المدى:في إجابة على اعتراض "لماذا تزرعون أرخص التمور؟"، يسرد أهل كربلاء حقائق ومعتقدات كثيرة تحاول تبرير أو تفسير لغز تحوّل المزارع الأكثر خصوبة عبر التاريخ في هذه المدينة المقدسة إلى عاصمة للتمر الزهدي في العراق، وهو "زاهد في السوق" بأقل ثمن وأبسط طعم بين باقي الأصناف، وتتمسك البساتين بهذا النوع "الذي يربح بصعوبة" رغم نجاح لافت لزراعة صنف البرحي الأشهى والأغلى ثمناً.
السر في سهولة الخزن.. لا تكبسوه
يدخل الزهدي في العديد من الصناعات الغذائية، حيث يستخدم في مختلف المعجنات، وكذلك في صناعة الخل والدبس، وتفضله معاصر بعشيقة في سهل نينوى وعينكاوا وسواها، في صناعة الكحول المحلية، لرخص ثمنه وملاءمته المكائن التقليدية المستخدمة.
يفضل التجار تمور "الزهدي" أيضاً لسهولة تخزينها فهي تتحمل الظروف المناخية، وتبقى صالحة فترة طويلة، بدون عناء عمليات "الكبس" التي تبدو معقدة.
وبالنسبة لقائمة تمور العراق الفاخرة، قد يبدو مفاجئاً أن معظم تمور العراق القابلة للتصدير هي من صنف الزهدي حسب خبراء المحافظة، كما أن الهند هي أكثر بلد يستورد هذه الثمرة، دون أن يكون واضحاً سبب ذلك، رغم علاقة قديمة تربط كربلاء وأضرحتها المقدسة وتجارتها خلال القرون الماضية، بأمراء ومهراجات الهند.
أبرز صادرات العراق و80% منه إلى الهند!
زمان صاحب العواد، رئيس غرفة تجارة كربلاء، لشبكة 964:
الزهدي هو الرائج في التمور التي يصدرها العراق، لتحمله ظروف النقل حتى لو كانت بطرق بدائية، بينما الأصناف الجيدة تحتاج طرقاً معقدة للخزن والنقل.
80% تقريباً من كمية الزهدي العراقي المصدرة تذهب إلى الهند، والـ20% المتبقية إلى تركيا وبنغلادش وباكستان والمغرب ومصر.
يبلغ إجمالي كميات التمر الزهدي الذي يصدره العراق نصف مليون طن سنوياً، معظمه من كربلاء حيث يبلغ ما تصدره 150 ألف طن سنوياً، أي أن ثلث ما يصدره العراق يأتي عن طريق كربلاء .
ومن الناحية التجارية يفترض أن تصدر الأصناف الأخرى من التمور ذات الجودة العالية إلى خارج البلاد مثل البرحي أو الخستاوي، لكن لا تتوفر لدى المصنعين والمصدرين أجهزة تبريد وتغليف مناسبة لها.
ويصدر التمر الخستاوي إلى خارج البلاد بكميات قليلة، وبطرق بدائية عبر وضعه بأكياس بوزن 10 كيلو غرام للكيس الواحد.
ندعو الحكومة إلى دعم القطاع الخاص عبر توفير أرض خاصة لإنتاج وتصدير التمور، لما لها من مردود مالي يدعم الاقتصاد العراقي.
جواد الكريطي – صاحب بستان وعضو الجمعيات الفلاحية:
نخلة الزهدي هي الأكثر تحملاً للعطش، ومقاومة للأوبئة والأمراض وللظروف الجوية.
يتحمل التمر الزهدي، جميع ظروف الخزن وتسويقه ولو لمسافات طويلة جداً دون أن يتلف، بالإضافة إلى الخزن بدون براد لأكثر من سنة، لأنه يحتوي على ألياف غير موجودة في الأنواع الأخرى.
تناسب جو كربلاء وفسائلها أكثر
وليد حمد – عضو اتحاد الجمعيات الفلاحية، لشبكة 964:
هنالك مميزات عدة لمحصول تمر الزهدي تدفع المزارعين إلى زراعته، بالإضافة إلى دخوله في عدة صناعات تحويلية، اذ يدخل في صناعة (المخللات، الحلويات، الدبس).
كما أنه يقاوم في عملية الخزن، وهو مرغوب في دول مثل الهند، باكستان، المغرب، وهو الأكثر تصديراً خارجياً مقارنة بباقي التمور.
كربلاء تشتهر بزراعة التمر الزهدي منذ فترات طويلة، اذ توارثناها من الأجداد والآباء ولحد الآن، لاسيما وأن نخلة الزهدي متكيفة مع أجواء كربلاء، حيث أنها مقاومة للجفاف.
لنخلة الزهدي ميزة مهمة وهي سهولة جني ثمارها، إلى جانب سهولة تكثيرها فهي تطرح نحو 20 فسيلة سنوياً، أكثر من باقي الأصناف.
حسين المسعودي – تاجر تمور:
تعتمد كربلاء زراعة الزهدي لنوعيته الجيدة، ولما تمتلكه من أرض طينية تساعد على زراعته.
تمتاز كربلاء بوفرة المصانع ومخازن التمور، وجميع تجار التمور في العراق لديهم مصانع ومخازن في كربلاء، مما يسهل عملية التسويق.
1146 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع