبالدي (Garibaldi) قرب مقر إقامته، أقدم عملاء الموساد على تخدير وخطف ايخمان استعدادا لنقله نحو إسرائيل.
وأثناء هذه المهمة، وضع رجال المخابرات الإسرائيلية أيخمان، الذي كان تحت تأثير المخدر، داخل طائرة مدنية ونقلوه بشكل سري نحو إسرائيل تزامنا مع ترويجهم لإشاعة عن كونه موظفا تابعا للخطوط الجوية الإسرائيلية مصابا بصدمة على مستوى الرأس جراء حادث.
وعلى الرغم من مطالبة الأرجنتين باستعادته، باشرت إسرائيل بمحاكمة أيخمان يوم 11 نيسان/أبريل 1961. وفي الأثناء، واجه هذا المسؤول النازي تهما تراوحت بين ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأثناء فترة الدفاع، تحدث أيخمان عن براءته مؤكدا أنه كان يتبع الأوامر الموجة له.
يوم 15 كانون الأول/ديسمبر 1961، صدر بحق أيخمان حكم بالإعدام شنقا تم تنفيذه يوم 31 أيار/مايو 1962. ولاحقا، أحرقت إسرائيل جثة ايخمان وألقت رمادها في البحر.
1173 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع